تطوّره «الإمارات للفضاء» بالتعاون مع جامعة خليفة و«أميركية رأس الخيمة»

«مزن سات» قمر صناعي لدراسة الغلاف الجوي

أحمد الفلاسي عقب الإطلاق | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أطلقت وكالة الإمارات للفضاء بالتعاون مع «جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا» و«الجامعة الأميركية في رأس الخيمة» أمس، مشروع تطوير القمر الصناعي «مزن سات» لدراسة الغلاف الجوي للأرض.

فيما يقوم ببنائه وتصميمه طلبة أميركية رأس الخيمة لاستخدامه في جمع وتحليل البيانات المتعلقة بمستويات ثاني أكسيد الكربون والميثان، مستفيدين في الوقت ذاته من المرافق والمخابر العلمية المتطورة في معهد مصدر، ويأتي المشروع بهدف تنمية المقدرات الوطنية وتعزيز أنشطة البحث العلمي وتنظيم أنشطة القطاع الفضائي الوطني.

وقال معالي الدكتور أحمد عبدالله بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء: إن التعاون مع مؤسسات التعليم العالي في مختلف أنحاء الدولة وتمكينها من الوصول إلى المرافق الفضائية الرائدة حول العالم يشكل جزءاً من الأهداف الأساسية لوكالة الإمارات للفضاء.

حيث تتماشى هذه الجهود مع أهدافنا ورؤيتنا لتطوير قطاع فضائي وطني يساهم بشكل فاعل في الجهود العالمية لاستكشاف الفضاء الخارجي، وينعكس بشكل مثمر على تطوير مهارات كوادرنا الوطنية في هذا المجال.

وأضاف معاليه أن المشروع سيتيح إمكانية إجراء تجارب تصل إلى نتائج ملموسة لها أثر مباشر على قادة ورواد قطاع الفضاء لدينا في المستقبل، حيث نسعى من خلال مثل هذه المبادرة والمبادرات الشبيهة لها إلى تحفيز اهتمام شبابنا بهذا القطاع، وأنه ستظل جهود الوكالة في تشجيع الشباب الإماراتي على السعي نحو دراسة المواد العلمية المتطورة عنصراً أساسياً لنجاح ما نسعى لتحقيقه في هذا القاطع على المديين القصير والطويل.

وذكر أن التعاون مع مؤسسات التعليم العالي في الدولة مثل معهد مصدر التابع لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، والجامعة الأميركية في رأس الخيمة، يعتبر إحدى أهم أولوياتنا خلال هذه الفترة الحيوية التي يمر بها قطاع الفضاء الوطني، حيث نجحت الوكالة منذ تأسيسها قبل أكثر من ثلاث سنوات في تحقيق تقدم كبير في هذا الإطار.

غلاف جوي

من جانبه، أوضح الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء أنه سيجري إطلاق القمر الصناعي في العام 2019 من قبل «وكالة استكشاف الفضاء اليابانية» من أحد المواقع التي تديرها في اليابان، نظراً للوزن الخفيف لمثل هذا النوع من الأقمار الصناعية التي تزن عادة أكثر من كيلوغرام واحد بقليل مما يتيح إمكانية إطلاقه كحمولة إضافية ضمن عمليات إطلاق لطرف ثالث وبتكاليف منخفضة نسبياً.

وأفاد أن القمر الصناعي سيقيس عند وصوله إلى مداره كمية غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون وتوزعها في الغلاف الجوي باستخدام كاشف بالأشعة تحت الحمراء ذات الموجات القصيرة.

حيث سيقوم فريق من الطلاب برصد ومعالجة وتحليل البيانات التي يرسلها إلى محطة أرضية في الدولة، موضحاً أن القمر الصناعي سيقدم رؤى معمقة حول مدى تركيز المواد المغذية في المياه الساحلية للخليج العربي، مما يوفر توقعات دقيقة حول نمو الطحالب البحرية، وبالتالي اتخاذ الإجراءات الوقائية ذات الصلة في الوقت المناسب.

وأكد الأحبابي أهمية الأهداف الاستراتيجية التي ستتحقق من خلال هذا المشروع، مشيراً إلى أنه يعتبر مثالاً لجهود الوكالة في تنسيق الأنشطة المشتركة بين جميع الأطراف المعنية ضمن القطاع الفضائي لتحقيق الأهداف المشتركة المتعلقة بتطوير المقدرات الوطنية ودخولها حيز التنفيذ.

دعم كبير

وأبان الدكتور عارف سلطان الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي بالوكالة في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا أنه يسر جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا أن تكون شريكاً في تطوير قطاع الفضاء في الدولة، حيث تمكنت الجامعة بفضل دعم القيادة الرشيدة في الدولة من استقطاب خبرات عالمية المستوى وتوفير بيئة بحثية متطورة لإجراء أبحاث في مجال الفضاء.

وتابع أن المشروع بدأ في معهد مصدر والآن بعد توحيد جهود المؤسسات التعليمية الثلاث سنقوم في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا بمشاركة خبراتنا ومختبراتنا مع الجامعة الأميركية في رأس الخيمة لمساعدتها في تدريب طلبتها وتحفيزهم على الالتحاق بقطاع الفضاء في الدولة. وقال البروفيسور حسن حمدان العلكيم رئيس الجامعة الأميركية في رأس الخيمة:

إن هذا التعاون مع وكالة الإمارات للفضاء يجسد فرصة مهمة لتحقيق المصلحة المتبادلة، كما سيعزز في نهاية المطاف دور دولتنا في قطاع الفضاء، مضيفاً أن التوقيع على مذكرة تفاهم مع مثل هذه الهيئة رفيعة المستوى يشير إلى جودة البحوث الجارية في الجامعة الأميركية في رأس الخيمة، من خلال مركز رأس الخيمة للبحوث والابتكار، فضلاً عن مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للتدريس والإبداع بمجال اتصالات المعلوماتية والشبكات.

أقمار مستقبلية

من جهته، أوضح خالد الهاشمي مدير إدارة المهمات الفضائية في وكالة الإمارات للفضاء، أن هناك أكثر من 6 طلاب يعملون على مشروع القمر الصناعي «مزن»، وأن هناك خطة لإطلاق عدد من الأقمار الصناعية الصغيرة التعليمية خلال الفترة المقبلة، وأنه خلال العام الجاري سيتم إطلاق قمر بالتعاون مع جامعة إماراتية سيعلن عنها قريباً.

وتابع أن هناك تواصلاً مستمراً مع كافة الجهات المعنية في الإمارات للاستفادة من الخدمات التي سيقدمها «مزن» فيما يتعلق بالقضايا البيئية، وتشمل البلديات ووزارة التغير المناخي وغيرها. وقال عبد الله خليفة المرر مدير «مزن سات»:

إن المهمة الأساسية التي تعمل عليها وكالة الإمارات للفضاء، هي تأهيل الطلبة وتعزيز معارفهم بقطاع الفضاء وخاصة تصنيع الأقمار الصناعية التعليمية، خاصة أن التعليم وتدريب الطلبة يأخذ وقتاً طويلاً، ولذلك فوجود مثل هذه المشروعات سيكون له مردود كبير مستقبلاً مع انتشار ثقافة قطاع الفضاء بين طلبة وشباب الدولة. وأفاد أن المزن سات يعمل عليه خلال هذه المرحلة طلبة جامعيون ثم سيكمل في مراحل الماجستير، حتى يمكن إفادة أكبر عدد من الطلبة له.

مسبار الأمل

أوضح المهندس محمد ناصر الأحبابي أنه يتم العمل حالياً على مشروع مسبار الأمل ضمن الخطة الزمنية الموضوعة له، لافتاً أنه حالياً يمر بمرحلة تجميع القطع المكونة له، فيما سيتم الاختبارات عليها بشكل منفرد ثم بشكل كامل خلال الفترة المقبلة.

Email