ولي عهد الشارقة يشهد العرض العسكري على كورنيش الخان

حصن الاتحاد 2.. بواسل قواتنا المسلحة درعٌ واقيـــة براً وبحراً وجواً

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، أن القوات المسلحة الإماراتية محط فخرنا واعتزازنا، فهي الدرع الواقية والحصن الحصين الذي يحمي مكتسبات الوطن ويصون خيراته ومقدراته.

جاء ذلك خلال حضور سموه عصر أمس وبحضور سمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة، العرض العسكري «حصن الاتحاد 2»، الذي نظمته القوات المسلحة على كورنيش الخان في الشارقة، أمام حشد جماهيري كبير من أبناء الوطن والمقيمين على أرضه، حيث عكست العروض الحية القدرات الاحترافية لأفراد القوات المسلحة.

كما شهد العرض العسكري إلى جانب سموهما الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام، ومعالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع ووزير دولة لشؤون المجلس الوطني، ومعالي عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي وزير تطوير البنية التحتية، ومعالي الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة، وخولة الملا رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، والفريق سيف الشعفار وكيل وزارة الداخلية، وعدد من قيادات ورؤساء هيئات وكبار ضباط تشكيلات القوات المسلحة وقيادات وزارة الداخلية وكبار المسؤولين وجمع من المدعوين.

عطاء

وقال سمو ولي عهد الشارقة «طالما ارتبط اسم الإمارات بالخير، وكانت دوماً سباقة في مساعدة المحتاج ومد يد العون للإخوان والأشقاء والأصدقاء في كل الظروف، تنفيذاً للرؤى الحكيمة والرشيدة لأصحاب السمو حكام الإمارات وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وسارت قواتنا المسلحة على نفس النهج، فقدمت التضحيات الجليلة لخدمة الوطن والدين، فلها في كل محفل وميدان إنجاز نفتخر به».

وأشاد سموه بجاهزية القوات المسلحة الإماراتية، والمستوى العسكري المتميز الذي وصلت إليه بتوجيهات ومتابعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث أصبحت اليوم من الجيوش عالية الجاهزية.

وأكد سموه أن تضحيات شهداء الوطن الذين قدموا أرواحهم الطاهرة لإعلاء راية الوطن ونصرة الحق، ستبقى خالدة في قلوبنا ومسطرة في سجل الشرف، وتستلهم منه الأجيال القادمة الطريق لمواصلة النهج القويم.

وترحّم سموه على شهداء الوطن الأبرار الذين ارتقوا خلال بسالتهم في ساحة الشرف. ودعا سموه المولى عز وجل، أن يحفظ جنودنا المرابطين في شتى المواقع القتالية، مؤدين مهامهم على أعلى درجات الانضباط والإتقان، حافظين أمن هذا الوطن، ورادعين كل من تسول له نفسه بأمن وسلامة الوطن.

وبارك سموه نجاح العرض العسكري «حصن الاتحاد 2»، مشيداً سموه بفريق العمل برئاسة معالي الفريق الركن حمد محمد الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة، وجميع قيادات ورؤساء الهيئات العسكرية في القوات المسلحة الذين عكسوا خلال العرض الجاهزية الكبيرة والمهارات التي يمتلكونها، مشيداً بمهنية وتفاني الجندي الإماراتي والروح المعنوية العالية وهو ما انعكس واقعاً ملموساً في محافل العز والفخر.

وتابع سمو ولي عهد الشارقة وكبار المسؤولين والحضور من خلال عرض «حصن الاتحاد 2» الذي يقام برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تشكيلات القوات المسلحة على أرض شارقة الأدب والفكر والإبداع التي تقف طوداً شامخاً وحصناً منيعاً في وجه الطامعين، ليقدموا أسمى وأنبل البطولات إيماناً بدورهم في حماية الأمة وعروبتها والذود عن حياض الوطن الغالي.

ومثل العرض معاني الكرامة والشرف واستعراض الدروع الراسخة والرجال المؤمنين بقيادتهم وبسلامة أرضهم وسمائهم وبحرهم، حيث ضم عمليات مشتركة شملت عدداً من أفرع القوات المسلحة، مع التركيز على قوة الرد السريع المدربة تدريباً عالياً من القوات البرية والبحرية والجوية وحرس الرئاسة والطيران المشترك.

وبدأ العرض بسيناريو تعرض موكب شخصية مهمة لهجوم إرهابي وكمين، حيث أظهر كيفية تعامل عناصر الحرس الخاص معه، عبر استطلاع جوي باستخدام طائرة السبر وفتح نقطة مراقبة باستخدام عناصر النيران المشتركة، بالإضافة إلى هجوم جوي وبحري على الجزيرة وبالدبابات وناقلات الجنود ودخول الجسر العائم، ومن ثم إخلاء المصابين فيما شاهد الجمهور أيضاً غارة جوية باستخدام طائرات «إف 16» والـ«ميراج» ثم إخلاء للرهائن باستخدام سلة الإخلاء الجوي وانسحاب جميع القوات ثم القفز الحر وعرض فريق الفرسان الجوي.

سيناريو

وكان «حصن الاتحاد 2» بدأ باستعراض سيناريو تعرض موكب وفد إماراتي رفيع المستوى يضم عدداً من الشخصيات المهمة لعملية تفجير من خلال سيارة مفخخة مسنودة بنيران معادية مباشرة من أسلحة رشاشة من قبل عناصر إرهابية لتغطية عملية التفجير المفخخ، حيث كان الوفد في زيارة لمقر الجنود الإماراتيين العاملين خارج حدود الوطن في مهمة عسكرية، وتم تكليف حرس الرئاسة بحمايته كونه يضم في صفوفه قوات النخبة الإماراتية، بالإضافة إلى دعم من مختلف تشكيلات القوات البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي.

ويصد الحرس الخاص للوفد الهجوم مباشرة، وينقل الشخصيات المهمة بعيداً عن مكان الاشتباك، لكن يتعرض الموكب لكمين آخر من مجموعة استخدمت آليات مفخخة ورماية مباشرة لإيقاف الموكب، ويستمر الاشتباك مع العناصر المعادية ويتدخل فريق الاقتحام الجوي للحرس الخاص المكون من بعض العناصر النسائية المتمرسة والمؤهلة، فيتم القضاء على العناصر المعادية وتأمين الشخصيات المهمة.

كفاءة

بعدها نفذت القوات المسلحة عملية نوعية ومتطورة لإنقاذ الرهائن بمساهمة جميع الوحدات القتالية ومكافحة الإرهاب والتدخل السريع البري والبحري.

وتابع الحضور مشاهد حية ومباشرة لما يؤديه الجنود البواسل وهم يقومون بمهامهم وواجباتهم في تخليص الرهائن وتحريرهم من المختطفين بدءاً من تحرك قوارب مطاطية لتنفيذ عملية اقتحام بري مبدئي من قبل عناصر الفرسان وعناصر العمليات الخاصة.

فيما تتجه إلى المنطقة أيضاً سفينة بحرية «غناضة» تتمتع بالقدرة على تنفيذ الرمايات المباشرة من قذائف الهاون من مسافات بعيدة دون لفت نظر العدو لوجودها، ثم ينشر حرس الرئاسة فريقاً من القوات المشتركة على أعلى درجة من التدريب والكفاءة وتكون مهمتهم التسلل إلى المنطقة باستخدام قوارب «زودياك» المطاطية والانتقال إلى البر لإنشاء مقر للمراقبة، ثم يتم تدخل عناصر الاقتحام الجوي.

وتبدأ بقدوم مروحيات «بيل» وعلى متنها قناصون دورهم التعامل مع الأهداف المعادية من الجو لإثارة الإرباك بين صفوف العدو وإشغالها عن تسلل القوات الخاصة والفرسان على الأرض عبر عناصر الاقتحام الجوي.

ثم تتم عملية إنزال جوي لعناصر قوات العمليات الخاصة للتدخل للتعامل مع الهدف بالتعاون مع العناصر الأرضية، ويتم الاشتباك الناري والاشتباك المباشر مع عناصر العدو والقضاء عليهم وإنقاذ الرهائن وإخلاؤهم إلى السفينة الحربية في المنطقة الآمنة.

وقدم فريق القفز الحر من العمليات الخاصة قفزة على ارتفاع 5000 قدم باستخدام المظلات القابلة للتوجيه، والتي تسمح لهم بالهبوط بدقة أينما أرادوا، حاملين علم دولة الإمارات.واختتم العرض بتقديم فريق فرسان الإمارات استعراضات جوية في سماء الحدث.

مهارات

وأكد العميد الركن محمد سعيد الجابري رئيس اللجنة المنظمة للعرض العسكري «حصن الاتحاد 2» أن العرض العسكري الذي نفذته وحدات رئيسة من القوات البرية والبحرية والجوية وحرس الرئاسة، جسد الشجاعة والتفاني والمهنية العالية، التي يتمتع بها منتسبو قواتنا المسلحة، فهي الدرع والسيف الذي يحمي مكتسباتنا الوطنية ويصون مسيرتنا الاتحادية في مواجهة التحديات والتهديدات التي تموج بها منطقتنا والعالم أجمع.

وأشار إلى أنه بفضل دعم قيادتنا الرشيدة أضحت قواتنا المسلحة مصنعاً حقيقياً للرجال والأبطال، نظراً لما تلعبه من دور مركزي في تعزيز التلاحم والهوية الوطنية والانتماء إلى الأرض الواحدة والشعب الواحد في مواجهة التحديات الواحدة وتمتين قوة الاتحاد وتجسيدها في مختلف المهام والأدوار التي تضطلع بها في مناطق شتى من العالم.

وثمن رئيس اللجنة المنظمة للعرض تعاون مختلف الدوائر في الشارقة وعملها على تسهيل مهمة تنظيم العرض، ما أسهم في إنجاح الحدث.وجدد رئيس اللجنة المنظمة عهد الوفاء والولاء لقيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأن تكون قواتنا المسلحة عند حسن ظن قيادتنا الرشيدة، وأن تكون وفية للوعد، أمينة على أرض الإمارات الطيبة وشعبها الغالي.

Email