الدولة كسبت ثقة العالم في إدارة المتاحف

مدير متحف في بكين: حراك الإمارات الثقافي متميّز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور شان جي شيانغ مدير متحف القصر «المدينة المحرمة» في العاصمة بكين أن الإمارات تمتلك حراكاً ثقافياً متميزاً من خلال الأنشطة التي تنظمها والمتاحف المتنوعة التي تضمها في مساحتها، وأنها تسعى من خلال الثقافة إلى نشر التسامح ونقل القيم إلى شعوب العالم وعرضها بطريقة مبتكرة كما هي رؤية الصين، مشيراً إلى أن كلتا الدولتين تسعيان من بوابة الثقافة والمعرفة إلى تعزيز السلم والاستقرار لدى شعوب العالم.


تطور كبير
وأوضح خلال حديثه للوفد الإعلامي الإماراتي الذي زار الصين مؤخراً أن العلاقات الإماراتية الصينية شهدت تطوراً كبيراً خلال السنوات الماضية في مختلف المجالات، وخصوصاً في المجالات الثقافية، مشيراً إلى أنه يجري التباحث حالياً مع الجانب الإماراتي للحصول على فرصة كالتي حصل عليها متحف اللوفر في مدينة أبوظبي لعرض الآثار الصينية في الوطن العربي، وزيادة أوجه التعاون فيما يتعلق بالبحوث الطبيعية والآثار.


وأشار شيانغ إلى أن الإمارات تمكنت بفضل الجهود التي بذلتها من الاستحواذ على ثقة دول العالم خصوصاً فيما يتعلق بإدارة المتاحف والحفاظ على الآثار، وهناك العديد من الشواهد التي تؤكد سلامة إدارتها وحرصها على تطوير الجوانب الثقافية والمحافظة على المقتنيات الأثرية سواء التي تملكها وترمز إلى الحضارة العربية بشكل عام والإماراتية بشكل خاص أو تقديم الدعم المادي والمعنوي للدول للحفاظ وترميم معالمها الأثرية والتاريخية.


مشاريع مستقبلية
وأكد أن متحف القصر «المدينة المحرمة» الذي يضم أكثر من مليون قطعة أثرية ترمز إلى الحضارة الصينية تجمعه علاقات مع الإمارات وبعض المتاحف فيها، وهناك خطط ومشاريع مستقبلية لزيادة حجم التبادل الثقافي والمعرفي وتبادل الآثار لتعريف الشعب الصيني بالحضارة العربية وتعريف الشعوب العربية بالحضارة الصينية خصوصاً بعد مبادرة الحزام والطريق التي قامت لزيادة أوجه التعاون بين الصين والدول العربية.


تفاصيل
وأوضح مدير متحف القصر إن «المدينة المحرمة» في العاصمة الصينية بكين تستقبل سنوياً ملايين الزوار، الذين يستمتعون بالتواجد في مكان كان محرماً على العامة لقرون، عندما كان مقراً لأباطرة الصين المتعاقبين، مشيراً إلى أن اسم «المدينة المحرمة» يطلق على القصر الامبراطوري الذي أقام فيه 24 إمبراطوراً صينياً على مدار 600 عام، واكتسب اسمه من الإجراءات الأمنية المشددة التي كانت تتخذ لحماية الأباطرة القاطنين فيه.


مليون عامل
وأشار إلى أن «المدينة المحرمة» تقع على مساحة 720 ألف متر مربع، وبدأ بناؤها خلال عهد أسرة «مينغ» الصينية الحاكمة، عام 1406، وفقاً للوثائق التاريخية، واستمر 14 عاماً، وشارك فيه حوالي مليون عامل، وتم إحضار مستلزمات البناء من جميع أنحاء الصين، وأصبحت المدينة متحفاً منذ عام 1925.


وأكد الدكتور شان جي شيانغ أن المدينة تعد واحداً من بين أكبر 6 قصور في العالم، كما أنها أحد أكبر الآثار التاريخية المبنية من الخشب، ويوجد بها مليون قطعة أثرية تظهر التاريخ والثقافة الصينية، وتمثل سدس الآثار التاريخية الموجودة في جميع أنحاء الصين.


إجراءات أمنية
وأشار إلى أنه ضمن الإجراءات الأمنية لحماية المدينة المحرمة، تحاط المدينة بقنوات مائية يتراوح عرضها بين 30 و50 متراً، بحيث لا ترتبط المدينة بالبر سوى عبر بواباتها، كما تحفل أرضية المدينة بكتل حجرية تمتد لعدة أمتار تحت الأرض، لتحول دون تسلل الأعداء إلى المدينة من خلال أنفاق يحفرونها تحت الأرض، ويلفت النظر خلو المدينة من الأشجار، ماعدا قسم صغير يعد الحمام الخاص للإمبراطور، ويرجع سبب ذلك إلى الإجراءات الأمنية أيضاً، وذلك للحيلولة دون تسلل الأعداء للمدينة مختبئين خلف الأشجار. وأضاف: تمتد الإجراءات الأمنية لتشمل كيفية نوم الإمبراطور أيضا، حيث كان الإمبراطور ينام كل يوم في غرفة مختلفة، ولا يعرف سوى حرسه الخاص الغرفة التي ينام بها، ورغم أن تحكم الإجراءات الأمنية في العديد من مناحي الحياة في المدينة قد يبدو مثيراً للضيق، إلا أن تلك الإجراءات أفلحت في النهاية في تحقيق هدفها، حيث لم يسجل التاريخ مقتل أي امبراطور داخل المدينة المحرمة.


بوابات
وأوضح: «يتكون القصر من 4 بوابات للمدينة في جهات الشمال والجنوب والشرق والغرب، كما توجد أبراج مراقبة في زوايا جدران المدينة الضخمة، تتيح مراقبة المنطقة المحيطة باستمرار، وتمتلئ المدينة بتماثيل وصور لحيوانات حقيقية وأسطورية، يأتي على رأسها التنين، الحيوان الأسطوري الذي يرمز للقوة والمكانة، والذي تنتشر تماثيله ورسوماته في أنحاء المدينة لدرجة لا يعرف العدد الإجمالي لها، كما تنتشر تماثيل ورسومات التنين حول قنوات المياه، وعلى أسقف مباني المدينة، وعلى قطع الزينة الرخامية».


16 مليوناً
وأكد مدير متحف القصر أنه منذ تحول المدينة التي تقع بجانب ميدان تيانانمن في العاصمة بكين، إلى متحف، يؤمها الراغبون في التعرف على أسرارها المحرمة، ويزور المدينة أكثر من 16 مليون شخص سنوياً، وأدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، المدينة المحرمة في قائمة التراث الثقافي العالمي عام 1987، وسجلتها كأحد أكبر المباني الخشبية الأثرية الباقية في العصر الحالي.
ولا يسمح للزوار بالتجول في معظم أقسام المدينة، وإنما يتاح لهم مشاهدتها من الخارج. ويسمح فقط للزوار المهمين بدخول الصالة الكبرى ومعظم الغرف، وذلك للحفاظ على الآثار التاريخية الموجودة بها.

Email