المبادرة الفائزة بجائزة الإمام الحسن الدولية للسلم

عبد الله بن زايد يكرم «بيت العائلة المصرية»

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كرّم سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح وفضيلة الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم خلال احتفالية خاصة أقيمت مساء أمس على هامش الدورة الرابعة لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بأبوظبي ممثلي مبادرة «بيت العائلة المصرية» الفائزين «بجائزة الإمام الحسن بن علي للسلم الدولية» في دورتها الثانية التي تمنح لأكثر المؤثرين في صناعة السلم العالمي حول العالم بجائزة الجلسة الختامية لمنتدى تعزيز السلم.

وكرم سموه كلاً من الدكتور محمود حمدي زقزوق الأمين العام لمبادرة «بيت العائلة ‏المصرية»، والأنبا أرميا الأمين العام المساعد، رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي.

أمن واستقرار

ودعا الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف أن يديم الله عز وجل نعمة الأمن والاستقرار على مصر العروبة التي تربطها علاقات أخوية وأزلية مع دولة الإمارات.

وأكد أن مصر العروبة تمثل ثقلاً استراتيجياً للعرب جميعاً ويعيش فيها المسلمون إلى جانب المسيحيين في وئام وتجانس وهم عرب يعيشون على أرض عربية وهم يدركون هذه الحقيقة الانتمائية الوطنية، مثمناً مبادرة بيت العائلة المصرية التي أسسها فضيلة شيخ الأزهر وبابا الكنيسية القبطية.

من جانبه عبر الدكتور محمود حمدي زقزوق عن تقديره وشكره لدولة الإمارات التي تعمل على ترسيخ مبادئ السلم وإشاعة المحبة والتسامح بين الناس، مشيراً إلى أن المبادرة تمنح جائزة مرموقة لأول مرة، وخلال السنوات الست الماضية حققت العديد من الإنجازات عبر احتواء وحل العديد من القضايا وكذلك عبر توحيد الجهود المصرية في ترسيخ السلم والتعايش والتسامح بين أبناء الشعب الواحد.

وأكد حمدي وزقزوق أن مصر بيت واحد وشعب واحد ونؤمن بكل رسالات الله ولا نفرق بين أحد من رسله، مؤكداً أن مصر سعت إلى تعزيز التضامن والمحبة بين أبناء الشعب المصري وتعضيدها.

سلام

قال الأنبا ارميا مساعد الأمين العام لبيت العائلة المصرية: إن أبناء الإمارات يدعمون السلام والسلم العالمي، مثمناً دور قيادة الإمارات ودعمها للتعايش بين الشعوب، ومضيفاً أن بيت العائلة يسعى إلى إشاعة الحب بين أبناء الشعب المصري، واستدل على مواقف النبي محمد صلى الله عليه وسلم في العفو والتسامح مؤكداً أن غرس مفهوم التعايش لا يتحقق بالكلمات بل بأفعال تثبت أقدامنا في العمل من أجل السلام والسلم ضماناً حقيقياً للحقوق، مثمناً عمل الإمارات في دعم التعايش السلمي وتعزيز هذه الثقافة.

وأكد خليفة الظاهري المدير التنفيذي لمنتدى تعزيز السلم أن بيت العائلة المصرية من أجمل المبادرات التي أنشئت خلال الفترة الماضية، حيث تركز على مفهوم المواطنة وهو من أولويات المنتدي، مبيناً أن المبادرة المصرية تسهم في إعلاء شأن الإنسان دون النظر إلى عقيدته، وتعد مصر نموذجاً للتعايش والتسامح منذ قديم الزمان وهذه المبادرة حري بنا أن نسلط عليها الضوء لتعميمها في المجتمعات كافة.

علي بن تميم يدعو إلى ضرورة مواجهة الإعلام التكفيري

أكد الدكتور علي بن تميم، رئيس مجلس إدارة أبوظبي للإعلام، ضرورة مواجهة الإعلام التكفيري الذي يقوم على نشر الفتن والفرقة والتضليل، معتبراً أن المشروع الإماراتي الذي يحمل عنوان التسامح والتعايش السلمي، جاء للوقوف في وجه دعاة التطرف ومكافحة الإرهاب.

وأضاف: إن مفهوم «التعارف» في الآية الكريمة إشارة واضحة إلى الاختلاف والتنوع، فعملية التعارف إذا نظرنا إليها على الصعيد الفردي، نجدها تقوم على التواصل الذي يتخطى الحدود والحواجز، أما على الصعيد الحضاري، يتعدى البعد الفردي ليتطرق إلى تبادل المعارف والخبرات الدنيوية عن طريق معرفة أبعاد الآخر، لتكون سبباً للتوصل إلى التفاهم ومن ثم التضامن.

وقال: إن فلسفة التعارف في القرآن كانت واضحة، إذ يتوجه القرآن بآياته إلى الناس بصرف النظر عن معتقداتهم وعرقهم وجنسهم، ونرى أن الأصل في الحياة هو الاختلاف الذي يبني الخصوصية والذي ينبغي أن يقود للتعارف،ولا يصنع هويات قاتلة أو قطيعة معرفية وهو ما يبقي نسيج المجتمع متماسكاً، ولا يحوله إلى أحزاب متحاربة ومختلفة.

وتابع: معاني التعارف في القرآن الكريم نصت على أن تتمتع ثقافة التعارف بين الشعوب بهوية مستقلة لا تقوم على الاستنساخ، والتبعية، أو الهيمنة حيث استخدم القرآن صيغة التفاعل، الذي فيه إدراك لماهية الوجود، كما أن التعارف يتطلب التآلف الذي يعترف بالاختلاف.

وأوضح أن المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أسس دولة الإمارات على مبدأ التعارف، وكان إيمانه بالتعارف والحوار يصدر عن شعوره بالمسؤولية الأخلاقية القائمة على الصدق والوضوح، فكان يؤمن بأن أصل البشر واحد ومصيرهم واحد ويجب ألا يكون للآخر الحق في التسلط على الآخر، والتنوع في الاختلاف آية من آيات الله، كما رأى أنه بالحوار تبنى الحقائق، ولم يكن الشيخ زايد، رحمه الله، يسعى عبر الحوار إلى فرض رأى على رأى ولكن كان يهدف في معظم مقولاته، إلى التقليل من الخلاف الذي يقود إلى الصراع والعنف وهو ابن من أبناء الحضارة الإسلامية القائمة على الوحدة، وكان في تصور الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أن التسامح ليس ضعفاً، ولكنه شرط مكمل للأنا وشريك يصعب الاستغناء عنه.

Email