شعراء ومثقفون: ديوان «زايد» إثراء نوعي لمضمون الشعر والمكتبة العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

حفاوة وإشادة بفكر ووطنية وإبداع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسمتا وعنونتا طبيعة استقبال الشعراء والمثقفين والبحاثة في الساحة الإماراتية، أمس، خبر صدور ديوان «زايد» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إذ أكدوا في حديثهم لـ«البيان» في هذه المناسبة أن الديوان يمثل إثراء نوعياً لمضمون الشعر العربي وللمكتبة العربية عموماً، كون صاحبه، وهو فارس العرب، قائداً متفرداً وقامة فكرية وأدبية رفيعة، وأجدر من يمكن أن يكتب عن حكيم العرب ومؤسس دولة الإمارات، وصاحب الفعال والخصال المجيدة: زايد الخير.

يقول الشاعر والإعلامي سيف السعدي: من الصعب أن أتكلم عن شعر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فهو السماء وأنا الأرض، وأنا أحد تلاميذ مدرسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الشعرية والحياتية، وأفخر بهذا الانتماء، فكل أشعاره، رعاه الله، في والد الجميع، المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تنم عن صدق الحب، وهو ما يتبدى وضاحاً جلياً في ديوان «زايد». وهذا البيت في قصيدته (أكبر فخر) والذي كتبه في المغفور له الشيخ زايد:

أكبر فخر للناس إنك من الناس

وأكبر فخر للأرض ممشاك فيها

يعكس قيمة شاعرنا الكبير ومدى فخره وحبه وإخلاصه لباني نهضتنا ومؤسس دولتنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

ويضيف السعدي: أنا قرأت الشعر الفصيح وشعر التفعيلة، وكذلك قرأت النبط، ولكني لم أر صورة تماثل هذه الصورة الشعرية الإنسانية الوجدانية المبتكرة التي خرجت من مخيلة ابن لوالده، كما يفعل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في قصائده التي تحكي عن نبل ومواقف وسمات ورفعة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فهنا يكمن صدق الانتماء الحقيقي.

وهذا البيت الذي أشرت إليه يمثل بحق نهج حياة وعنوان مسار وقناعة لشعب الإمارات، وللعرب قاطبة، تجاه من يعشقون، وعندما يُجل المقام يتضاءل الكلام، وهنا أتقزم وأتضاءل أمام هذه الصورة الشعرية الأكثر من رائعة.

مشاركة

يوضح الباحث والأديب راشد المزروعي، أنه تأتي أهمية إصدار هذا الديوان المخصص للمغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، تقديراً واعتزازاً به، من أحد القادة الأفذاذ الذين عاصروا وواكبوا مشروعات التنمية، التي أطلقها الشيخ زايد بن سلطان لأجل بناء الوطن.

وتابع: إنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي هو من أبناء زايد المخلصين لنهجه وفكره، إذ يحتفي بإنجازات زايد، ويشيد بمناقبه ومواقفه من خلال القصيدة الشعبية، التي أحبها وأبدع فيها الشيخ زايد نفسه.

كما يأتي إصدار هذه المجموعة الكبيرة من القصائد «في حب زايد»، بمناسبة عام زايد وتخليداً لاسمه وترسيخه في أذهان الجيل الجديد. وهو ما يؤكد ويعزز مكانة مؤسس دولة الإمارات في قلوبنا.

ويستطرد المزروعي: وأود أن أشير إلى أن شاعراً مثل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أضاف إلى سجل الشعر التاريخي مع هذا الديوان، قصائد من جواهر المعاني تحتفي بقيمة زايد الخير وما سطره من بديع الفعل والمواقف، ولذلك ستبقى تلك الأشعار والقصائد الجميلة، مدى الدهر تحكي مسيرة زايد على لسان قائد وشاعر وفارس تربى على يديه ونهل من فكره، وهو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

«قصائد في حب زايد»

يؤكد الشاعر سالم الزمر أن الكتابة عن شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان أمر مختلف، لأنها كتابة عن التاريخ، وعن شخصية لا يخف وهج تركيز التاريخ على أمثالها، فهل يمكن للتأريخ أن يتجاوز المؤسسين الذين أسسوا الدول، التي لا يشبهها كثير من الدول، ذلك كما دولة الإمارات التي أسسها زايد الخير، وكتب مشروع نهضتها قصيدة في قلبه ودبج على ثراها بروحه ودمه؟

ويتابع الزمر: وبطبيعة الحال، حين يكون الشعر لسان حال الحديث عن شخصية عظيمة كما الشيخ زايد فليس أجدر وأبلغ من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فارس العرب، ليحكي في أبيات القصيد، كما الحال في ديوان «زايد»، عن نبل وأهمية صفات وأفعال باني ومؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، زايد الخير صاحب الفضل الأول بعد الله تعالى في قيام دولة الإمارات التي تملأ الدنيا وتشغل الناس بطموحها وخطاها الواسعة نحو الحداثة والرقي والريادة، وهذا خصوصاً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عاصر وشهد جد واجتهاد وحرص زايد الخير على ارتقاء ونمو الدولة، ومن واكب خطواته وتعلم من مدرسته. وهكذا فإن ديوان سموه «زايد» شهادة صادقة وعن قرب من قائد متفرد همه العلياء والفكر والجمال، بقامة إنسانية متفردة كزايد الخير ومسيرته.

لقد واكب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد مسيرة زايد الخير فكان ويبقى خير شاهد، ولذا فإنه حين يتحدث عن أهمية وتفرد زايد الخير في قصائد فخر وثناء موضوعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، فإنه يقدم شهادة من عايش وخبر هذه الشخصية الفذة عن قرب، وهو الأقرب إلى البدايات أيام التأسيس والبناء الأولى، تلك الأيام التي تغير فيها الزمان والمكان، فصار الزمان غير الزمان والمكان غير المكان، حيث تحولت الإمارات إلى دولة ترود الزمان تجديداً وطموحاً، وتحول الزمان إلى زمان جديد، كله أحداث تعيد كتابة التاريخ كتابة جديدة.

ويختم الزمر: إنه زمان شهده المؤسسون الذين كان فيهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الذي حظي بصحبة الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، صحبة كانت مدرسة بكل ما فيها من دروس وعبر وحكمة، لخير زايد، فكان الأجدر به وهو الشاعر الإنسان أن يكتب عن زايد ولزايد القصائد الطوال في مآثره ومحامده ومناقبة الرائعة والتي كان من الجميل أن تُجمع بين دفتي هذا الديوان الذي سيكون سفراً من تلك الأسفار الكثيرة في ذكر زايد الخير، بل من أميزها وأكثرها تعبيراً صادقاً عن سمات زايد وصفاته.

فلا شك في أن خير التاريخ ما كتبه شاهدوه ومعاينوه وإن خير الشعر ما وثق تاريخ قائد خالد الذكر كزايد بن سلطان، وأن خير من يكتب شعراً شاهداً على تاريخ زايد هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله وسدد خطاه إلى ما فيه خير البلاد والعباد.

شخصية قيادية

يستهل الشاعر محمود نور، حديثه والتعبير عن فرحه الكبير في صدور هذا الديوان القيّم: كلنا في شوق كبير لاقتناء ديوان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «زايد»، لأننا حين نتحدث عن صدور ديوان شعر جديد لفارس العرب، نشعر بأننا إزاء عمل أدبي شعري إبداعي متميز لما يتصف به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من سعة اطلاع، ومكانة أدبية وفكرية ليس على مستوى الخليج العربي وحسب، بل على مستوى الوطن العربي ككل، وفي أوساط المثقفين في العالم أجمع.

ويستطر نور: سموه شخصية قيادية عالمية وشخصية سياسية عربية لا تزال تلعب دورها الوطني والقومي بجدارة وشفافية واقتدار، فهو فارس عربي له إنجازاته الكبرى في ميادين سباقات الخيل، ومعرفة واسعة في هذا المجال، ولأن سموه يتمتع بأخلاق الفرسان ومناقب الفرسان وشهامتهم فقد أصبح رمزاً من أهم الرموز العربية التي يشار إليها بالبنان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، شاعر كبير عرفته منابر الشعر العامي منذ زمن طويل، كما عرفته منابر الشعر الفصيح حيث أثبت علو كعبه في هذا المضمار.

ولهذا سيكون لديوانه الجديد حضور إبداعي مهم وصدى واسع لدى أبناء هذا الوطن، وخاصة إذا علمنا أن سموه قد ضمَّن ديوانه الجديد قصائد عامية، كما ضمنه قصائد فصيحة، واللافت في الديوان أن سموه خصص جانباً واسعاً منه لتوصيف أثر الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، نظراً للحب الكبير الذي يكنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، للراحل الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، واحترامه لمواقفه النابعة من أصالة عربية لا لبس فيها ولا مجاملة، وقد تضمَّن الديوان قصائد رثاء للشيخ زايد كان قد كتبها سموه حين رحل باني دولة الإمارات العربية المتحدة.

إضافة إلى قصائد المدح التي أشاد فيها بمواقف المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان من مجمل القضايا العربية كونه حكيماً يدرك أبعاد ما يرمي إليه بفطرته القيادية المستمدة من إيمان عميق وتحليل دقيق للأحداث التي مر بها الوطن العربي في حياته، رحمه الله، كحرب (أكتوبر)، ودعوته إلى صدام حسين كي ينسحب من الكويت.

إضافة إلى موقفه الثابت، رحمه الله، من قضية فلسطين والقدس والأقصى، وتشييد سد مأرب عنواناً لاهتمامه بالإرث المعماري العربي.

وتابع محمود نور: الديوان الجديد لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إضافة مهمة إلى المكتبة العربية سواء من ناحية الشعر العامي أو الشعر الفصيح.

أبعاد ثرية وأغراض رفيعة

ملامح ثراء وقيمة لا حصر لها ينطوي عليها ديوان" زايد"، كما قال الشاعر محمود نور، مبيناً أن المهم أيضا، أنه يتضمَّن، وإضافة إلى ما خصصه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لذكرى طيب الذكر الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، يتضمَّن قصائد ذات أغراض مختلفة، وقصائد اجتماعية وردوداً ومحاورات شعرية.

وتابع: وهذا علاوة على قصائد فكرية وفلسفية مطبوعة بطابع الحكمة التي يتميز بها سموه، والتي أظهرت شعره بمظهر إنساني وإبداعي وفكري متميز، من دون أن ننسى ما قاله سموه في «أم الإمارات»، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وقصيدة ترحيبه بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. لهذا نحن في لهفة وانتظار لهذا الديوان القيم والفريد.

Email