علاقات أخوية تاريخية متجذّرة وتنسيق في الملفات كافة

الإمارات والسعودية.. صمّام أمان في مواجهة المخاطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمثل العلاقات الإماراتية السعودية والتنسيق الواسع بين البلدين «صمام أمان» ليس للبلدين فقط، بل للمنطقة بشكل عام، لما يسفر عنه ذلك التنسيق من رؤى ومواقف مشتركة شغلها الشاغل مصلحة وأمن البلدين ومنطقة الخليج والشرق الأوسط، سواء كان ذلك على صعيد العلاقات الثنائية أو موقف البلدين من ملفات وقضايا المنطقة، على غرار التعاون القائم ضمن التحالف العربي في اليمن.

وكذا التعاون في ملف مكافحة الإرهاب. تجسدت تلك العلاقات القوية بين البلدين في العديد من المواقف، ولربما كان من أهمها أخيراً التنسيق الحادث في مواجهة قطر وانحرافها عن الصف الخليجي والعربي، فكانت مقاطعة البلدين بالإضافة إلى مصر والبحرين لقطر لإثنائها عن دعم وتمويل الإرهاب.

وتعتبر العلاقات الأخوية المشتركة بين الإمارات والسعودية أنموذجًا لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول العربية، في ضوء التنسيق الواسع حول شتى المجالات سواء تلك التي تخص العلاقة بين البلدين أو على مستوى الموقف من الملفات والأزمات الخارجية.

مواجهة أجندات

أدرك «أهل الشر» قيمة ما تمثله قوة العلاقات الإماراتية السعودية وهي العلاقات التي تقف في مواجهة مخططات وأجندات تدمير المنطقة، فسعوا إلى إحداث الفتنة أو إثارة الشائعات عن طريق «الدعاية السوداء»، في محاولات مكشوفة لتفتيت هذا التلاحم العصي على التفكك باعتباره قائماً على أسس صلبة ضاربة بجذورها في التاريخ.

وانطلاقًا من إيمان راسخ بحتمية هذا تلك العلاقات القائمة على أساس أخوي راسخ وعلى أساس المصير المشترك، حسبما يؤكد وزير خارجية مصر الأسبق رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب محمد العرابي.

ويشير العرابي إلى أن ثمار تلك العلاقات كانت واضحة ولها انعكاسات على المنطقة في العديد من المحطات الرئيسية.

ما عزز تلك العلاقات وحفزها الترابط الجغرافي والتاريخي والثقافي والمجتمعي بين البلدين، وهي العلاقات التي كانت لها آثارها الإيجابية على مستوى التنسيق السياسي بين البلدين والمواقف الخارجية، وهي علاقات يصفها المفكر السياسي المصري د. عبد المنعم سعيد بـ«العظيمة» وتؤكد على كون البلدين هما بمنزلة صمام أمان واستقرار في الكثير من الملفات الراهنة، بخاصة في اليمن وفي مسألة مكافحة الإرهاب إلى جانب الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب.

دعاية سوداء

ويقول السعيد إن تلك العلاقات تعرضت لمحاولات تشويه ودعاية سوداء، من جانب الدول التي لا تريد لها الاستمرارية والتماسك على ذلك النحو، وتم استخدام وسائل إعلام مثل قناة الجزيرة القطرية في تلك المحاولات التي أثبتت فشلها.

ذلك أن هنالك أهدافاً استراتيجية لبعض الجهات (الدول) التي لديها أطماع في المنطقة، تقف تلك العلاقات وما تسفر عنه من تنسيق عال المستوى في وجهها، بحسب وصف مستشار مركز الخليج للدراسات أشرف حربي، في تصريحات له، شدد خلالها على أن التفاهم بين الإمارات والسعودية هو توافق تام قائم على أساس العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

يحول ذلك دون إتاحة الفرصة لتلك الجهات الطامعة التي لاتزال تحاول تنفيذ أهدافها الاستراتيجية والعبث بأمن المنطقة واستقرارها. ويلفت، في السياق ذاته، إلى حجم الجهود المبذولة من جانب البلدين في الملف اليمني على سبيل المثال، في إطار استعادة الشرعية اليمنية وتدارك الكثير من الأزمات داخل اليمن، سواء من خلال الدور العسكري أو الإغاثي والإنساني.

ويروي العام المنقضي فصلًا من فصول آثار تلك العلاقات الاستراتيجية الراسخة بين البلدين، ذلك أنه شهد موقفًا تاريخياً، وهو قطع العلاقات مع قطر، في ضوء مساعي الدوحة لأن تلعب دورًا لا يتناسب مع حجمها، وفق وصف مساعد وزير خارجية مصر الأسبق جمال بيومي، والذي قال إن العلاقات القائمة على وحدة المصير بين البلدين تمثل حائط صد في مواجهة العديد من المخاطر التي تواجه المنطقة.

السيسي: علاقات تمثل نموذجا يُحتذى

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي دعم مصر الكامل «لكل الجهود المبذولة على صعيد تدعيم الروابط المشتركة بين الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة». وقال السيسي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أمس الخميس، تعليقاً على نتائج أعمال مجلس التنسيق السعودي الإماراتي:

«إنني أُثمن هذه الخطوة متمنياً التوفيق لما فيه رخاء واستقرار شعوبنا جميعاً». وأكد السيسي «أن النتائج المتحققة تُمثل نموذجاً يُحتذى به في تعزيز العمل العربي المشترك في شتى المجالات». القاهرة - د.ب.أ

الضلع الثالث

أشاد النائب البرلماني المصري عضو لجنة العلاقات الخارجية جمال محفوظ، بالعلاقات السعودية الإماراتية، ويضيف إليهم مصر، على اعتبار أن القاهرة تمثل ضلع المثلث في المعادلة التي تجسد صمام أمان المنطقة وحائط صد في مواجهة المخاطر كافة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.

Email