«الشؤون الإسلامية والأوقاف» تحــــــــتفل بيوم زايد للعمل الإنساني

.نهيان بن مبارك وعبد الله بن محمد آل نهيان ومحمد الكعبي وعبد الله بن بيه والحضور | تصوير: مجدي اسكندر

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، والشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان، وعدد من المسؤولين والسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي.

الاحتفال الذي نظمته مساء أمس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بجامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي بمناسبة يوم زايد للعمل الإنساني الذي يوافق يوم 19 من رمضان من كل عام. وقال الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف:

«في هذا اليوم المجيد، وفي هذا الصرح الحضاري الشامخ جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي عاصمة المحبة والتسامح، يتألق الوطن في يوم زايد للعمل الإنساني الذي يتزامن مع احتفاء دولة الإمارات العربية المتحدة بعام زايد، تخليداً لذكرى القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتكريماً لدوره في خدمة وطنه وشعبه، بل في خدمة البشرية في أنحاء مختلفة من العالم.

وتأكيداً على أهمية أن يتوحّد الجميع للمحافظة على ما تركه الشيخ زايد من ميراث عميق من القيم والمبادئ والعادات والتقاليد الراسخة التي ميزت الشخصية الإماراتية، وجسّدت قوتها الناعمة في عالم متغير لا يعرف الثبات، ما يشكل دافعاً للعقول أن تتحرك وتفكّر وتبتكر الجديد، وتستشرف المستقبل من أجل المضيّ إلى آفاق أرحب من الرخاء والرفاهية».

وأضاف الدكتور الكــعبي: «إنه في هذا اليوم التاريخي في عام زايد نتعلم من شمسه الساطعة أن التحدي هو من يصنع الرجال، وأن القادة الكبار لا يُعرفون إلا وقت الشدائد وأيام المحن والعقبات»، مشيراً إلى أن من بين أهم المزايا التي كان يتمتع بها الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، مــــيزة الصبر وعدم اليأس مهما كان الخطب، وكان يقول دائماً: «أنا رجل صحراء ومن الصحراء وأحب الصحراء، والــذين صبروا أجيالاً على هذه الرمال حتى نبت فيها الخير والعطاء هؤلاء يعلموننا أن نصبر طويلاً حتى تقوم عندنا الدولة التي إليها نطمح».

ملحمة البناء

وأضاف: «وبالصبر الطويل والعزيمة الصادقة والإرادة القوية الصلبة قاد الشيخ زايد ملحمة بناء الدولة واهباً نفسه لبناء وطنه، وخدمة شعبه، وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم في الحياة الكريمة الرغدة، منطلقاً من رؤية ثاقبة بتسخير عوائد الثروات الطبيعية لبناء الإنسان، وإقامة المدارس، ونشر التعليم وتوفير أرقى الخدمات الصحية وأحدث المستشفيات في كل أرجاء الوطن».

وأكد رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف أن الشيخ زايد انطلق في بناء الدولة من أسس راسخة، أهمها العلم، موقناً بأن التعليم هو أساس تقدم الدولة ورفعتها، ومن أقواله المشهورة: «إن رصيد أي أمة متقدمة هو أبناؤها المتعلمون.

وإن تقدم الشعوب والأمم إنما يقاس بمستوى التعليم وانتشاره»، وتحقيقاً لرؤيته الثاقبة في بناء مستقبل الدولة على أساس علمي قام -رحمه الله- ببناء المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات، وزوّدها بأحدث الوسائل التعليمية، واستقدم لها أعلى الكفاءات العلمية، وأميز المهارات التخصصية، ورصد لها الموازنات المالية الكبيرة معتبراً أن أكبر استثمار للمال هو استثماره في إعداد أجيال من المتعلمين والمثقفين».

تنمية

وذكر الدكتور الكعبي أن الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، علّم شعبه أن الأسلوب الأمثل لبناء المجتمع يبدأ ببناء المواطن المتعلم؛ لأن العلم يؤدي إلى تحقيق المستوى المطلوب، وكان يؤكد دائماً أن واجب كل مواطن هو العمل على تنمية قدراته ورفع مستواه العلمي، ليشارك في بناء مسيرة الاتحاد من أجل حياة أفضل، وفتح -رحمه الله- لأبناء الوطن باب الابتعاث لطلب العلم، ليعودوا علماء مبدعين متزودين بالعلم والمعرفة.

وبالتوازي مع الأساس العلمي لبناء الدولة كان القائد المؤسس الشيخ زايد يرسخ الأساس الأخلاقي للشعب الإماراتي عبر منظومة من القيم النبيلة جعلها من دستور الدولة، وأن الدين والأخلاق وحب الوطن قوام الأسرة الإماراتية.

وأكد أن القيم التي توارثها أبناء الإمارات عن القائد المؤسس الشيخ زايد أصبحت جزءاً لا ينفصل عن تراث الإمارات وهويتها، كما نصّت وثيقة سلوكيات وقيم المواطن الإماراتي على السلوكيات والأخلاق العامة التي ينبغي التحلي بها من أجل بناء الشخصية الإماراتية، لتربية جيل راقٍ يسهم في رفعة وطنه.

ويؤمن بالعيش المشترك على أرضه بسلام، حتى صارت دولة الإمارات العربية المتحدة نقطة التقاء الشعوب والحضارات العريقة، وتشكلت في أرضها هوية التسامح والتعايش، حيث يؤمن الشعب الإماراتي بحرية المعتقد، ويتسم بإيجابية التواصل مع الآخرين، واحترام التنوع الثقافي الذي يثري المجتمع الإماراتي في شتى المجالات، ويقر بحقوق الإنسان وحرياته المعترف بها دولياً».

قيم

وفي كلمته أكد الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم، أن للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد ذكرى تتجدّد لتجدّد في أرواح الأجيال قيم الخير والمحبة ومنهجاً يتجسّد كل يوم في سلوك أبنائه وأحفاده وجميع محبّيه في العالم.

وتحدث فضيلته عن مفردتين من مفردات المنهج الحكيم للشيخ زايد، طيّب الله ثراه، وهما الواقعية والخير، حيث كان الشيخ زايد واقعياً فعّالاً بمعنى الفهم العميق والوعي الدقيق لأبعاد الواقع ومكوناته. وإن كثيراً من الناس يعيشون عصراً لا يرونه، وواقعاً لا يدركون تفاصيله وكلياته، يحجبهم عنه الخيال والمثال، فهم في غيبة عن الواقع وغيبوبة عن الوعي.

وأضاف: «لقد عرف -رحمه الله- كيف يحيل الاختلاف ائتلافاً والتنوع تعاوناً، وكيف يتخذ من العلاقة مع الآخر فرصة لاستكشاف فضاءات الالتقاء ومجالات التماس والتقاطع، وتوسيع قنوات التواصل وتحقيق النفع المتبادل بدلاً من شعارات مناصبة العداء للآخر والشعوبية الزائفة».

وتابع بن بيه: «لقد كان الشيخ زايد يؤمن بالانفتاح الواعي على العصر بكل ما يحمله من تطوّر وتغيُّر دون التنكّر للذات العميقة التاريخية وما تحمله من ثوابت وقطعيات، من خلال توازن راشد لا يشعر فيه الإنسان المسلم بالغربة عن تراثه الديني والثقافي ولا يتعامل بروح الخصومة مع المحيط العالمي».

وتحدث الإمام محمد ماجد، مدير جمعية مسلمي دالاس في أميركا، حول «زايد في عيون العالم»، وحول التواصل الحضاري تحدث الدكتور وليان فندلي، رئيس منظمة أديان من أجل السلام في أميركا، وأشار إلى أنه سمع لأول مرة عن شخصية الشيخ زايد العظيمة بينما كان يجلس داخل سيارة جيب في زامبيا عام 1991، في تلك السيارة الجيب الصغيرة كان الرئيس جيمي كارتر وزوجته عندما سأله الرئيس الأميركي عن الشيخ زايد ثم قال له: «إن الشيخ زايد رجل عظيم وطيب القلب ونعمل سوياً في إفريقيا في رعاية الفقراء».

وأوضح أن ترويج الإمارات العربية المتحدة لمفاهيم التعايش والسلام عمل عظيم ومثال بارع آخر لتراث الشيخ زايد الحي، ويوضح هذا العمل الرائع كيف أن الإسلام وقيمه الرحيمة هدية للبشرية جمعاء.

وألقى الشاعر ذياب غانم المزروعي قصيدة «عام زايد»، تطرق فيها لمآثر الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، وأياديه البيضاء على دول العالم كافة.

Email