بناء الإنسان محور عبور الإمارات إلى المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

يأتي بناء الإنسان في أولوية واهتمام القيادة الرشيدة لدولة الإمارات قبل أي شيء، لأنه هو الركيزة الأساسية لبناء مجتمع قادر على التحضر والبناء والعمل من خلال تسلحه بمختلف العلوم والمعارف الأكاديمية التي تؤهله ليكون فرداً صالحاً في المجتمع.

وتمتلك الإمارات مسيرة حافلة في تطور التعليم الذي مر بتغيرات متسارعة ليواكب طموحات القيادة الرشيدة ورؤيتهم الثاقبة للنهوض بالمجتمع وتأهيل أفراده ليتولوا زمام الأمور في المؤسسات الحكومية والخاصة، ولم يكن التعليم في منظورهم مقتصراً على تعلم أبجديات الحروف، بل حرصوا على توفير كافة الإمكانيات والسبل والتقنيات لبناء جيل مؤهل يمتلك الخبرة للتعامل مع التغيرات في الوظائف وسوق العمل.

والحديث عن التعليم في الإمارات لا يمكن حصره بفترة زمنية محددة، ولكن يمكن الإشارة إلى بدايته التي انطلقت من دراسة المطوع أو الكتاتيب البسيطة، وبعد ذلك أصبح يمارسه معلمون توفرت لديهم معرفة في علم من العلوم، وهكذا تطور التعليم في الإمارات من النمط التقليدي البسيط إلى شكل آخر من التعليم القائم على الدروس والمقررات والأنظمة والذكاء الاصطناعي.

وكانت دولة الإمارات أمام مرحلة تعليمية جديدة في عام 1971 حيث أولى المغفور له - بإذن الله - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التعليم منذ الأيام الأولى لتوليه قيادة الاتحاد عناية كبيرة، وذلك من قناعته بأن المستقبل يفتح ذراعيه لمن يمتلك ناصية العلم، وأن بالعلم يرتقي الإنسان، وبه يعلو البنيان، وبه أيضًا تخضرّ الصحراء وينتصر الإنسان على التحديات، وبالعلم يطيب العيش لمن أراد النهضة والتقدم والازدهار.

بعثات

حدثت قفزة كبيرة في مجال التعليم، فتأسست الوزارات الاتحادية، ومنها وزارة التربية والتعليم والشباب، ثم سميت وزارة التربية والتعليم، التي حملت على عاتقها مسؤولية الإشراف على التعليم في مراحله المختلفة، وانتشرت المدارس الحكومية المجهزة بأحدث الأجهزة والوسائل،.

وشاركت البعثات التعليمية القادمة من مختلف البلدان العربية دولة الإمارات في نهضتها الناشئة، وسارعت لتساهم في تطور التعليم الحديث، مما أدّى إلى زيادة نسبة المتعلمين في الدولة، وتعاقبت الخطط للقضاء على الأمية.

طورت وزارة التربية العديد من البرامج والوسائل لتطوير مخرجات العملية التعليمية والتي كان آخرها مشروع «التعلم الذكي» باستخدام التقنيات الحديثة، وشمل مختلف المناطق التعليمية، التي بدورها ساهمت في تطوير مشاريع وبرامج بالتنسيق مع الوزارة كان أبرزها مشروع «المدارس النموذجية».

امتلك التعليم في الإمارات كل أسباب النجاح ومقوماته بفضل الدعم اللامحدود من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، اللذين حرصا على مواصلة مده بالخبرات والكفاءات والخطط والمنهجية العلمية.

والموارد المتنوعة، ولهذا تعد دولة الإمارات هي الأقرب لتقديم نموذج استثنائي للتعليم من أجل التنمية المستدامة، وهي الأقرب لتحقيق هذا الهدف العالمي، الذي اعتمدته اليونسكو لأكثر من 100 دولة بما فيها الدول المتقدمة، وصاحبة المراكز الأولى، التي تعد الإمارات ضمن طليعتها.

استراتيجيات

وأثمر حرص الدولة في التعليم خلال السنوات الماضية على حدوث تغيرات على المستوى الثقافي والوظيفي، كانت أبرز نتائجه عمل أبناء الإمارات في مختلف الوظائف والتخصصات التي تتغير عاماً بعد آخر، وإلمامهم بالمهارات الأساسية التي تطلبها الوظائف في القطاعين الحكومي والخاص.

وإلى جانب ذلك تبنت الدولة استراتيجيات ومبادرات كثيرة منذ نشأتها لزيادة نسب التوطين في القطاع الخاص، وحرصت على تقديم الدعم والتسهيلات للموظفين العاملين في القطاع الخاص.

Email