«نسائية دبي» تُبلسم آلام أسرة تعاني الفقر والمرض

ت + ت - الحجم الطبيعي

داخل منزل قديم متهالك لم يلق من اسمه نصيب، ولم يعد قادرا على الصمود في وجه عاتيات الزمن، تعيش أسرة إماراتية مكونة من 8 أفراد تحت خط الفقر لا يجدون قوت يومهم، يعانون الفقر والعوز، بعد أن توفّي عائلهم، وهم ممن لا يسألون الناس إلحافاً، إلا أن الديون والابتلاءات تكالبت عليهم، ما دعاهم إلى أن يتواروا عن المجتمع، ليتجرعوا الآلام والأحزان وحدهم، منذ سنوات طويلة دون أن يشعر بهم أحد، حتى أضحوا أرواحاً فقط لا يشعرون بطعم الحياة.

لم تجد الجدة الأرملة المسنة التي تعاني أمراض القلب والشيخوخة، بدا من أن تستنجد بأصحاب القلوب الرحيمة لينقذوهم من وطأة العوز، لا سيما وأن ابنها المتزوج وأبناءه الثلاثة، بالإضافة إلى ابنتها المطلقة التي تحتضن ابنه، يعيشون معها تحت سقف متهالك، بعد أن ضاقت بهم السبل، ولأنها امرأة كبيرة في السن فهي لا تعرف كيف تسلك القنوات العديدة المفتوحة في دولتنا الإمارات عاصمة الخير للجميع فكيف بأبنائها.

«سعادتهم غايتنا»

تعرفت على حالة الأسرة، جمعية النهضة النسائية بدبي متمثلة في مبادرة «سعادتهم غايتنا» ذات العمق الإنساني والاجتماعي التي تستهدف شرائح خاصة في المجتمع من ضمنها أسرة مسن ومريض، لتتفاجأ بأن المنزل الذي ينتمي إلى فئة المنازل الشعبية القديمة وتجاوز عمره 30 عاما، لم يصمد في وجه الأمطار التي تعرضت لها الدولة أخيرا، حيث داهمتهم من كل جانب وسببت أضرارا جسيمة في أرجائه، وتسربت المياه إلى داخل الغرف من أسقفها.

ابنتها المطلقة الحاضنة لطفلتها لا تتقاضى سوى مبلغ 4400 درهم من وزارة تنمية المجتمع، أما الابن الذي يحمل جنسية غير إماراتية فيعول زوجته وأبناءه الثلاثة ولا يتقاضى عن عمله كمندوب سوى 3500 درهم فقط، لا تكفي لسد رمق الحياة ومتطلباتها التي لا تنتهي، في الوقت الذي يحتاج فيه ابنه المصاب بالفشل الكلوي إلى غسيل كلى مرتين أسبوعياً.

تواصل فوري

من جانبها، أكدت عفراء الحاي مديرة مركز النهضة للاستشارات الأسرية، أن الجمعية لم تدخر وسعا ولم تأل جهدا في التواصل الفوري مع الجهات المعنية لتوفير احتياجات الأسرة وإجراء صيانة شاملة للمنزل المتهالك، بالإضافة إلى التواصل مع هيئة تنمية المجتمع لاستخراج طلب منحة سكن لزوجة الابن باعتبارها تحمل الجنسية الإماراتية.

وأضافت إن جهود الجمعية شملت التواصل مع وزارة تنمية المجتمع للحصول على راتب الضمان الاجتماعي، بالإضافة إلى إجراء صيانة كاملة للمنزل وإعادة تأثيثه، وتوفير مستلزمات صحية للأم المسنة.

وقالت: إن الجمعية تعمل على مساعدة الابن لإيجاد وظيفة براتب أفضل يعينه على مساندة الأسرة وتوفير احتياجاتها المعيشية المتزايدة، وتشجيع الأطفال على استكمال دراستهم بهدف الحصول على وظيفة مرموقة تحصن مستقبلهم، فضلا عن تسجيل حفيدات المسنة في بعض الدورات التخصصية في التطوير المهني والحرف اليدوية بغرض تحفيزهن على تبني مشروع مستقبلي لدعم مصدر دخل الأسرة، كما قدمت للأسرة الدعم النفسي والمعنوي لاجتياز مرحلة الاكتئاب التي أصابتهم جراء الأوضاع المعيشية المتردية التي يعيشونها.

وأفادت بأنه تم استضافة الأسرة في منزل أحد الأقرباء حتى تم الانتهاء في وقت قياسي من صيانة المنزل وتأثيثه، كما وفرت لهم المير بشكل دوري، إلى جانب شراء سرير طبي للجدة المسنة نظرا لحالتها الصحية.

Email