تقنية «4 جي» تختصر الوقت من أيام إلى دقائق معدودة

شرطة دبي تعتمد أجهزة متطوّرة للكشف عن الجريمة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف العقيد أحمد حميد المري مدير إدارة مسرح الجريمة بالإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي، أنه تم التعامل مع 1038 مهمة متنوعة منذ بداية العام وحتى نهاية شهر نوفمبر الماضي، وأنه بشكل عام، يتم فحص جميع الجثث في المستشفيات، حتى لو كانت الوفاة طبيعية، كذلك الأمر خارج المستشفيات، منها وفيات الحوادث المرورية والمخدرات، والعثور على جثث مجهولة الهوية، وأن فرضية وجود شبهة جنائية تظل ثابتة إلى أن يثبت العكس.

وقال العقيد المري لـ «البيان»: إنه سيتمّ استخدام أجهزة متطورة لفحص الأدلة المادية بأنواعها في مسرح الجريمة، دون الحاجة إلى نقلها إلى المختبر الجنائي، وذلك بهدف تحقيق رقم قياسي عالمي في تحديد هوية الضحية والجاني، انطلاقاً من أهمية الوقت، خاصة في القضايا المقلقة ومنع هروب الجناة خارج الدولة، منوهاً بأنه تمت تجربة الأجهزة التي تعمل بتقنية 4 جي، وجاري اعتمادها، والتي ستختصر الزمن من أيام إلى دقائق معدودة.

تأهيل

وأضاف العقيد المري، أنه يتم حالياً تأهيل العنصر النسائي للانتقال إلى مسرح الجريمة، وفق معايير معينة، خاصة في ظل صعوبة هذه الوظيفة، والتي تتضمن مشاهد قاسية ومؤلمة، وأحياناً مقززة، بسبب الروائح الكريهة والأدلة البيولوجية التي يتم العثور عليها، ما يجعل اختيار العنصر النسائي يتم بدقة وعناية، وأن عدد موظفي الإدارة 160 شخصاً من المؤهلين على أعلى المستويات، وأنه يتم الاستعانة بخبراتهم في إمارات أخرى في الدولة، ودول أخرى في المنطقة.

وأفاد العقيد المري بأنه تم تأهيل 20 خبيراً من تخصصات مختلفة على مسرح الجريمة تحت الماء، ليقوموا بالغوص والتصوير تحت الماء، للبحث واستخراج الأدلة في الجرائم التي تقع تحت الماء، مثل الأدوات المستخدمة في الجريمة، أو العثور على جثة لشخص تحت الماء، وغيرها من الجرائم التي ترتكب داخل البحار، والعمل على استخراج الأدلة التي تبين أسباب ارتكابها أو أسباب وقوعها، وما إذا كانت متعمدة وبفعل فاعل أو قضاء وقدراً، وأنه سيتم الانتهاء من الفترة التجريبية مع نهاية العام متخصص ومؤهل للتعامل مع مسرح الجريمة تحت الماء، لمعاينة ورفع الآثار المادية وتوثيقها وفق الوسائل والمعايير المعتمدة دولياً، منوهاً بأن الأمر يأتي ضمن خطة شرطة دبي في استشراف المستقبل.

مهام

وأشار العقيد المري إلى أنه من مهام الفريق، البحث عن الجثث التي يتم ربطها بحجر، أو الهواتف التي تتعلق بجرائم، ويرى المتهمون أن إلقاءها في الماء سيطمس الدليل، كذلك أسباب وقوع الحرائق في السفن الخشبية التي تغطس تحت الماء، والتي تفقد بعض الآثار والأدلة الهامة في حالة إخراجها بالرافعات التي تؤدي إلى تفككها، لذا، يقوم الفريق بفحص الأدلة تحت الماء بحرفية كبيرة.

ونوه مدير إدارة مسرح الجريمة في شرطة دبي بأنه ضمن القضايا الأخيرة التي أنجزتها الإدارة، العثور على 6 خزن حديدية مكسورة وملقاة في منطقة صحراوية في إمارة مجاورة، والتي فضلت الاستعانة بمختبر شرطة دبي، وبالفعل، تم الانتقال إلى موقع البلاغ ونقل الخزن بعناية فائقة للحفاظ على البصمات والأدلة البيولوجية، وتم تبريدها وفتحها وعثر بداخلها على أوراق ومستندات وبعض الشيكات، وتبين أن جميعها مكسور بطريقة معروفة لدينا، ومسجلة في النظام الجنائي، وبالفعل، تم تحديد هوية الجاني من الجنسية الآسيوية، وبعد التدقيق عليه، تبين أنه مبعد خارج الدولة، لتورطه في قضايا مماثلة، وبناء عليه، قامت التحريات بجمع معلومات إضافية، بعد التيقن أنه موجود داخل الدولة، وألقي القبض عليه، واعترف بأنه تسلل إلى الدولة واختار سرقة أشخاص بعينهم عبر سرقة الخزن التي توجد في مقار عملهم أو سكنهم، كما تبين بالتدقيق على البلاغات، وجود بلاغات سرقة للخزن المعثور عليها، وتم تحويل الملف للجهات المختصة.

آليات

ولفت العقيد المري، إلى إن مسرح الجريمة أكبر مستودع ومرآة للجريمة التي تم ارتكابها، من خلال ظروف ومتغيرات، وما يتخلف عادة عند ارتكاب الجرائم من آثار في مسرح الجريمة، والتي لها أهميتها البالغة في كشف الحقيقة وفحص هذه الآثار، واستخلاص النتائج منها، وتعد الوسيلة التي تتم من خلالها كشف شخصيات الجناة، ومعرفة كل أبعاد الجريمة وظروفها وملابساتها ودوافع ارتكابها، ومن هنا، وحفاظاً على الأدلة الجنائية، يكون محظوراً على أي أحد الوصول إلى مسرح الجريمة، حفاظاً على هذه الآثار الدالة على مرتكب الجريمة، منوهاً بأن عمل فريق مسرح الجريمة، يبدأ فور تلقي أول بلاغ عن الواقعة أو الجريمة، وذلك بالانتقال إلى الموقع مباشرة، وعـــزل مســـرح الجريمة منذ لحـــظة وصــــول أول رجل أمن إلى المكان، وذلك بوضع السياج العازل حول المكان، ومنع دخول كل من هم ليسوا من أصحاب الاختصاص، ومنع دخول أي شخص إليه، خشية طمس معالم الجريمة، سواء بقصد أو من دون قصد، وفي حالة الحوادث والجرائم، كالقتل مثلاً، فإنه بعد معاينة الجثة، تقوم بإبقائها في المكان إلى حين حضور الطبيب الشرعي، وعمل الإجراءات المتبعة في المعاينة، كالمصور الجنائي لتصــــوير الإصابات والجروح والآثار المتخلفة عن المجني عليه وعلى ملابسه، والوضع الذي هو عليه، ويتولى الطبيب الشرعي فحص الجثة، ومن هنا، يجب مراعاة خصــــوصية المحـــافظة على الأدلة المادية، وعلى الفور، يبدأ فريق مسرح الجريمة، البحث عن الآثار التي يمكن أن ترسم تصوراً أو سيناريو للجريمة وكيفية وقوعها، والمتهمين الذين قاموا بها، ويقوم فنـــــيو مسرح الجريمة، بتقــييم هذه الآثار ورفعها وتوثيقها بالتصوير الفوتوغرافي وبالفيديو، وكذلك تحريزها.

منوهاً بأنه من الضروري اختيار الحرز المناسب لكل أثر حتى لا يتلف أو يطمس، إضافة إلى التـــخزين في المكان المــــناسب، الذي قد يكـــون ثلاجة أو فريز أو حجرة بدرجة حرارة عادية، للحفاظ على الآثار والأدلة المرفوعة من مسرح الجريمة، منوهاً بأن الشعرة أو أي بصمة أو دليل مادي مهما تناهي في الصغر، له أهميته.

أصدقاء السوء

أفاد العقيد أحمد حميد المري مدير إدارة مسرح الجريمة في شرطة دبي، بأنه ضمن القضايا التي تم العمل عليها، والواردة من إمارة أخرى/ العثور على جثة شاب شبه متعفنة في إحدى المناطق الصحراوية في تلك الإمارة، وانتقل فريق متخصص من الإدارة إلى مسرح الجريمة، وتم نقل الجثة إلى الطب الشرعي، وكان الوجه منتفخاً بشكل كبير، وبعد الفحص، تبين أن الوفاة بسبب جرعة زائدة من المخدرات، وتم تحديد هويته، وبالبحث والتحري تبين أن أصدقاءه اثنين قاموا بإلقاء جثته في تلك المنطقة، بعدما توفي بجرعة زائدة، خوفاً من المساءلة القانونية، وتم تحديد هويتهما، وألقي القبض عليهما، وأدليا باعترافات تطابقت مع الأدلة التي تم جمعها في مسرح الجريمة، وأحيلا للجهات المختصة لمحاكمتهما.

Email