خلال محاضرة في مجلس محمد بن زايد بحضور سيف بن زايد

أصحاب الهمم في الإمارات من الاعتماد إلى التمكين

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، مساء أمس، محاضرة بعنوان «جيل مدارس الدمج»، ألقاها الدكتور تيموري شرايفر، في مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بقصر البطين.

وأدارت المحاضرة معالي شما سهيل المزروعي، وزيرة الدولة لشؤون الشباب، بحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين، وعدد من سفراء الدول الصديقة.

وأكد المحاضر أن دولة الإمارات نجحت، بفضل الإرادة والطموح والقدرة، في إخراج أصحاب الهمم من دائرة الاعتماد إلى التمكين والمشاركة جنباً إلى جنب مع أقرانهم في المجتمع.

وركز المحاضر على 5 نقاط في محاضرته، وهي برامج التربية الأخلاقية في دولة الإمارات، والتعليم الاجتماعي والانفعالي، ومدارس الدمج، والرياضيون الشباب، وكيف يمكن لتضافر العناصر السابقة تغيير مستقبل الإمارات والعالم.

وفي بداية المحاضرة، أعرب المحاضر عن سعادته بالمشاركة في هذا المجلس، لمناقشة أهم القضايا الفكرية والعلمية والاستراتيجية، وقال: «إن دولة الإمارات تسير، وفقاً لرؤية ومبادرات قيادتها الحكيمة في الاهتمام بالتعليم، وتوفير كل المقومات لنجاح أصحاب الهم، في طريقها إلى أن تكون «الأمة الشمولية» الأولى على مستوى العالم في مجالات دمج أصحاب الهمم».

وأكد أن دولة الإمارات أولت قضية الدمج أهمية خاصة، من خلال مبادراتها المبنية على الأهداف الاستراتيجية لقياداتها، لما يمثله الدمج من احتواء كامل للأشخاص من أصحاب الهمم في مدارس التعليم العام وفي مناشط الحياة العامة.

تكريم

واستهل الدكتور تيموري شرايفر محاضرته بتكريم رياضيي الأولمبياد الخاص الحاضرين في المجلس، مطالباً الحضور الكريم بالدعاء والترحم على رحيل اللاعبة الإماراتية شيخة النقبي، التي وافتها المنية أثناء مشاركتها في فعاليات الألعاب الإقليمية التاسعة للأولمبياد الخاص 2018، التي احتضنها مركز أرض المعارض في أبوظبي.

وتطرق المحاضر إلى دور المسابقات والأنشطة الرياضية في دمج أصحاب الهمم، وأهمية نشر وتعزيز دور التعليم لهذه الفئة عبر مختلف وسائل الإعلام، وأهمية جيل مدارس الدمج والتعلم الاجتماعي والانفعالي، في إخراج أهل العزم من عزلتهم ودمجهم في مجتمعاتنا.

ودعا المحاضر كل أفراد المجتمع إلى التطوع والمشاركة في الأولمبياد المقبل، فضلاً عن تنظيم زيارات مستمرة للمؤسسات التعليمية تستهدف شحذ همم وطاقة أصحاب الهمم، وحضّهم على المشاركة الفعالة في المجتمع، مؤكداً في الوقت نفسه أهمية التربية الأخلاقية والجانب العاطفي والانفعالي في مساعدة أهل العزم على الاندماج وتحقيق الذات.

نجاح

وأشاد المحاضر بنجاح الألعاب الإقليمية التاسعة للأولمبياد الخاص، وبدور دولة الإمارات في احتضان وإنجاح هذه الفعالية، وترسيخ مفهوم الدمج لأهل العزم في المجتمع الإماراتي، من خلال خلق بيئة حاضنة لهم، تساعدهم على الإبداع والنجاح والاندماج في الحياة الطبيعية.

كما عبّر عن سعادته بمشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في افتتاح الأولمبياد الخاص، ومدى الرسالة التي يقدمها سموه للعالم، بمشاركة الرياضيين والتقاط الصور معهم، ويتحدث مع الأمة برمتها، مؤكداً امتلاك الإمارات لرؤية خاصة ورثتها عن الوالد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه.

وأكد شرايفر أهمية إطلاق قوة جديدة بعيدة عن قوة الدولة التقليدية الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وهي قوة الرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يلعبون في الأولمبياد الخاص، واستغلال هذه التظاهرة الكبرى للدعوة إلى نوع جديد من الطاقة ونوع جديد من الأمم، موضحاً أن الأيام القليلة الماضية، خلال افتتاح الأولمبياد الخاص بأبوظبي، أثبتت انصهار الاختلافات والديانات والتلوينات.

وثمن حرص دولة الإمارات على توفير البيئة التعليمية لكل الطلبة بمن فيهم أصحاب الهمم، وقال إن الدراسات تشير إلى أن هناك نحو 200 مليون نسمة في العالم يعانون الإعاقة الذهنية، وهو الأمر الذي يستوجب تضافر الجهود في سبيل إزالة كل العقبات التي قد تواجههم، موضحاً أن اللجنة الأولمبية لديها خطة تستهدف دمج أصحاب الهمم من سن الـ3 سنوات حتى يكونوا في المستقبل أكثر قدرة وقابلية للدمج.

وشدد على أهمية تبادل الخبرات والممارسات العالمية في دمج أصحاب الهمم، مستعرضاً في الوقت نفسه عدداً من المعوقات التي يواجهها أصحاب الهمم في بعض الدول الإفريقية.

فيلم

وتم خلال المحاضرة عرض فيلم وثائقي عن برامج ومبادرات بعض الأسر والمؤسسات الدولية في دمج أصحاب الهمم، إذ أظهر الفيلم جهود أسر لديها طفل من أصحاب الهمم مقيمة في أميركا، نجحت بالتعاون مع إحدى المدارس في توفير كل العوامل والمقومات اللازمة لنجاح طفلها واندماجه مع بقية طلاب المدرسة.

وتضمن الفيلم صوراً لأنشطة بعض الأهالي من دولة تنزانيا في مساعدة طفل من أصحاب الهمم يدعى ملكي، تعرض للتكبيل بالأغلال والسلاسل في محاولة لمنعه من الحركة، وهو الأمر الذي تسبب في حرمانه من ممارسة أبسط حقوقه كإنسان، ودور أهالي منطقته في تقديم الدعم اللازم له، وهو ما مكّنه من أن يصبح أحد الأبطال الرياضيين في موطنه، وأحد الرياضيين الذين سيشاركون في دورة الألعاب الأولمبية الخاصة التي ستستضيفها الإمارات العام المقبل.

نبذة عن المحاضر

الدكتور تيموثي شرايفر هو رئيس الأولمبياد الخاص، حيث يعمل بحكم منصبه على خدمة أكثر من 5 ملايين و600 ألف رياضي في الأولمبياد الخاص وأسرهم في 172 دولة.

قبل التحاقه بالأولمبياد الخاص في عام 1996، كان شرايفر ولا يزال أحد التربويين الرواد الذين ينصب اهتمامهم على العوامل الاجتماعية والانفعالية في التعليم.

إشادة

التقى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، في ختام المحاضرة، أبطال الإمارات المشاركين في الألعاب الأولمبية الإقليمية الخاصة بأبوظبي، مشيداً بجهود أبناء الوطن من «أصحاب الهمم» في هذا الحدث الفريد، وهو ما يعكس التزام الدولة بتحقيق المشاركة الفاعلة لـ«أصحاب الهمم» في المجتمع، وتأكيد دورهم المهم والرئيس.

Email