مؤتمر الاتحاد الدولي يطرح أوراق عمل وأفكاراً رائدة

خبراء دوليون يناقشون في دبي مستقبل الطرق الذكية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

اختتمت أمس أعمال معرض ومؤتمر الاتحاد الدولي للطرق الذي استضافته إمارة دبي في المركز التجاري العالمي وانطلق الأحد الماضي، تحت شعار «حلول لانسيابية الطرق للقرن 21».

وقد شهد نقاشاً وتفاعلاً كبيراً وإنجازات مهمة في مجال المرور والطرق بصورة عامة وفي مجال السلامة المرورية والتكنولوجيا الحديثة فيما يتعلق بالطرق المستقبلية الذكية بصورة خاصة، كما نوقشت البنية التحتية المطلوبة للمركبات الذكية.

وأعربت المهندسة ميثاء بن عدي المدير التنفيذي لمؤسسة المرور والطرق في هيئة الطرق والمواصلات عن سرورها بالمخرجات التي تمخض عنها المؤتمر قائلة: «أهنئكم جميعاً على جهودكم الحثيثة في هذا الإنجاز الرائع، في أحد أهم المؤتمرات الهندسية المتعلقة بالطرق والمواصلات على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتم إثراء المؤتمر بالعديد من أوراق العمل والدراسات الأفكار الرائدة»، مضيفة «بأن شبكة الطرق التي نبنيها اليوم تعتبر أصولاً متينة وطويلة المدى وإرثاً للأجيال القادمة، وستساهم في تسهيل الحركة المرورية في المستقبل».

وتركزت الجلسة الختامية للمؤتمر على أهم الأفكار التي تم تبادلها، وأفضل الممارسات العالمية التي شاركت الهيئة في نقاشها حول السلامة المرورية، وتكامل المواصلات.

من جهته وجّه باتريك سانكي رئيس مؤتمر الاتحاد الدولي للطرق كلمة شكر لجهود هيئة الطرق والمواصلات في إنجاح الحدث، الذي وصفه «بالمبدع».

وفي ختام الجلسة تم تكريم الفائزين بجوائز الاتحاد الدولي للطرق، وهم الشؤون البحرية في وزارة النقل التركية، سي سي سي سي سيكوند لاستشارات الطرق السريعة، مكتب مشروع دائرة النقل في مقاطعة هوبي المموّل من البنك الدولي، آي إل و إف إس لشبكة المواصلات المحدودة، بارسونز، شركة جاي دبليو دينغ تاي للتقنيات البيئية، لويس يبرجر، نيسان الشرق الأوسط، مؤسسة إكسبريس واي الكورية، وترانسكوم كونسيستيك أند إنفوسيسغلوبال.

برامج

وفي جلسة أخرى استعرضت المهندسة هدى فخرو، مساعد وكيل وزارة الأشغال العامة في مملكة البحرين، والمهندس أحمد الحصّان الوكيل المساعد في قطاع شؤون هندسة الطرق التابع لوزارة الأشغال العامة، في دولة الكويت، والمهندس عمرو شعت مستشار وزير النقل في جمهورية مصر العربية، أبرز برامج البنى التحتية في بلادهم، وذلك خلال الورشة التي حملت عنوان: (أبرز برامج البنى التحتية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا).

جلسة

وأقيمت ضمن فعاليات المعرض والمؤتمر جلسة حوارية في قاعة (أم القيوين) بمركز دبي التجاري العالمي، ضمت نخبة من الخبراء والمختصين في السلامة المرورية، حيث استهل رتشارد بودن من مؤسسة طرق آمنة في الولايات المتحدة الأميركية حديثه عن أهمية تنظيم فعاليات مشابهة للاطلاع على التجارب العالمية في استخدام تقنيات وأنظمة النقل الذكية.

والتعرف إلى فرص وأساليب نقل وتوطين تطبيقات أنظمة النقل الذكية في تحسين السلامة المرورية، وتطوير التشريعات التنظيمية والنظامية في تطبيق التقنيات وأنظمة النقل الذكية لتعزيز السلامة المرورية.

وقال محمد فرحان من جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل في المملكة العربية السعودية، إن المملكة شهدت تطوراً كبيراً في مجال تحديث سبل الأمان والسلامة في صناعة المركبات، بهدف الحد مما ينتج عن الحوادث المرورية من وفيات.

الكاميرات الإلكترونية

وفي جلسة نقاشية أخرى تحت عنوان «سلامة مناطق العمل» في قاعة أم القيوين بالمركز جرى استعراض دور الكاميرات الإلكترونية في رصد سرعات السيارات، والفرق بينها وبين الكاميرات المثبتة على الطرق، ودورها في حماية مناطق أعمال وإنشاءات الشوارع، وحفظ حياة العاملين فيها، مشيرين إلى أن الكاميرات المثبتة يمكن كشفها من قبل السائقين.

وتجنب رصدها، في أن قدرة الكاميرات الإلكترونية على التخفي قد تجعل انتباه السائقين على أعلى درجة من الحذر، بل وتجبرهم على التزام السرعة المحددة، فضلا عن قدرة الكاميرات الإلكترونية على رصد سرعة أكثر من سيارة على أكثر من مسرب في وقت واحد، كما تم الحديث عن ضرورة وضع كاميرات قادرة على رصد استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة.

وكذلك حالات النعاس بحيث يتم إرسال ذبذبات للسائق لكي ينتبه، وكذلك تم الحديث عن أجهزة تعمل بالكهرباء تُربط بمؤخرة الشاحنات الثقيلة لتخفف من شدة اصطدام المركبات الصغيرة بمؤخرة الشاحنات عن طريق دفعها يمينا أو يسارا لتخفف من توغل حالة الاصطدام.

جيل جديد

وتنوعت أحاديث جلسة (الجيل الجديد من التنقّل الانسيابي) بمشاركات من هيئة الطرق والمواصلات في دبي وشركة كريم والاتحاد الدولي للمواصلات في بلجيكا ومؤسسة ميتروبوليتان التركية.

وبدأ الجلسة مُدّثر شيخة، مؤسس ورئيس شركة (كريم) بالحديث عن قصة شركة كريم، وكيف انطلقت بأعمالها في المنطقة إلى أن غطت شبكة خدماتها المغرب في شمال أفريقيا حتى باكستان في جنوب شرق آسيا.

ومن هيئة الطرق والمواصلات في دبي، قدّم محمد أبوبكر الهاشمي، مدير إدارة التخطيط وتطوير الأعمال في مؤسسة المواصلات العامة في الهيئة، عرضاً مرئياً حمل عنوان (الابتكار والارتقاء في التنقّل الحضري) و(دور خدمة الاستجابة الذكية لاحتياجات النقل)، تناول من خلاله عدداً من المحاور المهمة في هذا المجال منها: رؤية هيئة الطرق والمواصلات، عمل مؤسسة المواصلات العامة وهيكلها التنظيمي، نطاق طلب خدمة باص دبي، مزايا التطبيقات الذكية، التسويق والتوعية، مؤشرات الأداء الرئيسة وغيرها من المحاور الأخرى.

واستعرضت لوريان كريد، مدير عام الاتحاد الدولي للنقل في بلجيكا، آفاق عمل الاتحاد في مملكة بلجيكا ودور البيانات والمعلومات، التي شدّدت على أهميتها في تقديم خدمات نقل راقية للمجتمع، كما شدّدت في الوقت ذاته على ضرورة حماية المتعاملين وخصوصياتهم خاصة فيما يتعلق ببياناتهم الشخصية.

وختمت أسماء ديليك، نائب مدير بلدية مدينة إسطنبول بعرض مرئي حمل عنوان (الرحلة الذكية لمدينة إسطنبول)، استعرضت من خلالها عدة محاور منها عدد سكان مدينة إسطنبول البالغ 14,8 والتي تعتبر أكثر مدينة تركية وأوروبية اكتظاظاً بالسكان وتضم أكثر من 2,46 مليون سيارة.

بيانات

وفي جلسة أخرى حظيت البيانات والمعلومات الرقمية بنصيب وافر من الاهتمام في مؤتمر الاتحاد الدولي للطرق، كونها تمثل أحد العناصر الرئيسية في تخطيط وتطوير شبكة الطرق ووسائل المواصلات العامة.

وأكد المتحدثون في الجلسة التي خصصت لبرامج السلامة الطرقية القائمة على البيانات أن جودة المعلومات وقيمتها تعتمد على الأشخاص والموظفين الذين يقومون بجمعها ومن بينهم رقباء السير وضباط المرور في الحوادث المرورية.

وقال ستيفن لامبرت المتخصص في مجال السلامة المرورية ويعمل في بلدية أبوظبي، إن أول ما ينبغي معرفته بالنسبة لرجال المرور الذين يرفعون التقارير من مواقع الحوادث المرورية هو معرفة ما الذي يبحثون عنه بالضبط، وأين يبحثون عنه في مكان الحادث. وفي بداية حديثه طرح وولفانغ وينك الذي يدير شركة ألمانية تعمل في مجال السلامة المرورية السؤال التالي:

كيف يمكن الوصول إلى صفر حالة وفاة على الطرقات؟ وقال أنه لا توجد إجابة محددة على السؤال وإنما يمكن الحديث عن التحديات في هذا المجال، ومن أجل تجاوز هذه التحديات يجب الاعتماد على المبادرات الذكية من القطاعين: الحكومي والخاص، والالتزام بالمهنية تجاه سلامة مستخدمي الطريق، وأن تكون الدراسات المعتمدة لتخطيط وبناء الطرق مبنية على البيانات والإحصائيات الواقعية.

معايير

طالب خبراء في مجال السلامة المرورية بوضع معايير صارمة في المواصفات الخاصة بحواجز السلامة المرورية والمصدات التي توضع وسط أو على جانبي الطريق للتخفيف من الاصطدامات أو منع تدهور المركبات. واستعرض العالم والباحث في معهد المواصلات في ولاية تكساس الأميركية أكرم أبو عودة خلال جلسة بالمؤتمر أنواع الحواجز المرورية المتخصصة في تخفيف حدة اصطدام المركبات والتقليل من حالات الوفاة والإصابات الناتجة عن الحوادث المرورية.

Email