«بريطانية دبي» تستضيف مؤتمر المعالجة الآلية للغة العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

استضافت أمس الجامعة البريطانية بدبي، في مقرها بمدينة دبي الأكاديمية العالمية، المؤتمر الثالث لمعالجة اللغة العربية باستخدام الحاسوب، الذي يهدف إلى النهوض باللغة العربية في شتى المجالات، وتنسيق الجهود لخدمتها والنهوض بها، وتماشياً مع المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وتماشياً مع توجهات الدولة نحو الذكاء الاصطناعي.

وأوضح الأستاذ الدكتور خالد فؤاد شعلان أستاذ علوم الحاسب بكلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات ورئيس برامج الماجستير في تخصص علوم الحاسب وتكنولوجيا المعلومات في الجامعة البريطانية لـ«البيان»، أنه مع التطور التكنولوجي الكبير واستخدام الحواسيب على نطاق واسع وفي مختلف مجالات الحياة، وما ترتب على ذلك من ثورة في مجال المعلومات والاتصالات؛ غدت الحاجة ماسة إلى المعالجة الآلية للغات الطبيعية من أجل تنظيم هذا الفيض المعلوماتي الهائل وتحقيق أكبر استفادة منه في أقل وقت وجهد وكلفة.

وأضاف أن اللغة العربية لم تكن بمعزل عن هذه الثورة، ولا عن التطور السريع في مجال اللسانيات الحاسوبية، فقد خضعت لعدد من المعالجات الآلية على اختلاف مستوياتها الصوتية والصرفية والنحوية والنصّيّة والدلاليّة، ويبدو ذلك واضحاً في التقنيات مثل الترجمة الآلية ومحركات البحث والتشكيل الآلي والتدقيق الإملائي والنحوي.

استقطاب خبراء

وقال إن المؤتمر الذي استقطب خبراء من كافة أنحاء العالم تلقى ما يفوق الـ70 بحثاً في هذا المجال من 20 دولة على مستوى العالم، فيما تم اختيار 37 بحثاً، حيث ناقش المؤتمر أبرز التحديات التي تواجه معالجة اللغة وتقنياتها الحاسوبية، والتي تتضمن الغموض والالتباس في اللغة كون اللغة العربية ثرية وتحمل معاني عدة للكلمة الواحدة، نظراً لغياب التشكيل، بالإضافة إلى صعوبة تحليل النصوص من الناحية الإيجابية والسلبية والمحايدة، فضلاً عن صعوبة التعرف على الصوتيات بشكل دقيق واستخلاص المعلومات من النصوص.

وأكد الدكتور شعلان أن أي تطور في مجال معالجة اللغة العربية الحاسوبية ينبغي أن يظل مرتبطاً بمعالجات تراعي خصائصها وسماتها من دون إغفال ما توصلت إليه معالجة اللغات الأخرى من نتائج، مشيراً إلى أن الهوة تبدو واسعة بين التقنيات اللغوية في اللغة العربية ومثيلاتها في اللغات العالمية التي حققت تقدماً كبيراً في هذا المجال.

وهو أمر يستدعي من الباحثين اللغويين والمطورين الحاسوبيين الوقوف عليه ودراسة أسبابه، ومن ثم بادرت الجامعة البريطانية في دبي بتنظيم واستضافة المؤتمر الذي يسعى إلى عرض أحدث المعالجات الآلية للغة العربية وتقييم ما أنجز من تقنيات تقوم على معطيات اللسانيات الحاسوبية، ويتطلع إلى فتح آفاق جديدة من شأنها النهوض باللغة العربية وتعزيز حضورها في حقل المعالجة الآلية.

Email