المرأة قبل النفط.. مكانة اجتماعية واقتصادية

ت + ت - الحجم الطبيعي

برزت دولة الإمارات العربية المتحدة في شتى المجالات، ولا يختلف اثنان اليوم على أنه كان للمرأة الإماراتية موقعها الراسخ والمتميز على خارطة دول المنطقة في مسيرة النمو من ضمن رؤية كرستها القيادة للنهوض بأبناء الشعب والوطن.

وأدّت النساء في الإمارات دوراً اقتصادياً هاماً في حقبة ما قبل النفط ترافق مع دورها الأسري «التقليدي». واكتسب الدور الاقتصادي المركزي للمرأة أهمية خاصة بين 1900 و1930 تحديداً.

ويسود مع ذلك تصور يوحي باقتصار دور النساء ما قبل النفط على النطاق الأسري، ويطغى الاعتقاد بأنهن قد بدأن لعب أدوار اقتصادية وقيادية حديثاً فقط. والشواهد تؤكد أن السيدات الإماراتيات قدمن في حقبة ما قبل النفط إسهامات هامة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

وقد انخرطت النساء في الإمارات، في مضمار العمل العام عبر عدد من النشاطات الاقتصادية.

وأدارت سيدات من مستويات اقتصادية متفاوتة، متاجرهن الخاصة، فيما شغلت نساء الطبقات الثرية مهام التجارة، وامتلك البعض سفن صيد السمك واللؤلؤ. وتتباين الروايات حول ما إذا كانت النساء تتعامل تجارياً مع الرجال مباشرةً أو عبر أقارب ذكور.

وهناك النساء اللواتي امتهنّ عمليات البيع والشراء في السوق الشعبي أو عبر التجوال بين البيوت. كما عملت النساء كذلك في مجالات الزراعة والقِبالة والنسج والحياكة والحصاد وبيع منتجات الحليب.

واشتغلت النساء أيضاً بالطب الشعبي بما في ذلك التداوي بالأعشاب والقيام بعمليات جراحية كالمعالجة بالكي والحجامة. كنّ يعالجن الرجال والنساء على السواء ويحظين بالاحترام في كل دول الخليج العربي.

وسطّرت مشاركة النساء في سوق السمك أهمية خاصة، وبمنافسة قوية.

وتشير الدكتورة فاطمة الصايغ إلى أن دور النساء الاقتصادي البارز تراجع بقوة عقب انهيار سوق اللؤلؤ في الثلاثينيات، إلا أن التطور في مجالي الصحة والتعليم عاد للظهور في الخمسينيات مع إنشاء المؤسسات وعودة المشاركة النسائية في قوة العمل وتقدمها عاماً بعد عام. غير أن الأمر لم يكن محبذاً واتسم الموقف الاجتماعي المتنامي خلال هذه الفترة من التطور بالخشية من التأثير الاجتماعي لعمالة النساء على العائلة.

وعقب اكتشاف النفط في الستينيات وتشكل اتحاد الإمارات السبع، دفع قادة الأمة النساء بقوة باتجاه تعليم النساء والتحاقهن بسوق العمل، إدراكاً منهم بالحاجة الماسة للنساء في بناء مجتمع شاب، وتأسست جامعة الإمارات. ومع أن اقتصاد النفط الجديد قدم للنساء المزيد من الفرص التعليمية والاقتصادية، فإن الفرص التعليمية كانت أكثر استغلالاً من قبل الإناث مقارنةً بالفرص الوظيفية.

وساهم عدم الحاجة المادية في ابتعاد المرأة عن سوق العمل، واعتبر بقاؤها خارج المنزل بعيداً عن أسرتها إلهاءً لا حاجة له.

 

ريم بنت إبراهيم الهاشمي - وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي

إن احترام المرأة يعد من القيم الأصيلة في نسيج المجتمع والثقافة الإماراتية.

 

عهود بنت خلفان الرومي - وزيرة دولة للسعادة وجودة الحياة

إن طموح المرأة الإماراتية وما حققته من إنجازات يعتبر مفخرة وطنية.

 

منى غانم المرّي - المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي

يعتبر التوازن بين الرجل والمرأة أحد المبادئ الأساسية التي قامت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة.

صورة مغلوطة للدور التقليدي

تكثف الدعم الحكومي للمرأة الإماراتية في العقد الأخير، وتجلى بتعيين القادة لثمان منهن بعد وصول سيدة واحدة في انتخابات 2015 بأصوات الناخبين. كما تولت عام 2016 خمس نساء مناصب وزارية، لتمضي النساء في تقلّد المزيد من المناصب القيادية. وتتسم ردود الأفعال داخل المجتمع الإماراتي، بدعم الشرائح للمرأة في مختلف الميادين مع المحافظة على التقاليد. ويظل من العلامات الفارقة الدور البارز الذي لعبته النساء في حقبة ما قبل النفط، الذي يطغى على التصور المغلوط لدورها «التقليدي» وحصره بالنطاق الأسري.

11.000

تمكنت المرأة الإماراتية، وفق الشيخة الدكتورة هند القاسمي، رئيسة مجلس سيدات أعمال الإمارات، من تذليل الصعوبات أو العقبات التي واجهتها، ونجحت في إيجاد العديد من الفرص الاستثمارية في ظل السياسة الاقتصادية الحرة، التي انتهجتها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة. فقد استطاعت خلال 38 عاماً أن تخطو خطوات مهمة في مجال الاستثمار والأعمال الحرة بحيث شكلت نسبة 4.5 بالمئة من إجمالي أصحاب الأعمال يدرن ما يقدر بـ 12.5 مليار درهم كاستثمارات في مجالات التجارة والأعمال المصرفية والعقارات والسياحة والصناعة والمقاولات والبناء والخدمات، فضلاً عما يقدر بـ 2.1 مليار درهم كاستثمارات في قطاع الصناعة، الأمر الذي استدعى تشكيل كيان إداري يضم تحت سقفه قطاعاً مهماً وحيوياً، هو قطاع سيدات أعمال الإمارات من خلال تأسيس مجلس سيدات أعمال الإمارات عام 2001، فضلاً عن تشكيل مجالس أخرى في إمارات الدولة، بحيث بلغ عدد سيدات الأعمال بالدولة ما يقارب 11 ألف سيدة أعمال.

المرأة والتنمية.. كتيبة متكاملة

صوَّر المؤلف نجيب عبد الله الشامسي في كتابه «المرأة والتنمية في رأس الخيمة» شجاعة المرأة وثقتها وقوة انتمائها لبلادها وبيئتها، وقال: «كانت صانعة للأجيال في مراحل مهمة في تاريخ الإمارة حينما كان الرجل غائباً في سفراته الطويلة سواء في رحلات الغوص، أو السفر من أجل العمل أو التجارة، حيث كان لها دور تنموي كبير. إنها كتيبة متكاملة في إدارة بيتها وصناعتها للأجيال».

 

 

Email