تطوير المركز إحدى ركائز دعم الخطط الاستراتيجية للدولة

«علوم الفضاء» في جامعة الإمارات يواكب صناعة المسقبل

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور غالب الحضرمي، نائب مدير جامعة الإمارات لشؤون البحث العلمي، عضو مجلس علماء الإمارات، أن ارتياد المريخ بات يتحول من حلم إلى حقيقة، في ظل الرؤية الاستراتيجية الطموحة التي تنتهجها دولة الإمارات، لمواكبة صناعة المستقبل من خلال الارتقاء بمخرجات البحث العلمي في مجالات علوم الفضاء، وأضاف في تصريح لـ«البيان» أن جامعة الإمارات، جامعة المستقبل، تعمل على التطوير المستمر لمواكبة الأجندة الوطنية للدولة. وتطوير المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالجامعة إحدى الركائز لدعم الخطط الاستراتيجية للدولة. ومركز الفضاء هو بحد ذاته بات منبعاً للإلهام.

أهداف وطموحات

تم تأسيس المركز بعد إبرام اتفاقية بين الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، ممثلة بصندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات وجامعة الإمارات. يهدف المركز إلى تحقيق خمسة تحديات رئيسية: التوعية المجتمعية برامج تعليمية في علوم وهندسة الفضاء أنشطة البحوث، التسويق، الأنشطة التوعوية المجتمعية.

وبما أن المركز هو مركز وطني، يلعب دوراً مهماً في إشراك القطاع العام والخاص والجامعي والصناعي في مختلف المجالات للتعاون في المشاريع البحثية يتركز دوره بدعم أبحاث علوم الفضاء بالجامعات ومراكز البحوث بالدولة، كمركز محمد بن راشد للفضاء، ووكالة الإمارات للفضاء والهيئات الحكومية المعنية بالبحث والتعليم والشركات التجارية ذات العلاقة.

ويتألف مجلس أمناء المركز من القطاعات المذكورة، ويحرص على تقديم المشورة والتوجيه لخطط الحاضر والمستقبل، وسيجتمع خلال شهر ديسمبر لاستعراض التقدم المحرز وتحديد أهداف العام المقبل والسعي لإقامة شراكات للنهوض بالأنشطة المتعلقة بعلوم الفضاء على الصعيدين الوطني والدولي.

اهتمام عالمي

وأضاف غالب الحضرمي عندما يتم إطلاق «مسبار الأمل» في عام 2020، ستخلق بعثة الإمارات إلى المريخ اهتماماً عالمياً بالبرنامج الإماراتي،وسيقوم مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بإرجاع معلومات قيمة حول الكوكب، ويتمثل أحد أدوار المركز في المساعدة على إعداد علماء الغد لدراسة البيانات التي ستتم إعادتها ودعم وتنظيم الأنشطة التوعوية للطلبة وأعضاء هيئة التدريس ويجري حاليا التخطيط لفعاليات توعوية للجمهور في أوائل عام 2018 لفهم أفضل لبرنامج الفضاء بالجامعة وطبيعة استكشاف الفضاء.

ويجري التعاون مع المنظمات التجارية والتعليمية الدولية لدعم نمو المركز في السنوات المقبلة، وتوفير فرص تدريب للطلبة. ومحلياً يتعاون مع منتزه جامعة الإمارات للعلوم والابتكار ودائرة أبوظبي للثقافة والسياحة لعقد فعاليات عام 2018، حيث تعتبر التوعية وفهم أهمية وجود علماء ومهندسين إماراتيين متخصصين في مجال الفضاء لدعم الجهود المبذولة في هذا الصدد جانباً مهماً من رسالة المركز.

مشاريع تخرج

المركز يدعم حالياً ستة مشاريع تخرج بالجامعة، تركز على جوانب أبحاث الفضاء بما في ذلك تطوير المركبات الكوكبية، وتطبيقات البرمجيات لتدريس وتحليل البيانات، والبحوث في إنتاج الطاقة. وتهدف البرامج الثلاثة الكبرى إلى تطوير التكنولوجيا والاتصالات وتحليل الغلاف الجوي للمريخ، والتكنولوجيا الأساسية لدعم المركبة الفضائية.

تعمل الجامعة من خلال كلية العلوم وكلية الهندسة على اعداد منهج دراسي متكامل في علوم الفضاء بهدف تقديم الصفوف الأولى في خريف 2018. ويتمكن الطلبة من اختيار احد المسارين (العلوم أو الهندسة) على مستوى البكالوريوس، والدراسات العليا الماجستير والدكتوراه وستكون إحدى السمات الفريدة للمنهج الدراسي هي القائمة المتقاطعة للدورات العلمية والهندسية التي ستمكن من تطوير نهج تعليم فريدة من نوعها في التعليم العالي.

كما أن المنهج الدراسي بالجامعة سوف يخلق خياراً ثالثاً، يتمثل في التدريب المشترك بين العلوم والهندسة بالإضافة إلى أن منظور تصميم النظم الفضائية من شأنه أن يعزز فهم أعمق لواحدة من أكبر تحديات عالم المهندس، تتمثل في تصميم البعثات الفضائية من المتوقع أن يتم تدريس علوم وهندسة الفضاء من قبل أعضاء هيئة التدريس الإماراتيين الذين ينبثقون عن هذا البرنامج.

تمويل

ويعتزم المركز والجامعة تمويل زيارات موسعة لخبراء علوم وهندسة الفضاء عالميين للتدريس في مقر الجامعة بمدينة العين. ويجري حالياً إجراء مناقشات تعاون مع الجامعات وشركاء من القطاع الصناعي بالولايات المتحدة وأوروبا للمضي قدماً في تحقيق ذلك، فالمركز حالياً قيد تطوير أول مذكرة تفاهم لتدريس علوم الفضاء مع جامعة كولورادو - بولدر بولاية كولورادو الأميركية.

مرافق المركز

يقع المركز في الطابق الأول من مبنى F3 المجاور لمنتزه جامعة الإمارات للعلوم والابتكار، كونه مثالياً من الناحية العملية وقربه من المراكز البحثية الأخرى لدعم عملية التخطيط، وتتوفر فيه المقومات التي تجعله مواكباً ومناسباً على المدى البعيد، حيث تتوفر فيه المكاتب والمختبرات وقربه من الكليات.

وتم أخيراً إجراء دراسات أولية لتحديد موقع دائم يتناسب مع نمو المركز، ومن ناحية أخرى أجرى المركز مناقشات مع وكالة الإمارات للفضاء للنظر في إضافة وحدة لعمليات الدمج والتجميع واختبار الأقمار الصناعية.

وبموجب التعاون مع وكالة الإمارات للفضاء عمل المركز مع شركة صناعة الطائرات التجارية (إيرباص) لتحديد متطلبات وحدة الاختبار بشكل أفضل، وجارٍ حالياً التخطيط لتعديل مبنى 61 الواقع على مقربة من المبنى الحالي لاستكمال المشروع المقترح.

التوظيف

يعمل المركز تعيين الكوادر الوطنية المناسبة، ومن المتوقع بحلول نهاية العام الحالي أن يتمكن من إضافة خمسة موظفين إماراتيين هم: عالم وثلاثة مهندسين ومساعد إداري.

وشرع المركز في التواصل مع كلية الإدارة والاقتصاد للتعاون على تحديد متطلبات التشغيل من الناحية لتنفيذ الأنشطة المتخصصة المرتبطة بتطوير علوم وتكنولوجيا الفضاء.

التسويق

تعتبر عمليات تسويق الفضاء منطلقة بوتيرة متسارعة، للمضي قدماً في تنفيذها، وقام المركز بالتواصل مع منتزه جامعة الإمارات للعلوم والابتكار لتوفير الدعم والاستفادة من حضانة الأعمال، والشراكات التجارية، والبحوث التطبيقية المؤدية إلى تطوير التكنولوجيا الجديدة.

ومن أهم جوانب التعاون البحثي للمركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء فتح قنوات البحث في مجالات الطب والغذاء والمياه وإدارة الأعمال وقانون الفضاء. ويكون للجميع دور مهم لتحقيق الهدف بعيد المدى.

Email