العمل عن بعد يحظى باهتمام متزايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت إحصائية منشورة في العدد الأول من مجلة صدى الموارد البشرية التي تصدر عن الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية أن نحو 16 مليون شخص حول العالم يعملون عن بعد بنظام الدوام الجزئي، و3.3 ملايين شخص آخرين يعملون عن بعد بنظام الدوام الكامل، وذلك طبقاً لتقديرات «سارا سوتون فيل»، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة «فليكس جوبز»، وهي شركة تساعد طالبي الوظائف في العثور على خيارات وظيفية مرنة.

وعلى الرغم من أن مفهوم العمل عن بعد ما زال يعاني من قدر هائل من التشكيك، فإن عدداً متنامياً من أنواع الأعمال بات يدعم فكرة العمل عن بعد أكثر من أي وقت مضى، فقد بات من الأسهل كثيراً لأعمال مختلفة أن توفر خيارات عمل مرنة لموظفيها مثل العمل عن بعد.

وتعد قطاعات الطب والصحة، وتطوير المواقع الشبكية، والمبيعات، وإدارة الحسابات، والكتابة والتعليم من ضمن المجالات الرائدة في مجال اعتماد خيارات العمل المرنة للموظفين، وذلك طبقاً لـ «مؤشر الوظائف المرنة»، الذي يرصد وبشكل شهري أحدث الاتجاهات في مجال خيارات العمل المرنة.

وينظر البعض إلى الاعتقاد السائد بأن الأشخاص لا يعملون ولا يكونون منتجين إلا في حال تواجدهم في مكاتب بات موضة قديمة في هذا العصر، تماماً كما هو الحال مع الاعتقاد بضرورة وجود مكتب تقليدي لإقامة شركة ناجحة قادرة على النمو والتطور.

ويرى هوارد إم. لاف جونيور، مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «لاف توك ناو»، التي تدير مجموعة من المواقع الشبكية، أن إدارة شركة لا يرى فيها المدير موظفيه تتطلب قدراً كبيراً من الثقة.

وتعمل شركة «لاف توك ناو» من مقر افتراضي منذ تأسيسها في يونيو 2004 وهي توظف 15 موظفاً يعملون عن بعد بنظامي الدوام الكامل والجزئي إضافة إلى محررين يتم الاستعانة بهم لتنفيذ مشاريع محددة. والاستثناء الوحيد من مكان العمل الافتراضي هي «مديرة المكتب» التي تلتقي «لاف» في منزله مرتين أو ثلاثة أسبوعياً للانتهاء من الأعمال الورقية كالتوقيع على الشيكات، فيما تمارس عملها هي الأخرى عن بعد بقية أيام الأسبوع. ويقول «لاف»، الذي ورد اسم شركته ضمن قائمة «فليكس جوبز» للشركات التي تعتمد مفهوم العمل عن بعد: «إننا بالفعل نحكم على الأشخاص من واقع أعمالهم. ولا يختلف الأمر كثيراً عن متابعة أعمال موظفين للشركة يعملون في مكتب آخر، فيما عدا أننا لا نراقب حركتهم البدنية ولا نهتم بذلك، وإنما ننظر إلى النتائج المتحققة، فهناك عدد لا بأس به من الموظفين العاملين لدي الذين لم أقابلهم وجهاً لوجه على الإطلاق، إلا أن كل منا يعلم الكثير عن الآخر».

وتتم ممارسة الأعمال في الشركات ذات المقرات الافتراضية بنفس الأسلوب السائد في الشركات التقليدية، حيث يناقش المديرون المسؤوليات والتوقعات مع الموظفين، ومندوبي المبيعات، وموظفي الإدارة. وقبل توزيع المهام، يقدر المديرون والموظفون الوقت اللازم لإنجاز كل مهمة.

ويعتقد بعض الخبراء والمختصين في مجال الموارد البشرية أن العمل من مكتب افتراضي ليس مناسباً للجميع، حيث إن بعض الأشخاص غير قادرين على التأقلم بدرجة تتيح لهم النجاح في أداء أعمالهم عن بعد على النحو المطلوب، رغم أنهم قد يكونوا موظفين متميزين في أماكن العمل التقليدية، في حين أن هناك أشخاصاً لديهم انضباط ذاتي ويتمتعون بالدافع للعمل عن بعد.

ومن النصائح التي يقدمها خبراء الموارد البشرية للراغبين في تأسيس شركة افتراضية ناجحة: عند تأسيس شركة افتراضية، قم بإشراك الموظفين في صياغة الطريقة التي سيتم بها تنفيذ العمل، وادرس العمل مع مستشار لديه شركة تعمل افتراضياً بنسبة 100%، واعتمد نهج التواصل المستمر مع الموظفين. ويشمل ذلك غرف الدردشة عبر الإنترنت حيث يتبادل أعضاء فريق العمل المعلومات عبر الرسائل الفورية، وحدد التوقعات والأهداف، واعقد اجتماعات أسبوعية مع أعضاء فريق العمل عبر تقنية المؤتمرات عن بعد ومشاركة الشاشات عبر شبكة الإنترنت، وأخيراً احرص على استخدام برنامج مثل «سكايب» أو عقد اللقاءات الشخصية لحل المشكلات الكبيرة.

Email