أعدته بلدية دبي

دليل بيئي لإدارة وتطوير محمية المرموم الصحراوية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

 

أعدت بلدية دبي دليلاً بيئياً لإدارة وتطوير محمية المرموم الصحراوية التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وشملت 10% من مساحة الإمارة الإجمالية لتدخل في المحمية الطبيعية المصنفة ضمن المتنزهات الطبيعية، والتي تضاعفت ثلاث مرات أكبر من حجمها، ويتضمن الدليل تسعة أبواب، لتسهيل إدارة وتنظيم المحمية.

وقال حسين لوتاه، مدير عام بلدية دبي، لـ«البيان» إن الهدف من إعداد الدليل هو وضع الدعائم والمنهاج للتطوير المستقبلي لأكبر محمية طبيعية في دبي، بناءً على أسس علمية ووفق أفضل الممارسات العالمية، موضحاً أن البلدية استمدت النهج في العمل من أفضل التجارب الناجحة في حماية الطبيعة وبالانسجام مع قيم وموروث الأجداد المتجذر في نمط حياة السكان المحليين.

وأضاف أن الدليل يشتمل على رؤية دبي في التميز، إضافة إلى بناء مدينة سعيدة ومستدامة، كما وضع في الاعتبار الحفاظ على التناغم بين الطبيعة والإنسان، ويتضمن تفاصيل عديدة لإدارة المحمية وتنظيم الأنشطة اليومية المختلفة وتأثيراتها على المحمية.

وأكد لوتاه أن تطوير الدليل جاء إظهاراً لالتزام دبي القوي على المستويين الإقليمي والدولي، نحو تعزيز صورة المدينة المستدامة من خلال تطوير بنية تحتية متطورة وصديقة للبيئة تدعم رؤية دبي في إنشاء مدينة صحية تلبي متطلبات أفضل المعايير العالمية وتحقق تنمية مستدامة خضراء، كما توفر بيئة نظيفة وصحية تسعد مختلف سكانها من المواطنين والمقيمين.

9 أبواب

ومن جانبها، أفادت المهندسة علياء الهرمودي، مدير إدارة البيئة في البلدية بأن الدليل شمل تسعة أبواب، لتسهيل إدارة وتنظيم المحمية هي: وصف الموقع الجغرافي وأهداف المحمية ووصف للبيئات الطبيعية وتوزيع الكائنات الحية، والهيكل الإداري والإطار القانوني والمؤسسي، وخطة إدارة وتقسيم المحمية، ومعايير ومواصفات البناء والتطوير المستدام، واشتراطات ومعايير الأمن والسلامة في المحمية، وبرامج إعادة تأهيل البيئات الطبيعية وإدارة الأنواع المهددة بالانقراض، وبرامج التوعية والتثقيف البيئي، وخطط إدارة الزوار والمرافق السياحية وبرامج المراقبة والرصد البيئي.

وأضافت أنه تم إصدار خرائط بالخصائص الطبيعية (الموائل الطبيعية) في المحمية، من خلال المسح بالأقمار الاصطناعية، إلى جانب التحقق منها على الأرض للتأكيد، والتي تحدد توزيع البيئات المختلفة داخل المحمية ما يسهل عمليات الإدارة المستقبلية للموقع.

وأوضحت أنه بناءً على توزيعات البيئات الطبيعية تم تحديد أنواع النباتات المختلفة في البيئات التي تم تصنيفها وتحديد الأنواع ذات القيمة البيئية والتاريخية في الموقع مثل أشجار الغاف التي تمثل النموذج المثالي للنباتات المحلية المستوطنة التي تكيفت مع ظروف الصحراء القاسية بجانب الأنواع الأخرى التي تمثل غذاءً رئيسياً للحيوانات البرية المستوطنة وكذلك للحيوانات الأليفة مثل الإبل.

ولفتت الهرمودي إلى أن البلدية بادرت، بعد إتمام المسوحات، بعملية رسم الخرائط عبر الأقمار الاصطناعية لإصدار خرائط للموائل البرية واستخدامات الأراضي لمحمية المرموم الصحراوية، والتي شملت تقنيات متقدمة لمعالجة الصور، فضلاً عن التحقق من صحتها من خلال البحوث الميدانية على أرض الواقع، كما تم استخدام التقنية الرقمية العالمية الثلاثية للصور لأنها تستحوذ على ثمانية نطاقات متعددة الأطياف، وكلها استخدمت لتحديد وتصنيف الميزات استناداً إلى التوقيع الطيفي إلى جانب التحقق من صحتها من خلال الدراسات الاستقصائية الميدانية عن طريق تحديد 50 نقطة عشوائية على الأرض للمعاينة وهو ما ساعد في الحصول على دقة بيانات تصل إلى 85% والنتيجة هي قاعدة بيانات كبيرة من الصور الجغرافية المرجعية والملاحظات الميدانية المستخدمة للتحقق من محتوى الخريطة.

وقد استخدمت هذه المعلومات لتدريب خوارزميات المعالجة لتحديد الإشارات الطيفية بشكل صحيح وربطها بموائل محددة.

وقد تم إعلان محمية المرموم الصحراوية بموجب المرسوم رقم 22 للعام 2014 الذي أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتصبح أول محمية صحراوية غير مسوّرة بالدولة مفتوحة للجمهور تدمج بين مفاهيم الترفيه المستدام وحماية الطبيعة، وتتولى إدارة البيئة ببلدية دبي إدارتها والإشراف عليها وفقاً للقانون رقم (11) لسنة 2003 بشأن إنشاء المحميات الطبيعية في إمارة دبي.

برامج

تعاون مستقبلي بين مختلف الجهات

قالت علياء الهرمودي إن الدليل يوفر إطاراً للتعاون المستقبلي بين الجهات الحكومية ومختلف المعنيين ذوي الصلة بإدارة محمية المرموم، ويضمن التناغم بينهم في برامجهم وخططهم التطويرية المستقبلية في المحمية، كما سيعمل على تخفيض الضغوط المباشرة على التنوع البيولوجي وتعزيز الاستخدام المستدام، وتطوير برامج صيانة ودعم العمليات الطبيعية والحفاظ على وظيفة النظام البيئي، وتعزيز منافع التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية من خلال تبني استراتيجيات الحفظ المناسبة ودعم الطرق التقليدية في استدامة الموارد الطبيعية.

وأشارت إلى أن الدليل يعمل على وضع الإرشادات لتطوير برامج الترفيه والسياحة المستدامة والأطر العامة للتطوير المستدام والتخطيط الإداري المستقبلي للمحمية، من خلال تحسين تجربة الزوار والتأثير عليهم ورفع وعيهم بأهمية المحمية والبيئات الصحراوية في الدولة، وقد سلط الدليل الضوء على الاستخدام التاريخي للنسق الطبيعي والحضارات القديمة في المحمية والتي يرجع تاريخها إلى آلاف السنين، وذلك من أجل الحفاظ على المواقع التاريخية داخل المحمية والتوعية بأهميتها، حيث يعتبر موقع ساروق الحديد من المواقع الأثرية المهمة في الدولة.

تنوّع

بيئات طبيعية ومواقع تراثية

تشمل محمية المرموم الصحراوية بيئات طبيعية مهمة بجانب موقع ساروق الحديد التراثي أحد أقدم المواقع التراثية في الدولة والذي يعود إلى العصر الحديدي منذ ما يزيد على 3000 عام، لتصبح أكبر المحميات غير المسورة والتي تمتد على رمال صحراء الربع الخالي وتتنوع فيها بيئات الموائل الطبيعية مثل بيئة الكثبان الرملية التي تتخللها الأشجار والشجيرات والحشائش وبيئة السهول الحصوية وبيئة الأراضي الرطبة التي تمثلها البحيرات الاصطناعية التي تم إنشاؤها في المحمية لتعزيز وتنويع البيئات الطبيعية والتنوع البيولوجي بجانب تعزيز جوانب السياحة البيئية، حيث تجذب منطقة البحيرات الآلاف من الزوار خصوصاً خلال الفترة الشتوية.

تصنف هذه المحمية من ضمن الفئة الثانية (المتنزهات الوطنية) تحت فئة المناطق المحمية وفقاً للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وتعتبر ملجأ لـ9 أنواع من الثدييات، و39 نوعاً من النباتات و 26 نوعاً من الزواحف، و204 أنواع من الطيور من ضمنها 19 نوعاً مدرج في القائمة الحمراء للحيوانات المهددة بالانقراض للاتحاد الدولي لصون الطبيعة.
 

Email