شبكات التواصل الاجتماعي وإدارة الموارد البشرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يسلط مقال «شبكات التواصل الاجتماعي وإدارة الموارد البشرية» المنشور في العدد الثالث من مجلة «صدى الموارد البشرية»، التي تصدرها الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية بشكل نصف سنوي وباللغتين العربية والإنجليزية الضوء على أهمية الدور الذي باتت تلعبه شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثل الـ «فيس بوك»، و«ماي سبيس»، والمواقع ذات الصفة المهنية بدرجة أكبر مثل «لينكدإن»، في إدارة الموارد البشرية واستقطاب أصحاب المواهب والكفاءات للمؤسسة.

ويرى كاتب المقال «بيتر هولاند» من جامعة موناش الأسترالية أن ظاهرة التواصل الاجتماعي عبر تلك المواقع أضحت من الجوانب الرئيسية للتواصل الإلكتروني داخل وخارج أماكن العمل في السنوات الأخيرة، حيث تتيح لأصحاب الكفاءات استكشاف فرص جديدة وأماكن عمل محتملة.

ويعتقد الكاتب أن المؤسسات أصبحت أكثر إدراكاً في الآونة الأخيرة، للآفاق التي تتمتع بها هذه المواقع علماً أنها محور تركيز لشبكات المواهب والكفاءات، وأخذت تبعاً لذلك تشجع التوجهات الرامية لفهم هذه الشبكات، واعتماد إجراءات وسياسات جديدة في إدارة الموارد البشرية للتعامل مع هذه الجوانب الجديدة للعمل.

فبعدما أصبح الوسط الإلكتروني يمثل الطريقة المفضلة للتواصل بالنسبة للعديد من الموظفين العاملين (والموظفين المحتملين)، أخذت المؤسسات تسعى بشكل متزايد إلى تبني هذه التقنيات للتواصل مع موظفيها الحاليين والمحتملين، فمن خلال «صندوق أدوات» البحث عن المواهب وإدارتها، يمكن أن تشكل مواقع التواصل الاجتماعي أداة لتحقيق مشاركة فعالة للموظفين الحاليين والمستقبليين، والمحافظة على التواصل مع الموظفين السابقين الذين قد يعودون إلى هذه المؤسسات في المستقبل.

وتبعاً لذلك أخذت المؤسسات على عاتقها تطوير صفحاتها الخاصة على موقعي الفيسبوك ولينكدإن كوسيلة لتنمية وتعزيز الوعي بعلاماتها التجارية، بالتزامن مع تنامي التركيز على استقطاب المواهب والكفاءات الجديدة من خلال إدراج الوظائف المتاحة لديها على صفحاتها على الشبكة العنكبوتية.

وبحسب المقال فإن المؤسسات تستثمر المنتديات الاجتماعية الشبكية لإبلاغ الموظفين المحتملين بالتطورات المقبلة المرتبطة بفرص العمل، وبدأت إداراتها تدرك بشكل متزايد أن تواجد المؤسسات على شبكات التواصل الاجتماعي يمكن أن يساعد في تطوير شبكات معرفية تتسم بقدر عال من التكامل.

ويتفق ذلك مع رؤية المهنيين في إدارات الموارد البشرية، حيث أظهرت دراسة أجريت في المملكة المتحدة وشملت 275 من مديري الموارد البشرية، أن أكثر من 80% منهم لديهم حسابات على مواقع شبكات التواصل الاجتماعي، مع تركيزهم لعمليات التواصل الاجتماعي على تطوير شبكات المعرفة.

ومع أن هذه العملية أصبحت في غاية الأهمية في عصر التواصل الإلكتروني الجماهيري، إلا أنها، يمكن أيضا أن تكون «سلاحاً ذا حدين»، ففي حين أن المواقع الإلكترونية للمؤسسات تم تطويرها بشكل يتيح تقديم صورة إيجابية عنها، فإنه يوجد لدى الموظفين المحتملين مجموعة متنوعة من مصادر البحث لوضع تصور عن أي مؤسسة، وهو أمر يحظى بالأهمية، خاصة وأن الأبحاث تظهر وعلى نحو متزايد، أن محاور القيم والأخلاق باتت تلعب دورا متزايد الأهمية في قرارات الكفاءات بشأن الانضمام أو عدم الانضمام إلى أي مؤسسة.

ويسلط المقال الضوء على الاستخدام المتزايد للمدونات والمواقع من قبل الموظفين المحتملين للعثور على ما يعتبرونه «المؤسسة الحقيقية» التي يتطلعون إليها، حيث تتيح هذه المدونات والمواقع للموظفين المحتملين تقييم المؤسسة، ومدى تقديمها لمعلومات أكثر تفصيلا على أسئلة محددة تتعلق بالعمل في المقابلات قبل قبول المنصب.

وقد باتت مصادر المعلومات الداخلية هذه تثير بالفعل قلقاً لدى المؤسسات الكبرى مثل «مايكروسوفت» و«بنك ماكواري» لأن المعلومات والتعليقات التي يقدمها المدونون الداخليون يمكن أن يكون لها تأثير على القوى العاملة في المستقبل، لأن هذا الوعي من الموظفين المحتملين، يمكن أن يكون له تداعيات خطيرة على صورة المؤسسات وكيفية النظر إليها في سوق الكفاءات والمواهب. ففي العالم الرقمي، بات من الصعب وعلى نحو متزايد إخفاء الأعمال والممارسات التجارية المشكوك فيها، وبمجرد تكوين منظور سلبي، ربما يكون من الصعب التخلص منه.

Email