تتبنى 4 قضـايا عالمـية ملّحـة لتوفير حلول مبـتكرة لأبرز التحـديات

8 منظمات أممية ومعهد «إم آي تي» تنضم إلى مبـادرة مـحمد بـن راشد للازدهار العالمي

مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي أطلقها محمد بن زايد خلال «القمة العالمية للصناعة والتصنيع» 2017 | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت «مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي» أمس، انضمام ثماني منظمات تابعة للأمم المتحدة ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا «إم آي تي» إلى المبادرة العالمية التي تسعى إلى بناء مجتمعات من المبتكرين في القطاع الصناعي لدعم الابتكار وإقامة شراكات جديدة وتعزيز العمل الجماعي الهادف إلى تحقيق الازدهار العالمي، وذلك خلال فعاليات معرض هانوفر ميسي الصناعي في ألمانيا الاتحادية الذي يعد أكبر معرض صناعي على المستوى العالمي.

كما أعلنت المبادرة أربع قضايا عالمية ملحة تبنتها هذه المنظمات لتكون جزءاً من مجال عمل المبادرة والسعي إلى توفير حلول عملية ومبتكرة لأبرز التحديات المرتبطة بهذه القضايا التي تشمل الطاقة المستدامة والتطوير الزراعي والقضاء على الجوع والمدن المستدامة، إضافة إلى الحد من الفجوة الرقمية والقضاء على الأمية الرقمية.

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد أطلق مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي خلال الدورة الافتتاحية لــ«القمة العالمية للصناعة والتصنيع»، والتي استضافتها أبوظبي في شهر مارس من عام 2017 تقديراً لسعي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ــ من خلال مبادراته الإنسانية والتنموية ــ إلى مساعدة المجتمعات الأقل حظاً وخدمة البشرية ودور سموه في تحويل دولة الإمارات إلى مجتمع من المبتكرين يتخذ من السعادة والإيجابية مقياساً للنمو والازدهار.

منصة ابتكار

وتضم المبادرة تحدي محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين وهو عبارة عن منصة للابتكار المفتوح عبر الإنترنت تتيح الفرصة أمام المبتكرين ورواد الأعمال أينما كانوا للتواصل والتعاون وحل القضايا العالمية الملحة التي تؤثر على حياة المجتمعات العالمية، ويستطيع المبتكرون ورواد الأعمال - من خلال تبنيهم نهجاً يقوم على التصميم المبتكر والإبداعي - تحويل أفكارهم إلى واقع والنظريات إلى حلول وترجمة الأفكار إلى تأثير إيجابي ملموس.

فيما تكرم جائزة محمد بن راشد للازدهار العالمي الشركات الصناعية التي تبنت تحدي محمد بن راشد للمبتكرين الصناعيين الذي يتميز بأكبر أثر اجتماعي إيجابي يسهم في تحقيق هدف أو أكثر من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

سهيل المزروعي متحدثاً خلال معرض هانوفر ميسي الصناعي في ألمانيا | من المصدر

 

4 قيم

وتقوم مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي على أربع قيم أساسية، هي: القدرة على مواجهة التحديات ووضع الحلول المبتكرة لها وقدرة المجتمعات على العمل معاً بروح الفريق الواحد ومقدار التجانس الذي يمكن أن يحققه الإنسان مع بيئته ومع أخيه الإنسان، إضافة إلى تقديم المصلحة المجتمعية على المصلحة الفردية.

وتسعى مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي إلى توفير حلول عملية لمجموعة من التحديات الرئيسية المرتبطة بقضايا عالمية، بناء على ما تحدده المنظمات العالمية التي تشارك في المبادرة.

وحددت كل من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو» والصندوق الدولي للتنمية الزراعية «إيفاد» والاتحاد الدولي للاتصالات «ITU» والمركز الدولي للتعليم والتدريب التقني والمهني «يونيفوك» التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»، إضافة إلى مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين «UNHCR» وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «الموئل» وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة «الفاو».. القضايا العالمية التي ستشكل الأسس الرئيسية لمجموعة التحديات التي ستسعى المبادرة إلى توفير حلول عملية لها.

حلول

وتتمحور القضايا العالمية الأربع الملحة التي تسعى المنظمات إلى توفير حلول لها عبر تحدي محمد بن راشد للمبتكرين الصناعيين حول الطاقة المستدامة والتطوير الزراعي والقضاء على الجوع والمدن المستدامة والحد من الفجوة الرقمية والقضاء على الأمية الرقمية، حيث تشكل هذه القضايا من بين التحديات التي تواجهها البلدان الأقل نمواً.

وستصمم مسابقة «Solve ــ الحل» التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا «MIT» ــ التي تهدف إلى دعم الحلول الدائمة والمبتكرة للمشكلات العالمية الملحة في مجالات التعليم والصحة والاستدامة والازدهار الاقتصادي - التحديات المستندة إلى هذه القضايا العالمية الملحة وتقييم الحلول المقدمة والإسهام في اختيار الحلول الفائزة بجوائز تحدي محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين، وذلك بالتعاون مع كبار الخبراء والمختصين في مجالات الابتكار وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة ومنظمات الأمم المتحدة المشاركة في المبادرة.

مستقبل أفضل

وقالت أليكس أمويل المدير العام لمسابقة «Solve ــ الحل» التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا «إننا في المعهد ندرك أن الموهبة والابتكار متوفران بكثرة في كل دول العالم وأن الصعوبة الحقيقية تكمن في كيفية اكتشاف وتدعيم وتوجيه هذا الابتكار لأكثر القضايا إلحاحاً على المستوى العالمي».

وأضافت أن مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي تشكل خطوة كبيرة في هذا الاتجاه وستسهم في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، مؤكدة أهمية الشراكة مع مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي، فيما تحاول تكريسه من قيم وما تسعى إلى تحقيقه».

وأعربت عن سعادتها بالتعاون مع هذه المبادرة الفريدة في إطلاق قدرات الابتكار التعاوني البناء الذي يلغي الحواجز التي تفصل بين الناس ويوسع الآفاق ويسهم في بناء عالم أكثر استدامة وازدهاراً وإيجابية ومساواة.

تحول رقمي

بدوره قال جو كايزر، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة «سيمنس أيه جي» : «إن تأهيل المجتمعات العالمية والكوادر البشرية للتعامل مع التحول الرقمي يكتسب أهمية كبيرة لضمان مستقبل مشرق لقطاع الصناعة»، مشيراً إلى أن مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي ستضطلع بدور مركزي في جمع أفضل الأفكار من الشـــركات الكبيرة والصغيرة من جميع أنحاء العــالم لإحداث أثر إيجابي مستدام في تنمية الإنسان والمجتمع.

وذكر جون فلانري، الرئيس التنفيذي والرئيس المنتخب لشركة جنرال إلكتريك إن الابتكار يلعب دوراً أساسياً في وضع حلول فعالة لأهم التحديات التي نواجهها، موضحاً أن مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي ستجمع شركاء من القطاعين العام والخاص لتحديد المجالات التي يمكن أن يحقق فيها الابتكار نتائج ملموسة، معرباً عن فخر جنرال إلكتريك بشراكتها مع هذه المبادرة، مؤكداً أن الشركة ستعمل على الاستفادة من ريادتها العالمية في قطاع الصناعة الرقمية للمساهمة في تحقيق تغير إيجابي عبر الابتكار.

تحديات إنسانية

من جانبها، قالت جيني روميتي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «اي بي إم»: إن الشركة تفخر بدعمها لمبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي، كما أن مستقبل الابتكار في القطاع الصناعي سيعتمد على التقنيات الرقمية والبيانات المتطورة والحوسبة الإدراكية مثل نظام واتسون من «اي بي ام»، مؤكدة أن هذه المبادرة المرموقة تشكل خطوة قيمة في توظيف هذه التقنيات الجديدة والمثيرة والتي تعرف بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة فيما يخدم البشرية ويساهم في بناء الازدهار العالمي.

وأوضح توبي هاروارد، رئيس مكتب مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في الإمارات: إن العالم يواجه تحديات إنسانية غير مسبوقة تتطلب استجابات إبداعية ومبتكرة، لذا، من الضروري أن تتكاتف الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمصنعون والشركات الناشئة ورواد الأعمال لإدارة هذه التحديات بشكل أفضل وللمساعدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وتقدم مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي منصة مهمة لتحقيق هذه الطموحات.

تعاون مثمر

وتجمع مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي كبرى الشركات الصناعية والناشئة ورواد الأعمال والحكومات والمنظمات غير الحكومية ضمن بيئة مبتكرة تشجع على التعاون المثمر وإقامة الشراكات وتتيح للجهات كل ذات العلاقة في المجتمعات الاضطلاع بدور أساسي في بناء الازدهار العالمي.

وترتكز المبادرة على شبكة إلكترونية تتيح للمبتكرين الصناعيين فرصة توظيف القدرات الحاسوبية والبشرية والرقمية لإيجاد حلول للتحديات التي يواجهها عالمنا اليوم ما يمهد الطريق لشراكات جديدة ويخلق فرص العمل ويسهم في تحقيق النمو الاقتصادي.

وستدعو مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي كبرى الشركات الصناعية الرائدة على المستوى العالمي لتبني أحد التحديات التي سيتم تصمـــيمها بالاستــناد إلى القضايا العالمـــية الملحة التي حددتها منظمات الأمم المتحدة، فيما تعمل هذه الشركات على توفير الدعم التقني والمــــادي وتزويد المبتكرين بالخبرات والمعارف اللازمة لتحقيق أكبر أثر إيجابي عبر الحلول التي سيقدمونها.

وسيتم تكريم الشركات الصناعية التي تبنت تحدي محمد بن راشد للمبتكرين الصناعيين الذي يتـــميز بأكـــبر أثر اجتــماعي إيجابي يسهم في تحقيق هدف أو أكثر من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بجائزة محمد بن راشد للازدهار العالمي.

وفيما يلي نظرة إلى هذه القضايا التي تسعى مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي إلى التصدي لها.

الطاقة المستدامة

من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 8.6 مليارات نسمة بحلول العام 2030، و9.8 مليارات نسمة بحلول عام 2050، وهذه الزيادة الهائلة في عدد السكان ستؤدي إلى زيادة هائلة في الطلب على الطاقة ولا يمكن لدول العالم التغلب على هذه المشكلة الملحة إلا بتبني آليات تسهم في زيادة كفاءة استخدام موارد الطاقة المتاحة مع العمل على توفير وزيادة استخدام الموارد المتجددة للطاقة.

وكأداة رئيسية للحفاظ على النمو تحظى الطاقة باهتمام كبير في مختلف دول العالم سواء في الاقتصادات المتقدمة أو النامية، كما تبذل دول العالم جهوداً كبيرة للتعامل مع ظاهرة التغير المناخي الناتجة عن الاستخدام المفرط لمصادر الطاقة المعتمدة على الوقود الأحفوري، وتزداد الحاجة على المستوى العالمي إلى توفير طاقة مستدامة ومنخفضة التكاليف ونظيفة بحيث لا تسهم في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

ويواجه ما يقرب من 2.6 مليار نسمة من سكان العالم النامي صعوبة في الحصول على مصدر غير منقطع للكهرباء أو أنهم يعانون من عدم توفر أي مصدر للكهرباء.

ويمكن أن يعود الاستثمار في تطوير أنظمة فعالة للطاقة المستدامة والنظيفة بفوائد جمّة على جهات متنوعة وفي مختلف القطاعات بما في ذلك قطاع الصناعة والجهات العاملة في مجال المساعدات الإنسانية، ويعد توفير الطاقة المستدامة للأفراد والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة عاملاً أساسياً في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

التطوير الزراعي

ومن القضايا التي تسعى مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي إلى التصدي لها: التطوير الزراعي والقضاء على الجوع.

ويبلغ عدد السكان الذين تعتمد حياتهم بشكل مباشر على القطاع الزراعي وقطاع الأغذية 1.5 مليار نسمة من أصل 2.5 مليار نسمة يعيشون في البلدان النامية، حيث يعمل هؤلاء ويتغذون مباشرة على منتجات أراضيهم الزراعية الصغيرة.

وتبلغ مساهمة أصحاب الأراضي الزراعية الصغيرة في آسيا وجنوب الصحراء الكبرى الإفريقية ما يصل إلى 80 في المائة من الإمدادات الغذائية في هذه المناطق.

وفي المتوسط، تشكل المرأة 43 في المائة من القوى العاملة في القطاع الزراعي في البلدان النامية، وتميل إلى أن تكون أكثــر إنتاجية مــن الرجل بنسبة تصل إلى 30 في المئة إذا ما أُتيحت لها إمكانية الوصول إلى نفس الموارد.

ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تشير التقــديرات إلى أن 795 مليون شخص يعانون من ســـوء التغذية المزمن وأن 90 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من نقص خطير في الوزن ولا يزال شخص واحد من كل أربعة يعاني من الجوع في أفريقيا.

وبالنظر إلى الدور الذي يؤديه المزارعون من أصحاب الأراضي الصغيرة في دعم القطاع الزراعي، فإن دعمهم باعتبارهم رواداً للأعمال مع التركيز على النساء والشباب يمثل خطوة حاسمة في التنمية الاقتصادية الوطنية والقضاء على الجوع. ومع تحسن إمكانية الوصول إلى رأس المال، يمكن لصغار المزارعين أن يضاعفوا غلالهم من خلال زيادة المدخلات الزراعية، وتبني تقنيات أكثر تكيفاً وبنية تحتية أكثر كفاءة.

المدن المستدامة

يتوقع أن يشهد العالم زيادة هائلة في سكان المدن من نصف سكان العالم حالياً إلى ثلثي سكان العالم خلال عام 2050 ليصل سكان المدن إلى ما يقرب من 6.5 مليارات نسمة، وسيكون أكثر من 90 في المئة من هذا النمو الحضري من نصيب البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

ومع انتقال مزيد من سكان كوكبنا للعيش في المدن ستتعرض الخدمات الأساسية مثل السكن الآمن والميسر والمياه النظيفة والصرف الصحي والبنية التحتية والمواصلات إلى ضغط كبير يهدد بانخفاض جودتها مع ما لذلك من أثر سلبي على صحة ورفاهية هؤلاء السكان.

ويتسبب الازدحام الحضري وانخفاض جودة الخدمات الأساسية لنقص التمويل إلى ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض المعدية التي يصعب على المدن الحد من انتشارها، وتميل أسعار المواد الغذائية في المناطق الحضرية إلى الارتفاع بسبب التمدن السريع وغير المخطط له والذي أثر على الأسر الحضرية الفقيرة في البلدان النامية بشكل كبير.

ويسهم تصميم المدن الجديدة وإعادة تصميم المدن القديمة مع التركيز على النمو المستدام والمساواة بين السكان في توفير الخدمات الأساسية، في تحسين مستوى الصحة والرفاهية التي يتمتع بها السكان كما يزيد من معدلات التنمية الاقتصادية الشاملة.

الأمية الرقمية

شهد الاتصال الجوال بشبكة الإنترنت انتشاراً عالمياً واسعاً خلال العقدين الماضيين، حيث يستطيع أربعة أخماس سكان العالم الآن استخدام الهواتف المحمولة المتصلة بشبكة الإنترنت.

وتسهم التكنولوجيا الرقمية في خفض تكلفة المعاملات بالنسبة للأفراد والشركات كما تزيد من قدرة السكان على الوصول إلى الخدمات التي كانت خارج نطاق بيئتهم التقليدية وخاصة بالنسبة للسكان المهمشين والريفيين.

ومع ذلك لا يزال نحو 500 مليون شخص يعيشون خارج المناطق التي تحظى بتغطية متنقلة لشبكة الإنترنت، كما أن كثيراً منهم لا يستطيعون الوصول إلى الإنترنت أو الوصول إلى مصدر الطاقة الكهربائية لشحن أجهزتهم الرقمية.

وتضطـــلع إتاحة الاتصال الجوال بشبــكة الإنترنت سواء من خلال الاستثمار في البنية التحتية أو تخفيض تكاليف الاتصال بالشبكة بدور كبير في تحسين الوصول إلى المعلومات والتمويل والــخدمات، إضافة إلى تشجيع الابتكار والاندماج بين فئات المجتمع المتنوعة ورفع مستوى الكفاءة.

 

توظيف التعهيد الجماعي والابتكار المفتوح لخير البشرية

توظف مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي التعهيد الجماعي والابتكار المفتوح في معالجة القضايا العالمية الملحة

جيل الألفية

ويستخدم مصطلح «جيل الألفية» (أو الجيل واي) للدلالة عموماً على كل من ولد بين عامي 1982 و2004، ويتميز جيل الألفية في أغلبه بقدرة كبيرة على التعامل مع التقنيات الرقمية.

وتسعى مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي إلى توفير منصة على شبكة الإنترنت فريدة من نوعها على المستوى العالمي يستطيع من خلالها جيل الألفية توحيد جهوده واستغلال طاقاته الإبداعية لخير البشرية. ومن خلال توفير بيئة تشاركية توفر المبادرة لجيل الألفية فرصة التفاعل مع منظمات الأمم المتحدة، والأوساط الأكاديمية وكبرى الشركات الصناعية العالمية لتشكيل تحالف عالمي فريد من نوعه يمكن من خلاله لأفراد هذا الجيل قيادة العمل العالمي نحو بناء الازدهار.

التعهيد الجماعي

يمكن تعريف التعهيد الجماعي بأنه الاستعانة بمجموعة كبيرة غير محددة من الناس عبر شبكة الإنترنت لأداء المهام التي يؤديها عادة أفراد معينون.

وقد تتم دعوة هذه المجموعات لتطوير تكنولوجيا جديدة، أو وضع تصميم معين، أو اقتراح حلول سياسية، أو المساعدة في جمع أو تنظيم أو تحليل كميات كبيرة من البيانات.

ويمكن استخدام التعهيد الجماعي لتسريع عملـــية جـــمع البيانات والخبرات والموارد اللازمة لأداء مهــمة أو حل مشكلة من خلال السماح للأشخاص والمنظمات بالتعاون بحرية دون أن تفصلهم الحدود الجغرافية التقليدية.

ويستفيد التعهيد الجماعي من الطاقات الابتكارية والإبداعية الهائلة التي تتميز بها الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال والأفراد في دفع عجلة التطور وبكلفة منخفضة، وهي الطاقات التي يمكن أن توظف في بناء الازدهار العالمي.

وقد كان لشبكة الإنترنت التي تعتبر عاملاً حاسماً في ظهور مفهوم التعهيد الجماعي، منذ انطلاقها آثار هائلة على الطريقة والسرعة والوقت الذي نقضيه في التواصل والتفاعل مع بعضنا البعض، حيث تشير الدراسات إلى امتلاك 72 في المائة من مستخدمي الإنترنت ملفاً شخصياً على موقع تواصل اجتماعي واحد على الأقل، ويستهلك مستخدمو الإنترنت 20 في المائة من وقت الشبكة في استخدام شبكات التواصل الاجتماعية، وأصبح المستخدمون قادرين على العمل عن بعد بغض النظر عن موقعهم الجغرافي وخلال ثوان معدودة فقط.

وتعد موسوعة ويكيبيديا، أكبر موسوعة في العالم على شبكة الإنترنت، أوضح مثال على التعهيد الجماعي، حيث تضم أكثر من 5,6 ملايين مقال باللغة الإنجليزية، ما يجعلها أضخم بثلاثين ضعفاً من أقرب الموسوعات التقليدية لها، وعلى خلاف الموسوعات التقليدية، ليس لدى ويكيبيديا قوة عمل كبيرة بدوام كامل، حيث يتم تعزيز طاقم العمل في الموسوعة المجانية على الإنترنت من قبل الملايين من المحررين المتطوعين الذين يكتبون الغالبية العظمى من المحتوى.

وتستخدم الحكومات التعهيد الجماعي لمعالجة الكثير من القضايا الملحة من خلال توفير منصات تمكن الباحثين من حل مشكلات متنوعة مثل تحليل الفوارق الإقليمية في معدلات الإصابة بالسرطان، أو اختراع مصباح كهربائي عالي الكفاءة بقدرة 10 واط، يصدر نفس مستوى الضوء المتوهج لمصباح بقدرة 60 واط، حتى المهام المعقدة نسبياً والتي تتطلب عمالة كبيرة تم التعامل معها بسرعة مذهلة وبراعة.

الابتكار المفتوح

منذ نشر البروفيسور هنري تشيسبرو، الأستاذ في جامعة بيركلي، كتابه «الابتكار المفتوح» في العام 2003، حظي مفهوم الابتكار المفتوح بقدرٍ كبيرٍ من الاهتمام على المستوى العالمي، فقد بدأت الكثير من كبرى الشركات العالمية بتبني استراتيجيات تستطيع من خلالها توظيف الابتكار المفتوح لخدمة مشاريعها المتنوعة، كما يدرس صناع السياسات في الدول المتقدمة الفرص التي قد يوفرها لهم الابتكار المفتوح في عملية وضـــع السياسات المستقبلية وتشكيل استراتيجياتهم المستقبلية.

وأصبح الابتكار عاملاً رئيسياً في القدرة التنافسية لدول العالم، في الوقت الذي تزداد فيه المنافسة على تطوير المنتجات والخدمات والإنتاج بأسعار منخفضة، وتشهد بيئة الابتكار تغيراً جذرياً، فالمنافسة أصبحت عالمية ومكثفة بشكل متزايد، ما يؤدي إلى دورات حياة أقصر للمنتج، وأصبحت المعرفة متعددة التخصصات وأكثر اتساعاً، ما يجعل الابتكار أكثر كلفة وأكثر خطورة، ولمواجهة هذه التحديات الجديدة، تتبنى الشركات مناهج جديدة للابتكار وتبحث بشكل متزايد عن الشركاء ذوي الخبرة من أجل الوصول السريع إلى التقنيات المتقدمة والجديدة.

ويتمثل أحد الاتجاهات الرئيسية في استراتيجيات الابتكار في اعتماد الابتكار المفتوح أداة للتطوير والبحث، ليس فقط في صناعات مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأدوية والتكنولوجيا الحيوية، بل في جميع القطاعات الاقتصادية الأخرى.

وتستخدم الشركات العالمية الكبرى الابتكار المفتوح كأداة لإشراك العملاء والموردين والمنافسين والجامعات ومعاهد الأبحاث في عملية الابتكار داخل الشركة، حيث تعتمد هذه الشركات بشكل متزايد على الابتكار الخارجي في المنتجات والعمليات الجديدة، وأصبح التعاون المتزايد في مجال التكنولوجيا وسيلة مهمة للحصول على المعرفة من أجل توليد أفكار جديدة وتقديمها بسرعة إلى السوق، وعلى الرغم من أن هذا الاتجاه نحو الابتكار الأكثر انفتاحاً ليس جديداً تماماً، إلا أنه يحدث بوتيرة أسرع بكثير في عالم اليوم.

حلول فريدة

ولا شك في أن التعهيد الجماعي والابتكار المفتوح يشكلان أداة قادرة على توفير حلول فريدة للقضايا العالمية الملحة، حيث إن كل قضية عالمية نواجهها اليوم، من جودة الهواء والمياه إلى إدارة الخدمات المالية العالمية، يمكن أن تستفيد من طاقة الابتكار الهائلة التي يمتلكها مجموعة كبيرة من الأفراد المطلعين الذين يساعدون على توليد حلول جديدة وفحصها وتطبيقها - حلول يمكن استخدامها لتثقيف الجمهور، وتعزيز العلم، وتحسين عملية صنع السياسات العامة، وتحقيق أهداف أخرى لا تعد ولا تحصى.

ورغم أننا نعيش في عصر تعاني فيه أعداد متزايدة من محدودية وقت الفراغ المتاح، إلا أن العديد من العلماء يشيرون إلى أن الـــزيادة الهائلة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، والتقدم العلمي وارتفاع متوسط الأعمار منذ الحرب العالمية الثانية أنتجت وفرة هائلة من وقت الفراغ.

ونظراً لانخفاض ساعات العمل الأسبوعية، يتمتع سكان العالم المتعلمون بما يقارب تريليون ساعة في السنة من وقت الفراغ، ولا يحتاج التعهيد الجماعي إلا إلى نسبة صغيرة من المشاركين لإحداث تغيير إيجابي كبير في عالمنا.

مساعدة ضحايا الكوارث

بدأت وكالات الإغاثة باستخدام التعهيد الجماعي والابتكار المفتوح للتعامل مع الكوارث ورسم خرائط الأزمات، حيث تستخدم الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ في الولايات المتحدة التكنولوجيا والتعهيد الجماعي لمساعدة ضحايا الكوارث، حيث تستخدم الوكالة صور الأقمار الصناعية والتعهيد الجماعي لتحديد المناطق التي تحتاج إلى المساعدة وتعبئة الموارد بسرعة أكبر، وفي إعصار ضرب مدينة نيوجيرسي الأميركية، قام نحو 4000 متطوع عبر الإنترنت في تصنيف صور الكوارث وتوفير تصور شامل للمناطق المتأثرة بالإعصار وتحديد المناطق التي يجب أن تحظى بأولوية المساعدة المباشرة.

 

سهيل المزروعي: قيادتنا تعمل على تعميم الابتكار عالمياً

قال معالي سهيل محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والصناعة الرئيس المشارك للقمة العالمية للصناعة والتصنيع، إن مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي تستند إلى إيمان دولة الإمارات بأن للابتكار قوة قادرة على تجاوز الواقع إلى آفاق واسعة من التطور والنمو والازدهار، مؤكداً أن قيادتنا الرشيدة تعمل على أن تنعم به دولة الإمارات والعالم بأسره.

وأضاف معاليه أن دولة الإمارات تشهد الآن مرحلة غير مسبوقة من الازدهار تقوم على تمكين الشباب الإماراتي من إطلاق طاقاته الإبداعية والابتكارية لتصبح الإمارات عاصمة للثورة الصناعية الرابعة، موضحاً أن هذه المبادرة تمكّن الشباب العالمي من التواصل مع شبكة من الشركاء العالميين مثل منظمات الأمم المتحدة والأوساط الأكاديمية والشركات الصناعية ليحقق حلمه في تغيير العالم إلى الأفضل وبناء الازدهار العالمي عبر الابتكار والإبداع.

 

سيف الهاجري: الشركات الصغيرة تسهم في نهضة القطاع الصناعي

أكد سيف محمد الهاجري، عضو المجلس التنفيذي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية ــ أبوظبي، أن الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة التي يقودها الشباب الإماراتي من رواد الأعمال تضطلع بدور ملحوظ في نهضة القطاع الصناعي في الدولة.

سيف الهاجري

 

ولفت إلى أن استهداف مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي صنّاع التغيير من الشباب العالمي، سواء كانوا أفراداً أم رواد أعمال أم قادة للشركات الصغيرة والناشئة، يمثل خطوة فريدة على المستوى العالمي لتوجيه الطاقات الإبداعية التي يتميز بها هؤلاء الشباب نحو ما يحقق الازدهار والرخاء للعالم بأسره، من خلال تزويدهم بالشراكات والأدوات والبيئة الابتكارية اللازمة، ليؤدّوا دورهم المأمول في صناعة المستقبل.

 

بدر العلماء:  تطوير حلول تحقق أثراً إيجابياً ملموساً للإنسانية

بدر العلماء يلقي كلمة خلال المعرض

 

قـــال بدر سليـــم سلـــطان العـــلماء، رئيس اللـــجنة التنظـــيمية للقمة العالمية للصـــناعة والتصنيع، التي تشرف على مبادرة محــمد بن راشد للازدهار العالمي، إن المبادرة تفخر بالشراكة مع أبرز العقول العالمية في مجال الابتكار ضمن منظمات الأمم المتحدة وقطـــاع الصناعة والأوساط الأكاديمية، وذلك في إطار سعيها إلى بناء عالم أكثر ازدهاراً ومساواة، عالم يوفـــر لمجتمعاته كل فرصة الاستـــفادة من المكتسبات التي حققتها البشرية عبر الابتكار. وأضاف العلماء: «سنـــعمل معاً من أجل تطوير حلول تحقق أثراً إيجابياً حقيقياً وملموساً للإنسانية جمعاء».

 

مساعدة عشرات الملايين من شعوب الدول الأقل نمواً

تهدف مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي إلى مساعدة عشرات الملايين من شعوب الدول الأقل نمواً، من خلال توظيف الابتكار بوابة للأمل والازدهار.

وتجسد هذه المبادرة رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي يترجمها من خلال أكثر من ألف و400 برنامج تنموي ومبادرة إقليمية وعالمية تندرج تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، التي يستفيد منها أكثر من 130 مليون شخص في 116 دولة.

وتسعى هذه المبادرات والبرامج الإنسانية والمجتمعية والتنموية إلى تحسين جودة الحياة والارتقاء بواقع المجتمعات الإنسانية والتصدي لمختلف أشكال التحديات التي تواجهها والتي تعوق مسيرة التنمية بما يكفل تحقيق الازدهار والاستقرار وتمكين مختلف القطاعات والفئات المجتمعية، وترتبط كل قضية من القضايا العالمية الملحة، التي قامت بتحديدها المنظمات التابعة للأمم المتحدة بواحد على الأقل من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والبالغ عددها 17 هدفاً.

 

(@Make4Prosperity)

وسم يلخص أهداف المبادرة

أطلقت المبادرة وسمها على شبكات التواصل الاجتماعي (@Make4Prosperity). ويلخص الوسم أهداف المبادرة التي تسعى إلى تشجيع المبتكرين في كافة أنحاء العالم على استغلال طاقاتهم الفكرية والإبداعية في ابتكار حلول عملية تفتح الباب للمزيد من المجتمعات حول العالم لبناء الازدهار.

ويبدأ الوسم بكلمة (Make) والتي تدل على فعل الابتكار العملي الهادف الذي يساهم في تحقيق نتائج إيجابية من خلال حلول صناعية ملموسة يمكن تطبيقها على أرض الواقع، ويليه الرقم (4) في إشارة إلى تقنيات الثورة الصناعية الرابعة التي أصبحت أداة أساسية من أدوات الابتكار الذي يقوده رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة والتي تمثل مجتمع الابتكار العالمي على شبكة الإنترنت.

وينتهي الوسم بكلمة (Prosperity) في إشارة واضحة إلى أن المبادرة تشكل هدية من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى العالم، وسعيه الموصول لنشر الازدهار الذي تتمتع به الإمارات على أوسع بقعة جغرافية.

Email