«هيلي 8» ذاكرة الاستيطان الزراعي في الإمارات

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحظى منطقة العين بالعديد من المواقع الأثرية التي تم اكتشافها بعدة عمليات تنقيب على يد أمهر الخبراء، ليتم بعدها الإعلان عن تلك الأماكن ودعوة الجمهور للتعرف عليها عن كثب، كان آخرها موقع «هيلي 8» في العين.

وفي هذا الإطار نظمت دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي مؤخّراً جولة في موقع «هيلي 8» الأثري في منطقة العين الخضراء، حيث يعد الموقع أحد أقدم مواقع الاستيطان الزراعي في دولة الإمارات. وقامت الدائرة بالتشجيع على زيارة الموقع تزامنا مع استئناف أعمال التنقيب والبحث في «هيلي 8».

ترويج

تهدف دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي من خلال تنظيمها لتلك الجولات إلى الترويج للمواقع الأثرية في إمارة أبوظبي والمناطق التابعة لها بالتعريف بأعمال التنقيب والترميم والحفظ التي تجريها في مختلف المواقع الأثرية. لاسيما وأن خبراء الآثار في الدائرة حرصوا على استخدموا نظام لَيْزَرِي وتكنولوجيا حديثة لتسجيل العديد من المقابر الموجودة في منطقة العين تحديدا والتي تعود إلى العصر البرونزي، لتقديم صورة أشمل عن عصر ما قبل 4500 عام. وقاد عبد الله الكعبي وعمر الكعبي وحمدان الراشدي، خبراء الآثار لدى الدائرة، الجمهور الزائر إلى الموقع التاريخي حيث شاهدوا مجموعة من الاكتشافات الأثرية المستخرجة منه وكيفية استخراجها وتنظيفها وترميمها.

وفي السياق قالت موزة العامري، مسؤولة الاتصال في لدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي لـ «البيان»: شارك في الجولات التي تم تنظيمها إلى موقع هيلي 8 في منطقة العين إلى الآن أكثر من 621 شخصاً رغبة منهم في التعرف على طبيعة الحياة خلال مراحل تطور زراعة الواحات في الجزيرة العربية، لاسيما أن الموقع يحفل أيضا بالكثير من المكتشفات التي ساهمت بشكل فعلي في إدراج الموقع وغيره من المواقع الأثرية في منطقة العين على قائمة «يونسكو» للتراث العالمي.

محطات

وأضافت العامري: وعكف عدد من المشرفين على الموقع باستقبال الزوار وتعريفهم بأهمية الموقع، من خلال التوقف في عدة محطات، لفهم موقع المستوطنة وأهميتها التاريخية، والمدافن وطرق بنائها والمواد المستخدمة، والعصر الذي أنشأت فيه. كما تعرَّف الزوار على تفاصيل أكثر عن كل ما يتعلق بالخندق والبئر الموجودان في الموقع، والبعثات التي نقّبت في المكان، مع مشاهدتهم لأعمال التنقيب الدقيقة وبشكل مباشر.

وأكدت العامري على أن عمليات التنقيب في موقع هيلي8، بدأت سابقاً على يد آثاريين فرنسيين في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وعثر فيه على دلائل أولية على بداية زراعة التمور والقمح والشعير قبل 5 آلاف عام. كما ستستكشف أعمال التنقيب الجديدة المزيد في هذا الشأن، حيث سيعمل فريق العمل الذي يتضمن نخبة من آثاريين إماراتيين، على تحليل بقايا النحاس القديم الموجود في الموقع، وإخضاعها لاختبارات النظائر المشعة لتحديد متى بدأ استغلال النحاس والإتجار به في دولة الإمارات.

Email