باستخدام الطائرات من دون طيار

محمد بن راشد للفضاء يجري مسحاً لسدود حتا

ت + ت - الحجم الطبيعي

يجري مركز محمد بن راشد للفضاء حالياً مسحاً جغرافياً ثلاثي الأبعاد للسدود الرئيسية في حتا، باستخدام تقنية الطائرات من دون طيار، وذلك بهدف إجراء دراسة تحليلية لطبوغرافية الأرض ومنسوب المياه في السدود، فيما سيتم الإعلان عن نتائجها قريباً، وذلك بالتعاون مع بلدية دبي من خلال إدارة نظم المعلومات الجغرافية.

وكشفت دراسة سابقة أجراها المركز للسدود الحيوية في حتا باستخدام صور القمر الصناعي «دبي سات 2»، زيادة في مساحة اليابسة المغطاة بالمياه في كل من سد حتا وآل مكتوم والمجرة «البط» خلال الفترة ما بين مايو 2015 ونوفمبر 2016، وهدفت الدراسة إلى رصد التغير في منسوب مياه السدود لدراسة ظروف المنطقة والتغيرات البيئية التي طرأت عليها.

جهود متواصلة

وأوضح يوسف حمد الشيباني مدير عام المركز لــ«البيان»، أن هناك جهوداً متواصلة لتسخير التقنيات الفضائية وإجراء دراسات حول البنية التحتية والبيئة والعمران، لافتاً إلى أن استراتيجية المركز ومبادراته ومشاريعه مستمدة من احتياجات مختلف المشاريع التنموية والتطويرية الحالية والمستقبلية في الإمارات، وخاصة أننا نتسابق مع الزمن وحركة التنمية والازدهار في الدولة، لابتكار حلول وتقنيات فضائية يتم توظيفها في نواح تمس حياة الإنسان بصورة مباشرة وغير مباشرة، يكون لها انعكاساتها على رفاهية حياته وسعادته.

وأضاف الشيباني: «إن مناطق الدراسة تشهد خططاً تنموية شاملة، حيث تطبق الجهات المعنية أفضل الممارسات والمعايير العالمية التي تضمن الاستثمار الأمثل في الموارد الطبيعية، والاستفادة منها بالشكل الأمثل في توليد الطاقة، وري المساحات الزراعية المتنامية، وتحويل المنطقة إلى مقصد سياحي طبيعي للعائلات والأفراد»، مشيراً إلى أن مراقبة التغير في منسوب مياه السدود والوديان بشكل دوري بالاعتماد على تقنيات الاستشعار عن بُعد وتكنولوجيا الفضاء، له فوائد عدة أبرزها الحصول على نتائج دقيقة ودراستها لتحقيق الاستدامة البيئية والتنموية، بالإضافة إلى تفعيل وتيرة العمل وكسب الوقت وتقليل الجهد البشري.

مراحل

من جانبه قال المهندس سعيد المنصوري، رئيس قسم تطوير التطبيقات والتحليل في مركز محمد بن راشد للفضاء: إن الدراسة التحليلية للسدود الواقعة في منطقة حتا بدبي ارتكزت على 3 مراحل، الأولى تم فيها استخدام صور القمر الصناعي «دبي سات 2»، لإجراء دراسة مقارنة لمساحة السدود المغطاة بمياه الأمطار في الفترة بين 2015 و2016، وتهتم المرحلة الثانية باستكمال الدراسة الأولى وصولاً للعام الجاري، فيما ستكون المرحلة الثالثة عبارة عن مسح جغرافي ثلاثي الأبعاد للسدود الرئيسية في حتا، باستخدام تقنية الطائرات من دون طيار، وذلك بهدف إجراء دراسة تحليلية لطبوغرافية الأرض ومنسوب المياه في السدود، لافتاً إلى أن هذه النتائج سيتم الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة.

وتابع في تحليله لأسباب نتائج الدراسة والتقنيات التي اعتمدت عليها: إن الاختلاف في مساحة السد المغطاة بالماء يرجع إلى عدة عوامل، منها المناخ ومعدل سقوط الأمطار ونفاذية التربة، لافتاً إلى أن بناء عدد من السدود والحواجز في المنطقة الشرقية ساهم في درء خطر السيول والوديان للحفاظ على الأرواح البشرية والبنية التحتية وللمساهمة في تعزيز الموارد المائية واستغلالها».

تقنيات

وأشار المنصوري إلى أن فريق العمل استخدم تقنية الاستشعار عن بعد المتمثلة في أشعة الأطياف المرئية وغير المرئية التي يرصدها القمر الصناعي «دبي سات 2»، للتمييز بين اليابسة والماء، كما استخدمت تقنية طيف الأشعة تحت الحمراء القريبة التي تتراوح من 770ــ 890 نانومتراً، وطبقت عدداً من المعادلات الهندسية والمصفوفات الرياضية للحصول على المساحة المغطاة بالماء في السدود المراد دراستها، واستغرق إجراء الدراسة أكثر من شهرين، موضحاً أن ذلك يعد الخطوة الأولى في سبيل تطوير نظام ذكي يهدف للتنبؤ بمنسوب المياه والمساحة التي تغطيها في السدود.

مراقبة

وقال إن هناك ضرورة وحاجة لمراقبة التغير في منسوب مياه السدود والوديان بشكل دوري للوقوف عند النتائج السلبية إن وجدت، ودراسة أسبابها للوصول إلى حلول مناسبة تضمن تحقيق الاستدامة البيئية، وخاصة أن مناخ الدولة يتسم بارتفاع متفاوت في درجات الحرارة خلال أشهر السنة.

ويشهد فصل الشتاء سقوط أمطار بشكل متفاوت على أنحاء الدولة، تتراوح بين الغزيرة إلى شديدة الغزارة على المناطق الجبلية الواقعة ضمن نطاق المنطقة الشمالية الشرقية للدولة، وقد ينتج عن ذلك جريان سطحي في الأودية، ما قد يتسبب في أضرار بليغة على التجمعات السكانية والمساحات الزراعية حولها، وأنه للحيلولة دون حدوث ذلك، تم بناء عدد من السدود والحواجز في المنطقة الشرقية لدرء خطر السيول والوديان للحفاظ على الأرواح البشرية والبنية التحتية وللمساهمة في تعزيز الموارد المائية والاستفادة منها بالشكل الأمثل في ري المساحات الزراعية المتنامية في أنحاء الدولة، ومن هنا تأتي أهمية مراقبة عمل هذه السدود.

Email