رئيس مجلس الأعمال الصيني في الدولة:

الإمارات بوابة الفرص المثالية لأسواق المنطقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد هوانغ يانغ زانغ، رئيس مجلس الأعمال الصيني في الإمارات، أن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لدولة الإمارات يوم الخميس المقبل ستعطي دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية بين البلدين وستنسج روابط تجارية إضافية تحقق الأهداف المشتركة لمجتمعي الأعمال في البلدين.

تعزيز الاستثمارات

وقال في حوار خاص مع وكالة أنباء الإمارات «وام» إن العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين الإمارات والصين تعكس مدى اهتمام وحرص البلدين على تعزيز الاستثمارات والمشاريع التنموية المشتركة بينهما بما يسهم في فتح المزيد من الفرص الاستثمارية الواعدة بين البلدين.

وأضاف أن الإمارات تعد بوابة الفرص المثالية للدخول إلى أسواق الشرق الأوسط، مشيراً إلى قوة العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين والتي تشهد تطورات ملحوظة على الصعد كافة ويترجمها تنامي مؤشرات التبادل التجاري والاستثماري فضلاً عن التواجد المؤثر للعديد من الشركات الصينية في أسواق الدولة.

وأشار زانغ إلى أنه بالرغم من انخفاض أسعار النفط وتباطؤ الاقتصاد العالمي، فإن الأمر يستدعي، وكما تعلمنا من التجارب السابقة، ألا نحصد مؤشرات الرضا، بل نعمل بجد على الاستفادة من الظروف الراهنة والاستعداد للتعامل مع التطورات المستقبلية، وبذل أقصى الجهود لإعادة هيكلة الاقتصاد عن طريق الإصلاح والابتكار.

تنسيق مستمر

وحول دور مجلس الأعمال الصيني في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين..

قال زانغ إن مجلس الأعمال المشترك يعمل على تعزيز التنسيق الاتصالات وتبادل المعلومات والتعاون في مجال الأعمال بين الشركات والمؤسسات الصينية في الإمارات وحماية الحقوق والمصالح القانونية لأعضائه وتمثيلهم في المعاملات مع الأفراد والكيانات الخارجية وتعزيز التفاهم والتواصل مع الحكومات المحلية ومجتمع الأعمال وتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري مع الإمارات.

وأضاف أنه يبلغ تطلعات الأعضاء بشأن التراخيص وتزويدهم بمختلف الخدمات لتوجيه وتنسيق الشركات الممولة من الصين لتشغيل الأعمال القانونية وتحقيق المنافسة العادلة وحل المشاكل التجارية الرئيسية من خلال المفاوضات لتعزيز التنمية الاقتصادية والتجارية بين الجانبين.

وحول عدد الشركات الصينية العاملة في الإمارات وحجم استثماراتها وأنواع القطاعات التي تعمل فيها..

أشار إلى وجود حوالي 4200 شركة صينية تعمل في الإمارات بنهاية العام الماضي، لافتاً إلى أن رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر من الصين إلى الإمارات بلغ 9.1 مليارات دولار نهاية 2017 بما في ذلك النفط والغاز والبنية التحتية والمالية والبناء والاتصالات والتجارة وغيرها وأن العام الماضي وحده شهد تدفقاً استثمارياً مباشراً من الصين إلى الإمارات بنحو 610 ملايين دولار.

مناخ الاستثمار

وذكر زانغ أن مناخ الاستثمار في الإمارات يجذب الاستثمارات الصينية، مشيراً إلى مشاركة المستثمرين الصينيين في مشاريع التنمية بالإمارات بفضل البنية التحتية الجيدة وبيئة الأعمال السهلة والنظام القانوني الشامل، فهم يعتبرون الإمارات بوابة مثالية لهم لتحديد الفرص في أسواق الشرق الأوسط.

وتابع أن الفترة القادمة ستشهد شراكات جديدة بين الإمارات والمؤسسات الصينية في العديد من القطاعات المهمة مثل الصناعة والمصنوعات والتمويل والثقافة والتعليم والطاقة والزراعة وغيرها.

وحول عدد السياح الصينيين الزائرين إلى الإمارات.. أوضح زانغ أن نسبة السياح من الصين خلال 2012 شكلت 1.7% من إجمالي عدد السياح الوافدين إلى الإمارات لترتفع خلال 2016 إلى 4% من إجمالي الزائرين للإمارات مع توقعات بتنامي تلك النسبة خلال السنوات القليلة المقبلة.

وكشف أن الإمارات هي أول دولة في منطقة «مبادرة الحزام والطريق» تحصل على إعفاء متبادل للتأشيرة لجواز السفر العادي مع الصين في 2017 وتجاوز عدد السياح الصينيين إلى الإمارات 1.1 مليون سائح بمعدل نمو 50% على أساس سنوي وكانت هذه المرة الأولى التي يتجاوز فيها عدد الزوار الصينيين في دولة الإمارات مليون زائر.

وأضاف أن عدد السائحين الصينيين إلى أبوظبي خلال 2017 بلغ نحو 374 ألف سائح وبلغ معدل النمو السنوي 61%، لافتاً إلى أنه خلال العام الجاري أصبحت الصين أكبر مصدر للسياحة في أبوظبي.

وتابع أنه خلال 2017 نمت الصين لتصبح خامس أكبر مصدر للسياح الأجانب في دبي، حيث زاد عدد الزوار الصينيين الذين يزورون دبي لأكثر من 764 ألف زائر صيني بنسبة نمو 41% مع توقعات بارتفاع الزائرين الصينيين إلى دول الخليج بحلول 2021 بما لا يقل عن 2.5 مليون سائح صيني تستحوذ الإمارات على الحصة الأكبر منهم.

طريق الحرير

وحول أهمية مشروع «طريق الحرير» في تعزيز التعاون بين الإمارات والصين.. ذكر رئيس مجلس الأعمال أن الصين والإمارات تشتركان في استراتيجيات إنمائية مماثلة منها «مبادرة الحزام والطريق» والتي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ وتتفق بشكل كبير مع مفهوم «إحياء طريق الحرير».

وأضاف زانغ أن مبادرة «حزام واحد وطريق واحد» تجلب وتعزز فرص الاستثمار والتجارة للبلدين، منوهاً بإنجازات التطوير المشترك بين الصين والإمارات بشأن المبادرة.

حيث أصبحت الإمارات العضو المؤسس لبنك الاستثمار في البنية التحتية الآسيوية ويتم تنفيذ سلسلة من المشاريع الكبرى للتعاون في مجال النفط والغاز. يشار إلى أن صندوق الاستثمار المتبادل الصيني - الإماراتي يسير بسلاسة في بناء المطارات والموانئ والطرق والبنى التحتية للاتصالات وقد تم افتتاح بنك المقاصة الرنمينبي في الإمارات.

وبسؤاله عن المشاريع الصينية الجديدة المتوقع الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة.. أوضح زانغ أن الشركات الصينية نشطة للغاية في استكشاف فرص استثمارية جديدة مع شركائها المحليين في الإمارات وأنها تركز على مشاريع مثل الحديقة الصناعية والبيع بالجملة والنفط والغاز.

قطاعات

وحول أكبر الشركات الصينية العاملة في الإمارات وحجم رأس مالها الاستثماري والقطاعات التي تعمل فيها، أشار إلى شركة البترول الوطنية الصينية (CNPC) وشركة China State Construction، وشركة COSCO للشحن وHuawei وJOCIC وغيرها.

مضيفا أن هذه الشركات تستثمر مليارات الدولارات في الإمارات تشمل القطاعات التشغيلية العاملة فيها النفط والغاز والبناء والموانئ والتكنولوجيا والمنطقة الصناعية.

وعن حجم التجارة الثنائية بين البلدين، قال إن التجارة بين الصين والإمارات بلغت قيمتها 53.3 مليار دولار خلال 2017 وأن الإمارات هي ثاني أكبر شريك تجاري للصين وأكبر سوق تصدير في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وحول أهمية مشاركة الشركات والمؤسسات الصينية في «إكسبو 2020 دبي».. أوضح أن جناح الصين يهدف من خلال المشاركة إلى عرض إنجازات التنمية التي حققتها الصين في مجالات المعلومات والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والاتصالات والنقل والصناعات الجديدة ورأس المال المالي والحكم لعرض مساعي الصين في تعزيز الابتكار العلمي والتكنولوجي واستكشاف الفرص الجديدة وبناء قرية عالمية للبشرية فضلاً عن الدور المهم الذي تلعبه في دفع الحضارة الإنسانية.

وتابع زانغ أن الإمارات، باعتبارها واحدة من أهم الشركاء للصين في الشرق الأوسط، تعمل كنقطة اتصال رئيسية لمبادرة الحزام والطريق، لافتا إلى أن مشاركة الصين ستعزز التعاون الثنائي في مجالات التجارة والاستثمار والثقافة والسياحة خلال فترة المعرض التي تمتد لستة أشهر.

وأضاف رئيس مجلس الأعمال الصيني أنه من المتوقع أن ينظم جناح الصين العديد من الأنشطة الاقتصادية والتجارية على مستوى المؤسسات الإقليمية والتي تعرض اقتراح الصين لمتابعة الابتكار والبحث عن الفرص وبناء الانسجام.

13.2

بلغت قيمة التجارة السلعية غير النفطية بين أبوظبي والصين 13.2 مليار درهم خلال 2017، تشكل ما نسبته 8.2% من إجمالي تجارة الإمارة المسجلة في نهاية العام ذاته، والبالغة 160 مليار درهم، وفق الأرقام الصادرة عن مركز إحصاء أبوظبي.

وتظهر القراءة الخاصة بالمؤشر البياني لبوصلة حركة تجارة السلع غير النفطية لأبوظبي، أن الصين تصنف ضمن قائمة الخمس الكبار الذين ترتبط معهم الإمارة بأكبر علاقات تجارية عالمياً، مدعومة بتعاون اقتصادي قوي على مختلف الصعد.

ويتضح ارتفاع وتيرة الحركة التجارية بين الجانبين من خلال تقارب مستويات أحجامها على جميع الاتجاهات، سواء المتعلقة بالصادرات أو الواردات، وذلك علاوة على تجارة إعادة التصدير التي باتت أبوظبي ودولة الإمارات بشكل عام مركزاً إقليمياً لهذا النوع من التجارة.

ويعلل العديد من المختصين استمرار تطور العلاقات بين الجانبين التي تعود جذورها إلى أكثر من ثلاثة عقود، نتيجة النشاط المتبادل لرجال الأعمال الإماراتيين والصينيين، وهو الأمر الذي ساهم في زيادة وتيرة التبادل السلعي والاستثماري في مختلف المجالات.

Email