حليمة الظنحاني.. تتحدى الصمم بالتفوّق في الدراسة والرسم

لوحة بريشتها تنبئ عن موهبة فنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيراً ما تحتاج الخُطط الاستراتيجية الخاصة بدمج أصحاب الهمم إلى حالات عملية تعكس أهميتها، وتؤكد أن الهدف من تطبيقها يحقق معدلات نجاح كبيرة، وانطلاقاً من ذلك تعمل مراكز رعاية وتأهيل أصحاب الهمم الحكومية على البحث عن المتميزين والكشف عن قدراتهم الكامنة، ومن ثم صقلها وتأهيلها، وصولاً إلى وضعها على طريق النجاح وجعلها عنصراً فاعلاً مجتمعياً.

وتعتبر حليمة الظنحاني، الطالبة في الصف الحادي عشر متقدم، واحدةً من أفضل النماذج الناصعة من شريحة أصحاب الهمم الصم، حيث تحدّت بطموحها كافة المعوقات التي قابلتها خلال دمجها في مراحل الدراسة، لتصبح متفوقة دراسياً وقائدةً للطلبة الذين كانوا يوماً مثبطين لهمّتها وطموحها بسبب استغرابهم لحالتها وجهازها الذي تضعه خلف أذنيها.

البداية عندما التحقت الطفلة حليمة بمركز الفجيرة لأصحاب الهمم، الذي بدأ خطة علاجية بهدف تطوير حالتها، ومع وصولها للصف الثالث بالمركز بدأت تتكشف إمكاناتها التحصيلية وقدراتها التعليمية، فما كان من المسؤولين عن حالتها غير التواصل مع مدرسة أم المؤمنين في الفجيرة للبدء بتأهيل البيئة المدرسية وتوفير معلمين يتقنون لغة الإشارة، حتى يمكن للفتاة تحصيل موادها الدراسية بسهولة ويسر.

غير أنه ليس دائماً تأتي الرياح بما تشتهي السفن، فقد لُوحظ عدم تقبّل محيطها من الطلبة لها واستغرابهم إياها ولجهازها السمعي، فبدأوا بمضايقتها خاصة أنهم أطفال، فضلاً عن أن بعض المعلمين طالبوا بعدم دمجها، وأرجعوا ذلك إلى انخفاض قدراتها الذهنية، وفي المقابل كان لموقف المشرفين على حالتها من مركز أصحاب الهمم رأي آخر، حيث أكدوا أن الطفلة تتمتع بكل القدرات التي تجعلها متميزة دراسياً، مصممين في الوقت ذاته على استكمال عناصر دمجها وتهيئة البيئة المحيطة بها.

حليمة كشفت عن قدرات أهّلتها لتكون قدوة لزملائها

 

ومع مرور الأيام ومع المتابعة الحثيثة لها، بدأت تظهر كوامن قدرات حليمة لتتغلب على أحزانها من عدم تقبل الآخرين لها، وتبدأ مرحلة التميز وحصاد نتيجة مجهودها الدراسي، خاصة أن معدلاتها أصبحت في التسعينات، وظهر تميزها الواضح في مادة الرياضيات، فضلاً عن أنها أصبحت شعلة نشاط وقائدة متميزة ومحبوبة من جميع الطلبة الذين تفهّموا واقعها، فضلاً عن شهادات معلميها بحقها، الذين بدأوا يولونها رعاية وعناية خاصة.

وتعبر حليمة عن سعادتها البالغة بما وصلت إليه، خاصة أنها تشعر بنجاحها في عيون الجميع، وأنها تطمح لتحقيق حلمها بأن تكون معلّمة للرسم، خاصة أنها موهوبة فيه، فيما تعكس هذه التجربة أهمية المثابرة والإصرار على دمج أصحاب الهمم في التعليم وتهيئة البيئة المحيطة لهم، وصولاً لكي يصبحوا عناصر فاعلة وناجحة مجتمعياً.

Email