أكاديميون: نقلة نوعية لسبر أغوار الفضاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكّد أكاديميون أن توقيع الإمارات وروسيا الاتحادية اتفاقية تعاون لإرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء يعد نقلة نوعية وعلامة فارقة في قطاع الفضاء الوطني، وإنجازاً جديداً يضاف إلى سجل دولة الإمارات الحافل بالإنجازات، مشيرين إلى أن هذه الاتفاقية تسهم في تحقيق الأهداف الكبيرة التي تنشدها الإمارات في مجال اكتشاف الفضاء.

مهارات المستقب

وقال الدكتور عبد اللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، إن الكليات بوصفها مؤسسة تعليمية وضعت استراتيجيتها للسنوات الخمس المقبلة، وهي مدركة رؤية القيادة الحكيمة والتحديات العالمية، فبناء الإنسان الإماراتي القادر على التنافسية العالمية من خلال امتلاكه مهارات المستقبل ومهارات الثورة الصناعية الرابعة، هو الهدف الذي ترمي لتحقيقه الكليات.

ولهذا عملت على تمكين الطلبة من العلوم والتكنولوجيا المطلوبة للمستقبل، ومنها مجال الفضاء، حيث ارتبطت بمذكرة تفاهم مع وكالة الإمارات للفضاء لتطوير برامج أكاديمية في قطاع الفضاء، وإنشاء مختبرات متخصصة لذلك، وتوفير أفضل الفرص التعليمية والتدريبية للطلبة في المجالات الهندسية والتكنولوجية المرتبطة بالفضاء.

وتابع: كما عملت الكليات على ربط برامجها وتخصصاتها بالشهادات الاحترافية العالمية لتمكين الطلبة من مواكبة التطورات العالمية في المهارات، وجعلهم أكثر جاهزية لسوق العمل المستقبلي، وصولاً إلى المخرجات النوعية التي تطمح لها دوماً قيادتنا الحكيمة. ووصف الشامسي إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء بأنه فخر لكل إماراتي وعربي، مؤكداً أنه نتاج فكر ورؤية وطنية سديدة.

مكانة متقدمة

وأشار الشامسي إلى قبول دولة الإمارات التحدي منذ إعلان قيادتنا الرشيدة استعدادها لدخول السباق العالمي في استكشاف الفضاء، من خلال خطة وضعتها لمئة عام تهدف إلى بناء أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر بحلول 2117، والوصول بمسبار الأمل الإماراتي إلى كوكب المريخ في عام 2021 تزامناً مع الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات.

لتؤكد مكانتها بين دول العالم المتقدمة في اهتمامها بالبحوث والعلوم والتكنولوجيا المتعلقة بمجالات البحث والصناعة العالمية، استناداً إلى ثقتها بثروتها البشرية وشبابها الطامح للاستكشاف والإبداع والتميز.

وعبّر الشامسي عن فخره واعتزازه بكل فريق العمل من شباب الإمارات القائم على مشاريع الفضاء ومسبار الأمل، الذين يمثلون نماذج شبابية ملهمة وواعدة، معتبراً أن كل ما نجنيه اليوم في مجال الفضاء هو نتاج عمل جاد ومخلص وثقة في ابن الإمارات، وأن مشروع رواد الفضاء الإماراتيين هو إنجاز يضاف إلى سجل الريادة والتميز لدولة الإمارات.

وبيّن الشامسي أن اختيار عام زايد لإعداد رواد فضاء إماراتيين يؤكد أن الإنسان الإماراتي الذي آمن به القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبقدرته على العطاء والإبداع، إنما هو حقيقة تتأكد كل يوم وستبقى أساس البناء للمستقبل.

مشيراً إلى أن ذلك هو النهج الذي تسير عليه قيادتنا الحكيمة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

تحدٍ كبير

وقال الدكتور فهر حياتي، عميد كلية الهندسة في جامعة عجمان، إن دخول دولة الإمارات إلى السباق الفضائي يعد تحدياً كبيراً، وخطوة تشرف كل الأمة العربية، كما أن إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء يعد خطوة تاريخية تهدف الإمارات منها إلى تطوير علوم المستقبل في مجالات الابتكار والفضاء والهندسة والطب وخلافها من العلوم الحديثة التي ترتقي بها الشعوب وتتطور وتتقدم وتحقق سبق الريادة عالمياً.

وأضاف أن استثمار الإمارات في العقل البشري قاد إلى تلك الخطوة المهمة في تاريخ الدولة، مبيناً في الوقت ذاته أن الدخول في هذا المجال يعزز قدرات الدولة في كل المجالات الاقتصادية، خاصة أن الفريق القائم على المشروع فريق إماراتي، وسينجح في سبر أغوار الفضاء، شأنه في ذلك شأن الفرق الأخرى من الدول المتقدمة.

إبداع إماراتي

من جهته أكّد الدكتور رياض حامد الدباغ، الخبير في مجال البيئة والطاقة في جامعة عجمان، أن الإمارات تعد دولة سباقة في العمل على استثمار الفضاء للأغراض العلمية والبحثية حتى تكون رائدة في ذلك المجال.

كما أن هذا الإبداع الإماراتي المتميز يأتي استمراراً للإبداعات المتتالية التي تسير عليها الإمارات من خلال دخولها بثقة عالية عصر الفضاء من خلال إطلاقها أول قمر صناعي يحمل اسم دبي سات1، وتصنيع مسبار الأمل، وإنجاز أول مجمع لتصنيع الأقمار الصناعية بالكامل وطنياً، وتدريب رواد فضاء إماراتيين.

وامتلاك منظومة علمية وبحثية متكاملة. وأوضح أن الأهمية العلمية للمشروع تكمن في أنه يأتي ثمرة لتعاون تكنولوجي بين دولة الإمارات وروسيا وضمن إطار مشروع مشترك.

اقتصاد مستدام

وقالت الدكتورة أمل إبراهيم آل علي، الأستاذ في جامعة الشارقة، إن دولة الإمارات تسعى جاهدة لتحقيق رؤيتها 2021، وكذلك المئوية 2071، التي وضعت أحد أهم ركائزها الاهتمام بتنمية الاقتصاد المستدام القائم على المعرفة.

ويتجلى هذا في توقيع هذه الاتفاقية التاريخية، التي تترجم اهتمام الدولة بمجال الأبحاث والتطوير الذي تعول عليه دولة الإمارات الكثير من الاهتمام وتضيف إلى سجل دولة الإمارات الحافل بالإنجازات في مجال علوم الفضاء والتكنولوجيا المتطورة، لافتة إلى أنها تفتح لشباب الإمارات مجالاً جديداً وآفاقاً أخرى لمستقبل واعد لا يقف عند أي تحديات أو عقبات، وترفع حاجز تحقيق الطموحات.

Email