8 عمليات بمستشفى لطيفة في شهرين ومطالبات بسحبها من الأسواق

ألعاب الخرز المغناطيسية.. أمان غائب وثقوب مميتة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حذر أطباء جراحة الأطفال في مستشفى لطيفة من ألعاب الخرز المغناطيسية المنتشرة في معظم أماكن بيع لعب الأطفال لخطورتها الشديدة على الأطفال في حال ابتلاعها، بعد أن لوحظ في الشهرين الماضيين ازدياد حالات ابتلاع خرز اللعبة من قبل الأطفال وتحديداً من عمر 1- 3 سنوات، ما نتج عنه انسدادات وثقوب معوية خطيرة تؤدي إلى الموت في حال بقيت في الجسم لفترة طويلة.

وأضافوا إن بعض هذه الألعاب تفتقد إلى الحد الأدنى من الأمان والتحذيرات، وبالتالي يجب عدم السماح للأطفال مهما كانت أعمارهم باللعب بالمغناطيسات الصغيرة وأي ألعاب أو أجزاء تحتوي على المغناطيس، ومراقبة الأطفال بعناية أثناء اللعب والتأكد من أنهم يلعبون في بيئة آمنة بعيداً عن الأدوات المغناطيسية.

وقال الدكتور مأمون المرزوقي استشاري ورئيس قسم جراحة الأطفال بمستشفى لطيفة إن القسم اضطر لإخضاع أكثر من 8 أطفال لجراحات طارئة لاستخراج الخرز استدعت في غالبها استئصال جزء من الأمعاء، بالإضافة إلى إدخال بعض الحالات إلى العناية المركزة.

ولفت إلى ازدياد حالات بلع الخرز المغناطيسية والتي وصلت إلى 12 حالة هذا العام 2017، منها 8 حالات خلال الصيف، مؤكداً أن عددها انخفض عما كان عليه الحال قبل سنتين وخاصة مع ارتفاع نسبة الوعي لدى الأهل بمخاطر تلك الألعاب.

وطالب المرزوقي الجهات الرقابية في الدولة بسحب هده الألعاب من الأسواق فوراً، وخاصة بعد أن تم حظرها في العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة بعد اكتشاف بعض الحالات هناك، مشيراً إلى أن ابتلاعها يسبب حدوث ثقوب في الأمعاء مع نزيف قد يؤدي في حال إهماله وعدم تعامل الأهل معه بجدية إلى وفاة الطفل.

وقال إن عملية التوعية في هذا الجانب مهمة جداً وخاصة من قبل وسائل الإعلام التي ينبغي لها التحذير من مخاطر بعض الألعاب وخاصة تلك التي تباع في المناطق الحرة بأسعار زهيدة جداً، لافتاً إلى أن جميع الألعاب المصنعة من شركات عالمية يكون مكتوباً عليها الأعمار المناسبة للعبة والمخاطر التي قد تنجم عنها، في حين تخلو الألعاب المقلدة من هذه التحذيرات، وبالتالي تقع المسؤولية على الجهات الرقابية ومن ثم وسائل الإعلام.

مشاكل معقدة

وفي نفس السياق قال الدكتور عبد الرحيم مصطفوي استشاري أول جراحة الأطفال في مستشفى لطيفة إن ألعاب الأطفال التي تحتوي على قطع مغناطيسية صغيرة ويبتلعها الأطفال تؤدي إلى مشاكل معقدة وربما إلى الوفاة.

وأوضح أن أعمار الأطفال الذين غالباً ما يدخلون للمستشفى بعد تحويلهم من المستشفيات الأخرى تتراوح بين سنة وثلاث سنوات، لافتاً إلى أن أحد الأطفال الذين أدخلوا مستشفى لطيفة بقي شهراً كاملاً في المشفى بسبب حدوث ثقب في الأمعاء الدقيقة والغليظة وخضع لعمليتين جراحيتين وبقي لفترة داخل العناية المركزة، والحالة الثانية بقيت لعشرة أيام بسبب حدوث ثقب في الأمعاء والحالة الثالثة تم تشخيص الحالة مبكراً قبل حدوث أي ثقب في الأمعاء.

وحذر الدكتور مصطفوي من الألعاب التي تحتوي على قطع مغناطيسية سريعة التفكك والتلف ولا تتضمن أي معلومات أو تحذيرات عن محتويات تلك الألعاب، «حيث لاحظنا من خلال تجربتنا العملية في السنوات الماضية ورود عدة حالات إلى مستشفيات الدولة لأطفال تناولوا هذه القطع المغناطيسية عن طريق الفم مما أدى إلى التصاق هذه القطع بالأمعاء وترتب على ذلك حدوث ثقوب ونواسير والتصاقات في الأمعاء وكادت تؤدي إلى الوفاة لولا رعاية الله ثم التدخل الطبي والجراحي».

مناشدة

وناشد الدكتور مصطفوي جميع الجهات المعنية بما فيها وزارة البيئة والصحة بتشديد الرقابة على تلك الألعاب وسحبها من الأسواق لأن القطع المغناطيسية الصغيرة تجذب فضول وشغف الأطفال لشكلها ولونها وملمسها الناعم مما يجعلها محل اهتمام الأطفال لوضعها في الفم ومن ثم ابتلاعها.

وطالب بالحد من استيراد ألعاب الأطفال التي تدخل في تكوينها قطع حادة أو مغناطيسية وكذلك اشتراط وضع علامات تحذيرية وتحديد الأعمار المناسبة لهذه الألعاب من قبل مصنعي وموردي تلك الألعاب.

وأوضح أن الدور الأكبر يقع على كاهل الأسرة وتحديداً الأمهات وخدم المنازل لمنع وقوع الإصابات المرتبطة بابتلاع المغناطيسات وعدم السماح للأطفال الصغار جداً باللعب أو لمس الأغراض التي تحتوي على مغناطيس، ومراقبة الأطفال الأكبر سناً الذين يلعبون بمثل هذه الألعاب بحذر وعدم شراء مجموعات كبيرة من الألعاب التي تحتوي على قطع مغناطيسية صغيرة لأنه من الصعب جداً تتبع العدد الكبير من محتويات تلك الألعاب.

وبين أن شركات لعب الأطفال تلجأ عادة لخبراء التربية المتخصصين لتصميم لعب بطريقة مميزة تعمل على تنمية ذكاء الطفل وتعليمه أساسيات الحياة في السن المبكرة في نفس الوقت تقدم لهم المتعة والخيال وتساعد على توجيههم للتفكير بشكل سليم.

Email