بكم ومعكم نفدي الوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

هو يوم وطني بامتياز، يوثق حب الوطن ويستحضر التاريخ، بتخريج أحدث وأكبر دفعة من منتسبي الخدمة الوطنية الذين لبوا نداء الوطن في ميادين العز والشرف، واثقي الخطى ملتفين حول قيادتهم فخورين بجذورهم وهويتهم وانتمائهم لهذه الأرض الطيبة.

همم وجباه عالية تتسلح بالعزيمة والإرادة والتصميم وهي تحمل راية الحق وراية العز والفخار، بروح وطنية عالية عاهدت القيادة والشعب على افتداء الوطن بالروح والدم، ونصرة قضايا الحق والخير والإنسانية.

في كلية زايد العسكرية كان المشهد حماسياً، وكان الوطن يتجسد بأصوات هؤلاء الجنود البواسل وهو يعلو بالقسم افتداء له، بروح وطنية عالية تلبي نداء الواجب. نعم، نشعر بالفخر والاطمئنان على مستقبل الوطن، كما قال محمد بن زايد، وهو يخاطب هؤلاء الجنود، واضعاً ثقة القيادة بهم وبقدرتهم على أداء الواجب الوطني في شتى المواقع، فهم حصن الوطن وفخر كل بيت إماراتي.

كان المشهد التعبير الأصدق عن هيبة الوطن، ونحن نرى القائد يتوسط جنوده ويقول لهم بكم ومعكم جميعنا نفدي الوطن ليظل قوياً عزيزاً، ليذكرنا بالوالد القائد المؤسس زايد، رحمه الله، في المكان نفسه، عام 1990، وهو يشهد تخريج الدفعة الأولى من المتطوعين، ويعزز فيهم روح الفداء والبذل والعطاء دفاعاً عن الوطن والحق.

لم يختلف شيء، المكان نفسه والقسم نفسه، والروح الوطنية بالمستوى نفسه، وهيبة زايد كانت حاضرة أيضاً في هيبة محمد بن زايد، وهو يحيي الخريجين وكأنه يقول إن قيم زايد ما زالت فينا وتنتقل من جيل إلى جيل، لتبقى راية الحق مرفوعة ومصانة نحميها بأجسادنا وأرواحنا مهما عظمت التضحيات ومهما كبرت التحديات، فهذا وطن العطاء لن نبخل بالدم عليه. نموت ويحيا الوطن.

Email