برلمانيون ومحلّلون وخبراء مصريون لـ«البيان»:

نقل التجربة الإماراتية يعزّز أداء الحكومة المصرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

عكست الشراكة الاستراتيجية التي تم الاتفاق عليها أخيراً بين الإمارات ومصر حول تطوير الأداء الحكومي المصري، حرص الإمارات على نقل تجاربها وإمكانياتها وخبراتها الحكومية الريادية إلى الأقطار العربية، كما تعبّر عن الالتزام الإماراتي المصري تجاه التنمية والبناء على مستوى العالم العربي.

وجسدت الإمارات السبق العربي في تعميم إمكانياتها وتجربتها الحكومية ورؤيتها التنموية على الأشقاء العرب كافة.

وأكد محللون وخبراء مصريون لـ«البيان» أن التعاون المصري الإماراتي يأتي في إطار العلاقات المميزة بين البلدين، في إطار حرصهما على التعاون المشترك في شتى الملفات، ورغبة مصر في الاستفادة من تجربة الإمارات الريادية التي تتبع سبلاً حديثة في الإدارة.

وقال مدحت الشريف، وكيل لجنة الشؤون الاقتصادية في مجلس النواب، إن استراتيجية الشراكة بين مصر والإمارات لها انعكاس واضح على عملية التنمية والبناء على مستوى مصر والعالم العربي، مشيراً إلى أن الأجهزة الحكومية في مصر تحتاج منذ سنوات إلى برنامج إصلاح مؤسسي للنهوض بالوزارات والهيئات الحكومية وتفعيل عملية إسراع الإجراءات الحكومية.

وأوضح أن التجربة العلمية الإماراتية الحديثة تعزز تقسيم مهام الوزارات ودمجها حتى لا يكون هناك تضارب وتداخل، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات ترفع أداء الكفاءة الحكومية والبعد الاقتصادي.

منهجية

وأكد أن الإمارات لديها تجربة فردية من نوعها، ولديها السبق العربي في نقل ريادتها وتجاربها وخبراتها المنهجية العلمية التي تستحق التدريس في الأنظمة الحكومية على مستوى الأقطار العربية.

وقال إن دولة الإمارات تسعى دائماً لتقديم يد العون لأشقائها العرب، محاولة للتحسين من الأوضاع الاقتصادية للدول الشقيقة وتقديم الخدمات كافة للمواطنين للوصول بهم إلى مرحلة تتسم بالرفاهية والرقي، لافتاً إلى دور المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (حكيم العرب) في البناء وتعزيز وترسيخ قيمة الوحدة بين الدول العربية، وبخاصة مصر.

وقال محمد بدراوي، عضو لجنة الشؤون الاقتصادية، إن العلاقات بين مصر والإمارات علاقات تاريخية وراسخة في شتى المجالات، بخاصة المجال الاقتصادي ممثلاً في السياحة والصناعة والاستثمارات المختلفة وغير ذلك، كما أن الإمارات لها السبق العربي في استفادة مصر من إمكانياتها وتجربتها الحكومية الرائدة والمهمة، وهي تساعد أشقائها العرب في المجالات التنموية والإدارية للنهوض بها، وهو ما يظهر من خلال الشراكة التي تمت أخيراً مع مصر، لافتاً إلى أن الاستثمارات الإماراتية هي الأكبر على مستوى المشروعات في مصر.

وأكد أن الحكومة الإماراتية الأولى عربياً ورائدة عالمية في مجال التقنيات الذكية والإلكترونية التي تعتمد على الاستحداث والتطوير، وذلك رغبة منها في تعزيز تجربة الوصول إلى الذكاء الاصطناعي، على اعتبار أن دولة الإمارات قريباً ستصبح رائدة في هذا المجال، موضحاً أن الإمارات لهذا الهدف تنقل خبراتها وإمكانياتها الحكومية الريادية إلى الأقطار العربية، ضمن مسؤولية العروبة والانتماء لوحدة المصير.

وأضاف النائب البرلماني قائلاً: «إن اتفاقية الشراكة بين مصر والإمارات في إطار التطوير الإداري والحكومي تأتي استكمالاً للعلاقات التاريخية بين البلدين، وعمليات تبادل الخبرات بينهما، كانت هناك رؤية استراتيجية للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للنهوض بالدول العربية وتوحيدها وتعزيز العلاقات بينها، إذ أوصى قبل وفاته بالتعاون مع مصر ودعمها لأنه كان يعتبرها قلب العروبة النابض، وخير مصر سيعم الأمة العربية، ويأتي ذلك التعاون سيراً على خطى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد».

وتابع: «مصر لن تنسى وقوف دولة الإمارات بجانبها أبداً في حرب أكتوبر 73، حينما أمر المغفور له الشيخ زايد بعدم تصدير البترول إلى الدول الداعمة لإسرائيل، فضلاً عن مساعدتها لمصر في مجالات التنمية على مختلف الصعد، كما لا ينسى المصريون دعم الإمارات لهم في مرحلة ما بعد ثورة 30 يونيو».

واختتم عضو لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب المصري تصريحاته بالتأكيد أن مصر كان لها دور ملموس في النهوض بالتعليم في وقت سابق في دولة الإمارات ومعظم دول الخليج، عن طريق إرسال معلميها إلى المدارس في الأقطار العربية كافة، والإمارات الآن تقدم خبراتها لمصر في مجالات عديدة، في إطار علاقات الأخوة المتواصلة والمستمرة بين البلدين.

 

أنظمة

وقال الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب، السفير جمال بيومي، إن مصر والإمارات تربطهما اتفاقيات تعاون مشترك عديدة، ومنها اتفاقيات سياسية واقتصادية من شأنها تعزيز وتقوية العلاقات، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تتسم بالحداثة وتتميز باستخدامها للأنظمة المتطورة في شتى المجالات وخاصة في مجال التطور الإداري والحكومي، مضيفاً أن مصر هي بلد الخبرات العريقة ولها تاريخها أيضاً، والتعاون بين البلدين سيكون له انعكاس واضح في مجال التنمية على مستوى العالم العربي.

وأوضح بيومي أن فكرة الشراكة المصرية الإماراتية جاءت لتوسيع قاعدة العلاقات العربية وتعميقها؛ فهي غير مقتصرة على مصر والإمارات فقط، بل تشمل أقطار العالم العربي كافة.

وتابع: المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حكيم العرب ومؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، كانت له نظرة مستقبلية لأهمية التعاون بين مصر والإمارات، وهذه الشراكة الاستراتيجية والنوعية تعكس رؤيته نحو مفهوم الوحدة والعروبة.

رؤية

شدد الخبير الاقتصادي المصري الدكتور محسن الخضيري على أن دولة الإمارات سباقة في محاولات تعميم تجربتها الحكومية ورؤيتها التنموية مع الأشقاء العرب.ورأى أن الشراكة بين مصر والإمارات هي عمل إداري يحتاج إلى تنظيم وتخطيط وتنسيق ومتابعة، والبلدان قادران على ذلك، وتندرج تحت ذلك مهارات فن التعامل مع المواقف المتعددة، والشراكة هي بمنزلة تطوير شامل في المجالات كافة.

وأكد الخبير الاقتصادي ضرورة التعامل الفعال مع اقتصاديات السعادة حتى يتمكن الأفراد من أن ينعموا بحياة اقتصادية سعيدة، وهو ما يمكن الاستفادة من تجربة دولة الإمارات فيه.

وأفاد بأن قوة مصر هي قوة الأمة العربية، ولا يمكن أن تسمح مصر بأي خطر يهدد أي دولة عربية ، فهي تسعى دوماً للحفاظ على الأمن القومي، وبالتالي فإن أي تطور في مصر يجسد فائدة للمنطقة بشكل عام.

 

Email