يضم 30 ألف قطعة أثرية أشهرها أسلحة تقليدية من القرن 12

متحف عبد الملك القاسمي تراث يحكي مآثر الأجداد

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الشيخ عبد الملك بن كايد القاسمي، المستشار الخاص لصاحب السمو حاكم رأس الخيمة، أن دولة الإمارات اهتمت بالتراث وتوثيق حياة الآباء والأجداد منذ نشأتها على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وسارت على دربه القيادة الرشيدة في الاهتمام بالموروث الشعبي وتقديمه للأجيال القادمة، وتعريفهم بتفاصيل حياة الأجداد.

وأشار إلى أن المتاحف الخاصة في دولة الإمارات، إلى جانب القلاع والحصون والعديد من المواقع التي تؤرخ للتراث بمختلف أشكاله، تقدّم رسالة كبيرة بما تحتويه من تراث محلي أبدعه الآباء والأجداد في عصورهم السابقة، إضافة إلى المتاحف العامة، وخاصة متحف اللوفر الذي يعد دليل اهتمام قيادتنا الرشيدة بالمحافظة على التراث وتقديمه في أبهى صوره.

وأضاف القاسمي: «من هذا المنطق، أنشأت المتحف الخاص بمنطقة سيح الزهراء في رأس الخيمة، مع أول قطعة تراثية جمعتها في عام 1961، واليوم يضم المتحف أكثر من 30 ألف قطعة أثرية، أشهرها السيف المصنوع في سولجن الألمانية، والسيف البرتغالي الصنع من القرن السادس عشر الذي عثر عليه في جبال رأس الخيمة ومنقوش عليه صنع في لشبونة، إضافة إلى الأسلحة التقليدية الإسلامية التي تعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي، عصر الفاتح صلاح الدين الأيوبي».

رصد

وأشار إلى أن هدفه من بناء المتحف التراثي رصد تاريخ دولة الإمارات الأصيل والتغيرات التي حدثت فيه، وأنواع المنازل التي استخدمها الأجداد في الماضي ومحتوياتها من الأثاث والأدوات سواء لأهل الجبل أو الساحل، إلى جانب المخطوطات والمراسلات والمبيعات التجارية، إضافة إلى أكبر المصاحف القرآنية في العالم وأصغرها الذي يصل إلى إنش واحد.

وأضاف: «هواية جمع المقتنيات الأثرية وعرضها لاقت في السنوات الأخيرة رواجاً كبيراً في دولة الإمارات، على الرغم من أنها تكلف الملايين، بحكم ما يمثله التراث الإماراتي من ثقافة حضارية للأجيال القادمة كتاريخ توثيقي للزمان والمكان»، لافتاً إلى أن الحنين إلى الماضي يشكّل جانباً كبيراً في نفسي، ما جعلني أحرص على الاحتفاظ بكل ما له صلة بالتراث وجمع المقتنيات الأثرية، وبدأت بالتواصل مع التجار والمهتمين بالتراث، لشراء العملات والأثريات والخرائط والكتب والوثائق التاريخية والفخاريات.

مبايعات

وأشار القاسمي إلى أن أركان المتحف لا تخلو من نكهة التراث والذكريات التي لم تعاصرها الأجيال الحالية، والتي من ضمنها مئات الصور للمغفور له الشيخ زايد وإخوانه الشيوخ الحكام التي ترصد المراحل الأولى لتأسيس الاتحاد، إضافة إلى مخطوطات ورسائل المبايعات التجارية التي تعود إلى مئات السنين، وترصد خلالها المبايعات بين التجار في تاريخ رأس الخيمة القديم.

وأضاف: «تم منح المكتبة الشخصية التي تضمنت ما يقارب 3 آلاف كتاب جمعها على مدى أكثر من 50 عاماً إلى وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، وتغطي شتى ضروب المعرفة، مثل القضايا الوطنية السياسية والتاريخية والثقافية والتراثية والفقه، إضافة إلى مطبوعات المراسيم الرئاسية والقوانين الصادرة من الدولة، بهدف الإسهام في دفع جهود المكتبات العامة، وجعلها أداة فاعلة لنشر الوعي الثقافي، وترسيخ التراث الإنساني والحضاري، إضافة إلى خلق جيل يعشق القراءة مدرك لمسؤولياته وقادر على التعبير عن وطنيته وطموحاته بفكر واعٍ».

500 بندقية

وأوضح القاسمي: «يضم المتحف ما يقارب 500 بندقية تراثية يعود بعضها إلى سنة 1400 ميلادية، ومنها بندقية صُنعت عام 1430 كانت مهداة لأحد شاه إيران، ومكتوب عليها من اليسار إلى اليمين «نصر من الله وفتح قريب»، وصنعت في بريطانيا، إضافة إلى البنادق الكبيرة الحجم، وهي أشبه بالمدفع، ويصل طولها إلى 170 سنتيمتراً».

وأشار إلى أن البنادق القديمة تعد جزءاً أصيلاً ومعروفاً في تراثنا الشعبي، لأهميتها وارتباطها بالشجاعة واستخدامها في الحروب والحماية قديماً في دولة الإمارات، وخاصة إمارة رأس الخيمة، إذ حرص الآباء على إضافة لمساتهم الإبداعية على البنادق، من خلال ترصيعها بالذهب والفضة، مما جعلها من الرموز الأثرية لتاريخنا الأصيل.

سيوف القواسم

وقال القاسمي: «إن المتحف يضم ركن السيوف، وأشهرها سيوف القواسم التي تعود إلى 250 عاماً للدفاع عن مناطق الإمارة ضد الغزاة، إضافة إلى سيوف لم يُعرف مصدرها حتى الآن، وهي تنحني على جسد الشخص المقاتل، ويضم جرابه سكاكين، ويحمل نقوشات تعود إلى عام 1215 ميلادية، كما يضم المتحف خمسة سيوف للقائد صلاح الدين الأيوبي، تعود إلى عام 1231 ميلادية، والسيف المصنوع في سولجن الألمانية، والسيف البرتغالي المصنوع في القرن السادس عشر، الذي عُثر عليه في جبال إمارة رأس الخيمة ومنقوش عليه صنع في لشبونة».

وأشار إلى أن جناح السيوف يحتوي على أكثر من 1000 سيف مختلفة المصادر والأعمار، إضافة إلى مجموعة الأسطرلابات والأسلحة التقليدية الإسلامية التي يرجع بعضها إلى القرن الثاني عشر الميلادي.

مقتنيات

وأكد القاسمي: «تعلقي بالمقتنيات التراثية نابع من نهج قيادتنا الرشيدة التي تحتفي بالتراث، وتسخّر كل جهودها في سبيل المحافظة عليه والعمل على نشره بين صفوف الأجيال الجديدة، حيث تربطني علاقة قوية بمقتنيات المتحف، فجميع القطع غالية على قلبي، ولولا ذلك لما سعيت إلى اقتنائها والاحتفاظ بها».

ويحتوي المتحف على مئات الأواني الفخارية والخزف «القيشاني» بمختلف أحجامها التي يرجع بعضها إلى العصور الإسلامية، إضافة إلى الأواني المعدنية التي تتميز بجمال نقوشها ودقة صنعها وتنوعها، وكذلك ألواح خشبية نُقشت عليها آيات قرآنية بخط النسخ والكوفي، ومجموعة كبيرة ومتنوعة من المخطوطات والمصاحف الكبرى المنسوخة باليد، ومنها أكبر مصحف بالعالم، إضافة إلى أصغر مصحف يصل حجمه إلى إنش واحد وتم نسخه يدوياً، كما يضم المتحف آلاف العملات القديمة والأحجار الكريمة، والقيود الخشبية والحديدية لتقييد السجناء قديماً، والمدافع المستخدمة في الحروب، وغيرها من المقتنيات التي تسجل تاريخ الآباء والأجداد.

Email