مجلـس الوزراء يعتمـد الميزانية الاتحـادية حتى 2021 بـ 201.1 مليـار درهم

عقد مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أمس، جلسة استثنائية للمجلس في معرض الشارقة الدولي للكتاب اعتمد فيها الميزانية الاتحادية للوزارات والجهات الاتحادية المستقلة للأعوام 2018 -2021 بإجمالي 201.1 مليار درهم منها 51,4 مليار درهم للعام 2018 ومن دون عجز.

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال ترؤسه الاجتماع أن الميزانية الاتحادية بكل خططها وبرامجها تأتي ترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتوفير الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات وصولاً لرؤية الإمارات 2021 وأهداف مئوية الإمارات 2071.

وقال سموه: «من معرض الشارقة للكتاب ومن وسط 1.5 مليون عنوان للمعرفة.. ترأست اجتماعاً لمجلس الوزراء أقررنا خلاله ميزانية اتحادية بقيمة 201 مليار درهم حتى 2021»، وأضاف: «ميزانية العام المقبل 51.4 ملياراً خصصنا 43.5% منها للتعليم والصحة وتنمية المجتمع.. ولا عجز في الميزانية.. ولا عجز عن بلوغ أهدافنا التنموية».

وتابع سموه في تغريدات عبر حسابه في «تويتر»: «القراءة في الامارات مستمرة.. والتنمية في الامارات مستمرة.. هذه رسالتنا اليوم من المعرض.. ولا تنمية بدون كتاب.. ولا قوة لنا بلا معرفة».وأكد سموه أن «سعادة شعبنا ورفاهيته في المقام الأول لأولوياتنا وسنعمل على توفير المتطلبات والميزانيات والخطط كافة لمصلحته فهم مستقبل هذه الدولة ورأس مالها».

وقال سموه: «حريصون على المحافظة على المركز الأول لدولتنا وتقديم أفضل الخدمات وبأعلى المعايير ومن خلال تطبيق أفضل الممارسات المالية وحسن تقديمها لخدمة الوطن وأبنائه».

جلسة استثنائية

وقد ترأس سموه جلسة استثنائية لمجلس الوزراء ضمن أول اجتماعاته بعد التشكيل الأخير للحكومة وذلك بحضور الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.

واعتمد المجلس خلال جلسته مشروع قانون الميزانية العامة للاتحاد للسنة المالية 2018 بإيرادات تقديرية بلغت 51 ملياراً و388 مليون درهم ومصروفات تقديرية بلغت 51 ملياراً و388 مليون درهم ومن دون عجز.

وتوزعت اعتمادات الميزانية العامة للاتحاد للسنة المالية 2018 على القطاعات المختلفة، حيث حظيت القطاعات ذات العلاقة المباشرة بالمواطنين وخدماتهم بالنصيب الأكثر فقد تم تخصيص 26.3 مليار درهم لبرامج التنمية الاجتماعية بنسبة 43.5% من إجمالي الميزانية منها 10.4 مليارات درهم للتعليم بنسبة 17.1% من إجمالي الميزانية و4.5 مليارات درهم اعتمادات مخصصة للقطاع الصحي بنسبة 7.4% من إجمالي الميزانية.

وفيما يتعلق بقطاع الشؤون الحكومية تم تخصيص 22.1 مليار درهم وبنسبة 36.5% من إجمالي الميزانية للعمل الحكومي وتقديم الخدمات فيما تم اعتماد 3.5 مليارات درهم للمشاريع الاتحادية.

جدير بالذكر أن الميزانية ركزت بشكل كبير على توظيف الموارد المالية بشكل مستدام وتوفير أفضل الخدمات والرعاية التعليمية والصحية والاجتماعية للمواطنين والمقيمين وذلك في إطار رفع فعالية التخطيط المالي وتنفيذ الميزانية العامة تماشياً مع رؤية الإمارات 2021 في إدارة الموارد الحكومية بكفاءة والاستفادة من الشراكات الاستراتيجية.

كانت «وزارة المالية» قد عملت بالتنسيق والتعاون مع جميع الوزارات والجهات الاتحادية على ضمان وضع خططها وبرامجها وفقاً للاستراتيجية العامة المعتمدة للدولة.

رمزية

وعبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن سعادته لتواجده بين الجمهور والقراء والطلبة بشكل خاص في المعرض. وأكد سموه خلال كلمته للوزراء رمزية هذا الاجتماع كونه يعقد في أحد أهم التظاهرات الثقافية لدولة الإمارات وفي أهم المعارض العالمية في مجال النشر.

وقال سموه: «نجتمع اليوم بين الكتب والقراء وأصحاب الفكر لتأكيد التزامنا وتشجيعنا للجميع على القراءة وتحويل المعارف والعلوم إلى تطبيقات عملية تخدم تطلعاتنا». وأضاف أن «الكتاب هو وعاء العلم والحضارة والثقافة والمعرفة والآداب والفنون والوسيلة التي تمكنا من رسم قصة نجاحنا والمستقبل الواعد لأبنائنا».

وقال سموه: «بدأت حكومة المستقبل أول اجتماعاتها اليوم وسط ملايين الكتب.. شكري وتقديري لأخي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على هذا الصرح وهذه التظاهرة».

من ناحية أخرى وافق مجلس الوزراء على اللائحة التنفيذية للمرسوم بقانون اتحادي رقم /‏‏8/‏‏ لسنة 2017 في شأن ضريبة القيمة المضافة والتي سيتم تطبيقها اعتباراً من أول يناير 2018.

كما اعتمد المجلس وصادق ضمن جلسته على عدد من الاتفاقيات الدولية والتي تهدف إلى توطيد العلاقات الدولية.

51.4

مليار درهم ميزانية العام المقبل.. 43.5 % منها للتعليم والصحة وتنمية المجتمع

26.3

مليار درهم لبرامج التنمية الاجتماعية في توظيف مستدام للموارد المالية وتوفيراً لأفضل الخدمات.

10.4
 

مليارات للتعليم بنسبة 17.1 % و4.5 مليارات لقطاع الصحة
بنسبة 7.4 %

 

22.1

ملياراً للشؤون الحكومية بنسبة 36.5 %.. و3.5 مليارات للمشاريع الاتحادية

* سموه: لا عجز في الميزانية.. ولا عجز عن بلوغ أهدافنا التنموية

*  سعادة شعبنا ورفاهيته أولوياتنا وسنعمل على توفير المتطلبات لمصلحته

*  حريصون على المركز الأول لدولتنا وتقديم أفضل الخدمات وبأعلى المعايير

* نجتمع بين الكتب والقراء وأصحاب الفكر لتأكيد التزامنا وتشجيعنا على القراءة

*  بدأت حكومة المستقبل أول اجتماعاتها وسط 1.5 مليون عنوان للمعرفة

*  شكري وتقديري لأخي حاكم الشارقة على هذا الصرح وهذه التظاهرة

إعادة تشكيل

اعتمد مجلس الوزراء خلال جلسته قرار إعادة تشكيل المجلس الوزاري للتنمية برئاسة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، ووزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل نائباً لرئيس المجلس، وعضوية كل من وزراء الاقتصاد والصحة ووقاية المجتمع والدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي والدولة للشؤون الخارجية والدولة للشؤون المالية..

والطاقة والصناعة.. والتربية والتعليم.. وتطوير البنية التحتية والعدل والثقافة وتنمية المعرفة والتغير المناخي والبيئة والموارد البشرية والتوطين وتنمية المجتمع والدولة لشؤون التعليم العام والدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة. وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «أعدنا تشكيل المجلس الوزاري للتنمية اليوم.. لديهم مهام مستجدة.. ولدينا رؤية متجددة.. ولدى الشعب تطلعات».

مسؤولون:الميزانية ترسخ توجهات القيادة لتحقيق التنمية المستدامة

أكد مسؤولون أن حجم الميزانية الاتحادية الذي وصل إلى 201 مليار درهم حتى 2021، يرسخ توجهات القيادة الرشيدة لتحقيق استراتيجية التنمية المستدامة، ويتماشى مع ما تشهده الدولة من تطور في جميع القطاعات.

وقال معالي عبد الرحمن العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، إن حجم الإنفاق على القطاع الصحي ضمن الميزانية الاتحادية لدولة الإمارات 2018 يعكس حرص القيادة الرشيدة على الارتقاء بمستوى خدمات الرعاية الصحية وفق أعلى الممارسات العالمية في جودتها واستدامتها، لتفوق توقعات الأفراد باعتبارها ضمن القطاعات الحيوية الأكثر أولوية.

وأضاف معاليه: تأتي هذه الميزانية لترسيخ توجهات القيادة الرشيدة لتحقيق استراتيجية التنمية المستدامة 2030، وتأكيداً على وضوح رؤية قيادة الإمارات وصوابيتها في إطلاق المزيد من المشاريع نحو استشراف المستقبل ومئوية الإمارات 2071.

بدورها أوضحت معالي حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، أن تخصيص 43% من الميزانية الاتحادية العام المقبل، يعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه قادة الإمارات لإيلاء هذه القطاعات أولوية قصوى، والدعم الكافي لتنفيذ وتحقيق مستهدفاتها، خاصة أنها تعتبر حجر زاوية في تقدم أي مجتمع واستقراره.

وأضافت معاليها أن وزارة تنمية المجتمع لطالما أخذت على عاتقها تعزيز المفهوم التنموي وتكريسه في كافة ملفاتها ومشاريعها المجتمعية، انطلاقاً من الأهمية الكبيرة في جعل الشرائح المجتمعية المستفيدة من خدمات الوزارة عنصراً فاعلاً ومشاركاً في مسيرة تنمية الدولة، موضحة أن ذلك يتعزز من خلال استلهام الأفكار المبتكرة والإيجابية لتحقيق هذا الهدف.

وتابعت بوحميد أن الميزانية الاتحادية المخصصة للوزارة، يتم الاستفادة منها بالشكل الأمثل، كما يتم توجيهها بما يتلاءم وتنفيذ كافة مستهدفات وأجندة عمل كافة قطاعات الوزارة، والتي يخصص جزء مهم منها للارتقاء بمستوى معيشة ورفاهية المواطنين، خاصة أن قطاعاً كبيراً منهم توليهم الدولة اهتماماً ورعاية قصوى، مثل كبار السن والمرأة وأصحاب الهمم، وذلك عبر تقديم خدمات متميزة فضلاً عن الدعم المستمر لهم.

وأفادت بأن حكومة الإمارات وضعت نصب عينيها الاهتمام بتنمية المجتمع الإماراتي، وجعل أفراده مشاركين بفاعلية في خططه التنموية التي تستشرف مستقبلاً أفضل للدولة، وأن الوزارة وانطلاقاً من ذلك، تعمل على قدم وساق للاستفادة من التطور التكنولوجي لتعزيز هذا المفهوم، وأن النجاحات التي حققتها الوزارة في العديد من قطاعاتها، تؤكد أننا في طريقنا نحو تنمية فاعلة ومستدامة لكافة شرائح المجتمع الإماراتي.

أفضل الخدمات

بدوره، قال الدكتور محمد سليم العلماء وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، إن اعتماد الحكومة الرشيدة لميزانية مهمة في القطاع الصحي مبشر ويسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لوزارة الصحة ووقاية المجتمع نحو تقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة التي تفوق التوقعات من أجل مجتمع سعيد وتطوير نظم المعلومات الصحية وبناء أنظمة الجودة والسلامة الصحية.

وقال المهندس عبد الرحمن الحمادي وكيل وزاره التربية والتعليم للرقابة والخدمات المساندة، إن مشروع الميزانية العامة للاتحاد جاء متوافقاً مع الاحتياجات التنموية للدولة.

وأكد أن الحكومة تحرص على أن تكون في خدمة المواطنين والمقيمين ومستعدة دائماً لتلبية تطلعاتهم في إطار «رؤية الإمارات 2021» الهادفة إلى جعل الإمارات في مصاف أفضل 3 دول بالعالم بحلول عام 2021 الذي يصادف الاحتفال بمرور 50 عاماً على تأسيس دولة الإمارات.

مثقفون: انعقاد المجلس في حضرة الكتب يؤكد أن المعرفة حجر الأساس

عاش زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب صباح أمس، تجربة نوعية لا تنسى، حيث شهدوا زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى المعرض وتجوله في أروقته واطلاعه على مجموعة من الإصدارات وتوقفه لدى أجنحة العارضين وتبادل الأحاديث الودية معهم، وتوجت الزيارة بعقد اجتماع لمجلس الوزراء، في المعرض وهو ما يعزز دور الثقافة في تقدم الأمم.

فرحة عمر

تصف السعد عمر المنهالي رئيسة التحرير لمجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية بحماس هذا الحدث قائلة: «أولاً يعتبر وجود أعضاء مجلس الوزراء في المعرض سابقة الأولى من نوعها زمنياً ومكانياً، وهذا دليل على أهمية المعرض ويعطي انطباعاً لزواره عن أهميته ودوره الذي يتجاوز كونه مقراً لبيع الكتب حيث يضم فعاليات ذات مستوى نوعي إن كانت ثقافية أو سياسية أو اجتماعية.

ويقول محمد بن دخين المطروشي عضو مجلس إدارة جمعية الناشرين الإماراتيين، ومدير إدارة الإعلام والاتصال في هيئة الأوراق المالية والسلع حول أثر هذه الزيارة: نعلم جميعاً أن استراتيجية الإمارات «2021» بنيت في أساسها على اقتصاد المعرفة، وما كان انعقاد اجتماع مجلس الوزراء في مقر المعرض إلا مبادرة موضوعية وأساسية تؤكد أن المعرفة هي حجر الأساس والانطلاق.

ويحكي جمال إبراهيم الشحي مدير عام دار كتّاب عن انطباعه قائلاً: اجتماع مجلس الوزراء حدث كبير عندنا في دولة الإمارات، واختيار معرض الشارقة الدولي للكتاب مقراً للاجتماع لفتة جداً مهمة ورسالة واضحة جداً تقول إن الثقافة جزء أساسي في سياسة الدولة.

ويصف مصعب إبراهيم من دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي: بلا شك أن اجتماع مجلس الوزراء في مقر المعرض وجولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أروقته زادا من زخم المعرض، وشيء جميل ومبهج أن يتحول هذا العرس الثقافي إلى عرسين، وهو بمثابة تأكيد لأهمية الكتاب والمبادرات المعنية بالقراءة بمفهوم مستدام.

الشاعر عادل خزام قال: اجتماع مجلس الوزراء اليوم بين أروقة معرض الشارقة الدولي للكتاب ووسط الآلاف من الطلاب من مختلف المراحل الدراسية وبين متون الكتب التي تعبر عن ثقافة الشعوب إنما هي رسالة ذات أبعاد أولها أن الإمارات تركز على بناء جيل من الشباب وجيل المستقبل منذ الآن وهي دولة تخطط إلى المستقبل القريب والبعيد .

وهذا التخطيط يصب في عقول الأجيال القادمة بداية من الأطفال الصغار، وقد شاهدنا الوزراء وهم بين الطلاب يلوحون لهم وحالة من الفرح العالي مهيمنة على المعرض بسبب هذه المبادرة الرائعة، الرسالة الثانية هي أن الإمارات منفتحة على الثقافة العالمية وهو بلد يتبنى قيم التسامح والمحبة.

مشروع حضاري

بدوره، أكد أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب مدير عام معرض الشارقة الدولي للكتاب أن انعقاد اجتماع مجلس الوزراء في معرض الشارقة للكتاب يمثل رسالة إلى العالم بأسره أن الإمارات ترى في الثقافة والمعرفة والكتاب سبيلاً للنهضة وشريكاً في قيادة مشروع الدولة الحضاري.

وقال: إن زيارة سموه مع أعضاء مجلس الوزراء تؤكد أن ما كرسه المعرض منذ 36 عاماً برؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة نجح في تحويل الفعل الثقافي إلى محرك فاعل في قيادة تجربة الريادة والتميز التي تمضي فيها الدولة بسلسلة مبادرات ومشاريع معرفية.

تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز