خبراء يطالبون بتكثيف الرعاية لدمج أصحاب الهمم وظيفيّاً

10 أطفال يولدون بطيف التوحّد شهرياً في دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال خبراء مشاركون في «ملتقى التوحد الأول» الذي نظمه مركز المشاعر الإنسانية لرعاية وإيواء ذوي الاحتياجات الخاصة، أمس، إن المصابين باضطراب طيف التوحد يحصلون على رعاية شاملة في دبي في المراحل الأولى من عمرهم، وصولاً إلى عمر الـ 18 عاماً لكن هذه البرامج تكاد تكون معدومة للشباب الذين يفوق عمرهم الـ 18 عاماً، موضحين أنه لا بد من وجود مراكز تأهيل ودمج وظيفي لمن يعانون اضطراب طيف التوحد.

وأفادوا بأنه وبتطبيق المعايير العالمية على مستوى دبي، فإنه يولد شهرياً نحو 10 أطفال مصابون بطيف التوحد في دبي، ولا بد من التدخل المبكر لزيادة نسبة دمجهم في المجتمع، والوظيفة.

وأكد حريز المر بن حريز، المدير التنفيذي لقطاع التنمية والرعاية الاجتماعية، في هيئة تنمية المجتمع، أن دبي وضعت عدداً من الخطط والمبادرات التي تصب في مصلحة أصحاب الهمم، وخصوصاً الاستراتيجية التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، في تحويل دبي إلى مدينة صديقة لذوي الإعاقة بحلول 2020.

وأضاف أن الهيئة تهدف ومن خلال مشاركتها في الملتقيات إلى تمكين أصحاب الهمم، وحصولهم على حقوقهم كاملة، وعلى إشراك القطاع الخاص في التمكين الاجتماعي وتقديم الحماية الاجتماعية لهم، موضحاً «الهيئة تقدم أنواع الدعم كافة للقطاع الخاص في المشاركة في عملية دمج أصحاب الهمم في المجتمع وتأهيلهم».

وأفاد الدكتور حسين مسيح، خبير قطاع البرامج والخدمات الاجتماعية في الهيئة، في جلسة بعنوان «الاحتياجات الحياتية للبالغين من أصحاب اضطراب طيف التوحد»، بأن معظم الخدمات والمراكز الموجودة حالياً، والتي تخدم المصابين باضطراب طيف التوحد تركز على مراحل الطفولة فقط، ولا تخدم مرحلة الشباب لمن يتعدون الـ 18 عاماً.

وأوضح: في الإمارات توجد سياسات وقوانين تهدف إلى دمج أصحاب الهمم في المجتمع، ومن بينهم المصابون باضطراب طيف التوحد، وتوجد سياسات تختص بحقوقهم في الترفيه والثقافة والدمج المجتمعي، لكن لا يوجد مراكز تهتم بالتدريب المهني المبكر، ولا توجد خدمات للدعم الوظيفي لهم، بحيث تكون هناك مؤسسات وجهات متخصصة لدعمهم في موقع عملهم، إضافة إلى عدم وجود برامج ومراكز للتأهيل.

افتقار لمراكز التأهيل

وأكد أن لدينا عدداً كبيراً من البرامج والمراكز الموجهة للأطفال المصابين بطيف التوحد في المراحل المبكرة من عمرهم، وخصوصاً منذ الولادة وحتى يبلغوا الـ 18 عاماً، لكن لا توجد مراكز تأهيل وظيفي بعد أن يتعدوا مرحلة الـ 18 عاماً، ولا يمكن دمجهم بالطريقة الصحيحة إن لم توجد هذه المراكز.

وأشار إلى أن المعايير العالمية بحسب إحصاء عام 2015، تؤكد أن أعداد أطفال التوحد في ازدياد، وخصوصاً أن الأعداد في عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي لم تتعد طفلاً مصاباً بالتوحد لكل 560 طفلاً، مقارنة بطفل واحد لكل 64 طفلاً في الفترة ما بين عامي 2014 و2015، وهي أرقام عالية جداً.

وتابع أنه وبتطبيق هذه الإحصاءات على دبي، بحسب أعداد الأطفال الذين ولدوا في 2015، والبالغ عددهم 8158 طفلاً، فإنه شهرياً يولد 10 أطفال مصابون باضطراب طيف التوحد في دبي، مشيراً إلى أن نسبة إصابات الذكور بالطيف أعلى من الإناث.

وأكد أن الدولة طبّقت ومنذ سنوات عديدة نظام الكشف الأيضي على المستوى الاتحادي، والذي يعنى بأخذ نقاط من دم الطفل حديث الولادة من كاحله للكشف عن الأمراض التي قد تصيب الطفل، للتدخل المبكر فيها وإعطاء الأطفال العلاجات اللازمة لتفاديها، أو حتى تخفيفها .

مظلة التأمين

لفت الدكتور حسين مسيح، خبير قطاع البرامج والخدمات الاجتماعية في هيئة تنمية المجتمع في دبي، إلى أن كلفة رعاية أصحاب الهمم في الدولة تصل إلى أرقام خيالية في الدولة سنوياً، إذ تراوح ما بين 200 إلى 400 ألف سنوياً، وهذه المبالغ تثقل كاهل الأسر التي لا بد وأن تلجأ إلى هذه المراكز للحصول على الرعاية والتدريب، ولا توجد مظلة تأمينية يمكن للأسر الاعتماد عليها في تحمل هذه المبالغ، مطالباً مؤسسات التأمين التعاون مع الجهات الحكومية في توفير الرعاية لأصحاب الهمم.

وأضاف أن التكلفة الإجمالية لطفل التوحد بحسب دراسة أجرتها مؤسسة «أوتيزم سبيكس» الأميركية، فإن كلفة الاعتناء به مدى الحياة تصل إلى 1.4 مليون دولار، وقد تصل إلى 2.4 مليون دولار في حال كان يعاني من قصور ذهني، موضحاً أن 40% من الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد يعانون من قصور ذهني حول العالم .

Email