المشاركون في مجلس نادي دبي للصحافة الرمضاني

الأمن ركيزة لحماية الشعوب واستقرار المنطقة

منى المري وميثاء بوحميد وعلي النعيمي وفهد الشليمي وحسين شبكشي وعبد الله المدني ونوفر رمول وشخصيات مشاركة | تصوير: محمد هشام

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المشاركون في المجلس الرمضاني «وجهات نظر سياسية في الشؤون العربية» الذي نظمه نادي دبي للصحافة مساء أول من أمس أن الأمن ركيزة للحفاظ على بنيان الدولة وأن السعي جارٍ نحو استقرار المنطقة، خاصة في ظل الصراعات الملتهبة التي تديرها دول كبرى كالولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا وغيرها لجعل الصراع مستمرا وللحفاظ على مصالحها دون أي اعتبارات للشعوب.

وتناولت الحلقة التي حضرتها منى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وميثاء بوحميد مديرة نادي دبي للصحافة، واستضافت الدكتور فهد الشليمي رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلامة، والدكتور عبد الله المدني (أكاديمي وكاتب)، والدكتور علي النعيمي رئيس تحرير بوابة العين الإخبارية، وحسين شبكشي (كاتب بصحيفة الشرق الأوسط)، وأدارت الجلسة الإعلامية نوفر رمول تناولت القضية الفلسطينية وأزمة العراق وسوريا واليمن والدور الإيراني والتركي والقطري في المنطقة عبر تحليل ما يجري وراء الأحداث وتوضيح صور الصراع الحاصل في المنطقة عبر قراءة متعمقة في الأحداث الأخيرة وأهمها الدور الأميركي والروسي.

وقال الدكتور عبد الله المدني إن المنطقة تمر بجملة من التحديات، ومن جانبه لفت الدكتور فهد الشليمي إلى أن المنطقة في مرحلة حصر الأضرار وإصلاحها وعام 2018 أفضل من 2012، ونوه الدكتور علي النعيمي أن المنطقة في مرحلة مخاض وستكون إيجابية في المرحلة المقبلة.

المشاركون في المجلس الرمضاني لنادي دبي للصحافة

 

وتناول المحور الأول من الجلسة القضية الفلسطينية انطلاقاً من قمة الظهران الأخيرة التي كانت بمثابة الهبة للأقصى، والتي وضعت الموقف العربي أمام العالم بالشكل المطلوب وكشفت من جديد أن القضية الفلسطينية لا تزال قضية العرب المركزية، كما نظم مجلس حكماء المسلمين المؤتمر العالمي لنصرة القدس في القاهرة يناير الماضي، وأعلنت الدول العربية رفضها نقل السفارة الأميركية إلى القدس.

وفي هذا المحور أكد الدكتور عبد الله المدني أن القضية الفلسطينية قضية شائكة منذ سنوات طويلة، وأن الأمر يزيد تأزماً وأن قوى مثل فتح وحماس تلعب دوراً كبيراً في الموضوع، إضافة إلى أن الفلسطينيين لم يغتنموا الفرص التي سنحت أمامهم.

ومن جانبه قال الدكتور فهد الشليمي: «بلينا بالشعارات الجوفاء التي تتظاهر بالنهار وتطعن فلسطين بالليل، وأنا من المؤيدين لزيارة القدس وأن الانعزال في هذه الفترة ليس مفيداً»، لافتاً إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودول الخليج من الداعمين الدائمين للقضية الفلسطينية، منوهاً بأن إيران قدمت أسلحة لقتل الفلسطينيين أنفسهم.

ولفت الدكتور علي النعيمي إلى أنه يجب الانتقال من منطقة اللاوعي إلى منطقة الوعي، وأن أولى خطوات الهزيمة التشكيك في النوايا السياسية ودحض فكرة أن الخليج يستمد قوته وتحركاته ومواقفه من الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن القضية الفلسطينية قضية العالم كله.

وبدوره، أشار حسين شبكشي إلى أن اللعب على العواطف يضعف القضية الفلسطينية عبر منظمات كفيلق القدس وبيت المقدس، وأنه لا يمكن تحرير فلسطين دون عمل موحد واضح من الداخل والخارج، وأن القضية الفلسطينية خطفت على يد دول ومنظمات ممولة لتحقيق مصالحها فقط.

علي النعيمي وفهد الشليمي وحسين شبكشي وعبدالله المدني خلال المجلس الرمضاني

 

مستجدات

وناقش المشاركون أبرز المستجدات في الشأن العراقي حول تحالف الصدر وتصدره نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، وتناولوا الدور الإيراني الذي يسعى إلى استمالة الصدر، وأنه بحسب تصريحات إعلامية أخيراً وردت أنباء عن مصادر عراقية مقربة من الصدر أنه يسعى لعقد لقاء مع رئيس الحكومة حيدر العبادي ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني وزعيم تحالف القرار التابع لخميس الخنجر والوطنية التابع لعلاوي، تمهيداً لتشكيل الكتلة النيابية الأكبر بمشاركة الجميع، وتساؤلات حول إذا ما نجح هذا التحالف هل سيكون العراق قادراً على تجاوز الأزمة بالفعل والحد من النفوذ الإيراني ؟ وأشار الدكتور عبد الله المدني إلى أن التدخل السعودي أخيراً أفاد في عودة العراق إلى الحضن العربي، متوقعاً تحجيم الدور الإيراني في العراق، لافتاً إلى أن إيران التي تنادي بالحرية تقتل مواطنيها الذين يطالبون بحقوقهم، وأن مقتدى الصدر قام بإستقبال سفراء الدول العربية ويحاول الابتعاد قدر الإمكان عن إيران كما يبدو.

وأشار الدكتور علي النعيمي إلى أن العراق يواجه تحديات عدة منها الطائفية والفساد والإرهاب وصوت الناخب العراقي لقائمة «سائرون» تدل على رغبة الشعب العراقي في تخطي المرحلة الحالية.

ومن جانبه نوه حسين شبكشي بأن العراق قادر على تجنب إيران في الصراع، ومقتدى الصدر يعتقد أنه الأمين الوحيد في الحفاظ على الشرعية.

حرب بالوكالة

وفيما يتعلق بالملف السوري أشار الدكتور عبد الله المدني أن سوريا ساحة حرب بالوكالة، وأنه لا يوجد دولة ليس لها يد في سوريا، معتقداً أن الحسم سيطول رغم وجود أنباء عن محادثات سرية أميركية - روسية لإبعاد إيران عن سوريا، وأن نظام الأسد لا يملك أي شيء في سوريا.

وأشار بدوره الدكتور فهد الشليمي إلى أن القطر السوري في حالة تخبط وأن التعددية والطائفية من أبرز التحديات، والخطوة الأولى تكمن في إبعاد الأجانب عن سوريا ووضع مسودة جديدة لاتفاقية جنيف، ويمكن اللجوء إلى قوات الأمم المتحدة في فصل النزاعات.

ومن جانبه نوه الكاتب حسين شبكشي بأن التغير الديموغرافي مثل انعدام الهوية السورية أحد التحديات.

وتم خلال الجلسة الحديث عن مواقف تركيا في المنطقة وأطماع أردوغان في المنطقة وسياسته تجاه سوريا تحديداً المبنية على الرغبة الاستعمارية والطمع وإحياء الحلم العثماني، والتي بدأت منذ الاستيلاء التركي على لواء الاسكندرون عام 1939 وسيطرة أنقرة على منابع دجلة والفرات، وقامت في العام 1998 بحرمان سوريا من 90% من مصادرها المائية من النهرين، وبين المشاركون أن تركيا وجدت في الإخوان المسلمين حليفاً وذراعاً قوياً في المنطقة.

بدوره قال الدكتور فهد الشليمي: «إن الوضع التركي مبهم ومحير، وأنها كدولة ترقص بين هويتها العثمانية وبين رغبتها في أن تكون دولة أوروبية، وهناك اليوم 30 ألف سجين رأي في تركيا، وما يقارب الـ 47 رحلة أسبوعيا تخرج من إسطنبول إلى تل أبيب، وأن تركيا تنادي بالديمقراطية وهي راعية للديكتاتورية ولا يمكن معرفة البوصلة السياسية لتركيا، وبين أن تركيا تحتضن وتمول عناصر إرهابية في دول الخليج والدول العربية.»

ومن جانبه قال الدكتور علي النعيمي إنه يجب الفصل بين تركيا الحكومة والشعب التركي، وأن تدخل تركيا في مصر واضح وغير مقبول حيث تسعى إلى سحق العرب أمام العالم. ونوه بدوره الكاتب حسين شبكشي بأن الانهيار الاقتصادي للعملة التركية سيكون بداية سقوط لأردوغان، حيث بدأت الشركات في سحب استثماراتها وغلق مكاتبها في تركيا ومنها شركة ألمانية كبرى.

منى المري وميثاء بوحميد والحضور خلال المجلس

 

تأثير

ولفت الدكتور عبد الله المدني إلى أن إيران ستتأثر سلباً من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، والذي أربك الشركات الأوروبية، وأنها أمام مفترق طرق، خاصة وأنه تم التنبؤ بوجود ثغرات في هذا الاتفاق منذ سنوات، وأن ايران لن تستطيع فعل ما تريد في المنطقة، وأن اتفاق 5+1 الذي سعى إلى جعل ايران حارس بوابة النفط عبر تأثيرها على مضيق عمر بن الخطاب «هرمز سابقاً» عبر التحكم في 25 مليون برميل يومياً، وتمدد الإيرانيين في البحر الاحمر عبر 4.4 ملايين برميل يومياً، جعل الدول العربية الخاسر الأكبر.

اليمن

وتناول المشاركون في المجلس الملف اليمني حيث تم التطرق للحديث حول الاتفاق على الاقتراب من الحسم وتحقيق نجاحات أخيراً رغم الخيانة في الداخل ودور المنظمات والجماعات الإرهابية، وأن تلك النجاحات تضمنت صعدة والساحل الغربي، ولا بد من حلول سياسية، مؤكدين أن الدور القطري صغير يظهر ويختفي وفقاً لليد العليا التي تحرك قطر، مؤكدين أنه يوجد فرق بين قطر والشعب القطري وأن قطر ستعود حتماً للحضن الخليجي، وأفاد الدكتور فهد الشليمي أن ما يعيق التقدم في اليمن هو حزب الإصلاح الذي لم يسجل أي انتصار يذكر منذ 3 سنوات.

 

العقوبات على إيران ستضغط على النظام القطري

أكد الدكتور علي راشد النعيمي، أن الأزمة القطرية دخلت مرحلة جديدة بعد العقوبات الأميركية على إيران، مضيفاً إن العقوبات على إيران ستضغط على النظام القطري للبعد عن أحضان طهران.

وبين أن المنطقة العربية تواجه مجموعة من التحديات بشجاعة، وبين أن قضية القدس قضية إنسانية تهم كل العالم، مضيفا أنه يجب أن يتحدث الفلسطينيون بصوت واحد. وعن نتائج الانتخابات العراقية، أوضح أن الشعب العراقي يريد خياراً سياسياً غير الخيارات السابقة، ومقتدى الصدر حاول النأي بنفسه عن إيران، مشيرا إلى أن أكبر التحديات التي تواجه الشعب العراقي الطائفية والإرهاب والتطرف، وهي العوامل التي رعتها إيران.

وأشار إلى أن العراق يمر بمرحلة مخاض ستكون نتائجها إيجابية، موضحاً أن فوز هادي العامري في الانتخابات العراقية بسبب ضخ أموال هائلة من إيران، وأن المواجهة مع إيران ستكون مفتوحة في كل الجهات؛ مشيراً في الوقت نفسه إلى أن التدخل التركي في سوريا لا يقل خطورة عن الدور الإيراني.

ولفت النعيمي إلى أن نظام أردوغان يحتضن عناصر إرهابية من دول الخليج ويدعمهم، وأن أردوغان لن تسقطه السياسة ولكن سيسقطه الاقتصاد.

 

استثمارات

أكد المشاركون في المجلس الرمضاني أنه يجب على العرب والخليجيين سحب استثماراتهم في تركيا لأنه وبشكل غير مباشر يقومون بتمجيد تركيا باستثماراتهم عبر شراء الشقق والأبراج والترويج السياحي، وهو الأمر الذي لا يمكن الاستمرار فيه في ظل تورط تركيا في دعم الإرهاب والإخوان المسلمين.

Email