هيئة البيئة والتنمية تدرس إنشاء محميات طبيعية برية وبحرية

مياه محلاّة في مزارع رأس الخيمة لحماية «الجوفية»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

نجحت هيئة حماية البيئة والتنمية في رأس الخيمة في تقنين كمية المياه الجوفية التي يتم ضخها لأغراض تجارية وصناعية بهدف حماية الموارد الطبيعية بالإمارة وموارد المياه الجوفية على نحوٍ خاص التي تواجه ضغوطاً متعددة، حيث قامت بتوفير شبكة خطوط مياه محلاة للمزارع لوقف إهدار المياه الجوفية، كما تدرس الهيئة مقترحات لإنشاء محميات طبيعية برية وبحرية للحفاظ على مكونات البيئة الطبيعية من تنوع بيولوجي، على أن تساهم هذه المحميات بالحفاظ على الموارد الطبيعية الحية، بالإضافة لوضعها كمنتج سياحي بيئي جديد.

وأكد الدكتور سيف الغيص المدير التنفيذي لهيئة حماية البيئة والتنمية برأس الخيمة، لـ «البيان» أن الهيئة تستعد للمشاركة القوية في جائزة رأس الخيمة للتميز الحكومي وفقا لمنظومة الجيل الرابع، حيث أمكن حصر وتصنيف 205 قدرات مؤسسية ما بين قوانين واتفاقيات ومراسيم ومنهجيات وأنظمة عمل وسياسات ولوائح وأدلة إرشادية.

وأثنى على دور الهيئة في تقديم خدمات الرقابة والتوعية البيئية بشكل مبتكر ومتميز من خلال تطبيق القوانين والتشريعات واستثمار العلاقات مع الشركاء وإجراء الدراسات والبحوث التي تسهم في حماية الموارد الطبيعية واستدامتها للأجيال القادمة.

مشروعات استراتيجية

وأشار إلى أن الهيئة في طريقها لإنجاز عدد من المشروعات تعزيزاً لرؤيتها في حماية البيئة واستدامة مواردها وتحقيقاً لاستراتيجيتها مثل: تصميم خريطة رأس المال الطبيعي في رأس الخيمة والتي توضح فيها الموارد الطبيعية المختلفة بالإمارة، ومشروع المنتجات العضوية لدعم الإنتاج المحلي الذي يساهم في خفض البصمة الكربونية، ومجسمات ابتكارية بيئية، وتشييد الحاجز المرجاني الصناعي كموئل للأسماك، ومشروع تقييم مخزون المياه الجوفية وجودتها في الإمارة، ومحطات الرصد العائمة لحالة البحر، ومشروع إكثار النباتات المحلية، ومشروع إنشاء وإدارة المحميات الطبيعية.

وأكد الغيص، أن الهيئة معنية بإدارة موانئ الصيادين المنتشرة على سواحل الإمارة وتقديم خدماتها لتشجيع مهنة الصيد وحماية المخزون السمكي والمحافظة على البيئة البحرية، لافتاً إلى أن 1600 صياد من العاملين بمهنة الصيد والمرتبطين بأكثر من 900 رخصة صيد مهنية يستفيدون من خدمات الهيئة التي وضعت ضمن أهدافها الاستراتيجية إسعاد هذه الشريحة من خلال توفير كافة الخدمات وربط هذه الموانئ بشبكة واي فاي ونظام كاميرات مراقبة لتسهيل عمليات التواصل والحماية.

المياه الجوفية

وأضاف: باشرت الهيئة بتقنين كمية المياه الجوفية التي يتم ضخها لأغراض تجارية وصناعية بهدف حماية الموارد الطبيعية بالإمارة وموارد المياه الجوفية على نحوٍ خاص التي تواجه ضغوطاً متعددة، حيث نجحت الهيئة باستبدال المياه الجوفية بالمياه المحلاة وذلك بعد التعاون مع احدى الشركات الخاصة من خلال توفير شبكة خطوط مياه للمزارع تعويضاً لأصحابها ووقف إهدار المياه الجوفية.

وأشار إلى أن الهيئة تقوم بدراسة مقترحات لإنشاء محميات طبيعية برية وبحرية للحفاظ على مكونات البيئة الطبيعية من تنوع بيولوجي، على أن تساهم هذه المحميات بالحفاظ على الموارد الطبيعية الحية، بالإضافة لوضعها كمنتج سياحي بيئي جديد والاستفادة منها في تنفيذ برامج تثقيفية وتوعوية لأفراد المجتمع وأهمية مكونات الأنظمة البيئية المختلف في مناطق الدولة، وتم تحديد مناطق خور المزاحمي والحليلة وسد شوكة كمحميات طبيعية.

وأكد الغيص على أن الهيئة حريصة على كل ما يسهم في الحفاظ على البيئة ومنها مشاريع تربية نحل العسل وإنتاجه وبيعه بالإمارة، حيث قامت الهيئة بإلزام جميع أصحاب المناحل والتجار في العسل بالحصول على الرخص المطلوبة، بهدف مكافحة الآفات التي تصيب المناحل.

وتطمح الهيئة من خلال مبادرة المليون وواحد شجرة لتحسين مؤشر البصمة البيئية، والوقاية من آثار التغير المناخي، وإضفاء منظر جمالي حضاري لتعزيز البيئة الصحية ونشر الوعي البيئي، وترسيخ ثقافة التنمية الخضراء وأهمية زراعة الأشجار المحلية قليلة استخدام المياه في المؤسسات والمنازل وغيرها، مثل أشجار السدر والغاف والسمر، وتقوم الهيئة بتوزيع شتلات هذه الأشجار مجاناً على مختلف الجهات بالإمارة وصولاً إلى توزيع أكثر من مليون شجرة بحلول عام 2020.

وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم رأس الخيمة، وبمتابعة سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة رئيس المجلس التنفيذي، قامت الهيئة بتنفيذ مشروع تشييد الحاجز المرجاني الصناعي كموئل للأسماك وذلك بتحديد المناطق البحرية لإنزال الكهوف الصناعية بهدف الحفاظ على الثروة السمكية وتنمية المخزون السمكي حيث تم إنزال 603 كهوف في 6 مواقع مختلفة على امتداد السواحل الشاطئية للإمارة.

وأشار إلى أن المشروع سيتم تنفيذه على عدة مراحل لزيادة أعداد الكهوف البحرية خلال الأعوام المقبلة، ليستفيد منها أبناء مهنة الصيد ومرتادو البحر من هواة الصيد والغوص، لافتاً إلى أن الفائدة من المشروع متعددة ومنها تنفيذ الدراسات لمجاميع الأحياء البحرية من الأسماك واللافقاريات التي تستقطبها هذه الكهوف وحماية التنوع الحيوي والموائل الطبيعية في الإمارة.

تطبيقات ذكية

وأوضح الدكتور سيف الغيص، أن الهيئة تسعى لتعزيز الابتكار والتميز في الأساليب الرقابية والتوعوية وإعداد تشريعات مبنية على برامج بحثية متخصصة تساهم في حماية البيئة والموارد الطبيعية؛ ولذلك فقد أطلقت الهيئة تطبيق «استدامة» الذكي، لتعزيز المشاركة المجتمعية في أنشطتها والاستفادة من التقنيات الحديثة في مجال التوعية البيئية، ويشمل التطبيق حاسبة البصمة البيئية تُمكن المستخدم من معرفة أثر نشاطه على البيئة بعد إدخال بعض البيانات المتعلقة باستهلاك المياه والطاقة وعدد السيارات ونوع النشاط وكمية النفايات المتولدة، وبعد استخراج النتيجة يقوم التطبيق بتوجيه بعض النصائح البيئية.

تطبيق البيرق

وابتكرت الهيئة تطبيق التفتيش الذكي «البيرق» بهدف إحكام المراقبة على الحركة الصناعية بالإمارة عن طريق تقسيمها إلى خمس مناطق جغرافية الأمر الذي يتيح فرصة اكتشاف المنشآت التي تعمل في هذه المناطق دون حصولها على أو تجديدها لترخيص الهيئة، وساهم التطبيق في تسهيل عمليات الزيارات التفتيشية للمراقبين البيئيين.

مبادرات مجتمعية

وأكد الغيص أن المبادراتالمجتمعية جزء رئيسي ضمن أهداف ورؤية الهيئة نظراً للدور المجتمعي في حماية البيئة والحفاظ على الشكل الجمالي والحفاظ على الثروات الطبيعية للأجيال القادمة، لافتاً إلى أن الهيئة طورت وابتكرت 29 مشروعاً ومبادرة استراتيجية لتحقيق عدد 11 هدفاً استراتيجياً في السنوات الثلاث القادمة، بهدف تعزيز الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 واستراتيجية حكومة رأس الخيمة 2018 ــ 2030.

رقابة ناعمة

وأضاف الغيص: أطلقت الهيئة 17 مشروعاً ومبادرة مبتكرة، مثل مبادرة «رقابة ناعمة لبيئة مستدامة» لتمكين المرأة من التطوع في الرقابة البيئية وتقديم خدمات القياس والتوعية البيئية من أجل بيئة مستدامة، حيث إنه ولأول مرة على مستوى العالم تقوم جهة حكومية بدعوة المرأة للقيام بدور رقابي على أسواق السمك والمطاعم فضلاً عن تقديم خدمة قياس جودة الهواء ونوعية مياه الخزانات بالمطاعم والمنازل والمؤسسات الحكومية والتعليمية والرقابة على السواحل والشواطئ، وبالتالي تقوم المتطوعات لأول مرة بإبداء ملاحظاتهن ومشاركتهن مع موظفات ومراقبي الهيئة في اتخاذ القرار بتوقيع مخالفات على مخالفي الاشتراطات البيئية وذلك وفقاً للقوانين البيئية الاتحادية والمحلية، وحتى تاريخه بلغ عدد المتطوعات في المبادرة 86 متطوعة من مختلف القطاعات يمثلن عدد 14 جهة حكومية وتعليمية واجتماعية.

فرق حماة البيئة الطلابية

ويقدم مشروع «فرق حماة البيئة الطلابية» مدخلاً جديداً للتوعية البيئية من خلال المدخل التعليمي ومنها إلى مختلف فئات المجتمع، وتعزيزاً لرؤية دولة الإمارات 2021 «متحدون في الرخاء» حماية البيئة، وتقوم الهيئة بتقديم الدعم الفني لفرق حماة البيئة الطلابية من خلال الدورات التدريبية المجانية بمقار المدارس، والمشاركة في تنظيم أنشطة بيئية توعوية وفعاليات في المدرسة وخارجها، وذلك بإشراف وتنسيق مع القيادة المدرسية ومديري النطاق، وبلغ عدد المدارس ورياض الأطفال المشاركة في المبادرة 17 مدرسة حكومية وخاصة وروضة أطفال بعدد 657 طالبا وطالبة، وعدد 21 مشرفا لهذه الفرق، وجار توزيع الزي الرسمي لهيئة حماية البيئة على نحو 478 طالباً وطالبة.

منظومة الجيل الرابع

وأشار الغيص إلى أن الهيئة تستعد للمشاركة القوية في جائزة رأس الخيمة للتميز الحكومي وفقا لمنظومة الجيل الرابع، حيث أمكن حصر وتصنيف 205 قدرات مؤسسية ما بين قوانين واتفاقيات ومراسيم ومنهجيات وأنظمة عمل وسياسات ولوائح وأدلة إرشادية، وتم وصف هذه القدرات من حيث الكفاءة والفعالية والتعلم والتطوير، فضلاً عن إدارة مئات المؤشرات والمقاييس الاستراتيجية والتشغيلية المرتبطة بها.

Email