الجهات الحكومية والخاصة والجامعات والمدارس والعائلات تشارك في الحدث

323 ميغاوات انخفاض استهلاك دبي للكهرباء خلال «ساعة الأرض»

ت + ت - الحجم الطبيعي

شاركت دولة الإمارات أمس، دول العالم الاحتفال بـ«ساعة الأرض»، ونظمت الدوائر الحكومية والشركات الخاصة والجامعات والمدارس فعاليات متنوعة لتعزيز حسّ المسؤولية البيئية لدى أفراد المجتمع والمؤسسات، عبر التواصل الإيجابي مع بيئتنا المحيطة بالمحافظة على مواردها الطبيعية.وحققت إمارة دبي نتائج باهرة على صعيد ترشيد استهلاك الكهرباء وخفض الانبعاثات الكربونية خلال «ساعة الأرض 2018»، وسجلت هيئة كهرباء ومياه دبي انخفاضاً في استهلاك الكهرباء في إمارة دبي قدره 323 ميغاوات، بزيادة 32% مقارنة بالوفر المحقق العام الماضي، بما يعادل انخفاضاً في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قدره 140 طناً.

وقد انضم سكان دبي إلى الملايين حول العالم في التعبير عن تضامنهم مع الجهود الرامية إلى التصدي للأخطار الناجمة عن ظاهرتي الاحتباس الحراري والتغير المناخي، ورفع الوعي بالقضايا البيئية الملحة، من خلال إطفاء الأضواء والأجهزة الكهربائية غير الضرورية خلال «ساعة الأرض 2018» التي احتفل بها العالم من 8:30 إلى 9:30 مساء أمس تحت شعار «تواصل مع الأرض»، كما شاركت أبرز معالم دبي الرئيسة والسياحية والمباني الحكومية في الحدث عبر إطفاء أضوائها لمدة ساعة.

وللعام الثالث على التوالي، تواصل هيئة كهرباء ومياه دبي معادلة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن تنظيم فعاليات «ساعة الأرض» 2018 في دبي، عبر مبادلتها بأرصدة كربونية معتمدة من مشروعات الهيئة على أسس بروتوكول كيوتو لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وقد تمت معادلة الانبعاثات الناتجة عن فعالية ساعة الأرض 2017 بالأرصدة الكربونية المعتمدة لمشروع تبريد مداخل الهواء للتوربينات الغازية للمحطة «إل» في جبل علي.

وبصفتها الشريك الوطني الاستراتيجي لـ«ساعة الأرض الإمارات»، نظمت الهيئة فعاليات مميزة احتفالاً بـ«ساعة الأرض»، تحت مظلة المجلس الأعلى للطاقة في دبي، وبالتعاون مع جمعية الإمارات للحياة الفطرية، والصندوق العالمي لصون الطبيعة، وبدعم من «مجموعة دبي للعقارات»، شارك في الفعاليات التي بدأت الساعة الرابعة، واستمرت حتى العاشرة مساءً في مراسي بروميناد الخليج التجاري في دبي، عدد كبير من الجهات الحكومية والخاصة والجامعات والمدارس والعائلات الذين استمتعوا بالأنشطة المتنوعة المصاحبة للحدث، والهادفة إلى نشر الوعي البيئي وتعزيز ثقافة الاستهلاك الرشيد للكهرباء.

مسيرة

انطلقت «مسيرة ساعة الأرض»، الفعالية الأبرز في الحدث، الساعة 8:30 مساءً، بمشاركة معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، وسعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، وأحمد جلفار، المدير العام لهيئة تنمية المجتمع في دبي، وأحمد بطي المحيربي، الأمين العام للمجلس الأعلى للطاقة في دبي، وسيف الفلاسي، الرئيس التنفيذي لشركة بترول الإمارات الوطنية (إينوك)، وخليفة الدراي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، والدكتور عيسى البستكي، رئيس جامعة دبي، وحبيبة المرعشي، رئيسة مجموعة الإمارات للبيئة، وعدد كبير من المسؤولين من القطاعين الحكومي والخاص، إذ ثمن الطاير مشاركة المسؤولين في المسيرة التي انضم إليها آلاف الأفراد من مختلف الأعمار والجنسيات، يحملون الشموع والفوانيس الصديقة للبيئة، تعبيراً عن تضامنهم مع الجهود العالمية لحماية كوكب الأرض.

وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة: «إن إدارة الاستهلاك لموارد البيئة بشكل ذكي يمنع هدرها والتأثير في استمراريتها، وتوعية فئات المجتمع بهذا الأمر ومدى أهميته تشكّل أحد العوامل المهمة في سبيل تحقيق الاستدامة للقطاعات كافة التي تمثل محور رؤية الإمارات 2021».

وأكد الدكتور الزيودي التزام دولة الإمارات بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة بتطبيق أفضل المعايير العالمية لمنع هدر موارد البيئة، والمشاركة في المبادرات العالمية المهمة، ومنها احتفالية ساعة الأرض التي تحقق سنوياً معدلات خفض عالية في استهلاك الكهرباء على مستوى الدولة. فخلال 2017، ووفقاً للإحصاءات الرسمية، سجلت مشاركة جهات ومؤسسات حكومة الإمارات اتحادية ومحلية خفض ما يقارب 311 ميغاوات في معدل الاستهلاك، ما خفض بدوره ما يتجاوز الـ230 طناً من الانبعاثات الكربونية.

وأضاف: «تمثل احتفالية ساعة الأرض، التي يتم خلالها العمل على خفض استهلاك الطاقة الكهربائية إلى أقل معدلاته، رمزية مهمة في التوعية بالكيفية الصحيحة لاستهلاك موارد البيئة، بما يحافظ على نظافتها ويضمن استدامتها».

وأشاد سعيد محمد الطاير بالجهات الحكومية والخاصة وأفراد الجمهور الذين دعموا «ساعة الأرض»، وأضاف: «بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبرعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، تنظم الهيئة فعالية «ساعة الأرض» سنوياً منذ عام 2008، بهدف تسليط الضوء على الممارسات المستدامة التي تؤدي إلى إحداث تغيير إيجابي في العمل المناخي».

وأضاف الطاير: «يكتسب تنظيمنا لساعة الأرض أهمية خاصة في «عام زايد» الذي يحتفي بمرور مئة عام على ميلاد المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رائد مسيرة الاستدامة التي تواصلها من بعده قيادتنا الرشيدة لتحقيق التوازن بين التنمية والبيئة».

وقد كرّم سعيد محمد الطاير، في ختام فعاليات ساعة الأرض، الدوائر والجهات الحكومية والخاصة التي شاركت في الحدث، مؤكداً أهمية تضافر جهود الجميع من أفراد وهيئات حكومية وخاصة ومؤسسات غير ربحية لدعم الجهود الوطنية الرامية إلى الحد من الانبعاثات الكربونية، وإيجاد حلول مستدامة لظاهرتي الاحتباس الحراري والتغير المناخي، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وضمان استدامتها لأجيالنا القادمة.

تضمنت فعاليات «ساعة الأرض» العديد من الأنشطة العائلية والترفيهية الهادفة إلى نشر الوعي البيئي، كان أبرزها مشاركة شخصيتي الترشيد «نور» و«حياة»، إضافة إلى القرية التراثية وبازار لدعم مشاريع الشباب الإماراتي، كما شاركت العديد من الجهات الحكومية بمنصات ترويجية، تضمنت أبرز مبادراتها في مجال الاستدامة البيئية.

من جهته، قال اللواء عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي: «نثمن الجهود التي تبذلها هيئة كهرباء ومياه دبي، حيث تأتي مشاركتنا في ساعة الأرض، لدعم مبادرات الهيئة التوعوية وأهداف دبي الرامية إلى ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية ونشر الثقافة البيئية بين أفراد المجتمع، مع تزايد حدة وخطورة الانبعاثات الكربونية، وتحقيق مبادئ الاقتصاد الأخضر لبناء مستقبل أكثر استدامة لأجيال المستقبل».

وأكد اللواء المري حرص القيادة العامة لشرطة دبي على دعم استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، إضافة إلى تطبيق «مبادرة شرطة بلا كربون» التي فازت بجائزة الأمم المتحدة للحلول المناخية واستخدام دوريات صديقة للبيئة في مهام العمل الشرطي. وقال إن الجائزة جاءت تتويجاً لجهود دولة الإمارات، ممثلةً في شرطة دبي في تبنّي أفضل ممارسات كفاءة الطاقة والطاقة النظيفة وتطبيق الممارسات المستدامة، الذي حصد توثيقاً عالمياً بوصفه إحدى أفضل الممارسات العالمية التي تدعو إلى مواكبة التطور بنهج الحد من انبعاثات الكربون.

وقال داوود الهاجري، المدير العام لبلدية دبي: «تعد هذه الحملة من الحملات المهمة التي تسهم في تخفيض البصمة الكربونية الناجمة عن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، ولدى بلدية دبي العديد من المشاريع والمبادرات والممارسات التي تسهم في تعزيز فرص الحد من تأثيرات ظاهرة التغير المناخي. ومن بين الجهود التي تقوم بها بلدية دبي في هذا المجال مشاركتها في إطفاء الأنوار والحد من مسببات انبعاث الكربون لمدة ساعة واحدة، بالتنسيق مع هيئة كهرباء ومياه دبي والمجلس الأعلى للطاقة، بهدف توفير استهلاك الطاقة ورفع الوعي بظاهرة التغير المناخي».

وأوضح الهاجري أن مشاركة بلدية دبي تأتي للإسهام في استعادة التوازن البيئي، وعلينا أن نحاول القيام بما نستطيع في مجال ترشيد استهلاك الماء والكهرباء، والحد من استعمال المواد البلاستيكية، والتقليل من استعمال المواد الورقية، وتدوير النفايات الإلكترونية والعبوات الفارغة المصنوعة من الصفيح أو القصدير.

ومن جهته، قال اللواء خبير راشد ثاني المطروشي، المدير العام للدفاع المدني بدبي: «تعد دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً متميزاً للوعي العميق بأهمية الحفاظ على الطبيعة ومواردها وحماية البيئة، فقد حرصت دولتنا منذ قيامها على حماية الأرض والبيئة، وإصدار التشريعات وتنفيذ البرامج والمشروعات التي جعلت الإمارات من الدول الرائدة في حماية الأرض ومكنوناتها وما عليها، ونموذجاً يُقتدى به عالمياً في الاهتمام بالبيئة،لضمان تمتع الأجيال المتعاقبة بالحياة في بيئة نظيفة وصحية وآمنة».

وقال الدكتور حمد بن الشيخ أحمد الشيباني، المدير العام لدائـرة الشــؤون الإســلامية والعمــل الخيـــري بدبي: «تحث دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي على استثمار هذا الحدث البيئي العالمي التضامني السَّنوي «ساعة الأرض»، وتؤكّد ضرورة استحضار فضل الله تعالى على الإنسانية، ونعمه تعالى في إيجاد هذه الطبيعة والأرض وما فيها من موارد؛ لنقابل ذلك كلّه بالشكر لله تعالى، ونعبّر عن هذا الشكر بحُسن السلوك تجاه مصادر الطاقة من حيث ترشيد الاستهلاك، كما حثنا ديننا الحديث عن عدم الإسراف والتبذير».

مشاركات

وشاركت في الاحتفال بساعة الأرض جهات ومؤسسات حكومية وخاصة في مختلف مناطق الدولة، منها مركز جامع الشيخ زايد الكبير، ومركز سلطان بن زايد، وإكسبو 2020 دبي، وغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، وشرطة أبوظبي، وواحة الكرامة ومؤسسة الإمارات لأنظمة التبريد المركزي "إمباور" وبلدية منطقة الظفرة.

Email