خلال مؤتمر عالمي نظمه مركز جنيف لحقوق الإنسان

نهج الإمارات ثابت في احترام الأديان والثقافات

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظم مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي مؤتمراً عالمياً بشأن «الأديان والمعتقدات ونظم القيم: تضافر الجهود من أجل تعزيز حقوق المواطنة المتساوية» في مكتب الأمم المتحدة في جنيف بالتعاون مع لجنة الهجرة الدولية الكاثوليكية ومجلس الكنائس العالمي ومنتدى الفكر العربي والمجلس العالمي للزعماء الدينيين ومؤسسة «Bridges to Common Grounds» والمركز الأوروبي للسلام والتنمية. شارك في المؤتمر أكثر من 35 متحدثاً من القادة الدينيين والسياسيين والمدنيين من مختلف دول العالم.

وافتتحت أعمال المؤتمر العالمي الذي عقد تحت رعاية الأمير الحسن بن طلال من المملكة الأردنية الهاشمية ببيان معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، أعرب فيه عن دعمه للعمل القيم الذي يميز هذه المبادرة من دولة الإمارات.

والذي يتسق مع نهج الإمارات القائم على أسس ثابتة تشمل في مقدمتها احترام الأديان والمعتقدات وتطوير العلاقات المتنامية مع الحضارات والثقافات المختلفة بالإضافة إلى سعيها الدائم والحثيث إلى تحقيق التواصل والتعارف والمحبة بين الناس.

خطوة رائدة

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إن هذه المبادرة خطوة رائدة لمكافحة جميع أشكال التشدد والتطرف وتسعى في الوقت نفسه إلى تعزيز التماسك الوطني وقبول التعددية فيما بين الثقافات والجنسيات.

وسلط الضوء على جهود دولة الإمارات في نشر وترسيخ ثقافة التسامح ومبادئ التعايش السلمي بما أنها تستضيف أكثر من 200 جنسية مقيمة على أرضها.

وأضاف أن دولة الإمارات تسعى للقيام بذلك في العالم أجمع حرصاً منها على دعم مبادرة مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي. وقال معاليه إنه يجب على المجتمع الدولي تبني هذه المبادرة كأساس مشترك لتعزيز تلك القيم الإنسانية النبيلة على المستوى العالمي وخاصة في إطار منظمة الأمم المتحدة بناء على أهدافها السامية والمتمثلة في النهوض بالسلام العالمي والحفاظ عليه.

أرضية مشتركة

ورحب معالي الدكتور حنيف حسن علي القاسم، رئيس مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي، بالمشاركين، وشدد على أن الطابع الجوهري لموضوع المؤتمر هو إبراز الأرضية المشتركة بين الأديان والتي يمكن من خلالها أن تزدهر حقوق المواطنة المتساوية بعيداً عن التمييز القائم على أساس الجنس أو العرق أو الإعاقة أو العقيدة أو أية سمة فطرية أخرى خارجة عن إرادة الإنسان.

وندد بإساءة استخدام هذه السمة الخاصة لأغراض الاستبعاد الذي يقوض الوحدة الوطنية ويعرقل المسار نحو الاعتراف بالمواطنة العالمية.

وأكد فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا أهمية تنظيم حوار بين الزعماء الدينيين ومتخذي القرار المدنيين من أجل رفع الحواجز وتبادل المعارف المهمة بغية معالجة التحديات العالمية.

وتحدث الأمير الحسن بن طلال من المملكة الأردنية الهاشمية عن الحاجة الملحة للتصدي للجوع المتصاعد في العالم من أجل تحقيق الكرامة الإنسانية لأنه من دونها ستكون كل أشكال الحماية التي توفرها مختلف آليات حقوق الإنسان القانونية بلا معنى.

وقال إن الهوية لا تقتصر على مجموعة واحدة من التوجهات الخاصة بالقيم فحسب بل تشمل أيضاً مجموعة متعددة الثقافات أي موسوعية، وفي كل من الشرق والغرب لم يعد النقاش مقتصراً على المواطنة، بل يتضمن الاعتراف بهويات الأشخاص الخاصة.

وسلط الأخضر الإبراهيمي، وزير خارجية الجزائر الأسبق، الضوء على الأزمة الإنسانية الجارية في العالم، مشيراً بشكل خاص إلى الظلم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني، وقال: إن الوضع في الضفة الغربية يسترعي الانتباه، حيث تسحق حقوق المجتمع الفلسطيني.

وفي ختام المؤتمر ألقى سامي كنعان، رئيس بلدية جنيف، خطاباً هنأ فيه مركز جنيف بانعقاد هذا المؤتمر العالمي حول الأديان والمعتقدات ونظم القيم، مشيراً في هذا الصدد إلى أن جنيف لها تاريخ طويل في عملية تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات.

حوار هادف

قال سماحة الشيخ السيد علي الهاشمي، مستشار الشؤون الدينية والقضائية في وزارة شؤون الرئاسة، إن الحوار الهادف هو المؤسس القوي لضمان الحقوق ويشكل حجر الأساس لضمان متطلبات العيش والمصالح المشتركة. وأكد أن الاختلافات والتنوع هما حقيقتان ثقافيتان، مشيراً إلى أن الإسلام يمنح أهمية كبيرة لأسلوب الحوار بين مختلف الأطراف على أساس قيم الاحترام.

وقال عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، إن التحدي الحقيقي على المستوى العالمي يتمثل في الحوكمة الدولية، مشيراً إلى أن «المشكلة تتعلق بعملية صنع القرار والقيادة» مما يؤكد على حقيقة أن «الأمر ليس مسألة دينية بل هو أمر سياسي». وأضاف موسى، إن الاتجاهات السياسية وانحياز مختلف الأحزاب عائق يقف في طريق عملية صنع السياسات على نحو فعال.

Email