عائشة بن بشر في جلسة الإثراء المعرفي الثامنة لمبادرة «قدوة»:

قيادتنا هيّأت الفرص لشباب يديرون صروحاً كبيرة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر المدير العام لمكتب دبي الذكية، أن المرأة قيادية وتم تمكينها في الإمارات منذ تأسيس الدولة، مشيرة إلى أن القيادة الرشيدة حريصة دائماً على الارتقاء بدور المرأة وإتاحتها الفرصة لقياديات شابة تقود صروحاً كبيرة.

جاء ذلك خلال استضافة مؤسسة دبي للمرأة، الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، في جلسة الإثراء المعرفي الثامنة لمبادرة «قدوة»، التي أطلقتها حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، بمناسبة يوم المرأة الإماراتية للعام الجاري، بهدف ترسيخ ثقافة العطاء لدى المرأة الإماراتية بصفة خاصة وفي المجتمع عامة.

وتم تنظيم الجلسة في كلية دبي للطالبات بمقر كليات التقنية العليا، تحت عنوان «قيادة الابتكار والمستقبل الذكي»، بحضور أكثر من 60 طالبة في الصفوف المتقدمة ومديرة الكلية الدكتورة طريفة الزعابي وشمسة صالح المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمرأة، وأدارت الجلسة الإعلامية ديالا علي بتلفزيون دبي.

مبادرات نوعية

وأعربت الدكتورة عائشة بن بشر عن شكرها لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم على اهتمامها البالغ بالمرأة الإماراتية وحرصها الدائم على إطلاق المبادرات النوعية التي تهدف إلى تعزيز دورها كقيادية وعنصر فاعل في المجتمع.

كما وجهت الشكر لمؤسسة دبي للمرأة وجهودها المميزة في مبادرة «قدوة»، التي تعد منصة مهمة للتواصل المباشر مع الجيل الجديد، مشيرةً إلى أن مثل هذا النوع من المبادرات يحفز على بذل العطاء بمختلف أشكاله ويرسخه لدى الطالبات والمرأة بصفة عامة كقيمة أصيلة في المجتمع الإماراتي.

واستعرضت الدكتورة عائشة بن بشر في بداية اللقاء مراحل تعليمها ونشأتها في الوسط العائلي وكيف عاشت طفولتها في بيئة محفّزة على التعلم والقراءة، مؤكدةً أن والدها - رحمه الله - كان له دور كبير في تكوين شخصيتها الشغوفة بالمعرفة ودخول عالمها الواسع.

روح الاستكشاف

وأضافت بن بشر أن مكتبة والدها التي اعتبرتها كنزاً كبيراً فتحت لها باب القراءة وعملت على تنمية شغف التعلم وروح الاستكشاف لديها، وأكدت أنه لم يكن يمر يوم إلا وتطالع صفحة واحدة على الأقل من صفحات الكتب الموجودة وأن اهتمامها كان كبيراً جداً بالقراءة، مؤكدةً أنها اكتسبت المعرفة حول موضوعات مختلفة، ولم تكتف بمجال معيّن بل سعت لأن تكون ثقافتها متنوعة.

وفي ردّها على سؤال يتعلق بكيفية اكتشافها لميلها لتخصص التكنولوجيا والتقنيات، أكدت الدكتورة عائشة بن بشر أن أول اكتشاف كان في الثمانينات مع جهاز ماكنتوش «Macintosh» اشتراه شقيقها من الولايات المتحدة عند عودته من دورة تدريبية هناك، بالإضافة إلى جهاز ألعاب إلكترونية أهداه لها عمها.

وقالت «من هنا بدأت رحلة التعلم والدخول إلى عالم الإنترنت»، ثم انتقلت للحديث عن مسيرتها المهنية، التي بدأتها من مجال الاتصالات سنة 94، مضيفة: «بدأت براتب لم يتعد 4600 درهم آنذاك، لكنني كنت سعيدة للغاية لأنني وجدت نفسي في المجال الذي أحبه ويحمل تحديات تشجعني أكثر على النجاح فيه، فقد أتاح لي الفرصة التعرف أكثر إلى عالم التكنولوجيا والمعرفة واعتبره بمثابة نقلة نوعية في حياتي».

نقاط التحول

وعن أبرز نقاط التحول في مسيرتها العملية، تحدثت الدكتورة بن بشر عن دعم معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل لها خلال مسيرتها المهنية، واستذكرت الاتصال الشخصي من معاليه، وهي في إحدى الرحلات خارج الدولة، حينما استفسر عن موعد عودتها للإمارات، وترقّبها في يوم الغد لتغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتتفاجأ بن بشر في يوم الغد بإعلان توليها لمنصب المدير العام لمكتب دبي الذكية.

واعتبرت هذا الخبر نقطة تحول كبيرة وتحدياً في حياتها لبذل الجهود اللازمة في مجال التطوير الحكومي، وأكدت: «المنصب مسؤولية كبيرة جداً، ولا يمكن التفكير بالوظيفة فحسب والتركيز على المناصب بقدر تعلم كيفية فهم رؤية المؤسسة وكيفية المساهمة في بناء وطني من خلال هذه المهام الموكلة إلي».

وتابعت بن بشر: «قبلت هذا التحدي كامرأة إماراتية نشأت في بيئة محفزة على الابتكار كما أن قيادتنا وشيوخنا يحبون مقدرتنا على هذا التحدي، ويتبنون كل عنصر شبابي في الدولة».

وحول كيفية الوصول إلى مثل هذه المناصب القيادية، ذكرت بن بشر أن الشغف مهم في أي مجال للنجاح فيه، بالإضافة إلى روح الفريق الواحد وقالت: «نحن فريق واحد نعمل من خلال عدة برامج على توفير تجارب فريدة من نوعها على منصة دبي الذكية، وانطلاقاً من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، فإن هدفنا الرئيسي من هذا المشروع هو جعل دبي المدينة الأذكى والأسعد في العالم».

تجارب متكاملة

وعن فكرة مشروع «المدينة الذكية» التي بدأت في أكتوبر 2013 والوصول إلى هدف توفير خدمات تقنيات الاتصال اللاسلكي (Wifi) في كل مكان، ضمن نطاق التحول الذكي في دبي، أكدت الدكتورة بن بشر أن المكتب يعمل حالياً على هذا المشروع ودخل في شراكات استراتيجية مع عدة مؤسسات من أجل تحقيق هذا الهدف، وقالت: «نحن نعمل على تصميم تجارب كفؤة وسلسة ومتكاملة، ويجب أن تكون آمنة أيضاً تُراعي الخصوصية التامة للشخص».

وفي سياق حديثها عن الضوابط والمعايير المحددة في المجال العملي، انطلاقاً من تجربتها المهنية، أكدت ضرورة الحرص على الأمان خاصة عند نشر صور شخصية في مواقع التواصل الاجتماعي.

وخارج الإطار الرسمي للمهام الموكلة للمدير العام لمكتب دبي الذكية، أعربت بن بشر عن اهتمامها بالرياضة وثمنت في هذا الإطار مبادرة «تحدي دبي للياقة» التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي.

وعن طموح المدير العام لمكتب دبي الذكية قالت بن بشر: «طموحي الأول والأهم هو خدمة الوطن والمواطن ورد الجميل لوطننا الغالي الذي وفر لنا الحياة الكريمة وسبل التعليم المتميز»، ودعت الطالبات إلى الحرص على رفع راية الإمارات عاليا، قائلةً: «كل واحدة منكن هي علم ومسؤولة عن رفع راية بلدها».

بصمة إماراتية

وأثنت شمسة صالح المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمرأة على جهود الدكتورة عائشة بن بشر وبصمتها البارزة في المجال التقني وتكنولوجيا المعلومات. وقالت: «يشرفنا أن تكون الدكتورة عائشة بن بشر ضيفة على مبادرة قدوة عبر هذه الجلسة المتميزة مع الطالبات، فهي نموذج للمرأة الإماراتية صاحبة العطاء في المجال المعرفي والتخصصي، وقدوة في خدمة وطننا الغالي، ونتمنى أن تحذو الطالبات والأجيال القادمة حذوها في هذا المضمار».

وأضافت: «نحن ندرك الدور القيادي للدكتورة عائشة بن بشر في تمكين رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، لتحويل دبي إلى المدينة الأذكى في العالم، بالتعاون والتنسيق المشترك مع كل الجهات الحكومية في الإمارات، وما يقوم به مكتب دبي الذكية من جهود في هذا المجال»، مضيفة أن عائشة بن بشر مثال للمسؤولية الوطنية والعمل المخلص من أجل خدمة المواطن والوطن.

مجتمع آمن

قالت عائشة بن بشر، في تعليق لها عن بيئة العمل المتوفرة للمرأة الإماراتية: نحن نعيش في مجتمع آمن يوفر الحماية للمرأة ويساندها، كما أن المبادرات التي تقوم بها بعض المؤسسات على غرار مؤسسة دبي للمرأة ومجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين ساهمت بشكل كبير في تعزيز دور المرأة.

Email