أصحاب الهمم

عائشة الشامسي.. أملٌ يتجدّد

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن الإعاقة يوماً سبباً في تثبيط همم كثير من المصابين بها، لأنهم تسلحوا بالأمل والتحدي لمواجهة أية صعوبات، وتعتبر الشابة عائشة عبيد الشامسي، التي ولدت بإعاقة حركية فقدت على إثرها أطرافها الأربعة، التي ضمرت كلياً، واحدة من كثيرات لم يستسلمن يوماً لمصيرهن المحتوم، لتحرم حياتها من أي بارقة سعادة، خاصة أنها شارفت الـ 33 عاماً، أي أنها واجهت تحديات قد يعجز في مقاومتها الأسوياء.

عائشة ومنذ صغرها كانت ترى نفسها مختلفة عن أقرانها، كونها لا تتحرك بسبب إعاقتها، وقد أدركت أنه أمر لا فرار منه، حينها قررت أن يكون الأمر مختلفاً بالنسبة إليها نجاحاً وانطلاقاً لتجعل من نفسها مثلاً يشار إليه بالبنان، وقد كان ما لها، فقد أكملت مسيرتها التعليمية بدراسة إدارة الأعمال والجودة في جامعة حمدان الذكية، ومن ثم بدأت تبحث عن مواهبها الدفينة داخلها، لتكشف عن رسامة متميزة بلوحاتها وريشتها التي أبدعتها، فضلاً عن ممارستها رياضة البوتشيا، وعشقها لآلة البيانو الموسيقية.

وتواصل بطريقتها الخاصة تحديها الذي مكنها من أن تكون واحدة من الذين تميزوا في برمجة الأجهزة الإلكترونية، حتى أصبحت متمرسة بقوة فيها وجعلها مشهورة بين محيطها المجتمعي بهذه الميزة، فيما تقول إنها وجدت ذاتها في كل ما هو يحتاج للتحدي من نوع خاص، حتى إنها صارت تبحث عن ذلك في جوانب حياتها، ليعرفها الجميع بإصرارها ونجاحاتها المتوالية.

وحلمها لقيادة السيارة يوماً ما وممارسة رياضة «سكاي دايف»، هي أهداف جديدة وضعتها نصب عينيها حتى تصل إليها، وترسل رسالة جدية للمجتمع، بأن الحياة يجب أن تستمر بكل ما فيها، فقط مطلوب التمسك بالحلم والأمل، لأن المعاق الحقيقي هو من يفتقد ذلك.

Email