برئاسة ماجد المعلا وممثلين عن «مِراس» و«دبي القابضة» و«دي إكس بي» و«طيران الإمارات»

«هلا بالصين» تؤسس مجلس إدارة وتطلق أولى شراكاتها الاستراتيجية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت «هلا بالصين»، المبادرة المشتركة بين «مِراس» و«دبي القابضة»، التي تم إطلاقها في وقت سابق من العام الجاري، عن توقيع أولى اتفاقياتها الاستراتيجية. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقد، أمس، في دبي بتنظيم من «مِراس»، ودعم من القنصلية العامة لجمهورية الصين الشعبية في الإمارة، حيث شهد تأسيس مجلس إدارة للإشراف على المبادرة.

وتقدم «طيران الإمارات» الخطوط الجوية الناقلة الرسمية لمبادرة «هلا بالصين»، مجموعة من الباقات والمزايا الجذابة للمتحدثين باللغة الصينية عبر مساراتها السبعة القادمة من الصين، فيما ستكون شركة خدمات الدفع «يونيون باي» شريك الدفع المفضل للمبادرة، إضافة إلى «بنك الصين» الذي سيتولى إرساء علاقات اقتصادية طويلة الأمد من خلال باقة من الخدمات المالية.

شراكات

وسيشرف على الشراكات الاستراتيجية الحالية والمستقبلية مجلس إدارة جديد يرأسه الشيخ ماجد المعلا، نائب رئيس أول طيران الإمارات لدائرة العمليات التجارية، وسيشغل محمد الملا، الرئيس التنفيذي لـ «دي إكس بي إنترتينمنتس» منصب نائب الرئيس وعضو مجلس الإدارة.

وسيتولى المجلس مسؤولية قيادة وتوجيه الأنشطة التي تنظمها مبادرة «هلا بالصين»، بما في ذلك جدول الفعاليات السنوي الذي يستهدف الزوار الصينيين. وتشمل قائمة أعضاء مجلس الإدارة هدى بوحميد، الرئيس التنفيذي للتسويق في «دبي القابضة»، ومحمد سعيد الشحي، الرئيس التنفيذي للعمليات في حي دبي للتصميم، وسالي يعقوب، الرئيس التنفيذي للمراكز في «مِراس»، وعادل إبراهيم، مسؤول الشؤون العامة في مكتب رئيس مجموعة «مِراس»، وشاوكيان ليان، رئيس شؤون الصين لدى «مِراس».

يأتي اختيار أعضاء مجلس الإدارة بهدف دمج مجموعة واسعة من الخبرات في قطاع السياحة والاقتصاد على نطاق أوسع، إضافة إلى الخبرة التي تعزز قدرة المجلس على تخطيط الفعاليات الجاذبة والإشراف عليها وإدارتها بهدف الاستفادة من الفرص المتاحة للسياحة والتجارة والاستثمار.

أهداف

وقال عبدالله الحباي، رئيس مجموعة «مِراس»: «تم إطلاق مبادرة «هلا بالصين» من أجل مواءمة أهداف الشركاء الاستراتيجيين في دبي والصين، ودعماً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وأضاف الحباي: «يعدّ توقيع هذه الاتفاقيات الاستراتيجية أولى الخطوات نحو تحقيق الازدهار المشترك، بما تحمله من أهمية ورمزية في الوقت ذاته، لتوفير أساس راسخ لنجاح مبادرة «هلا بالصين». ومن ناحية أخرى، يعدّ تأسيس مجلس الإدارة أمراً حاسماً لضمان استمرارية المبادرة. ونحن واثقون بأن الشراكات الاستراتيجية التي انطلقت، أمس، ستكون باكورة لشراكات أخرى عديدة مقبلة، وسوف تلعب دوراً في تعزيز العلاقات بين الشركات والمستثمرين ورجال الأعمال والمسافرين في الصين والإمارات على مدى أجيال طويلة قادمة.

أهمية

من جانبه، أكد الشيخ ماجد المعلا، نائب رئيس أول طيران الإمارات لدائرة العمليات التجارية، أهمية مبادرة «هلا بالصين»، التي ستساعد الشركات على تعزيز علاقاتها مع الصين، خاصةً في القطاع السياحي والتجاري بين البلدين. وأوضح أن «طيران الإمارات» كونه جزءاً من الشركات المساهمة في المبادرة تستهدف تقديم عدة تسهيلات للمسافرين من خلال شركاتها التابعة، وعلى رأسها «الإمارات للعطلات».

وبصفته رئيس مجلس إدارة مبادرة «هلا بالصين»، كشف أن المجلس اتخذ خطواته بصدد إنشاء خط ساخن مخصص وخدمات استقبال وإرشاد جديدة بلغة الماندرين الصينية للزائرين الصينيين إلى دبي، وستوفر الخدمة الجديدة معلومات سياحية لزوار المدينة من الصينيين بهدف مساعدتهم على تحقيق أقصى فائدة ممكنة خلال إقامتهم في دبي.

وتابع: «غالباً ما تكون اللغة أحد أكبر العوائق التي يواجهها رجال الأعمال والسياح خلال بحثهم عن التجارب التي تتيح لهم الاندماج في بلد جديد، وإنشاء الروابط والذكريات، ومع إطلاق خدمة مخصصة للمتحدثين باللغة الصينية، نهدف إلى إتاحة مزيد من التجارب التي أعدتها دبي لزوارها الصينيين، ولنؤكد بذلك التزامنا بدعم رؤية دبي في تحولها إلى وجهة عالمية، وتأمين نقاط اتصال مبتكرة مع البلدان الرئيسة المستهدفة».

زيادة

وكشف المعلا في تصريحات للصحفيين على هامش إطلاق المبادرة، أن طيران الإمارات تتطلع إلى زيادة حقوق النقل بين الإمارات والصين لزيادة عدد الرحلات الجوية بين البلدين. وقال إن الناقلة تسير أسبوعياً 38 رحلة بين دبي ووجهات مختلفة في بر الصين، يضاف إلى ذلك ثلاث رحلات إلى هونغ كونغ يومياً.

وأضاف أن هناك محادثات مستمرة بين البلدين بخصوص زيادة حقوق النقل الجوي بين البلدين، مثمناً الجهود الكبيرة المبذولة من جانب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، في هذا الشأن. وتوقع أن تتيح زيارة الرئيس الصيني إلى الإمارات، الخميس المقبل، التوصل إلى نتائج مهمة بهذا الخصوص، مضيفاً أن هناك بعض التشدد من الجانب الصيني سببه شركات الطيران الخاصة الصينية.

وأشار إلى وجود شركات صينية عملاقة في دبي بحاجة إلى خدمات الطيران والشحن، مثل شركة «علي بابا»، التي تعد من أبرز الشركات في قطاع التجارة الإلكترونية، لافتاً إلى الاتفاقية الموقعة الشهر الماضي بين الإمارات للشحن الجوي، قسم الشحن التابع لطيران الإمارات وأكبر ناقلة دولية للشحن، وعلي بابا.

وقدر نسبة الإشغال على خطوط طيران الإمارات نحو المدن الصينية بأكثر من 90% وسط طلب قوي على السفر من السوق الصيني، لافتاً إلى أن الناقلة ترى وجود حاجة ماسة إلى زيادة الرحلات إلى أكثر من ذلك لتلبية هذا الطلب، خاصةً أن نسبة كبيرة من الصينيين يسافرون عبر طيران الإمارات للتوجه نحو وجهات أخرى غير دبي. وشدد على أن كل المدن الصينية مهمة لطيران الإمارات، لكن تبقى الأولوية للمدن الكبيرة التي تسير إليها رحلات يومياً، مثل بكين، وشنغهاي، وجاونزو، وهانشون، وغيرها.

مستقبل مشرق

بدورها، قالت لي لينغ بينغ، القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية في دبي، إن هناك مستقبلاً مشرقاً يتنظر العلاقات الإماراتية الصينية بمتانتها وشراكتها الاستراتيجية من جوانب عديدة، منها السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية خلال السنوات القليلة المقبلة.

وأضافت في تصريحات للصحفيين، أن هناك أسساً تجارية متينة وتعاوناً كبيراً في الوقت الحالي بين البلدين في مجالات مختلفة، ما يبشر بنتائج مثمرة في المستقبل القريب.

وتابعت: «تسعى الصين والإمارات عبر الترويج لمبادرة «الحزام والطريق» إلى تحقيق المزيد من الازدهار والتنمية المتبادلين، من خلال الارتقاء بالعلاقات الثنائية وفتح آفاق جديدة لها. وقالت إن مبادرة «هلا بالصين»، التي أطلقتها «مِراس»، و«دبي القابضة»، بدعم من السفارة الصينية في الإمارات، والقنصلية العامة الصينية في دبي، سوف تسهم في تعزيز التعاون في العديد من المجالات، كالتجارة والتمويل والاستثمار والثقافة والسياحة، ما سيتيح فرصاً وإمكانات أكبر، ويحقق التواصل بين الشعبين الصيني والإماراتي. إنها خطوة غاية في الأهمية، وبها ستدخل الصداقة والتعاون المتبادل بين البلدين عهداً جديداً.

وأشادت بانطلاق مبادرة «هلا بالصين»، واعتبرتها إيجابية ومشجعة، وسيكون لها أثر كبير في زيادة التدفقات السياحية الوافدة من الصين إلى الإمارات، كما أن توقيت إعلانها يأتي قبيل الزيارة المرتقبة لفخامة الرئيس الصيني للدولة، التي ستبدأ يوم الخميس المقبل، وستؤسس لمرحلة جديدة من التعاون المثمر.

شريك

وذكرت أن الزيارة سوف تدفع نحو تعزيز التعاون بين البلدين بمجالات شتى، أبرزها الاستثمار والسياحة والتجارة، لا سيما أن هناك سعياً متبادلاً لبناء روابط اقتصادية وثقافية واستثمارية طويلة المدى. وأشارت إلى أن الإمارات تعد الشريك الأكبر للصين في المنطقة العربية، حيث إن 23% من حجم تجارة المنطقة مع الصين تستحوذ عليها الإمارات، وهناك أكثر من 4 آلاف شركة صينية مسجلة، و270 ألف صيني مقيم.

وأضافت أن هناك أكثر من مائتي رحلة جوية أسبوعياً بين الإمارات والصين، وأن أعداد السياح الصينيين إلى دبي وأبوظبي في تزايد مستمر، حيث بلغ العام الماضي نحو مليون سائح، مقارنة بنحو 880 ألف سائح في 2016، متوقعة زيادة أخرى خلال العام الجاري، لافتة إلى أن هناك عشرات الآلاف من السياح الإماراتيين يأتون للصين وفقاً للإحصاءات الأخيرة.

ولفتت إلى أن حجم التبادل التجاري بين الإمارات والصين حسب آخر إحصاءات يقدر بنحو 40.8 مليار دولار، ومن المتوقع أن تشهد العلاقات التجارية الثنائية بين البلدين نمواً يصل إلى 80 مليار دولار في العامين المقبلين، وفقاً لمركز التجارة الخارجية الصيني.

ورداً على سؤال بشأن دراسة من إعفاء المقيمين في الإمارات من تأشيرة دخول الصين، أجابت بأن ذلك حسب دولة المقيم، وحسب الاتفاقيات الموقعة بين تلك الدولة وجمهورية الصين.

وأكدت أن إمارة دبي مشهورة لدى الشعب الصيني بإمكاناتها الجذابة من الناحية التجارية، وجاذبيتها كونها وجهة مثالية للسياحة، متوقعة أن يكون هناك تزايد بالاستثمارات القادمة من الصين إلى الإمارات في مجالات بالسياحة والتجارة، وأن يكون التعاون «مشرقاً» بين البلدين.

مؤسسات عريقة تنضم إلى المبادرة

تشمل قائمة المؤسسات الرئيسة الأخرى التي انضمت إلى المبادرة، كلاً من «طيران الإمارات»، و«دبي باركس آند ريزورتس»، و«بنك الصين»، ومجموعة «تشاينا إيفربرايت»، و«يونيون باي»، و«شركة الصين القابضة للرحلات»، و«إتش آي كيه فيجن»، و«جولي شيك»، و«مافينغوو»، و«مجموعة يوتور»، و«دي واي أو كونسالتانتس»، و«تشونغتنغ تيانتشوانغ للمعلوماتية»، و«سينو يونيون للاستثمار الاحتياطي».

وستلعب هذه الشركات دوراً في مجالات الأعمال المصرفية والتمويل والسياحة والسفر والتسويق والتكنولوجيا، والتجارة الإلكترونية، إضافة إلى مجالات التعليم والترفيه والبيئة، حيث ستعمل جميعها معاً لابتكار تجربة غنية ومتكاملة للزوار الصينيين.

وتركز مبادرة «هلا بالصين» على وضع جدول سنوي للتجارب والباقات السياحية التي تلبي احتياجات الزوار الصينيين ضمن سبع فئات، تشمل الإقامة والتسوق والمطاعم والترفيه والاستكشاف والصحة وخدمات الاستقبال والإرشاد.

وفي إطار خطة الأنشطة الممتدة على مدار العام، ستستضيف المدينة سلسلة من الفعاليات والبرامج، بما في ذلك مهرجانات المأكولات وعروض الأزياء والفعاليات الرياضية والمهرجانات الموسيقية والفعاليات الثقافية الصينية، وغيرها الكثير.

وتشمل قائمة فعاليات مبادرة «هلا بالصين» المعدّة مسبقاً، إقامة العرض المسرحي الموسيقي الصيني «ريح من البحر» في 15 يوليو 2018، بتنظيم ودعم سفارة جمهورية الصين الشعبية في دولة الإمارات، والقنصلية العامة لجمهورية الصين الشعبية في دبي، ودائرة الثقافة في مقاطعة تشيجانغ الصينية. ويتبع العرضَ مهرجانٌ للأفلام الصينية طوال أسبوع، ترافقه فعالية السجادة الحمراء لنجوم السينما الصينيين، في شهر أكتوبر.

ويعقب ذلك معرض ثقافي صيني في شهر نوفمبر، ومسابقة للمأكولات والطهي في يناير، التي ستشهد مشاركة 15 طاهياً صينياً رائداً يتنافسون لتقديم أشهى الأطباق.

Email