سرطـان الثـدي خوف يبدده الوعي والفحص المبكر

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة ملف "سرطان الثدي" بصيغة الــ pdf اضغط هنا

 

لا شك أن سرطان الثدي يشغل حيزاً مخيفاً في تفكير معظم النساء، ولعله من أسوأ الأخبار التي قد تتلقاها المرأة نظراً لظلال اليأس التي يلقيها عليهن، فتشعر أن حياتها انتهت، مع أن المختصين يؤكدون أن الكشف المبكر يضمن شفاء من المرض بنسبة 95% لذلك تأتي أهمية التوعية بضرورة إجراء الفحوصات الدورية واتباع التقنيات السليمة للفحوصات الذاتية للكشف عنه في مراحله المبكرة.

ومصدر الرعب من سرطان الثدي ليس المرض بحد ذاته فقط بل ما يحمله من آلام يومية وتبعات مادية فجرعة الكيميائي الواحدة تستنزف الجيوب، فتكلفتها 35 ألف درهم، وتعطى للمريضة كل 21 يوماً، كما أن كثيراً من النساء يخشين آثار العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو الجراحي، ويعتبرن أن استئصال هذا الجزء من الجسم يعني استئصال الأنوثة، ويخفن على عائلاتهن وأحبائهن من تأثير المرض في حياتهن.

وأكدت علياء زيد حربي، مدير مركز الإحصاء والأبحاث بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن سرطان الثدي يعد أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين سكان الإمارات، يليه سرطان القولون والمستقيم، ثم سرطان الغدة الدرقية.

وقالت إن السجل الوطني للسرطان في وزارة الصحة ووقاية المجتمع يعد قاعدة بيانات مرض السرطان في الدولة، وهو أحد مخرجات الأجندة الوطنية لمكافحة مرض السرطان في الإمارات، حيث يتم ربط القرارات بالبيانات التي تعكس الواقع في الدولة، ومن أجل تحقيق تلك الغاية كان لا بد من تأسيس السجل الوطني للسرطان تحت إدارة مركز الإحصاء والبحوث الصحية، حيث يقوم بجمع بيانات عن حالات السرطان التي يتم اكتشافها في الدولة ومن ثم يقوم بشكل سنوي بإصدار تقارير وإحصائيات ومؤشرات مبنية على أسس علمية وعالمية.

أداة علمية

ولفتت حربي إلى أن السجل الوطني للسرطان في وزارة الصحة ووقاية المجتمع يعد الأداة العلمية الضرورية لمراقبة البرامج الوطنية لمكافحة مرض السرطان، كما يعطي السجل معلومات ذات جودة عالية عن عبء مرض السرطان في الدولة، ما يتيح المجال لمتخذي القرارات الصحية من وضع خطط لمكافحة مرض السرطان مبنية على بيانات رسمية تعكس واقع الحال، مبينة أنه مؤخراً تم نشر التقرير السنوي للسجل الوطني للسرطان للدولة، حيث تشير آخر إحصائيات السرطان عن تشخيص إجمالي 3816 حالة إصابة جديدة بمرض السرطان بكل أنواعه (الخبيث والموضعي) من بينها 94.6% حالة خبيثة و 5.4% حالة سرطان موضعي، موزعة بنسبة 55.6% بين الإناث و 44.4% بين الذكور وبنسبة 26.3% بين الإماراتيين و 73.7% بين الوافدين.

من جهتها قالت الدكتورة منى الكواري مدير إدارة الرعاية التخصصية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع إن السرطان هو مرض يصيب كل من النساء والرجال على حد سواء بمختلف أعمارهم، كما أن هناك أنواعاً عديدة من السرطان كل منها يبدأ بعدد قليل من الخلايا غير الطبيعية التي تنمو بصورة خارجة عن نطاق السيطرة و تسبب السرطان، لافتة إلى انه يمكن التقليل من مخاطر الإصابة بأنواع مختلقة من السرطان عن طريق تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضراوات، والإكثار من شرب الماء والتقليل من تناول اللحوم الحمراء و اللحوم المصنعة والأطعمة المشبعة بالدهون والمشروبات السكرية والإقلاع التام عن التدخين وممارسة الرياضة الدورية بانتظام.

وأوضحت أنه يمكن الاستدلال على تغيرات الخلايا قبل أن تتحول إلى سرطان عن طريق الكشف المبكر والذي يتوفر حالياً لسرطان الثدي وعنق الرحم والقولون والمستقيم، حيث أثبتت الدراسات أن 40% من حالات الأورام يمكن التعافي منها إذا تم اكتشافها مبكراً عن طريق الفحص الذاتي واستشارة الطبيب عند ظهور أي تغيرات في الجسم والكشف الدوري وزيادة المعرفة بأول علامات السرطان، وقد تصل نسبة شفاء سرطان الثدي والقولون والمستقيم إلى أكثر من 90% إذا تم اكتشافه وعلاجه مبكراً، مبينة أن يجب الحرص على إجراء الفحوصات الدورية للكشف عن سرطان الثدي بانتظام كالفحص الذاتي للثدي (شهرياً) وفحص الأشعة الماموغرام (1-2 سنوات)، إضافة الى الحرص على إجراء الفحوصات الدورية للكشف عن السرطان من أجلكم وأجل عائلاتكم، فالكشف المبكر عن السرطان ينقذ الحياة.

 

قافلة وردية

من جهتها قالت ريم بن كرم رئيس اللجنة العليا المنظمة لمسيرة فرسان القافلة الوردية بالشارقة إن مسيرة فرسان القافلة الوردية التي انطلقت في العام 2011، باتت أحد أبرز المبادرات المجتمعية التي تنشد صحة وسلامة المجتمع الإماراتي، كونها جعلت من مجابهة سرطان الثدي هدفاً استراتيجياً لها وسخرت له كل جهودها، ونجحت المسيرة خلال السنوات الماضية في تعزيز الوعي بالمرض وأهمية الكشف المبكر عنه، ما انعكس في حجم التفاعل الكبير الذي غدت تحظى به على الصعيدين الرسمي والمجتمعي.

وأضافت بن كرم: اختتمنا في مارس الماضي مسيرة فرسان القافلة الوردية الثامنة التي جابت إمارات الدولة السبع معززة الوعي بسرطان الثدي، ومقدمة الفحوصات المجانية للكشف عنه لكل فئات المجتمع رجالاً ونساءً، مواطنين ومقيمين، وعبر أكثر من 30 عيادة، وبفريق طبي ضم أكثر من 200 كادر طبي، نجحنا في تقديم الفحوصات الطبية المجانية للكشف عن المرض لـ 7795 شخصاً، بلغ عدد المواطنين فيهم 1557مواطناً ومواطنة، وعدد المقيمين 6238، بينهم 2559 شخصاً فوق سن الـ 40 عاماً، ومن إجمالي هذه الفحوصات تم تحويل 2186 شخصاً لإجراء فحوص أشعة الماموجرام، و430 شخصاً لإجراء فحوص للأشعة الصوتي.

نقلة نوعية

وبينت بن كرم أنه بفضل الرعاية الكريمة التي تحظى بها القافلة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومتابعة قرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، نجحت مسيرة فرسان القافلة الوردية في إحداث نقلة نوعية على صعيد نظرة المجتمع لسرطان الثدي، وما ارتفاع أعداد المراجعين، على عياداتنا الطبية الثابتة والمؤقتة، إلا دليل على نجاح المسيرة في تبديد المخاوف، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي كانت تدور حول المرض.

إنجازات

وحول إجمالي إنجازاتها خلال الـ 8 أعوام الماضية قالت بن كرم:«على مدار الثمانية أعوام الماضية، وبمشاركة أكثر من 569 فارساً وفارسة، وأكثر من 770 متطوعاً من مختلف الجنسيات، نجحت مسيرة فرسان القافلة الوردية في قطع مسافة 1715 كيلومتراً عبر إمارات الدولة السبع، كما نجحت عيادتنا الطبية التي بلغ عددها 684 عيادة طبية، في توفير الفحوصات المجانية لـ 56 ألفاً و667 شخصاً، بينهم 10 آلاف و261 رجلاً، و46 ألفاً و406 سيدات، تم تحويل 16 ألفاً 462 شخصاً لإجراء فحوص أشعة الماموجرام، و2,232 شخصاً لإجراء فحوص للأشعة الصوتية.

توعية المجتمع

بدورها، أكدت الدكتورة سوسن الماضي المدير العام لجمعية أصدقاء مرضى السرطان ورئيس اللجنة الطبية والتوعوية لمسيرة القافلة الوردية بالشارقة أن القافلة ومنذ تأسيسها قبل 10 أعوام تعمل على توعية أفراد المجتمع بمدى خطورة سرطان الثدي وتعريفهم بطرق الوقاية منه وأساليب الكشف المبكر، إضافة إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي والنفسي للحالات المكتشفة، وتعليم السيدات كيفية الفحص الذاتي للثدي كل شهر، كما أن أفراد القافلة يصلون إلى السيدات في مكان وجودهم، مصطحبين معهم طبيبة وسريراً إلى باب البيت، لافتة إلى أنه منذ 8 سنوات تم إجراء 50 ألف فحص لسيدات، وفي العام 2015 تم اكتشاف 123 حالة سرطان، وفي 2016 تم اكتشاف 135 حالة، وفي 2017 تم اكتشاف 157 حالة سرطانية.

وأضافت أن الكشف المبكر للسرطان يسرع في عملية العلاج، وتكلف فحوصاته 1000 درهم في حال عدم وجود التأمين الصحي، مبينة أن القافلة الوردية اتبعت أسلوباً جديداً في التوعية لم يكن موجوداً في المحافل الدولية، وأن جزءاً كبيراً من المؤسسات العالمية أصبحت تستقي خبراتنا في مجال التوعية «خاصة» فيما يتعلق بمرض سرطان الثدي وخطوات علاجه واكتشافه في مراحله الأولى، مبينة أنه تم توقيع اتفاقية مع مستشفى الجامعة بالشارقة في العام 2013 تتعلق بمجال خدمة المرضى والتعاون في مجال البحوث، وأنه في العام 2016 تم افتتاح مركز علاج الثدي بالتعاون مع القافلة الوردية بالشارقة، حيث يتم تحويل كل الحالات المرضية التي يتم اكتشافها إلى المركز لتلقي الفحوصات مجاناً.

 

كشف مبكر

من جانبه أكد الدكتور رياض دردف استشاري أول الأورام ومدير مركز الشارقة لأمراض الثدي بمستشفى الجامعة بالشارقة ان المركز الذي افتتح في مارس 2016 ويعد الوحيد على مستوى المناطق الشمالية يهدف الى الكشف المبكر عن سرطان الثدي ومن ثم اعطاء العلاج المناسب سواء كان العلاج كيميائياً أو هرمونياً أو مناعياً أو بيولوجياً أو استئصالاً جراحياً في حال تشخيص المرض، اضافة الى أنه يقدم خدمات العيادة المتكاملة التي تمكن المريض من استكمال كل الإجراءات الضرورية في يوم واحد، ومن ثم وضع الخطة العلاجية له، لافتاً الى ان المركز يستقبل شهرياً ما يقارب 100 حالة، فمنذ بداية العام الماضي وحتى نهاية أغسطس منه استقبل المركز حوالي 1000 مريضة، كما أنه خلال يونيو ويوليو الماضيين تم اكتشاف 10 حالات اصابة بسرطان الثدي.

شفاء بعد الاكتشاف

وأضاف الدكتور رياض أن الحالات التي تم اكتشافها تعد حالات ما بين الدرجة الثالثة والرابعة، تلك المرحلة التي ينتشر فيها المرض خارج الثدي الى الأعضاء الأخرى كالعقد اللمفاوية والكبد وخلافها، مبيناً ان نسبة الشفاء من المرض 95 % في حال اكتشافه باكراً، كما ان كل الحالات التي تراجع المستشفى يتم الكشف عليها، وفي حال وجود أي اشتباه للإصابة بمرض السرطان يتم إجراء الفحص المبدئي وتوجيه المريض الى عمل الفحوصات اللازمة للتأكد من الحالة ومرحلة الإصابة بالمرض، حيث يمكن الوصول الى النتيجة خلال يوم واحد ومن ثم وضع الخطة العلاجية للمريض، كما ان المركز يعد متميزاً لأنه يشمل كل التخصصات في علاج وجراحة الأورام والتشخيص المجهري من خلال الصور التشخيصية و العلاجية بقسم الأشعة، إضافة الى اخذ العينات بهدف تقديم أفضل الخدمات العلاجية وأسرعها.

نصائح

حذر مختصون من احتمالات عودة الإصابة بسرطان الثدي مرة أخرى في غضون خمس سنوات من وقت إجراء الجراحة، وخاصة في السنة الأولى أو الثاني، وحددت الدراسات 4 نصائح تقلل من خطر عودة السرطان وتتمثل في:

أولاً: ممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة أسبوعياً، فقد كشفت دراسة أن النشاط البدني خَفَض معدل الوفيات بنحو 40٪ لدى النساء اللواتي أُصبن بسرطان الثدي، وتقول «مارغريت فلورز» وهي مديرة الاتصالات العلمية والمنح بمؤسسة أبحاث سرطان الثدي، إن ممارسة الرياضة 150 دقيقة أسبوعياً من أكثر العوامل تأثيراً في الحد من عودة سرطان الثدي، بجانب بعض العوامل الأخرى مثل خفض نسبة الاستروجين.

ثانياً: الحفاظ على الوزن، فلا يرتبط فقدان الوزن بتقليل خطر عودة سرطان الثدي، ولكن هناك دليلاً قوياً وكافياً أن تجنب زيادة الوزن واتباع نظام غذائي صحي أثناء وبعد تلقي العلاج يوفر كثيراً من أساليب الحماية وتقليل خطر الإصابة مرة أخرى.

ثالثاً: الالتزام بالأدوية الموصوفة، وهو من الأمور المهمة للغاية في تقليل خطر عودة الإصابة بشكل كبير.

رابعاً: تناول المزيد من فيتامين C وD، حيث يقلل تناول ملحقات فيتامين C من معدلات الوفيات الناتجة عن سرطان الثدي، بالإضافة إلى تناول فيتامين D، وذلك لارتباط مستوياته المنخفضة بأسوأ حالات الإصابة بسرطان الثدي.

متابعة

ينصح الأخصائيون النساء فوق سن الـ40 عاماً بضرورة إجراء الفحص الدوري السريري وتصوير الثدي كل عامين أو 3 أعوام، أما من لديهن شكاوى من الثدي، خاصة ظهور كتلة أو تغيّر في اللون أو آلام مصاحبة، فعليهن مراجعة الطبيب المختص بصورة عاجلة وآنية، مبيناً أنه ليس هناك عامل محدد لإصابة الرجال بسرطان الثدي، وأن منهم من يكون لديه كتل في الصدر وبعد أخذ العينات تكون النتيجة سلبية، مبيناً أنه على الأطباء ألا يقفوا عند النتيجة 1% تشخيص أو 99%، بل لابد من متابعة المريض حتى تكون النتيجة 100%، وأن ذلك لن يتأتى إلا بعد أخذ العينات ضمن معايير محددة وبطريقة الخزعة أو الإبرة، مع أخذ كتلة من النسيج المشتبه به، أو أخذ بعض الخلايا بالإبرة الرفيعة لإجراء عملية التشخيص وهي الطريقة الأصعب، وذلك للتأكد من وجود إصابة بمرض السرطان أم لا.

8

تظهر الدراسات العالمية أن هناك سيدة من كل 8 سيدات مصابة بسرطان الثدي عالمياً، كما أن هناك 50 مريضة يراجعن العيادات في المستشفى شهرياً، منهن ما بين 2-3% يكن مصابات بالداء بعد التشخيص، فيتم عمل ماموغرام وأشعة مغناطيسية، مبينة أن الحالات إذا كانت متأخرة يتم إعطاء المريضات جرعات إشعاعية وكيميائية، كما من المحتمل أن يكون هناك تدخل جراحي سريع حسب الحالة، كما أن هناك نوعين من العلاج لمرضى سرطان الثدي، منهما الإشعاعي، حيث تنزل الأشعة على مكان محدد، ما يسبب فقراً في الدم، وضعفاً عاماً، كما تؤثر على مكان التليف، والنوع الثاني العلاج الكيميائي وهو عبارة عن أدوية كيميائية عن طريق الحقن.

وهم

يؤكد الأطباء المختصون أن هناك مفهوماً خاطئاً لدى الكثيرين وهو أنه في حال أخذ خزعة ما لفحصها فإن ذلك يؤدي إلى انتشار المرض، وهذا غير صحيح؛ ذلك لأن رفض السيدات أخذ عينة يعني عدم قدرة الطبيب على تشخيص الأنسجة، وبالتالي فإنه ليس من الحكمة خضوع السيدة لعملية جراحية قد تكون هي في غنى عنها أو تعرضها لعدة عمليات جراحية أخرى لاستكمال العلاج في حالة وجود سرطان، ومن المعلوم أن نسبة انتشار السرطان في حال وجوده ضئيلة جداً.

كما أن التقنيات الحديثة يتم فيها استخدام إبر صغيرة بعكس ما كان عليه الوضع في السابق.

دعم

يؤكد المختصون أن السرطان مرض ناجم عن انقسام في إحدى أو عدد من خلايا الثدي بشكل خارج عن سيطرة الجسم مما يسبب في تكون ورم يضغط على الأنسجة المجاورة مما يؤدي إلى التأثير على وظائف الجسم.

لذلك تعد مخالطة المصابات بسرطان الثدي أمر طبيعي لا يدعو للحذر من أية مخاطر صحية، بل إن المصابة بسرطان الثدي تكون في هذه المرحلة في أمس الحاجة للدعم الاجتماعي والنفسي.

 

مرض شائع وعلاجه ناجح

أكد الدكتور ياسين مال الله طاهر استشاري ورئيس قسم الجراحة بمستشفى ثومبي في عجمان، أن مرض السرطان يعد مرضاً شائعاً بين النساء، ولتلافيه لا بد من الفحص الدوري للثدي للتأكد من عدم وجود كتل فيه، وفي حال وجودها مبكراً يمكن علاجه أو استئصال الأورام وبالتالي ضمان عدم إمكانية عودة المرض مجدداً، لافتاً إلى أن العلاج الأساسي للمرض يكمن في الاستئصال الجراحي، وأن رفع الورم يعتمد على حجم الثدي، فإذا كان صغيراً يتم قطع جزئي وما حوله من أنسجة، ومن ثم تحال المريضة إلى العلاج الذري أو الكيميائي لأن احتمالية رجوع المرض موجودة، أما إذا كان حجم الثدي أكبر، فيتم بتر الثدي كاملاً، ويزرع مكانه ثدي بلاستيكي من الناحية التجميلية، وإمكانية عودة انتشار السرطان بعد الاستئصال تشكل نسبة 1%.

وأضاف أنه تم إجراء 15 عملية استئصال للثدي كاملاً، إضافة إلى الغدد اللمفاوية في الإبط المجاور للثدي، وأن النتائج كانت جيدة، كما أن العلاج الكيميائي مكلف جداً، فالجرعة الواحدة تكلف 35 ألف درهم، والمريضة قد تأخذ أكثر من جرعة واحدة ما يزيد معاناتها مادياً، كما أنه يتم إجراء فحوصات بعد إزالة الثدي للتأكد من عدم وجود سرطان في العظام أو الحوض أو الكبد.

 

طريقتان لتشخيص سرطان الثدي

أوضح الدكتور عبدالمنعم عبيدين استشاري ورئيس قسم الأشعة بمستشفى الجامعة بالشارقة، وأستاذ مشارك بجامعة الشارقة أنه منذ بداية العام 2017 تم إجراء فحص ماموغرامي إلى 800 مريضة، كما أن القسم يعتمد طريقتين للتشخيص، هما التصوير الإشعاعي للثدي بغرض الكشف المبكر للمرض، والثانية التصوير بالرنين المغناطيسي وأخذ عينة تحت السونار من تأكيد أو نفي الحالات المشتبه بها، وأن المريضات اللائي أعمارهن تحت 40 عاماً يجرى لهن تصوير بالموجات فوق الصوتية أولاً، مبيناً أن نسبة النتائج الصحيحة سواء أكانت إيجابية أم سلبية 95%، وذلك بفضل الأجهزة الحديثة التي زود بها القسم، كما سيتم تزويده بجهاز مقطعي حديث لتصوير الثدي بالتعاون مع القافلة الوردية.

وقال: إن كل الحالات التي تراجع المركز يُجرى لها تصوير إشعاعي للثدي عن طريق جهاز الماموغرام والذي يعد من أحدث الأجهزة في الدولة للاكتشاف المبكر للمرض، كما أن إجراءات التشخيص تكون مختلفة من شخص يشكو من علة وآخر لا أعراض عليه، فيتم عمل التشخيص عن طريق السونار، وأخرى يُجرى لها الفحص عن طريق الرنين المغناطيسي، وفي حال وجود اشتباه بنسبة 2% يتم فوراً أخذ العينات ومن ثم تحويلها إلى مختبر مركز أمراض الثدي بالمستشفى للتأكد من نوع الإصابة حميدة أم خبيثة وتحديد مدى انتشار المرض ومرحلته.

وأضاف أن مركز أمراض الثدي بمستشفى الجامعة بالشارقة يعمل به فريق مشترك يشمل 4 استشاريين، منهم استشاري قسم الأشعة واستشاري الأورام الخبيثة واستشاري العمليات الجراحية، وطبيب تحليل الأنسجة، مبيناً أنه لو تصادف وجود اشتباه ولو بنسبة 1% يتم مناقشة الحالة مع الفريق الطبي للمركز وبالتالي متابعتها من خلال إجراء الفحوصات الإشعاعية، كما أن هناك نوعين من المراجعين للمركز، النوع الأول أصحاء ليس لديهم شكوى في ما يتعلق بالثدي، والثاني مرضى لديهم شكاوى من آلام في الثدي، أو ملاحظة وجود كتلة فيه أو تغير في الشكل من حيث اللون وخلافه، فيتم عمل الفحوصات اللازمة لهم.

«ماموغرام» ضروري سنوياً

شدّدت الدكتورة عبير سعيد، استشارية أشعة بمستشفى ثومبي في عجمان، على أن سرطان الثدي من أخطر السرطانات التي تواجه المرأة، خاصة النساء اللائي وصلن سن اليأس أو أولئك اللواتي لديهن قابلية للإصابة بالمرض من الدرجة الأولى، كما أن النساء بعد الـ40 عاماً يصبحن أكثر عرضة للإصابة به، لافتة إلى أن الفحص الدوري عن طريق الماموغرام سنوياً يمكّن من الاكتشاف المبكر للأورام في مراحلها الأولى، وبالتالي تصبح درجة الشفاء منه كبيرة، كما أن قسم الأشعة مزود بأجهزة حديثة لتشخيص الحالات بدقة، منها أجهزة الماموغرام الحديثة والرنين المغناطيسي الذي يساعد في تحديد درجة المرض ومدى انتشاره، كما توجد 4 عيادات لفحص النساء عبر الرنين والماموغرام والأشعة، يعمل بها 8 أطباء و16 ممرضة من ذوي الكفاءات التمريضية العالية.

وقالت إن إعطاء العلاج الكيميائي لسرطان الثدي يتمثل في الحالات التالية: بعد الجراحة لسرطان الثدي في مراحله المبكرة، وبعد الاستئصال الجراحي للورم من الثدي، وقد يوصي الطبيب بالعلاج الكيميائي للقضاء على أي خلايا سرطانية لم يتم اكتشافها، ولتقليل خطر ظهور السرطان مرة أخرى، وهذا ما يطلق عليه العلاج الكيميائي المساعد، الذي يتوزع عن طريق الدم وينتشر في كل الجسم، ما يعطي فرصة أكبر للقضاء على الخلايا السرطانية في مكانها، بالإضافة إلى الخلايا التي قد تكون انتقلت إلى مكان آخر، كما يوصي كذلك بالعلاج الكيميائي المساعد إذا كانت المريضة عرضة لخطر متزايد لظهور السرطان مرة أخرى أو انتشاره في أجزاء أخرى من الجسم، حتى لو لم يكن هناك دليل على وجوده بعد الجراحة، كما أنه من المهم التحدث مع الطبيب بخصوص مدى قدرة العلاج الكيميائي على تقليل احتمالية ظهور السرطان مجدداً، وما إذا كانت نسبة تقليل هذا الخطر تستحق التعرض للآثار الجانبية للعلاج الكيميائي أم لا، كما أن بعض النساء المصابات بسرطان الثدي يتلقين العلاج الكيميائي قبل الجراحة (العلاج الابتدائي المساعد)، بهدف تقليص حجم الأورام الكبيرة ولتوفير أفضل فرصة للجراح لاستئصال الورم بالكامل، وهو ما يمكّن من استئصال الورم فقط بدلاً من استئصال الثدي بكامله.

 

«سنتيماغ» أحدث تقييمات السرطان

قالت الدكتورة سما الزبدة استشارية جراحة الثدي في عيادة أمراض الثدي التابعة لمستشفى الإمارات، إن المستشفى وفر جهاز «سنتيماغ»، ولعل أبرز فوائده أنه لا يحتاج إلى طب نووي لإدارة العملية خلافاً للوسائل التقليدية المستخدمة في الكشف عن انتشار السرطان بالعقد الليمفاوية، ويكتفي باستخدام الحقول المغناطيسية والجسيمات المغناطيسية الدقيقة لتقييم مدى انتشار السرطان، بما يسهم في تبسيط تشخيص المرض من دون تعريض المريض للإشعاع، لافتة إلى أن الجهاز يتيح للجراح تحديد مدى انتشار السرطان بدقة كبيرة، وبما يتماشى مع رغبته في إزالة أقل كمية ممكنة من الأنسجة خلال الجراحة.

 

الخجل من المجتمع يؤخّر التشخيص

أكدت الدكتورة سيريف سيمسيك، أخصائية جراحة الثدي في مستشفيات الإمارات التابعة لشركة الإمارات للرعاية الصحية، أن الخوف والخجل الاجتماعي وعدم تقبل المجتمع للسرطان تعد من أهم مسببات التشخيص المتأخر لمرض سرطان الثدي، لذلك لا بد من زيادة الوعي الاجتماعي لأجل محاربته وذلك بغية توعية النساء بأهمية إجراء الفحوصات الدورية واتباع التقنيات السليمة للفحوصات الذاتية للكشف عن المرض في مراحله المبكرة، إضافة إلى ترويج ثقافة الكشف المبكر، لينعم أفراد المجتمع بصحة وعافية وعمر مديد.

ثناء وإيمان تقهــران المــرض بــالإرادة

لن تستسلم ثناء محمد (58 عاماً) وإيمان داوود (63 عاماً) لخبر الإصابة بسرطان الثدي، فوقفتا في وجه اليأس وخضعتا للعلاج المكثف حتى خرجتا بنجاح من محنة المرض.

وتقول ثناء: لم أكن أشعر بأي شيء غير طبيعي في صدري، ولم يكن لدي أي سبب للاعتقاد بأن سرطان الثدي سيداهمني، وعلمت بإصابتي بسرطان الثدي بالمصادفة، خلال زيارتي للقافلة الوردية في الشارقة بتشجيع من ابنتي، والتي كانت تتابع مسار القافلة، حيث لاحظت الطبيبة تغيراً في مستوى الصدر، فحولتني إلى المختبر لإجراء فحوص، فتبين أنني مصابة بسرطان الثدي، ومنذ 6 أشهر بعد علمي بالمرض انتابني الخوف والقلق، وتبادر إلى ذهني العلاج الكيميائي والأشعة التي ترهق المرضى وتقعدهم.

وأكدت ثناء، وهي أم لولد وبنت، أنه بعد التشخيص والأشعة تبين إصابتها بالمرض، فتم تحويلها إلى مستشفى الجامعة بالشارقة، فتلقت 6 جرعات كيميائية على فترات متفاوتة، كل 21 يوماً، ما سبب لها آثاراً جانبية وإرهاقاً عاماً، مبينة أنها أحست بقوة وإرادة صلبة لمواجهة ذلك المرض، وأصبحت تتعامل معه كمرض عادي، فتناولت الجرعات الكيميائية، وظلت على هذه الحال الى أن أبلغتها الطبيبة بأنها قد تماثلت للشفاء تماماً، مثمنة دور القافلة الوردية التي تقدم الفحوصات والتشخيص المجاني للمريضات اللائي يكتشفن بأنهن مصابات بالمرض، فتيسر الكثير على المريضات، خاصة أن تكلفة الجرعة الواحدة من الكيميائي تتجاوز 35 ألف درهم، ناصحة جميع الفتيات والسيدات بإجراء فحوص سنوية، والتدقيق في كل التغيرات التي تطرأ عليهن، تجنباً للإصابة بهذا المرض، كما أن التحلي بالشجاعة والصبر ومواجهة المرض أمر في غاية الأهمية.

كما تروي إيمان داوود، ولديها بنتان وولد، قصتها مع مرض سرطان الثدي، بأن الصدفة قادتها لاكتشاف المرض بعد ملاحظتها تغيراً في الثدي، فتوجهت الى القافلة الوردية والتي بدورها قدمت لها التشخيص والفحص المجاني، فثبت أن الحالة إيجابية، فخضعت في البداية إلى 7 جرعات كيميائية، ثم إلى 17 جرعة أخرى، إضافة إلى العلاج الإشعاعي لمدة شهر، مبينة أن إصابة زوجها بالمرض، وثم وفاته بالداء دفعها إلى أن تكون قوية أمام أبنائها، مبينة أن بعد علم أبنائها بمرضها انهاروا تماماً ولكن تمكنت من تهدئتهم إلى أن تقبلوا الوضع.

وأضافت أنه بعد العلاج وبالعزيمة والصبر تماثلت للشفاء، كما أنها تراجع كل 6 أشهر للتأكد من عدم عودة المرض مجدداً، وأصبحت تنصح صديقاتها إلى ضرورة الكشف المبكر، فتمكنت من إقناع 3 منهن، فتوجهت بهن إلى القافلة الوردية، وبعد الفحوصات تبين إصابتهن بالمرض، فاصبحن يتلقين العلاج الكيميائي إلى أن تماثلن للشفاء نتيجة للاكتشاف المبكر للسرطان.

 

25 عملية بمستشفى الجامعة في الشارقة سنوياً

أوضح الدكتور توفيق طبارة استشاري أول جراحة عامة بمستشفى الجامعة في الشارقة، أن مركز أمراض الثدي بمستشفى الجامعة يجري ما بين 20 - 25 عملية لاستئصال أورام الثدي سنوياً، حيث يتم خلالها ترميم الثدي أو استئصاله إذا كان الورم كبيراً أو حجم الثدي صغيراً، كما أن الأعمار التي أجريت لها تلك العمليات تتراوح ما بين 38 - 60 عاماً، إضافة إلى إجراء 10 -15 عملية جراحية أخرى شهرياً، كعمليات الأوردة الدموية دوالي الساقين، وعملية المرارة والفتق، إضافة إلى عمليات استئصال القولون والبواسير، حيث تم إجراء 120 عملية فيها خلال الـ8 أشهر الماضية، لافتاً إلى أن المركز يقدم خدمات متكاملة لكافة مرضى الثدي من السيدات، حيث يتم فحص الثدي عن طريق أشعة الماموغرام في نفس الزيارة، وإذا تطلب الأمر يتم أخذ خزعة وفحصها، وإذا تبين أن هناك حالة سرطانية يجتمع الفريق المتخصص في المركز لوضع خطة علاجية كاملة بدءاً من الغذاء مروراً بالعلاج الكيميائي أو الجراحي، كما أن الجراحة في الغالب ليست استئصالاً للثدي وإنما استئصال الورم نفسه، كما أن هناك بعض المرضى يتم إخبارهم بالإصابة وآخرين يتم إخبار أسرهم.

 

Email