أولوية «صحة دبي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقول الدكتورة فاطمة البستكي، استشارية أمراض الأطفال والوراثة السريرية في مستشفى لطيفة، إن التطبيقات المحتملة في الطب الدقيق «الطب الشخصي»، كتحديد التسلسل في حالات طبية معينة، والفحص الجيني قبل الزواج، والتشخيص الوراثي قبل زرع النطاف في الأرحام، والتحري عن الاضطرابات الأيضية الوراثية لدى المواليد الجدد، تحظى باهتمام كبير من قِبل الدول، ومما لا شك فيه أن مشروع الجينوم الإماراتي يتصدر أهم برامج استراتيجية هيئة الصحة في دبي، ليس لأنه يخدم الرعاية الصحية ويخفض الإنفاق فقط، بل يجعلنا نشعر بأننا نسير على خطى الكبار الذين يفهمون ويقرؤون العلم والعالم بشكل مختلف.

واستطردت قائلةً: «مشروع الجينوم الإماراتي يحتاج إلى العمل بجدية لتطوير البنية التحية، وتأهيل الكوادر الوطنية، وتعزيز هذه الكفاءات من الناحية العلمية بالتواصل مع الجامعات المحلية، لإطلاق برامج جامعية في الاستشارات الوراثية وفي الطب الجينومي، وتعاونٍ وتنسيق بين الجهات المعنية، وبخاصة بين الجهات الرسمية، لتحقيق الانسجام في الأنظمة، وبناء وتعزيز التعاون الدولي مع مختلف المراكز البحثية من أجل بناء مشروع الجينوم الوطني واستدامته، وصياغة وتنظيم النواحي القانونية والأخلاقية المترتبة علي مشروع الجينوم عن طريق لجان تضم كل التخصصات المعنية‏، ووضع خطة متكاملة للتوعية والتثقيف في المشروع، نظراً إلى أهميته البالغة لصحة الفرد والمجتمع».

ولا شك أن مشروع الجينوم له فوائد كبيرة للإنسانية، حيث سيستطيع العلماء تقصي بعض الأمراض الوراثية عند الأشخاص وتحديد الجينات المسببة لها للوقاية منها مستقبلاً، كما أن هناك أملاً كبيراً مستقبلاً في أن يوفر الجينوم العلاج الأفضل للأمراض من حيث تخصيص العقاقير لكل مرض، حيث يفترض أن يتيح ذلك للعلماء ابتكار العقاقير التي تعالج مرضاً بتغيير طريقة عمل الجينات، وبما أن جينات كل شخص تؤثر في كيفية تفاعله مع عقار معين، فإنه يمكن إنتاج أشكال مختلفة من العقاقير للتطابق مع التكوين الوراثي لكل شخص.

من جهة أخرى، أعربت الدكتورة فاطمة البستكي عن فخرها بالتعاون المثمر والبناء بين هيئة الصحة في دبي والمتمثلة في مستشفى لطيفة وجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والمتمثلة في المركز العربي للدراسات الجينية، والذي حقق نجاحاً كبيراً، مطلع هذا العام.

وقالت إنه ومن خلال دراسة التقارير الطبية التي أعدها أطباء مستشفى لطيفة عن كل حالة من المرضى العرب واستنادًا إلى نتائج التحاليل الجينية لعينات دم المرضى أمكن الكشف عن العديد من الطفرات الجينية وتحديد علاقتها بالإصابة بالأمراض الوراثية المختلفة.

Email