أحمد بن بطي نموذج مضيء في قهر الإعاقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يمثل أحمد بن بطي بن عاشور، الذي فقد سمعه وهو في سن العاشرة من العمر، ويعمل حالياً موظفاً في قسم التصاريح بمطار دبي الدولي، نموذجاً مضيئاً للتميز والنجاح وقهر ظروف الإعاقة وتحديها.

معاناة أحمد بدأت عقب تعرضه لمرض أفقده نعمة السمع، إذ تلمس أولى خطواته في مدرسة الأمل للصم طالباً فيها، وكان ذلك عام 1980، ويشير إلى أنه أنهى الصف السادس الابتدائي هناك، لكنه توقف لعدم وجود مدارس يمكن أن تستوعب حالته واحتياجاته، ولكنه لم يتوقف عن العطاء فالتحق بسلسلة من الدورات التدريبية في مجالي الكمبيوتر والتصوير.

ونال عليها العديد من الشهادات، ما مهد له الطريق للانخراط في سوق العمل، وتحديداً في مطار دبي الدولي، الذي أتاح له كامل الفرصة لإثبات قدراته، وكان نموذجاً للموظف الكفء، ويرجع الفضل بعد الله سبحانه وتعالى إلى أسرته في دعمه حتى غدا عنصراً فاعلاً في مجتمعه.

نجاح

لم يعتبر أحمد الإعاقة سبباً ليتراجع عن تحقيق حلمه ومستقبله، فبذل جهده للحصول على شهادة الثانوية العامة، وبالفعل تقدم في صفوف المرحلة الثانوية منازل، ويأمل تحقيق النجاح واستكمال مشواره في الحصول على شهادته الجامعية.

بن عاشور، عضو في نادي دبي لأصحاب الهمم، وشارك في العديد من الفعاليات الرياضية في نادي دبي لأصحاب الهمم، ونادي الثقة للمعاقين بالشارقة، وخصوصاً في لعبتي كرة القدم وألعاب القوى، وحصل على ميداليات ذهبية على مستوى الإمارات في ألعاب القوى والميدالية الفضية في البطولة العربية لألعاب القوى، التي أقيمت في تونس سنة 1994.

وشارك مع فريق النادي الذي حصل على المركز الأول في العديد من البطولات في دول مجلس التعاون الخليجي، منها بطولة الكويت 1999، التي حصل فيها على الميدالية البرونزية في مسابقة 100 متر جري، والفضية في مسابقة 200 متر، علاوة على ذلك كان متطوعاً في مخيم الأمل من دورته الأولى التي أقيمت في يناير 1986، وحتى مخيم الأمل الثامن والعشرين الذي أقيم في ديسمبر 2017، وكان ضمن لجنة العلاقات العامة مشاركاً في استقبال وتوديع الوفود في المطار.

يسهم أحمد بن بطي، حالياً، في إعداد القاموس الإشاري الإماراتي، ويعطي دورات تعليمية في لغة الإشارة، كما يحرص على المشاركة في مؤتمرات خاصة لذوي الإعاقة لمناصرتهم واحتوائهم وتشجيعهم، مؤكداً أنه شارك أقرانه الصم في العديد من الزيارات بهدف تبادل الخبرات، وحصل على شهادات تقدير كثيرة من الجمعية التي تعمل مع ذوي الإعاقة السمعية.

ويشير أحمد بقوله: طموحي لا سقف له، وأملي كبير في إحداث فرق ومساعدة أقراني الصم للحصول على حقوقهم، ودعمهم وتمكينهم.

 

Email