أطلقت سجل إدارة المخاطر الاجتماعية في مؤسسة التنمية الأسرية

الشيخة فاطمة: الأسرة الإماراتية في تعاضد مستمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، أن تماسك أبناء الإمارات أثمر نجاحات كثيرة لهذا الوطن الكبير، برجاله ونسائه، مشيرة إلى أن الأسرة الإماراتية في تلاحم دائم وتعاضد مستمر، تسهم في بناء الأجيال، ومن خلال تنشئتها لأبناء مؤمنين بالمصير الواحد، فهي تشكل أحد الروافد المهمة لمسيرة صناعة الحاضر واستشراف المستقبل.

جاء ذلك خلال الزيارة التي قامت بها سموها إلى مؤسسة التنمية الأسرية أمس، واجتماعها بالإدارة العليا للمؤسسة، وإطلاق سموها سجل إدارة المخاطر الاجتماعية.

تهنئة

وتوجهت «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، بخالص التهاني وصادق الأمنيات، إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو حكام الإمارات، وسمو أولياء العهود ونواب الحكام، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني السادس والأربعين للدولة، سائلة الله تعالى أن يعيد هذه الأيام المباركة على وطننا الغالي، وهو أكثر منعة وقوة وصلابة ونمواً وتطوراً، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله.

وشهدت سموها في مركز أبوظبي، جانباً من الورش التدريبية لمشروع تنمية قدرات الطفل، ضمن البرنامج الاستراتيجي الحكومي «الطفولة المبكرة»، والذي أطلق المرحلة الأولى منه سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، في شهر مارس الماضي، وتنفذه مؤسسة التنمية الأسرية للأطفال والأمهات والمربيات في مراكزها كافة، ويهدف إلى رفع مستوى الخدمات المقدمة للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، وتنمية قدرات الأسرة للتعرف إلى الإمكانات والقدرات الكامنة لدى أطفالهم.

ورش تدريب

واطلعت سموها على سير العمل في مركز خدمة إسعاد المتعاملين في المركز والنظم الإلكترونية الحديثة، التي تستخدمها المؤسسة في استقبال جمهورها والمستهدفين من برامجها من جميع أفراد وفئات المجتمع، سواء كانوا أسراً أم أطفالاً أم شباباً أم كبار سن.

وتابعت سموها من خلال بث مباشر عبر الشاشات سير العمل في ورش التدريب لبرنامج الطفولة المبكرة من مركز مؤسسة التنمية الأسرية في مدينة العين.

استقرار الأسرة

وقالت سموها إن الإمارات وهي تحتفل بيومها الوطني السادس والأربعين، تؤكد عمق الاتحاد الذي صنعه المؤسسون الأوائل، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومن كان معه من الرجال المخلصين الذي آمنوا بأهمية الاتحاد وقوته ومنعته، وراهنوا على استمراره عبر السنين، وها هو اليوم بجهود أبنائه، يقف شامخاً، ويستمر في رفد العالم بالمفاجآت والمبادرات العالمية التي أدهشت الآخرين، فوقف له العالم احتراماً وتقديراً.

وأضافت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «إن ما تقدمه حكومة الإمارات لأبنائها كثير، وذلك لإيمانها بأن شعب الإمارات وكل من يعيش على أرضها، يستحق الأفضل على الدوام، وأشادت سموها بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، والتي أمر بتنفيذها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي تمثلت في توزيع مساكن وأراضٍ خاصة على المواطنين في إمارة أبوظبي، الأمر الذي سيسهم، وبشكل مباشر، في تعزيز وتماسك واستقرار الأسرة في الإمارة التي لا تقف الإنجازات فيها عند حد.

حب الوطن

ودعت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الآباء والأمهات والأبناء، إلى أن يكونوا على مستوى المسؤولية المنوطة بهم، كأفراد مؤثرين في المجتمع ومتأثرين بما يدور حوله.. مؤكدة دور الأسرة في حماية أبنائها ورعايتهم وتحصينهم بحب الوطن، وعدم التأثر بالأفكار الهدامة والضالة التي تستهدفهم، كما تستهدف غيرهم من الشباب في كل مكان، وأشارت إلى أن دور الأسرة لا يتوقف عند الرعاية فقط، بل إن عليها دوراً كبيراً، يتمثل في تحصين الأبناء وتثقيفهم وحمايتهم ومتابعتهم في كل الأحوال، وأن على الوالدين تقع مسؤولية الحفاظ على أبنائهم، وعدم تركهم ضحايا للفكر المنحرف والتقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، التي لا تسعى للبناء بقدر ما تحرض على الهدم.

رافق سمو الشيخة فاطمة خلال الزيارة، نورة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام، والدكتورة مها بركات مستشارة بالمكتب التنفيذي في حكومة أبوظبي، وكان في استقبال سموها لدى وصولها إلى المركز، مريم محمد الرميثي مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية، ومديرات الدوائر والمستشارات والخبيرات ومديرات الإدارات ورئيسات الأقسام، وعدد من موظفات المؤسسة.

وأطلقت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك خلال الزيارة «سجل إدارة المخاطر الاجتماعية»، الذي يأتي ترجمة لرؤية القيادة الحكيمة في استشراف وصياغة مستقبل التنمية الاجتماعية المستدامة، والتوجهات المستقبلية لها، في ظل المتغيرات الاجتماعية المتسارعة وتطوير السياسات الاجتماعية الاستباقية، للتعامل معها بكفاءة وفعالية، وفق أحدث الأسس العلمية، حيث اعتمدت مؤسسة التنمية الأسرية، مفهوم إدارة المخاطر الاجتماعية الناشئة «emerging social risks»، والناتجة عن المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية المتسارعة، كنهج تخطيط استباقي شامل ومتكامل للرصد والتنبؤ بالمخاطر الاجتماعية الحالية والمحتملة على المدى القريب والبعيد، ووضع الخطط الاستباقية بعيدة المدى على جميع المستويات، لتحقيق إنجازات نوعية لخدمة الإمارة.

ويسعى السجل إلى دراسة التغيرات الاجتماعية المتسارعة، وما تبعها من مخاطر مستجدة ظهرت مؤخراً، ومدى تطورها وارتفاع مؤشراتها بشكل سريع، وصعوبة اعتماد المسح الاجتماعي كمصدر لرصد القضايا الاجتماعية، من حيث الكلفة العالية والوقت المستهلك والحاجة لنظام إنذار مبكر لرصد مؤشرات المخاطر الاجتماعية والتدخل المبكر للتعامل معها، ما يقلل من الجهد والوقت وكلفة معالجة المخاطر، والحاجة لإطار يوحد جهود الجهات عبر القطاعات، لضمان تحقيق قيم ومؤشرات خطة أبوظبي وأهمية وجود نهج شمولي فاعل عبر القطاعات لرفع جودة وكفاءة ضوابط المخاطر الاجتماعية وتأثيراتها، من خلال توحيد جهود الجهات، وخفض النفقات والوقت المطلوب للتعامل مع المخاطر، والوصول لعدد أكبر من الفئات.

استشراف المستقبل

وأشارت مريم محمد الرميثي مدير عام المؤسسة، في كلمتها التي رحبت فيها بسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، إلى أن مؤسسة التنمية الأسرية، عملت على استشراف المستقبل في مجال التنمية الاجتماعية، من خلال دراسة وتحليل كافة الدراسات والتقارير التي تم إعدادها من قبل المؤسسة وشركائها الاستراتيجيين خلال عام 2017، لتسليط الضوء على مستقبل المحور الاجتماعي في إمارة أبوظبي، والمساهمة في إعداد مبادرات استباقية ومبتكرة لاستشراف مستقبل التنمية الاجتماعية في إمارة أبوظبي.

ونوهت بأن تحديات إدارة المخاطر الاجتماعية، تتطلب نهجاً تحليلياً متطوراً، يرتكز على تحليل المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية والصحية، وآراء المجتمع لفهم المخاطر ووضع السناريوهات المحتملة لتطورها، وتحديدها في مراحل مبكرة، والتدخل لمنع تصعيدها، وهذا ما سيسعى السجل إلى معالجته، إضافة إلى محدودية وصعوبة مقاييس ومعايير تقييم المخاطر الناشئة، من حيث شدة تأثيرها ومعدل تكرارها أو انتشارها والحاجة لتوطينها، إن وجدت، لارتباطها بتأثير هذه المخاطر في المجتمعات المختلفة، ومحدودية أنظمة رصد مؤشرات المخاطر في القطاعات المختلفة.

آليات ابتكارية

وقالت مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية، إنه، ومن خلال السجل تم تصميم معايير وآليات ابتكارية، تعتبر الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تضمن تقييماً منطقياً يعتمد دقة وشمولية البيانات وتوليد وبناء المعارف وتوظيف المفاهيم الحديثة وتطويرها وتوطينها، ووضع سيناريوهات المستقبل واختبارها، واتخاذ القرارات بشأن النماذج المستقبلية والخطط الاستباقية لتنمية المجتمع، إلى جانب ضمان تطوير العمل بين القطاعات المختلفة، لرفع عوامل الحماية الاجتماعية، ورفع كفاءة التدخل المبكر وتحديد المخاطر وفق مراحل تدفقها وافتراض القطاعات المعنية كياناً واحداً، وتقييم كفاءة ضوابط الخطر عبر القطاعات.

خطة خمسية

ولفتت الرميثي إلى أن الخطة الخمسية لاستشراف المستقبل لمؤسسة التنمية الأسرية، ارتكزت على محورين، هما محور تسليط الضوء على أهم التحديات والمخاطر المؤسسية التي تواجه المؤسسة حالياً، والتي ستواجهها في المستقبل من خلال قراءة وتحليل جميع مخرجات التقارير والدراسات وقنوات التواصل مع المستفيدين، بهدف تبني خطط تحسين وتطوير وتنفيذ فاعلة تتواكب مع الموجهات الحكومية الحالية والمستقبلية، واستشراف مستقبل التنمية الاجتماعية المستدامة والتوجهات المستقبلية لها، وأثرها في تنمية المجتمع واقتراح الحلول الاستباقية.

وتابعت: حققت المؤسسة، العديد من الإنجازات في 2017 في محاور التخطيط الاستراتيجي والخدمات والبرامج الاستراتيجية والتشغيلية والأنظمة الإدارية، واستمرارية الأعمال والموارد البشرية وقنوات التواصل مع المستفيدين، وتقنية المعلومات، فقد تم في محور الموارد البشرية تأهيل 38 موظفاً كمدرب معتمد، لتقديم برامج وخدمات، فيما قدم 7 موظفين من حاملي شهادة مدرب معتمد 43 برنامجاً وخدمة داخلياً وخارجياً، ضمن الخطة التنفيذية لبرامج وخدمات المؤسسة حتى نهاية شهر نوفمبر 2017، كما تم تنفيذ 11 دبلوماً تخصصياً في المجال الاجتماعي، شارك فيها 227 موظفاً وموظفة.

وفي محور الخدمات، حصلت المؤسسة على المركز الأول «مكرر»، في التعامل مع اقتراحات وشكاوى المتعاملين، ضمن تقرير مركز الاتصال الحكومي لإمارة أبوظبي، وتم تنفيذ 401 فعالية شارك فيها 21983 من المتعاملين، إلى جانب تكثيف البرامج والخدمات في المناطق البعيدة، وإطلاق منصات إلكترونية وأتمتة الخدمات بنسبة 80 %، علاوة على حصول المؤسسة على تصنيف أربع نجوم في مجال المعيار الدولي لتميز الخدمات.

وفي محور تقنية المعلومات، تم الانتهاء من تجهيز البنية التحتية، ومركز البيانات البديل 100 %، فيما حصلت المؤسسة على نسبة 3.5 في النضج المؤسسي للتحول الرقمي.

وفي محور الأنظمة الإدارية والمالية واستمرارية الأعمال، حققت المؤسسة نسبة 74.7 % لخطة استمرارية الأعمال، وحصلت على شهادة الأيزو 22301: 2012، وتبنت سياسة لترشيد النفقات، وزيادة الإيرادات، كما أتمتة الأدلة والسياسات والإجراءات.

وحول الإنجازات التي حققتها المؤسسة، ضمن محور التنمية الاجتماعية، قالت مريم الرميثي، إن المؤسسة أعلنت عن بدء العمل في منصة الأسرة، ضمن خدمة Elife، والتي جاءت بالتعاون مع شركة الإمارات للاتصالات، والتي تهدف إلى إثراء المحتوى الأسري الاجتماعي المرئي الهادف، الذي يسهم في تمكين الأسرة وإحداث تغيير إيجابي في اتجاهات وسلوكيات أفراد الأسرة، تحتوي على مجموعة من الأفلام التي يتم تحديثها بشكل دوري، والتي تهدف إلى توعية المجتمع بأهم المتغيرات والتحديات الاجتماعية، وكيفية التعامل معها، وبلغت المشاهدة للمنصة 49 ألف مشاهدة، كما تم إطلاق منصة التعلم الذاتي للأسرة، التي توفر للأسرة المصادر المختلفة في مجال الطفولة المبكرة من أفلام وألعاب تربوية، تساعد الأسرة في تطوير مهارات أطفالهم في سن الطفولة المبكرة، بلغ عدد المستفيدين منها 10 آلاف مستفيد.

تكريم

ونوهت الرميثي بأن المؤسسة، وخلال عام 2017، قدمت الدعم الفني والتخصصي لفريق عمل محور التنمية الاجتماعية، والمشاركة في إعداد أهداف المحور الاستراتيجية والمؤشرات الرئيسة ذات الارتباط، إضافة إلى المشاركة في استشراف مستقبل التنمية الاجتماعية في الإمارة، ووفقاً لمخرجات مبادرة سجل إدارة المخاطر الاجتماعية، وساهمت في إعداد الاستراتيجية الخاصة بخفض نسبة الطلاق في إمارة أبوظبي، وإعداد استراتيجية للتركيبة السكانية في إمارة أبوظبي، وإعداد دراسة خط الاستحقاق «الفقر».

وفي ختام الاجتماع، كرمت سمو «أم الإمارات»، فريق عمل الحفل الختامي لبرنامج سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للتميز والإبداع المجتمعي.

تخطيط استباقي لرصد المخاطر

قالت مريم محمد الرميثي مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية، إن السجل يتضمن 21 خطراً حالياً ومتوقعاً، وهو يعتبر أول سجل متكامل للمخاطر الاجتماعية الناشئة، وهو يحقق أحد أهداف استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل، والمتمثلة في التنمية الاجتماعية المستدامة والتوجهات المستقبلية لها، وأثرها في تنمية المجتمع، ووضع السياسات المستقبلية، حيث تم إعداد السجل، في إطار تطبيق مفهوم المخاطر الاجتماعية في إمارة أبوظبي، لرصد وإدارة المخاطر الاجتماعية بنهج تشاركي مع كافة الشركاء ذوي العلاقة، وهو يتضمن تحديد وتعريف وتقييم ‌المخاطر الاجتماعية، وفق تأثيراتها في الفرد والأسرة والمجتمع، ودرجة احتمالية حدوثها وحجم الفئات المعرضة والمتضررة، ومدى كفاءة الجهات في مواجهة الخطر، وتحديد أولويات المخاطر، وفقاً للتقييم النهائي للخطر والتخطيط للمخاطر الاجتماعية، بمحاكاة أفضل التجارب العالمية في مجال تنمية المجتمع، لتحديد الاستراتيجيات الاستباقية التطويرية في مجال السياسات والتدخلات المجتمعية، ومتابعتها وتحديثها دورياً، ورصد التقدم المحرز في إدارة المخاطر، مؤكدة أن السجل يعتمد آليات وأطر عمل ابتكارية لإدارة المخاطر الاجتماعية الرئيسة على النطاق الوطني «عبر القطاعات في الإمارة».

وحول ما أنجزته المؤسسة خلال عام 2017، قالت الرميثي: «لقد شهدت المؤسسة خلال هذا العام، العديد من الإنجازات على الأصعدة كافة، وهي الإنجازات التي ارتبطت بالخطة الخمسية لاستشراف مستقبل مؤسسة التنمية الأسرية 2017-2021، التي تم استعراضها ومناقشتها مع جميع الموظفين من ذوي الاختصاص في المؤسسة، من خلال ورش عمل موسعة في ديسمبر 2016، ووضع خطة لتطوير أداء العمل المؤسسي الداخلي، ضمن خطة استشراف المستقبل، والتي تتضمن الممكنات في عدة محاور، أهمها الموارد البشرية والتخطيط الاستراتيجي والخدمات وقنوات التواصل وتقنية المعلومات والأنظمة الإدارية.

Email