جوزيف ستيغليتز الحائز على جائزة نوبل في علوم الاقتصاد:

نموذج النمو القائم على التصدير والتصنيع لن ينجح بالقرن الـ21

■ ﺟﻮزﻳﻒ ستيغليتز و مانوس كراني خلال إحدى جلسات المنتدى الاستراتيجي العربي | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور ﺟﻮزﻳﻒ ستيغليتز اﻟﺤﺎﺋﺰ على جائزة نوبل في علوم الاقتصاد «أن العملة الرقمية الـ«بيتكوين» ليست لها قيمة اجتماعية، مشيراً إلى أنه سيفاجأ لو استمر الزخم حول هذه العملة خلال الفترة المقبلة.

وقال ستيغليتز، خلال جلسة «حالة العالم اقتصادياً في 2018»، ضمن فعاليات المنتدى الاستراتيجي العربي إن الحكومة الأميركية يمكن أن تقوم بإلغاء عملة الـ«بيتكوين» في أي وقت إن أرادت القيام بذلك».

العملة المفضلة

وأكد ستيغليتز أن الدولار لا يزال العملة المفضلة لأنه يمكنك شراء السلع في جميع أنحاء العالم، ولم تفقد قوتها كوسيلة للتبادل مشيراً إلى طرق إنتاج هذه العملة وكيفية تداولها وغيرها من الأسئلة التي تدور عنها بخصوص تذبذبها المستمر. وبين أن الطلب على عملة الـ«بيتكوين» سيختفي عندما نسأل عن الشفافية بخصوص العملة.

إن العولمة، وبالرغم من التحديات، أصبحت واقعًا مفروضًا على دول العالم ويتوقع استمرارها في السنوات المقبلة نظرًا لإيجابياتها العديدة مثل زيادة حجم التجارة الدولية والاستثمارات الأجنبية، والنمو الاقتصادي، ونشر العديد من المفاهيم والأفكار الحديثة. وأوضح ستيغليتز أن العولمة لا تزال غير عادلة بالنسبة للعديد من الأطراف، فهناك الكثير من الدول التي تضررت من جرائها ولا تزال تعاني من أزماتها الاقتصادية مشيراً إلى أن الدول المتقدمة لم تسلم من سلبيات العولمة، فسياسات فرض الضرائب التي ينتهجها ترامب على سبيل المثال أدت إلى تأجيج السخط وعدم الرضا على أثر اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء في الولايات المتحدة الأميركية، وأضاف أن التحدي الأساسي الذي يواجهه القطاع العمالي في الولايات المتحدة الأميركية هو التكنولوجيا وليس العولمة.

التطور العلمي

وأشار ستيغليتز إلى تخوف كبير بسبب الهجوم الذي تشنه إدارة ترامب على العلم والتعليم وتأثيرات هذا الهجوم السلبية على مستقبل التطور العلمي.

وانتقد ستيغليتز سياسة ترامب التجارية حيث قال إن إدارة ترامب لا تتفهم تعقيدات الميزان التجاري وقال: التركيز على العجز التجاري بشكل ثنائي غير منطقي، حيث يركز ترامب على تجارة السلع ولا يبالي بقطاع تبادل الخدمات.

وتابع انتقاده مشيراً إلى الاقتراح الضريبي الذي طرحه الرئيس ترامب والذي سيؤدي إلى زيادة في العجز بما يتراوح بين 2 إلى 3 تريليونات دولار على مدى السنوات العشر المقبلة. وشدد ستيغلتز على ضرورة الاستفادة من إيجابيات العولمة، واتخذ ترامب كمثال سلبي على عدم استغلال العولمة بشكل سليم بسبب بعض السياسات الانغلاقية التي ينتهجها.

وبين أن «هناك انخفاضاً في استهلاك الطاقة»، لافتاً إلى أن «مستويات الطلب والعرض على الطاقة ستحافظ على استقرار أسعار النفط بشكل معتدل عموماً».

ولفت إلى أن «النموذج الأساسي للنمو الاقتصادي حول العالم قائم على التصدير والتصنيع وهذا النموذج لن ينجح بنفس الشكل في القرن الحادي والعشرين»، مشيراً إلى أن «الإنتاجية الصناعية زادت بشكل أسرع بكثير من الطلب».

وبين أن «أي دولة يجب يكون لديها استراتيجية مختلفة ومتنوعة تعتمد على مكونات هامة مثل التكنولوجيا والتعليم وكذلك التركيز على خلق فرص عمل، وبدونه لن يكون هناك استقرار في الدول».

ولفت إلى أن «بعض الدول تبحث بالدرجة الأولى عن التكنولوجيا والوصول إلى الأسواق وليس رؤس الأموال فقط»، مشيراً إلى أن «الدول وبشكل دائم في طور الإصلاح والمستثمرون يعرفون ذلك لكن السؤال هو اتجاه التطوير».

الاستثمارات الأجنبية

وأشار إلى أهمية أن تكون الاستثمارات الأجنبية المباشرة طويلة الأمد.

ولفت إلى ضرورة الإصلاح الضريبي في الولايات المتحدة بما يساهم في النمو المستدام، موضحاً أن هناك خطأ في النظام من خلال عدم المساواة بين مختلف الفئات.

وذكر أن الاقتراح الضريبي الذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيؤدي إلى زيادة في العجز بما يتراوح بين 2 إلى 3 تريليونات دولار على مدى السنوات العشر المقبلة، مشيراً إلى أن مشروع قانون الإصلاح الضريبي الجمهوري هو مشروع قانون يرفع الضرائب على الطبقة الوسطى، في حين أن الشركات والمليارديرات سيشهدون انخفاض ضرائبهم. هذا هو مسألة عدم المساواة داخل الولايات المتحدة.

وبين أن قرار ترامب بالانسحاب من اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ سيؤثر سلباً على العمال الأميركيين بشكل رئيسي، مشيراً إلى أن الدول الأخرى الموقعة على الاتفاقية وافقت على مواصلة الشراكة بدون الولايات المتحدة.

Email