لا صحة لتصحيح طول وقصر النظر في جلسة واحدة

تقنية جديدة لزراعة القرنية بالليزر

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور هاني سكلا استشاري طب وجراحة العيون، وعضو الأكاديمية الأميركية للعيون والجمعية الأميركية لتصحيح عيوب الإبصار والمياه البيضاء أن زراعة القرنية بتقنية الفيمتو ليزر والتي لا تتوفر إلا في بعض المراكز أصبحت من أكثر العمليات نجاحاً وأماناً، هذا بالإضافة الى انخفاض التكلفة بنسبة تصل الى 40% عن الجراحة التقليدية.

وذلك يرجع الى عدم الحاجة للتخدير الكامل والإقامة بالمستشفى لفترات طويلة، لافتاً إلى أن عمليات زراعة القرنية بتقنية الليزر الفيمتو ثانية تعد ثورة في عالم جراحة العيون، لما لها من أهمية كبرى في علاج أمراض القرنية بأمان تام ودقة فائقة، وأوضح أن الفيمتو ثانية؛ عبارة عـن مليون مليار (كوادرليون) جزء من الثانية، والنسبة بين الثانية والفيمتو ثانية كالنسبة بين الثانية و32 مليون سنة، وهذا المقياس الزمني تم إدخاله من الحسابات الرياضية إلى التطبيقات العملية وأصبح واقعاً علمياً جديداً في عالم التكنولوجيا الحديثة.

شائعات

وأشار الدكتور سكلا أن تصحيح النظر للقصير والبعيد في جلسة ليزر واحدة والتي تروج لها بعض مراكز في المنطقة عبر المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي لا أساس له من الصحة، وإنما هي طريقة جديدة لابتزاز ما في جيوب المرضى واستغلالهم بطريقة غير اخلاقية ولم يتم إثبات نجاحها عالمياً، مناشداً الجميع بعدم الإقدام على اجراء مثل هذا النوع من العمليات. وقال إن الحل الوحيد لعلاج قصر وطول النظر هو اجراء عمليتين واحدة للقريب والثانية للبعيد.

وبين أن زراعة القرنية بتقنية الليزر الفيمتو ثانية؛ تعتمد على استبدال موضعي للطبقات المصابة والتالفة فقط دون المساس بالطبقات السليمة، على عكس الطرق القديمة والتي للأسف كانت تعتمد بشكل أساسي على استبدال جميع الطبقات المريضة والسليمة واستبدالها بقرنية كاملة من شخص متوفى (والتي تسمى بزراعة القرنية بالاختراق)، وفي هذه الحالة تكون نسبة رفض وطرد القرنية المزروعة عالية جداً وفي حالة قبولها؛ فهي تحتاج الى فترة طويلة بعد العملية لاستعادة البصر.

وقال إنه عبارة عن شعاع ضوء قاطع بدلاً من المشرط الجراحي التقليدي في عمليات زراعة القرنية لقص وفصل القرنية المصابة وكذلك الرقعة التي سيتم زراعتها بتطابق تام وهو غير الممكن ليد الجراح مهما كانت مهارته في الجراحة، مما يؤدي الى شفاء أسرع ومضاعفات أقل على المدى القصير والطويل واحتمالات رفض الجسم للقرنية المزروعة يكون ضئيلاً جداً.

40 دقيقة

وأضاف أن المشرط الضوئي بالفيمتو ليزر يطلق نبضات ليزر قصيرة جداً تحسب بالفيمتو ثانية، فبالرغم من قوة هذه النبضات إلا أن قصر زمانها يؤدي إلى حدوث فقاعات هوائية تفصل طبقات القرنية دون المساس بالأنسجة المجاورة.وقال الدكتور سكلا إن عملية الليزر الفيمتو ثانية تجري تحت مخدر موضعي؛ حيث تعاون المريض مطلوب أثناء العملية، كما أنها تستغرق حوالي 40 دقيقة ويعود المريض الى بيته في نفس اليوم.

وتنقسم أساليب زراعة القرنية ما بين القرنية الأمامية، والقرنية الخلفية، ولكل منهما أسبابها الخاصة فزراعة القرنية الأمامية تشمل استبدال أكثر من 96% من سمك القرنية الكلي وهو الأكثر استعمالاً في منطقتنا لانتشار أمراض مثل القرنية المخروطية والتي تحتاج الى هدا النوع من العمليات في المرحلة المتقدمة من المرض.

أسباب

وبين أن زراعة القرنية الخلفية تتم عندما تكون الإصابة للطبقات الداخلية المبطنة للقرنية وهي الطبقة المسؤولة عن شفافية القرنية وعدم انتفاخ وتورم القرنية ومن اهم أسباب تلف هده الطبقة في الإمارات هو عمليات المياه البيضاء وزرع العدسات بأيدي أطباء غير مدربة تدريباً كافياً مما يزيد من نسبة فقد وتلف هده الطبقات أثناء العملية، كما أن العامل الوراثي له تأثير في ضعف هذه الطبقة، مضاعفات العدسات اللاصقة التي تؤدي إلى حدوث تقرحات عميقة بالقرنية والتهابات بكتيرية وفقد شفافية العين.

أما السبب الأكثر انتشاراً حالياً وهو مع الأسف يمكن تجنبه بواسطة الأطباء وهو حدوث انبعاج لقرنية العين بعد عمليات الليزك لشخص لا تتحمل قرنيته عملية الليزك فيفقد المريض بصره بالتدريج بعد الليزك ثم يحتاج لعملية زراعة القرنية بعد عدة سنوات، وهذا السبب من السهل جداً تجنبه لطبيب لديه الخبرة في عمليات الليزك والأجهزة التشخيصية الدقيقة والحديثة وأجهزة ليزر آمنة ليتجنب حدوث مثل هذه الحوادث.

Email