المشاركون في ندوة مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية:

زيارة الرئيس الصيني التاريخية تدعم أواصر الصداقة والتعاون

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المشاركون في ندوة نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أمس في أبوظبي تحت عنوان: «آفاق العلاقات الإماراتية - الصينية»، بمناسبة زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الدولة يوم غد، أن الزيارة التاريخية للرئيس «شي جين بينغ» تدعم أواصر الصداقة والتعاون.

وتحدث في الندوة كل من: الدكتور علي عبيد الظاهري سفير دولة الإمارات لدى جمهورية الصين الشعبية، والسفير ني جيان، سفير الصين لدى دولة الإمارات، بحضور نخبة كبيرة من الدبلوماسيين وعدد من ضباط القوات المسلحة، ولفيف من الكتّاب والصحافيين ورجال الإعلام.

وتناولت الندوة محورين رئيسيين: الأول، ناقش العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وجمهورية الصين، وتحدث فيه السفير ني جيان، سفير الصين لدى دولة الإمارات، الذي أشار إلى أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية هي علاقات قوية ووطيدة.

مؤكداً أن العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة هي الأكثر عمقاً لجمهورية الصين الشعبية مع أي دولة أخرى، فهناك علاقات اقتصادية متنامية، وعلاقات سياسية ودبلوماسية قوية، كما يوجد روابط في العادات والتقاليد، وهناك نقاط التقاء كثيرة بين البلدين، ولعل تبادل الزيارات على أعلى المستويات يؤكد عمق هذه العلاقات ومتانتها.

وأشار السفير ني جيان إلى أن حجم التبادل التجاري بين الدولتين تجاوز الـ 40 مليار دولار، كما تربو الاستثمارات على تريليون دولار، كما زاد عدد الزوار الصينيين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وسجل عام 2016 أكثر من 20 ألف زائر صيني، ويتوقع في ظل إعفاء مواطني الدولتين من التأشيرة المسبقة أن يرتفع هذا العدد إلى معدلات كبيرة خلال الأعوام المقبلة.

زيارات

وفيما يخص العلاقات الثقافية أشار السفير ني جيان إلى أن هناك الكثير من الفنانين الذين يزورون دولة الإمارات العربية المتحدة، وهناك فِرق صينية تشارك في المهرجانات الإماراتية، كما أن الكثير من الفنانين الإماراتيين يزورون جمهورية الصين الشعبية، وهناك أيضاً تبادل طلابي، مشيداً باقتراح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

بتدريس اللغة الصينية في المدارس داخل الدولة، وهناك الآن 11 مدرسة تدرّس اللغة الصينية، وهذا سيسهم في تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين. وبخصوص الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني شي جين بينغ للدولة، أكد السفير ني جيان أنها تنطوي على أهمية كبيرة، فهي الأولى لرئيس صيني منذ نحو 30 عاماً، وهي الأولى له بعد إعادة انتخابه رئيساً للبلاد، وأكد أنها ستدعم أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين.

المزايا والمصالح

وأما المحور الثاني، فتناول فيه الدكتور علي عبيد الظاهري، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية الصين، الأبعاد الاستراتيجية للعلاقات «الإماراتية –الصينية»، وأكد الظاهري أن زيارة الرئيس الصيني المرتقبة إلى الإمارات ترجمة لمدى قوة ومتانة العلاقات بين الدولتين، اللتين تشتركان في العديد من المبادئ والرؤى وتتكاملان في العديد من المزايا والمصالح.

ولهذا ليس غريباً أن تصل العلاقات بينهما إلى مستوى استراتيجي غير مسبوق، مشيراً إلى أن العلاقات الثنائية بين الدولتين تكتسب أبعادها الاستراتيجية انطلاقاً من المصالح المشتركة بينهما.

ففي الوقت الذي تنظر فيه الإمارات إلى جمهورية الصين الشعبية باعتبارها شريكاً استراتيجياً وطرفاً أساسياً في معادلة تحقيق الانتعاش الاقتصادي والاستقرار والاستثمار الأمثل لمواردها، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تكتسب أهمية خاصة في الاستراتيجية الصينية تجاه منطقة الشرق الأوسط، ليس لأنها تلعب دوراً في إرساء أسس عوامل الأمن والاستقرار في المنطقة فحسب، وإنما أيضاً لما تمثله من نموذج تنموي ناجح في المنطقة.

نجاح

وأشار الظاهري إلى أن النجاح الباهر الذي تحقق في كلا البلدين على مختلف الأصعدة، خلال العقود الماضية، أكسبهما أهمية جيوسياسية وجيواستراتيجية على نطاق واسع، سواء على الصعيد القارّي أو العالمي، ولذلك فإن بناء الشراكة الحقيقية بينهما بات أمراً ضرورياً وملحاً من أجل توحيد الجهود للتصدي للتحديات كافة التي تواجه شعوب المنطقة والعالم.

وخلص السفير علي عبيد الظاهري إلى أن تنامي الأبعاد الاستراتيجية للعلاقات «الإماراتية- الصينية» سيكون له تأثيرات إيجابية كبيرة في مسيرة تعاون البلدين على المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية والعلمية كافة، وخاصة أن قيادتي الدولتين تدركان أهمية هذا التعاون بينهما.

كما أن هذه التأثيرات ستمتد لتسهم في رسم خريطة جديدة أوسع وأشمل للعلاقات الاستراتيجية بين جمهورية الصين الشعبية والدول العربية كافة، حيث إن هناك الكثير من أوجه التعاون المرتقب تنميتها في السنوات القليلة المقبلة، بناء على مخرجات الدورة الثامنة لمنتدى التعاون «الصيني- العربي» والتي أقيمت الأسبوع الماضي في بكين، ما سينعكس بالخير على الشعوب العربية والشعب الصيني الصديق بكل تأكيد.

شراكة شاملة

وكانت الندوة بدأت بكلمة ترحيبية للدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أكد فيها أن العلاقات «الإماراتية –الصينية» كانت دائماً قوية ومتميزة، وشهدت خلال السنوات الأخيرة، وخاصة في المجال الاقتصادي نمواً مطرداً.

وأشار السويدي إلى أن العلاقات بين الدولتين تمضي قدماً نحو ترسيخ الشراكة الاستراتيجية الشاملة، المبنية على الأهمية الخاصة لكل منهما، فقد استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال سنوات قليلة، أن تقدم نموذجاً تنموياً فريداً يحظى بالتقدير في مختلف الأوساط والهيئات الإقليمية والدولية، فيما حققت جمهورية الصين الشعبية معجزة اقتصادية، تبوأت من خلالها مكانة مرموقة على الصعيد الدولي.

شراكة واعدة

أكد الكاتب والمفكر الإماراتي الدكتور يوسف الحسن لـ «البيان» أن هناك شراكة واعدة وطموحة جداً بين الصين والإمارات، وذلك في إطار مبادرة «الطريق والحزام»، مشيراً إلى وجود الكثير من الفوائد والمنافع المتبادلة بين الدولتين في مختلف المجالات، وأضاف أن توسيع الشراكة مطلب في صالح البلدين، مشيراً إلى أهمية الندوة للتعرف إلى وجهة النظر الصينية والإماراتية والتعرف إلى التعاون الثقافي والدبلوماسي بين البلدين.

Email