«إكبا» ينجح في زراعة الأسماك بالمياه العادمة

المزرعة النموذجية لمركز إكبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجح العلماء في المركز الدولي للزراعة الملحية بدبي «إكبا» في زراعة الأسماك في المياه العادمة الناتجة عن محطات التحلية وتحقيق معدلات نمو أسرع 100% عن نموها في المياه الطبيعية.

وفقاً لآخر البيانات التي جُمعت من تجربة المزرعة النموذجية الداخلية في محطة «إكبا» بدبي، التي زاد فيها معدل وزن أصبعيات البلطي من 50 إلى 600 جرام خلال 5 أشهر قياساً بفترة عشرة أشهر كانت مطلوبة سابقاً للوصول إلى الوزن عينه، وهو ما سيوفر فرصة اقتصادية عظيمة للمزارعين المحليين وأصحاب الأعمال الزراعية.

تقليص التكاليف

وتفصيلاً تمكن العلماء في المزرعة النموذجية التي تعتمد على مياه البحر في المنطقة الساحلية لإمارة أم القيوين، التي يتم تشغيلها بالتعاون مع مركز أبحاث البيئة البحرية «وزارة التغير المناخي والبيئة».

من تسجيل زيادة في الكتلة الحيوية للأسماك من 0.62 كغ في المتر المكعب إلى خمسة كيلوغرامات في المتر المكعب من أسماك البلطي، وتقليص تكاليف أعلاف الأسماك من خلال خفض متطلبات الأسماك من الأعلاف من 2 كغ علف لكل 1 كغ أسماك إلى 1.1 كغ علف لكل 1 كغ أسماك.

وتركز نهج الزراعة النموذجية على استثمار المياه الناتجة عن التحلية لزراعة الأسماك وإنتاج نباتات ملحية (محبة للملوحة) في مزارع داخلية، واستخدام مياه البحر ومخلفات تربية الأحياء المائية لزراعة النباتات الملحية في المناطق الصحراوية الساحلية، وإعادة الأراضي المتدهورة والجرداء إلى دائرة الإنتاج، وبالتالي تحقيق منافع اقتصادية للمجتمعات المحلية.

تحلية المياه

وأوضح المركز الدولي للزراعة الملحية أن هناك كمية وفيرة من مياه البحر والمياه الأجاج الناتجة عن تحلية المياه، حيث يُستخدم في الري كمية تربو على 8.7 ملايين متر مكعب من المياه المحلاة، في حين توفر المياه الأجاج الناتجة عن تحلية المياه كمية تبلغ نحو 3.5 ملايين متر مكعب حول العالم، وهذه المياه العادمة ينظر إليها بوصفها مياه فضلات، حيث قد تشكل خطراً بيئياً واسعاً إذا لم يتم التخلص منها بالشكل الصحيح أو إدارتها على نحو آمن.

ولكن النظرة لهذه المياه تبدو مختلفة عند «إكبا»، خصوصاً بعد التجارب والدراسات الأخيرة التي أكدت أن المياه الناتجة عن مخلفات التحلية ومياه البحر مصدران بديلان عن المياه العذبة، ويمكن استخدامهما في الري.

وذلك من خلال إنشاء مزارع نموذجية في المناطق الداخلية والساحلية، تعرف باسم النظم المتكاملة للإنتاج الزراعي وتربية الأحياء المائية، يستخدم فيها المياه المحلاة لري الخضروات، وكذلك المياه العادمة الناتجة عن التحلية لتربية أسماك البلطي والشبوط، في حين تستخدم مخلفات تربية الأحياء المائية لري النباتات الملحية، بينما تستخدم المزرعة النموذجية الساحلية مياه البحر لتربية الأسماك، وكذلك مخلفات تربية الأحياء المائية لري النباتات الملحية.

Email