صفحة «فيسبوك» تتحول إلى منصة للعمل الإنساني

«تارودانت» المغربية تبتسم على يد شباب يمنحونها الأمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجحت مبادرة «صناع الأمل» في اجتذاب عدد كبير من المشاركات من شباب وشابات من مختلف أنحاء العالم العربي يتطلعون إلى المساهمة في نشر الأمل وصنع تغيير إيجابي.

وتلقت مبادرة «صناع الأمل» آلاف القصص من أفراد ومجموعات، لديهم مشاريع ومبادرات، يسعون من خلالها إلى مساعدة الناس وتحسين نوعية الحياة أو المساهمة في حل بعض التحديات التي تواجهها مجتمعاتهم.

وسعياً لمشاركة هذه القصص كي تكون مصدر إلهام للآخرين الذين يتطلعون إلى تغيير مجتمعاتهم نحو الأفضل، نستعرض بعض قصص صناع الأمل التي تفتح نافذة أمل وتفاؤل وإيجابية في عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج.

لم يستسلم الإعلامي والناشط الشاب محمد الفقير من مدينة تارودانت، الكائنة جنوبي المغرب، لواقع الحال المتردي في مجتمعه، حيث يرزح عدد كبير من العائلات تحت وطأة الحاجة واليأس، كما تعاني المدينة من تهميش بالغ وسط تراجع الاهتمام بإرثها الثقافي والتاريخي، فأراد محمد أن يسلط الضوء على معاناة الناس هناك، فعمد بمشاركة عدد من الشباب المتطوعين إلى إطلاق صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لتكون بمثابة منصة تعريفية بما يواجهه المجتمع المحلي من تحديات وصعوبات ولإعادة الاهتمام بالأماكن التاريخية في المدينة، تحمل اسم «تارودانت العالمة تبتسم».

رؤية

وانطلقت الصفحة رسمياً في خريف العام 2012، ولم يأت اختيار الاسم اعتباطياً، كما يؤكد الشباب القائمون على الصفحة، وإنما ترجمة لرؤية يسعون من خلالها إلى أن يروا مدينتهم تبتسم وتعود إلى أوج عطائها، مسخرين كافة إمكانياتهم التواصلية لإيصال صوت المدينة للمسؤولين وتوثيق الإهمال الذي يطال البنايات التاريخية والمطالبة بالإسراع بترميمها.

وسرعان ما تحولت «تارودانت العالمة تبتسم» إلى بوابة إنسانية لمساعدة الفقراء والمحتاجين والمهمّشين في المدينة من خلال تنظيم العديد من المبادرات والفعاليات والحملات لرسم البسمة على وجوه الناس، والتخفيف من وطأة الحاجة لديهم. من بين الحملات الدورية التي يتم تنفيذها «قلوب دافئة»، وفيها يتم جمع الأغطية والملابس وغيرها من المستلزمات الأساسية وتوزيعها على الأسر الفقيرة في المدنية وفي المناطق الجبلية الوعرة، خاصة في فصل الشتاء لمواجهة البرد القارس، وحتى اليوم، استفادت أكثر من 150 أسرة من هذه الحملة.

حملات

وأطلق محمد وزملاؤه من الشباب المتطوعين عدداً من الحملات العلاجية لجمع النفقات المالية لإجراء العمليات الجراحية المستعجلة للفقراء والمحتاجين، إلى جانب جمع الأدوية الصالحة من العائلات، وتوزيعها على المؤسسات الصحية لصرفها مجاناً للمحتاجين لها. كما يتواصل شباب الصفحة مع الجهات المعنية لتوفير التسهيلات والمعدات والأجهزة اللازمة لأصحاب الهمم في المدينة، كالكراسي المتحركة.

وأطلقت «تارودانت العالمة تبتسم» عدة مبادرات تعليمية، من بينها «لنجعل مدارسنا تبتسم»، لخلق بيئة صفية محفزة في مدارس المدينة عبر جمع التبرعات اللازمة لتنظيف الغرف الصفية لبعض المدارس، وطلائها بالألوان لتشجيع الطلبة على التعلم، وكذلك إقامة مسابقات معرفية، وثقافية للأطفال، وتوزيع الجوائز عليهم.

ويحرص القائمون على صفحة «تارودانت العالمة تبتسم» على تنظيم العديد من الأنشطة المجتمعية والإنسانية والخيرية على مدار العام، كما تقوم الصفحة بنشر أخبار المدينة ومتابعة أوضاع الناس فيها، الأمر الذي أسهم في إيصال صوتها لعدد كبير من أصحاب الخير والمسؤولين، من بينهم أبناء تارودانت في المهجر الذين يرسلون مساعدات دورية، متتبعين مسارها بكل شفافية عبر الصفحة، حتى تصل إلى من يستحقونها فعلاً.

مبادرة بيئية تصنع شيئاً من لا شيء

«زبالة ستور» المخلفات تتحول إلى كنز

أي شيء بسيط، مهمل، ولم يعد مفيداً أو صالحاً لأي شيء في ظاهره، يمكن في واقع الأمر أن يكون ذا قيمة كبيرة، بل ومساهماً في تغيير حياة بعض الناس إلى الأفضل.

قد لا يتخيل أحدهم أن زجاجات المياه المعدنية الفارغة وعلب المشروبات الغازية الملقاة في القمامة والصناديق المهملة في الشوارع والعبوات البلاستيكية والمعدنية والإطارات والورق والصحف وحتى زيت القلي منتهي الصلاحية يمكن أن تساوي كنزاً حقيقياً.

هذا ما برهنت عليه مبادرة «زبالة ستور» التي يتولاها مجموعة من الشباب المصري لجمع المخلفات والمواد التي يراد التخلص منها من البيوت والبقالات والأندية والمقاهي والمدارس والمصانع، لفرزها وإعادة تدويرها ومن ثم بيعها إلى شركات كبرى تقوم بإعادة تدويرها في منتجات جديدة.

وأطلق المبادرة الشاب عماد أنور مدفوعاً برؤية تقوم على إمكانية استغلال هذه المخلفات في تمويل العديد من المشاريع الإنسانية والمجتمعية والإسهام ولو في إحداث فرق في حياة من هم بأمس الحاجة للمساعدة.

وهذه الرؤية نجحت في استقطاب عدد كبير من الشباب المتطوعين والمتعاونين، الذين باتوا جزءاً من فريق حملات «زبالة ستور»، ضمن فِرَق تقوم بجمع وفرز المخلفات التي يتم شراؤها بأسعار رمزية من الأماكن السكنية والبيوت والمقاهي والمطاعم ومحال البقالة، وكل مكان يمكن أن يوفر ثروة من «الزبالة» التي يُرادُ التخلّص منها.

توعية

وتهدف المبادرة، المنضوية تحت مظلة مؤسسة آدم للتنمية الإنسانية في العاصمة المصرية القاهرة، إلى التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة وتعزيز ثقافة إعادة التدوير في المجتمع عبر إشراك كافة فئات المجتمع المحلي في الحملات التي تنظمها المبادرة في مختلف المناطق، حيث تكتسب المبادرة زخماً متزايداً، وسط حرص عدد كبير من مختلف الشرائح المعنية على التفاعل مع المبادرة وأهدافها بإيجابية، مشاركةً أو دعماً.

ويستخدم العائد المادي لجمع هذه المخلفات وإعادة بيعها لجهات تقوم بإعادة تدويرها في تمويل عدد من المشاريع الإنسانية والمجتمعية من بينها تمويل التعليم المهني للمجتمعات البدوية بالإضافة إلى عدد من المشاريع التعليمية التي تعمل عليها مؤسسة آدم. كما يتم تنظيم عدد من الورش للأطفال والشباب، بالتعاون مع جهاز شؤون البيئة، بهدف توعية النشء بثقافة إعادة تدوير المخلفات.

كمبادرة، تتطلع «زبالة ستور» إلى الاستثمار في الوعي وخلق فهم جديد لدى الأجيال الشابة، وتثقيفهم بأهمية الحفاظ على البيئة لضمان مستقبل مستدام، وهذا من أرقى أنواع صناعة الأمل.

«كهربجي التطوعي» في الأردن شباب في خدمة طلاب العلم

الأرقى من الحصول على العلم هو أن نمنحه لمن يريده ومن يحتاجه ما دمنا نملك القدرة على ذلك والأهم، ما دمنا نؤمن بقيم المشاركة، وبأن دورنا في الحياة يتخطى تأمين مستقبلنا إلى تأمين مستقبل غيرنا دون أن يكلف هذا سوى الرغبة الجادة بأن نكون طرفاً في صناعة تغيير إيجابي في مجتمعنا. هذه هي رسالة الأمل التي يتبناها فريق «كهربجي» من الأردن.


تأسس الفريق المأخوذ اسمه الطريف من كلمة «كهرباء» كناية عن الفني أو التقني الذي يشتغل في مجال الكهربائيات في العام 2015، وهو فريق عمل طلابي تطوعي هدفه الرئيس يتمثل في خدمة طلبة كليات الهندسة في شتى الفروع والمجالات، وتحديداً طلبة جامعة العلوم والتكنولوجيا في مدينة إربد، شمالي الأردن، والمختصة بتدريس التخصصات العلمية في مقدمتها الطب والهندسة، وذلك من خلال توفير مواد دراسية في كافة التخصصات لمساعدة الطلبة في مسيرتهم الدراسية والعلمية بما يلبي احتياجاتهم، بحيث يتم توفيرها لهم مجاناً.


عند تشكيله، لم يزد عدد المتطوعين في فريق «كهربجي» عن 20 طالباً وطالبةً من مختلف التخصصات العلمية والهندسية. وخلال 3 سنوات من عمله، ومع توسُّع نشاطه، ارتفع عدد المتطوعين في الفريق 5 أضعاف ليصل اليوم إلى أكثر من 100.


خدمات
وفي البداية، كانت خدمات فريق «كهربجي» للمساعدة العلمية مقتصرة على طلبة قسم الهندسة الكهربائية في الجامعة. ومع مرور الوقت، تخطت سمعة الفريق أسوار جامعته لتصل إلى مختلف الجامعات في الأردن وفلسطين، من خلال حرص أعضائه على تطوير شبكة خدماتهم التطوعية لتشمل أكبر عدد من المستفيدين.


ويتكون الفريق من عدة أجنحة تعمل ضمن إطار تنسيقي متكامل لضمان تحقيق الأهداف المرجوة. هذه الأجنحة، هي «الجناح الأكاديمي»، وقوامه مجموعة من الطلبة المتميزين أكاديمياً الذين يقومون بتوفير المواد العلمية للطلبة من مختلف المستويات، وتنظيم محاضرات تقوية، وحل التمارين وأسئلة الكتب المقرَّرة وتوفيرها للطلاب، وكتابة الملخصات لجميع المواد المشتركة في الكلية ومواد تخصص الهندسة الكهربائية.
 

Email