هواة الفلك على موعد مع حدث استثنائي

شهب الأسديات ..سهم ناري يخترق الأرض

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في هذه الأيام كوكبنا على موعد مع زخات شهب الأسديات التي تسقط من السماء كالمطر وترسم لوحة فنية مضيئة.
وربما يتراءى للقارئ للوهلة الأولى أن شهب الأسديات التي تقترب من الغلاف الجوي للأرض وتخترقه يرجع تسميتها إلى برج الأسد لكن في الحقيقة أن برج الأسد يبعد عن هذه الشهب مسافات سحيقة.

وحقيقة شهب الأسديات التي ستكون ذروتها يوم الجمعة المقبل أنها عبارة عن غبار وحصى صغير تركها مذنب يدور حول الشمس كل 33.3 سنة، يدخل الغلاف الجوي وعند احتكاكه بالهواء يحترق ويبدو على شكل سهم ناري حيث تكون سرعته 62كم بالثانية.

ويعتبر الوقت الأنسب للاستمتاع برؤية هذه الزخات في منتصف الليل والاتجاه نحو الشرق، وعند الفجر يرتفع برج الأسد في السماء ويبلغ متوسط عدد هذه الزخات مابين 10 و20 في الساعة ويقوم المشاهد بالاستلقاء على الظهر و رصد السماء وانتظار بدء تساقط الشهب.

وتعتبر زخة شهب الأسديات من أجمل وأشهر زخات الشهب التي تتساقط على الأرض سنوياً، وهي تبلغ ذروتها في الفترة الممتدة بين 17 نوفمبر إلى صباح اليوم التالي  و تشاهد من كل العالم.

في الواقع، حدثت "عواصف الشهب" مرات عديدة أثناء زخة شهب الأسديات كما حصل في عامي 1833 و1966، حيث تم رصد تساقط عشرات الآلاف من الشهب خلال الساعة الواحدة. أما في السنوات الأخيرة وخصوصاً في أعوام 1999 و2001 و2002، تساقطت فقط بضعة آلاف من الشهب في الساعة الواحدة خلال زخات شهب الأسديات. ولكن ليس من المرجح أبداً أن يكون هذا هو الحال هذه السنة، في الواقع، سيشهد هذا العام انخفاضاً نسبياً في تساقط شهب الأسديات.

ما الذي يسبب زخة شهب الأسديات؟

سميت زخة شهب الأسديات بهذا الاسم لأن النقطة المركزية التي يبدو أنها صادرة منها (الاشعاع) تقع في كوكبة الأسد constellation of Leo،. تشكلت شهب الأسديات بفعل مذنب تيمبل-تتل Tempel-Tuttle الذي يعبُر من خلال النظام الشمسي الداخلي كل 33,3 سنة. وفي كل مرة يمر فيها المذنب قرب الشمس، فإنه يخلف وراءه ذيلاً من البقايا المتناثرة و التي تشابه حجم حبيبات الغبار. و عند تقاطع مدار الأرض بشكل مباشر مع تلك البقايا تحرق الاخيرة في الغلاف الجوي الارضي على شكل شهب لا معة. وقد عبر مذنب تيمبل-تتل آخر مرة في النظام الشمسي الداخلي عام 1988، وهذا الأمر يفسر سبب تراجع أعداد الشهب بعد أعوام 1999 و2001 و2002.
كيف تستطيع رؤيته؟

لمراقبة الشهب يفضل الاستلقاء على الظهر و رصد السماء وانتظار بدء تساقط الشهب. ولكن بالطبع يجب عليك أن تضع في حسبانك أن وجود أي تشويش ضوئي أو عائق ما مثل الأشجار الطويلة أو أضواء المباني القريبة، سيقلل من فرص مشاهدتك للشهب.
في أفضل الأحوال ستتم رؤية ما بين 10 إلى 20 شهاباً في الساعة. وبالطبع، القمر محاق في ليلة 17 نوفمبر  ، الأمر الذي يجعل بقية فترات الليل تغرق في ظلام دامس.

متى تستطيع رؤيته؟

لا تبدأ زخة تساقط الشهب بشكل كامل إلا بعد منتصف الليل، و يكون ذروته مع  اقتراب فجر اليوم التالي في حوالي الساعة 4:00 صباحاً.
شهب الأسديات تتحرك في مدار حول الشمس في اتجاه معاكس لاتجاه الأرض، فإنها سوف تصطدم بالغلاف الجوي للأرض بشكل مباشر في الفترة مابين الواحدة و حتى الرابعة قبل الفجر.
تسقط تلك الشهب بسرعة وهي 261 ألف كم في الساعة  ومن شأن هذه السرعة العالية أن تجعل من شهب الأسديات ساطعة للغاية إلى الدرجة التي تترك وراءها خطا لامعا.
و يتوقع الخبراء أن تحدث عاصفة شهابية للأسديات في سنة 2034، حيث من الممكن أن يصل معدل تساقط الشهب في تلك السنة إلى حوالي 2000 شهاب في كل ساعة.

 

 

كلمات دالة:
  • شهب الأسديات،
  • كوكب الأرض،
  • مذنب،
  • أمطار
Email