جواهر القاسمي تدعو إلى حماية الأطفال من العمالة المبكرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، رئيسة مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، إلى المزيد من التنسيق والتعاون بين قادة العالم وصنّاع القرار والمنظمات الدولية والإنسانية لحماية الأطفال من العمالة المبكرة التي تنتقص من حقوقهم في التعليم والعلاج والرعاية الأسرية والاجتماعية.

حقوق

وقالت سموها بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال: «إن الانتهاء من ظاهرة عمالة الأطفال يتطلب معالجة المسببات المادية المتنوعة لهذه الظاهرة وفي مقدمتها النزاعات، والفقر، والتغير المناخي، ومحدودية الوعي بالحقوق والواجبات للفئات الاجتماعية كافة، لهذا نعتبر أن حقوق الأطفال واليافعين المؤشر الحقيقي لمدى التقدم الذي يحرزه المجتمع الدولي في معالجة القضايا العالقة الأخرى».

وأشارت سموها إلى بيانات منظمة العمل الدولية 2017 التي تؤكد وجود أكثر من 168 مليون طفل تحت الاستغلال، وقالت: «استغلال الأطفال في العمل يعني أنهم يُستغلون في الكثير من المجالات الخطرة الأخرى كالتجنيد للمنظمات الإرهابية التي توظف الفقر والحاجة لاستقطاب المزيد لأجنداتها».

وتابعت: «استطاعت هيئة الأمم المتحدة بالتعاون مع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني حول العالم أن تقلص من حجم عمالة الأطفال بنسبة ملحوظة، لكن هذه القضية بالذات لا يمكن حسابها أو التعامل معها بالأرقام، بل على أساس كونها ظاهرة تحتاج إلى خطط وبرامج للانتهاء منها تدريجياً، فمعاناة طفل واحد كفيلة بأن تضع الإنسانية جميعها على محك الاختبار الأخلاقي والحضاري».

إصلاح

وحول واقع الأطفال واليافعين في العالم في ظل النزاعات القائمة وما نتج عنها من مآسي، قالت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي:

«إن إصلاح العالم يبدأ من طفولة سعيدة، ثرية بالحب والرعاية، فذاكرة الطفولة تحدد ثقافة الشخص وسماته الشخصية وتوجه مسلكياته، الكثير من الأمراض الاجتماعية تعود أسبابها لشعور الأطفال واليافعين بالحرمان والتهميش في مجتمعاتهم، هذا الأمر يضعف الشعور بالانتماء ويمزق الروابط بين الفرد والأسرة والمجتمع مما يدفع البعض للبحث عن انتماءات جانبية وهامشية بديلة عن الانتماء للبلد أو حتى للإنسانية.

وما نراه اليوم من صراعات وقودها شباب عانوا من هذه الأزمات دليل على أهمية احتضان الوطن لأبنائه ومنحهم حقوقهم كاملة وجعلهم شركاء في القرار وصنع السياسات، لا يجوز أن ننوب عنهم في رسم وتحديد ملامح مستقبل لهم فيهم أكثر مما لنا». وأضافت سموها: «كيف لكم أن تطالبوا الشباب برد جميل إن لم تقدموه لهم في طفولتهم؟»

وطالبت سموها الدول الغنية والمتقدمة بشكل خاص القيام بمسؤولياتها التي تتمثل بتعميم تجاربها الناجحة في التعامل مع حقوق الأطفال وحمايتهم من الاستغلال.

واعتبرت أن كل تجربة في هذا المجال هي إنجاز إنساني يجب أن تستفيد منه كافة الشعوب، وأن مسؤولية الدول التي يتمتع فيها الأطفال بحقوقهم لا تقل عن مسؤولية تلك التي يعاني أطفالها من الاستغلال، مشيدةً بالدور الإنساني الذي تمارسه دولة الإمارات تجاه الشعوب المتضررة والمنكوبة.

عطاء

وقالت سموها: «إن ثقافة العطاء التي ورثناها عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وترجمها قادة وشعب الإمارات بأمانة وإبداع، جعلت من دولة الإمارات في مقدمة الدول من حيث العطاء الإنساني قياساً بناتجها المحلي الإجمالي.

وأن المنجزات التي حققتها الدولة على صعيد التميّز في احترام حقوق الأطفال واليافعين وتوفير كافة السبل لهم لممارسة هذه الحقوق، تشكل حافزاً لاستمرار العمل من أجل أن يتمتع أطفال العالم بذات الحقوق التي يتمتع بها أطفالنا».

وتابعت سموها: «إن اعتماد منظمة الأمم المتحدة للطفولة الشارقة مدينة صديقة للأطفال واليافعين، منجز إماراتي نفخر به، وهو نجاح اجتماعي إنساني بامتياز لأنه يتعلق ببناء وتكوين الشخصية والهوية وتوفير كافة الشروط اللازمة لحمايتها من السلبيات التي قد تجلبها بعض السمات الحداثية للعصر، وبناء الشخصية لا يتم إلا في إطار حاضنة اجتماعية ومؤسساتية سليمة، وهو نهج طورته إمارة الشارقة منذ عقود بتوجيه ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة».

Email