ابتسام الكتبي:الإعلام العربي عجز عن تحليل الأزمات السياسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، أن المشهد الإعلامي العربي أصبح متشعباً سياسياً لدرجة لم يعد واضحاً هل الإعلام يؤثر في السياسة أم أن السياسي يفرض نفسه على المشهد الإعلامي، كما أن الإعلام العربي أثبت عدم قدرته على تحليل أزمات المنطقة. جاء ذلك خلال جلسة تفاعلية بعنوان «تحولات سياسية غيرت المشهد الإعلامي».

وأشارت إلى أن التحولات هي جزء من الطبيعة الكونية في العالم وسرعة حدوثها جزء من المستقبل المنشود في المنطقة، وقالت إن أبرز تحولين سياسيين في المنطقة العربية انعكسا على المشهد الإعلامي هما: «المشروع الإيراني» و«المشروع التركي»، مؤكدة أن الإعلام العربي وسط الأزمات الموجودة في المنطقة نجح في إبراز تأثير الأزمة السياسية مع قطر ولكنه فشل في تحليل حقيقة الخطر الإيراني.

كما وصفت الكتبي الإعلام العربي بالمنقسم اتجاه «المشروع التركي في المنطقة» بين مدافع عنه لكونه يتبنى مشروع الإسلام السني المعتدل، وبين معارض له لكونه مشروعاً يتقارب ويتحالف استراتيجياً مع إيران.

وأوضحت أن هذا التقارب هو أيضاً أحد التحولات التي لم ينجح الإعلام العربي في تحليلها لشعوب المنطقة، قائلة إن توافق إيران وتركيا في الآونة الأخيرة إزاء عدد من القضايا السياسية الحالية، مثل دعم قطر سياسياً واقتصادياً، والتنسيق في ما يخص الصراع في سوريا، لا يرقى إلى مستوى التحالف الاستراتيجي طويل المدى، وهو ليس إلا زواج مصلحة ستنتهي صلاحيته مع انتهاء طموحات الدولتين، فإيران بالنهاية تسعى إلى هيمنة شيعية، بينما تركيا تسعى إلى زعامة سنّية.

ولفتت إلى أن الإعلام العربي أثبت عدم قدرته على تحليل أزمات المنطقة، وبينما يعود ذلك إلى سبع سنوات مضت لم يتمكن فيها من تحليل حقيقة الأزمة السورية.

وأشارت إلى عدد من التحولات السياسة التي غيرت المشهد الإعلامي مثل ما يحدث اليوم في السعودية من تطور إيجابي كبير.

وتطرقت خلال حديثها أمام المنتدى إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تقف وراء اختفاء التحليل من المشهد السياسي والإعلامي العربي.

مأمون فندي:تجربة الإمارات واقعية ولا تلتفت إلى المصطلحات البراقة

أشاد المحلل السياسي الدكتور مأمون فندي، مدير برنامج الشرق الأوسط وأمن الخليج بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، بالتجربة الإماراتية لا سيما في بعدها التنموي، واصفاً إياها بالواقعية، حيث نجحت الإمارات في صياغة واقع خاص بها دون الالتفات إلى المصطلحات البراقة، بل صبّت جل اهتمامها في تحديد وتنفيذ خطط التنمية في مختلف المسارات، بما يحقق الرؤية الأشمل للدولة، ويلبي تطلعاتها للنمو ورغبتها في الإسهام بشكل فعّال في صياغة المستقبل ومواكبة التطور الحاصل في مختلف المجالات.

من جهة أخرى، أكد فندي أن مصطلح أو مفهوم «الشرق الأوسط» ليس وصفاً لواقع، بل هو نتاج للغة إعلامية عربية غير دقيقة، ينبغي العمل على تغييرها لسد الفجوة بين ما يقال عبر وسائل الإعلام وبين ما هو كائن بالفعل، حيث تناول خلال جلسة «شرق أوسط برؤية جديدة» التي عقدت ضمن فعاليات اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي في دورته السابعة عشرة مفهوم «الشرق الأوسط» من مختلف الوجوه سواء الثقافية أو الجغرافية، معتبراً أن الإعلام العربي لم يقدم رؤية واضحة عن هذا المفهوم، على عكس مفهوم العالم العربي الذي يعد وصفاً دقيقاً لكيان قائم بالفعل يضم مجموعة من الدول تتحدث لغة واحدة.

وشدد فندي على ضرورة تبنّي المؤسسات الإعلامية العربية للغة جديدة أكثر تحديداً وأقل مواربة عند توصيف الأمور لسد الفراغ الذي قد ينتج عن استخدام التعابير والكلمات الفضفاضة، مشيراً إلى أن الإعلام العربي لم يقدّم للمتلقي تعريفاً واضحاً عن مفهوم «الشرق الأوسط» والكثير من المفاهيم التي يتم استخدامها دون التحقق منها، ضارباً مثالاً بمفهوم «صراع الحضارات» الذي تصدّر العناوين والحوارات بين العامة والخاصة على مدى أعوام طويلة، وصولاً إلى مفهوم «صفقة القرن» الذي يلقى رواجاً في الفترة الحالية.

بيوندو:«الأخبار العالمية» تدرّب 4000 صحافي للتصدي لأخبار الإنترنت الكاذبة

تحدث كارلو بيوندو، رئيس الشراكات الإعلامية والاستراتيجية لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بغوغل، خلال أول أيام الدورة السابعة عشرة من منتدى الإعلام العربي، في جلسة بعنوان «بناء مستقبل أفضل للأخبار» أكد فيها أن الشركة تبذل جهوداً متواصلة لدعم قطاع الصحافة من خلال التعاون مع مجموعة واسعة من الشركاء العاملين في مختلف التخصصات الصحافية في شتى أرجاء العالم، مشيراً إلى أن مبادرة «الأخبار العالمية» التي أطلقتها الشركة في نيويورك تستهدف تدريب 4000 صحافي بهدف التصدي لظاهرة الأخبار الكاذبة على الإنترنت.

ونوه بيوندو بأهمية العمل الصحافي التي تتمثل في دوره المهم كجسر للتعريف بالحقائق من خلال نشر الأخبار الصحيحة ومحاربة الشائعات، لافتاً إلى أن الشركة تحرص على تطوير التقنيات والسياسات التي من شأنها أن تعرقل انتشار الأخبار الكاذبة، وتعمل في الوقت ذاته مع الشركاء الاستراتيجيين لتطوير القطاعات الصحافية المختلفة لاسيما الإعلانات بوصفها معاملاً مهماً في معادلة العمل الصحافي بشقيه المهني والتجاري.

وأشار رئيس الشراكات الإعلامية والاستراتيجية لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بغوغل إلى أن نموذج العمل المستخدم في إدارة مجال الإعلان يشهد تطوراً متواصلاً لمجاراة التغيرات الحاصلة في المشهد الصحافي بالشكل الذي يوفر للمؤسسات الصحافية مزيدا من الدخل، وذلك عبر تبني أساليب متطورة لإدارة عملية «الاشتراكات» في المنصات الإخبارية.

خاصية

وضمن جهود الشركة لمحاربة ظاهرة الأخبار الكاذبة، تبنت غوغل خلال المرحلة الماضية خاصية «التثبت من الأخبار» وذلك بإضافة علامة معينة على الأخبار التي تم التحقق منها وتوثيقها بشكل منهجي، وفي الأسبوع الماضي أطلقت الشركة في نيويورك «مبادرة الأخبار العالمية».

Email