نظمته «غرفة دبي» بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي للدولة

المنتدى الإماراتي الفرنسي يدعو إلى شراكات مستقبلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظمت غرفة تجارة وصناعة دبي بالتعاون مع السفارة الفرنسية في الدولة وأعمال فرنسا، وهي الهيئة الوطنية المسؤولة عن دعم تدويل الاقتصاد الفرنسي ومجلس الأعمال الفرنسي، بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي إلى الدولة، منتدى الأعمال الإماراتي الفرنسي الذي شمل ثلاث جلسات نقاشية حول المجالات الرئيسية لآفاق التعاون بين الدولة وفرنسا وهي الفرص والتنقل والاستدامة، وذلك بحضور حشد من المسؤولين وكبار الشخصيات الاقتصادية في البلدين.

وخلال كلمته الافتتاحية، شدد حمد بوعميم، مدير عام غرفة دبي على أهمية المنتدى كمنصة حوار مبتكرة للشراكات الاقتصادية المستقبلية، مؤكداً أن المنتدى يكمل استراتيجية الجانبين لتنويع اقتصادهما وتطوير قدراتهما في صناعات جديدة.

ولفت إلى أن تعاون القطاعين الخاص الفرنسي والإماراتي سيصب لمصلحة اقتصاد البلدين لأن تبادل الخبرات وتعزيز التعاون والتنسيق المشترك في قطاعات جديدة ومبتكرة سيساعد الجانبين على المضي قدماً بخططهم التطويرية الاستراتيجية، مشيراً إلى وجود آفاق واسعة للتعاون في مجالات حلول المدن الذكية والعلوم والرعاية الطبية والبلوك تشين وغيرها في مجال التكنولوجيا المبتكرة.

وقال بنجامين غريفو، وزير الدولة الفرنسي لدى وزير الاقتصاد والمالية، إن اختيار الرئيس الفرنسي للإمارات كوجهة لأول زيارة رسمية له في الشرق الأوسط لم يكن صدفة، بل يعكس العلاقات المتينة التي تتميز بها البلدين، معتبراً أن المنتدى يمثل فرصة للاحتفاء بالشراكة بين الجانبين خصوصاً مع تطور التعاون الثنائي استعداداً لمعرض إكسبو العالمي 2020 دبي.

فرص

وفي الجلسة الأولى حول موضوع الفرص والتي حملت عنوان «كيفية تعزيز الابتكار: مقارنة مقاربة الإمارات وفرنسا»، والتي شارك فيها بنجامين غريفو، وهشام الشيراوي، النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة دبي، وإدريس الرفاعي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «فيتشر»، والدكتور نوح رافورد، الرئيس التنفيذي للعمليات في مؤسسة دبي للمستقبل.

وأكد الشيراوي أن الابتكار هو مسؤولية الجميع وهو عبارة عن منظومة متكاملة تساهم فيها الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع والأفراد والتعليم والبيئة، معتبراً أن مسؤولية رعاية الابتكار وتحفيزه تتكامل مع تعزيز الوعي حول دور كل فرد في الابتكار في مؤسسته ومكان عمله، مؤكداً في هذا المجال أن جميع الدول المبتكرة تمتلك تعليماً عالي المستوى وتمويلاً مناسباً لبيئة الابتكار ورؤية في الاتجاه الصحيح وأبحاثاً وتقارير توجهها نحو الأفضل بالإضافة إلى تقنية وتكنولوجيا تستثمر في المكان والزمان الصحيحين.

سهولة تنقل

وكانت الجلسة الثانية حول سهولة التنقل والتي حملت عنوان «سهولة التحرك الذكي: الطريق إلى التنمية المستدامة الإماراتية الفرنسية»، وشارك فيها محمد المعلم، نائب الرئيس الأول المدير العام في شركة «موانئ دبي العالمية» والمدير التنفيذي لجافزا، وعبد المحسن إبراهيم يونس، المدير التنفيذي لمؤسسة القطارات في هيئة الطرق والمواصلات، وجان تشارلز ديكو، الرئيس التنفيذي لـ «JCDecaux»، ولورنس باتلي، رئيسة مجلس إدارة وعضو مجلس الإدارة التنفيذي لـ «RATP DEV» فرنسا.

وتحدث المعلم عن أهمية التخطيط الحضري كعامل لتعزيز تنافسية جافزا، مشيراً إلى أن جافزا تستقبل يومياً 80 ألف سيارة وأكثر من 6000 شاحنة يومياً مما يوجب التخطيط السليم لتسهيل التنقل داخل جافزا التي تعتبر مدينة ضمن مدينة، مؤكداً أن أبرز التحديات المصاحبة لقصة نجاح وتميز دبي هي كيفية التعامل مع هذا النجاح والمحافظة عليه وتطويره خلال المديين القصير والبعيد من خلال تعزيز كفاءة الأعمال القائمة، وجذب استثمارات جديدة وخلق القيمة لها للعمل في جافزا.

وأشار عبد المحسن إلى أن الابتكار هو الحل الوحيد لمواكبة تطور دبي المذهل، معتبراً أن الابتكار هو الحل الوحيد للتخطيط السليم، ومشيراً إلى أن هيئة الطرق والمواصلات وضعت الابتكار أساساً في ثلاث ركائز وهي الريادة في مجال التنقل والإبداع في تقديم الخدمات وخلق القيمة في الخدمات والمبادرات.

وأشارت لورنس باتلي إلى العمل القائم لتحديث شبكة المترو في باريس وتحويل 70% من ابتكاراته وتحديثاته بحلول العام 2020 إلى آلية، والعمل خلال السنوات المقبلة لتخفيف الانبعاثات الغازية الضارة من وسائل النقل التقليدية لتكون صفراً.

وكانت الجلسة الثالثة حول الاستدامة وحملت عنوان «الطموحات المشتركة الإماراتية- الفرنسية حول طاقة المستقبل»، وشارك فيها سعيد الطاير، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، ومحمد جميل الرماحي، الرئيس التنفيذي لشركة مصدر، وجان بيرنارد ليفي، رئيس مجلس إدارة «EDF» فرنسا، وإيزابيل كوشر، الرئيس التنفيذي لمجموعة «Engie» في فرنسا.

رؤية

وقال سعيد محمد الطاير: «نسير وفق الرؤية الطموحة لقيادتنا الرشيدة الممثلة في سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للتنمية المستدامة، ورؤيتها الثاقبة في استشراف المستقبل وتحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071 لتأمين مستقبل سعيد وحياة أفضل للأجيال المقبلة، ورفع مكانة الدولة لتكون أفضل دولة في العالم، وكذلك استراتيجياتنا على المستويين الاتحادي والمحلي على النحو المنصوص عليه في رؤية الإمارات 2021، وخطة دبي 2021.

وتتمثل أولويتنا الاستراتيجية بأمن إمدادات الطاقة، وأن نصبح نموذجاً يحتذى على مستوى العالم في كفاءة واعتمادية الطاقة، والاقتصاد الأخضر والاستدامة. ودعماً لهذه الأهداف الطموحة، حققت الإمارات، ممثلة بهيئة كهرباء ومياه دبي، المرتبة الأولى عالمياً في الحصول على الكهرباء بحسب تقرير البنك الدولي لسهولة ممارسة أنشطة الأعمال 2018».

وأضاف: لدينا استراتيجية شاملة لقطاع الطاقة، وقد ترجمناها إلى استراتيجيات عملية، حيث نعمل على تأمين إمداداتنا من خلال تنويع مزيج الطاقة ليشمل 7% من إجمالي إنتاج الطاقة في دبي من الطاقة النظيفة بحلول عام 2020 و25% بحلول عام 2030 و75% بحلول عام 2050.

ولتحقيق ذلك، أطلقنا العديد من البرامج والمبادرات الخضراء بما في ذلك مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، والذي يعد أكبر مشروع للطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم بقدرة إنتاجية إجمالية تصل إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030.

ونعتمد في هيئة كهرباء ومياه دبي استراتيجية لتعزيز كفاءة الطاقة، ولدى الهيئة استراتيجية واضحة لإدارة الطلب على الطاقة والمياه، تسعى إلى خفض الطلب على الكهرباء والمياه بنسبة 30% بحلول عام 2030.

ومن جانبه، قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لـ «مصدر»: نعمل في «مصدر» اليوم مع شركائنا الاستراتيجيين في الإمارات وفرنسا لتعزيز التنمية المستدامة من خلال تطوير مشاريع الطاقة الشمسية على مستوى المرافق الخدمية وتقنيات تعزيز كفاءة الطاقة ومجالات النقل وتقنيات تحلية المياه وتحويل النفايات إلى طاقة فضلاً عن العديد من المجالات الأخرى.

تنسيق

ووقعت غرفة دبي مذكرة تفاهم مشتركة مع غرفة تجارة باريس التي تضم في عضويتها حوالي 650 ألف شركة عاملة في منطقة باريس التي تساهم بحوالي 30% من الناتج الإجمالي المحلي لفرنسا. ونصت مذكرة التفاهم على تعزيز التعاون والتنسيق في مجالات ريادة الأعمال والابتكار والتبادل الاقتصادي بما يساهم في تعزيز تطبيق خطة دبي 2021 وخصوصاً في قطاعات النقل والخدمات والصناعة والابتكار والتنمية المستدامة والصناعات الغذائية وسهولة التنقل والمجال الحضري.

ووقعت غرفة دبي مذكرة تفاهم أخرى مع شركة «ميديف إنترناشونال» لتأسيس هيئة تحفيز الحوار الاقتصادي بين مجتمعي الأعمال في الإمارات وفرنسا، يترأسها ماجد سيف الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة دبي وفريديريك سانشيز، رئيس مجلس إدارة «ميديف انترناشونال»، وتضم في عضويتها ممثلين من القطاع الخاص الإماراتي والفرنسي وهدفها تحفيز الحوار الاقتصادي، وتعزيز التعاون المشترك بما يحقق مصالح الجانبين.

توقيع

اتفاقيات تعاون

شهد منتدى الأعمال الإماراتي الفرنسي الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة دبي توقيع عدد من مذكرات التفاهم ومنها مذكرة تفاهم بين موانئ دبي العالمية وشركة أكو اند سيراج، كما تم على هامش المنتدى الذي جرى تنظيمه بالتعاون مع السفارة الفرنسية في الدولة وأعمال فرنسا، توقيع مذكرة أخرى بين مركز دبي المالي العالمي و«باريس يوروب بلايس». دبي- البيان

بعثة

نصت مذكرة التفاهم مع غرفة باريس على تشكيل لجنة تنفيذية تعمل على تنسيق زيارات الأعمال المتبادلة حيث ستزور بعثة تجارية من غرفة دبي باريس خلال النصف الأول من العام القادم في حين ستستقبل دبي بعثة تجارية من باريس خلال النصف الثاني من العام القادم.

واتفق الجانبان كذلك على تعزيز التعاون الأكاديمي وإنشاء برامج تبادل أكاديمية للطلاب والمعلمين بين جامعات باريس ونظيراتها في دبي، بالإضافة إلى توفير فرص تدريبية للطلاب الفرنسيين في شركات دبي.

Email